الفأر ذو الذيل الرمادي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الفأر ذو الذيل الرمادي (gray-tailed vole) هو فأر حقل متوسط الحجم مع جلد ظهرى مصفر بني أو رمادي مصفر وذيل قصير مسود أو بني من الأعلى ورمادي فاتح تحته، كما إنّه مستوطن في وادي ويلاميت ويحدث من بالقرب من سكابوس وغريشام جنوبًا عبر وادي ويلاميت إلى بالقرب من يوجين، ويرتبط إلى حد كبير بالأراضي الزراعية وخاصة الحبوب الصغيرة والأعشاب المزروعة للبذور والمراعي الدائمة وحقول التبن وأماكن النفايات المزروعة بالأعشاب، وتصبح هذه الفئران أحيانًا وفيرة لدرجة أنّ تدابير التحكم ضرورية.

موطن الفأر ذو الذيل الرمادي

الفئران ذات الذيل الرمادي لها نطاق محدود منتشر عبر شمال شرق الولايات المتحدة، وتم العثور عليها على ارتفاعات منخفضة في جميع أنحاء وادي ويلاميت في ولاية أوريغون وفي منطقتين على الأقل شمال نهر كولومبيا في مقاطعة كلارك في واشنطن، وترتبط الفئران ذات الذيل الرمادي بشكل حصري تقريبًا بالأراضي الزراعية على ارتفاعات منخفضة ضمن نطاقها المحدود.

كما لقد قاموا بغزو الأراضي الحرجية سابقًا والتي تم تحويلها إلى الزراعة في أودية النطاق الساحلي والمتاخمة لوادي ويلاميت، وينخفض ​​عدد سكانها عادة في الشتاء حيث غالبًا ما يتم عزل التجمعات الصغيرة في موائل مجزأة، وداخل موطنهم يقومون ببناء أنفاق معقدة وواسعة وجحور تحت الأرض من 15 إلى 30 سم تحت السطح، ويستخدمون أحيانًا جحور الأنواع الأخرى، ويستخدمون الحقول الزراعية كشكل من أشكال الحماية من الحيوانات المفترسة وكمصدر للغذاء.

مظهر الفأر ذو الذيل الرمادي

يتشابه هذا النوع في المظهر والحجم مع أقاربهم فئران الجبال باستثناء أنّ ظهرهم يكون أكثر صفراء وذيلهم رمادي أكثر وغطاءهم العام أقل شيبًا، وأبعاد أجسامهم قريبة أيضًا من الثقوب الزاحفة، ومع ذلك قد تتجاوز كتلة أجسامهم 50 جرامًا وهو ضعف حجم الثقوب الزاحفة، ويبلغ متوسط ​​طول الفتحات ذات الذيل الرمادي 145 ملم، وفي الصيف يكون لديهم قشرة ظهرية صفراء بنية أو صفراء رمادية، ولونها أبيض مائل للرمادي وأقدامها رمادية، وذيلهم رمادي تحته وبني من الأعلى.

في الشتاء الشعر ذو الرؤوس السوداء يغمق ظهرها، ويتحول لون اليافعين من الرمادي إلى البني المائل للرمادي، ومن الناحية البطنية والظهرية وتكون أقدامهم رمادية وذيلهم رمادي مع شريط ظهرى أسود، وجمجمتهم عالية وناعمة ومقوسة بشكل جيد، وتبرز القواطع بشكل طفيف خلف الأنف في المنظر الظهري وعادة ما يكون طول الثقبة القاطعة أقل من 5 مم.

تكاثر الفأر ذو الذيل الرمادي والصغار

نظام التزاوج الخاص بهم غير معروف بشكل قاطع، ولدى الذكور بعض السمات مثل الخصيتين الصغيرتين نسبيًا التي تشير إلى الزواج الأحادي داخل النوع، وتشير السمات الأخرى مثل ازدواج الشكل الجنسي ونطاقات المنزل الأكبر التي يحتفظ بها الذكور إلى نظام تزاوج متعدد الزوجات، وفي هذا النوع كل من الإناث والذكور إقليمي، ولا يحتفظ أقارب الجنس الآخر بالتداخل بين نطاقات المنزل بمجرد أن يصبح الأحداث نشطين جنسياً.

يُعتقد أنّ هذا هو تكيف لتجنب زواج الأقارب، وتحتوي الفئران أيضًا على غدد ورك تفرز الزيوت المستخدمة في مجموعة متنوعة من وظائف الاتصال، وربما تعمل في عروض الهيمنة والاعتراف الفردي ووضع العلامات الإقليمية، وفي حين أنّ الوظائف الفعلية لهذه الغدد غير معروفة على وجه اليقين إلّا أنّها أكثر فاعلية خلال موسم التكاثر.

في المختبر الإناث التي لا يتجاوز عمرها 18 يومًا وتزن 12.5 جرامًا فقط قادرة على التزاوج وإنتاج نسل قابل للحياة، ومع ذلك فقد وجد أنّه على الرغم من أنّ أحجام القمامة كانت أكبر إلّا أنّ متوسط ​​كتلة النسل كان أقل بشكل ملحوظ وكان بقاء النسل حتى 18 يومًا أقل بكثير من الإناث التي تزاوجت لأول مرة في 28 يومًا، وأظهرت هذه الدراسة أيضًا أنّه حتى عمر 70 يومًا تقل أحجام القمامة بشكل عكسي مع العمر الذي تتزاوج فيه الإناث لأول مرة، ولكن تُعزى الكتلة الأقل عند الولادة إلى أحجام القمامة الأكبر.

متوسط ​​حجم القمامة الموجودة في البرية هو 4.4 صغار، ويمتد موسم تكاثرها من مارس إلى ديسمبر وتتراوح فترة حملها من 21 إلى 23 يومًا، وعندما تتكاثر الفئران ذات الذيل الرمادي مع فئران جبلية فإنّ نسلها الهجين الناتج يكون بمعدل بقاء أقل بشكل ملحوظ وعادةً ما يولد في فضلات أصغر.

يوجد حاليًا القليل جدًا من المعلومات المتاحة حول الاستثمار الأبوي للفئران ذات الذيل الرمادي، ومع ذلك فقد تمت دراسة سلوك الوالدين في عضو آخر من جنس (Microtus) بين فئران البراري (Microtus ochrogaster)، حيث يشارك كلا الجنسين في رعاية الوالدين، على الرغم من أنّ مشاركة الذكور قد تكون محدودة بسبب تدخل الإناث، ومن غير المعروف ما إذا كانت الفئران ذات الذيل الرمادي تظهر أنماط سلوك مماثلة.

لم يتم الإبلاغ عن عمر الفأرات ذات الذيل الرمادي، ومع ذلك فقد تم الإبلاغ عن العمر الأسير لأعضاء آخرين من جنس (Microtus)، فعلى سبيل المثال تتمتع فئران الغابات (Microtus pinetorum) بعمر أسير يبلغ 3.8 سنوات، وبالمثل فإنّ فئران الحقل (Microtus agrestis) والفئران الشائعة (Microtus arvalis) لها عمر أسير معروف يصل إلى 4.8 سنة، وتتمتع فئران البراري (Microtus ochrogaster) بأطول عمر معروف داخل الجنس عند 5.3 سنوات.

تواصل وإدراك الفأر ذو الذيل الرمادي

لا يُعرف الكثير عن التواصل بين الفئران ذات الذيل الرمادي بسبب نقص التجارب، وأحد أنواع الاتصالات المستخدمة في أنواع الفأر ذات الصلة هي الزيوت التي تفرز من غدد الورك، ويُعتقد أنّ هذه الغدد تعمل في عروض الهيمنة والاعتراف الفردي ووضع العلامات الإقليمية، وتمت دراسة هذه الغدد بشكل ضئيل داخل فئران ذات الذيل الرمادي ووجدت أنّها أكثر فاعلية خلال موسم التكاثر، ويعد التعرف على هذا النوع أمرًا مهمًا لأنّه يؤثر على سلوك الحيوان بما في ذلك استخدامه للفضاء والسلوك الاجتماعي، والقدرة على التعرف على الأقارب هي أيضًا طريقة لتجنب زواج الأقارب في هذا النوع، وليس معروفًا تمامًا كيف يتم التعرف على الأقارب أو تطويره.

الفأر ذو الذيل الرمادي وعادات الطعام

الفأر ذات الذيل الرمادي هي آكلة العشب في المقام الأول، وترتبط بشكل شبه حصري بالأراضي الزراعية وخاصة الأعشاب المزروعة للبذور والحبوب الصغيرة والمراعي الدائمة للبقوليات والأعشاب، ويسكنون عادة المحاصيل العلفية التي توفر غذاءً وغطاءً وفيرًا، ومن ثم فقد استفاد هذا النوع من الممارسات الزراعية، وفي حين لم يتم دراسة النظام الغذائي المحدد للفئران ذات الذيل الرمادي على نطاق واسع فإنّ بعض مكونات نظامها الغذائي تشمل الأعشاب والبرسيم والبصل البري والهندباء الكاذبة، كما أنّها تزدهر أيضًا على البرسيم الأبيض والتفاح والبلو جراس والأعشاب في المختبر، وكانت الدراسات التي تبحث في افتراس الحشرات بواسطة الفئران ذات الذيل الرمادي غير حاسمة.

الفأر ذو الذيل الرمادي والافتراس

الفأر ذات الذيل الرمادي مظللة وهو تكيف مضاد للحيوانات المفترسة شائع في العديد من أنواع الفئران، كما أنّها تتجنب السلوكيات المفترسة عن طريق بناء أنفاق تحت الأرض، وترتبط الفئران أيضًا بالحقول الزراعية والتي توفر غطاءً كثيفًا من الحيوانات المفترسة، وبعض الحيوانات المفترسة الشائعة لهذا النوع تشمل البوم والصقور والثعالب والظربان والقطط المنزلية والوحشية، وهذه هي الحيوانات المفترسة الشائعة للعديد من أنواع الفئران الأخرى أيضًا.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: