الفيروسات والربو

اقرأ في هذا المقال


يُصيب العديد من الفيروسات الجهاز التنفسي، ويمكن لبعض هذه الفيروسات أن تُحفز العديد من الآليات المناعية والحساسية القادرة على تعزيز بدء أو تفاقم أمراضاً مثل الربو.

الفيروسات والربو

  • إن الربو هو مرض التهابي طويل الأمد يصيب الشعب الهوائية في الرئتين، ويتميز بأعراض متغيرة ومتكررة، وإعاقة لتدفق الهواء العكس ، والتشنج القصبي الذي يسبب بسهولة، وتشمل الأعراض: نوبات من الصفير والسعال، وضيق الصدر وضيق التنفس، وقد يحدث هذا عدة مرات في اليوم أو عدة مرات في الأسبوع، وقد تتفاقم أعراض الربو في الليل أو مع ممارسة الرياضة.
  • إن الربو ناتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والالتهابات الفيروسية التنفسية، وتشمل العوامل البيئية التعرض لتلوث الهواء والمواد المسببة للحساسية.
  • لا يوجد علاج معروف للربو، ولكن يمكن علاجه بسهولة ومنع الأعراض عن طريق تجنب المحفزات، مثل مسببات الحساسية ومهيجات الجهاز التنفسي، وقمعها باستخدام الكورتيكوستيرويدات المستنشقة، ويمكن استخدام ناهضات بيتا طويلة المفعول (LABA) أو عوامل antileukotriene ، وعادة ما يكون علاج الأعراض المتفاقمة بسرعة باستنشاق ناهض بيتا 2 قصير المفعول عن طريق الفم، أو عن طريق الحقن الوريدي في الحالات الشديدة.
  • تعد الالتهابات الفيروسية التنفسية هي السبب الرئيسي لتفاقم الربو، وإن العدوى الفيروسية التنفسية هي السبب الأكثر شيوعاً لأمراض الصفير وتفاقم الربو لدى الأطفال والبالغين.
  • عند الأطفال الصغار ، يمكن أن تؤدي الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الفيروسية عند الأطفال الصغار إلى ظهور أعراض التهاب القصيبات الحاد والخناق والصفير المتكرر.
  • يبدو أن الفيروسات خاصة تلك التي تصيب الأطفال في وقت مبكر من الحياة وخاصة الفيروس المخلوي التنفسي، وعندما يكون الجهاز المناعي لا يزال في مرحلة النضج، قد تسبب تغيرات في جهاز المناعة، مما يجعل هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالحساسية والربو.
  • قد تعمل الفيروسات كعوامل بيئية أو مفاتيح تعمل على تشغيل جينات الربو، مما يتسبب في ظهور ربو جديد.

آلية تسبب الفيروسات لمرض الربو

  • تشير الدراسات الحديثة إلى فيروسات الجهاز التنفسي وغيرها من الفيروسات تصيب الشعب الهوائية السفلية، وأن الخلايا الظهارية المصابة تساعد في بدء الاستجابات المناعية للفيروس، وأن هذه الاستجابات المناعية لها تأثيرات مضادة للفيروسات، ولكنها تزيد من التهاب مجرى الهواء وقد تزيد من أعراض البرد وانسداد مجرى الهواء.
  • تشير دراسات أخرى إلى أنه قد تكون هناك تفاعلات محددة بين الاستجابات الالتهابية التي تُسببها الحساسية والفيروسات، والتي تساهم في تقليل الخلل الوظيفي في مجرى الهواء في الربو.
  • قد يكون ضعف استجابات الخلايا الليمفاوية الشبيهة بالنوع الأول من النوع الخلايا التائية المساعدة (T-helper) أثناء الالتهابات الفيروسية، عامل خطر للإصابة بأمراض فيروسية أكثر شدة في المرضى الذين يعانون من الحساسية والربو.
  • يمكن لفيروسات الجهاز التنفسي تجاوز الدفاعات المناعية، وغزو خلية تنفسية أخرى.
  • إن الخلايا المعنية للعدوى الفيروسية التنفسية هي الخلايا الظهارية، أو الخلايا المبطنة للممرات الهوائية، وعندما تحدث هذه العدوى فإن ذلك يحول الخلية إلى مصنع لصنع الفيروسات، وبمجرد أن تمتلئ الخلية بالفيروسات، فإنها تنفجر، وبالتالي تطلق آلاف الفيروسات لغزو خلايا الجهاز التنفسي الأخرى، كما تمتلك الخلايا المصابة آليات دفاع مدمجة خاصة بها، فبمجرد اصابتها بالعدوى فإنها تُطلق  وسطاء من الالتهاب في مجرى الدم.
  • إن مخلص تُسبب الفيروسات للربو يكون من خلال ثلاث نظريات أساسية هي: التسلل المباشر، والتسلل غير المباشر،  وتحفيز العصب السمبتاوي.
  • يكون التسلل المباشر من خلال إصابة بعض فيروسات الجهاز التنفسي مثل الفيروس المخلوي التنفسي وفيروسات الانفلونزا ونظائرها، بشكل مباشر المسالك الهوائية السفلية، وتسبب تلفاً للخلايا الظهارية في مجرى الهواء، مما ينتج عن ذلك  تحفيز مباشر للأعصاب السمبتاوي وإطلاق علامات الالتهاب، وهذا قد يُفسر سبب إصابة الأنفلونزا بالربو بشدة.
  • يكون التسلل غير المباشر عن طريق إطلاق الفيروسات أثناء التهابات مجرى الهواء العلوي مثل فيروسات الرشح، والتي قد تخترق بشكل مباشر الممرات الهوائية السفلية، مما يتسبب في التهاب مجرى الهواء السفلي، وربما يحدث هذا فقط عندما تكون نزلات البرد شديدة، وكما أن الأفراد الذين يعانون من الحساسية معرضون بشكل متزايد للإصابة بنزلات برد شديدة، ويؤدي التهاب مجرى الهواء إلى تهيج العضلات الملساء مما يؤدي إلى حدوث تشنج قصبي وأعراض الربو.
  • يكون تحفيز العصب السمبتاوي من خلال تعزيز الفيروسات لتأثير الناقل العصبي أستيل كولين، وبالتالي تسبب ما يسمى تشنج القصبات الانعكاسية، وقد يتم تحفيز هذا التأثير بشكل مباشر عن طريق الفيروسات أو بشكل غير مباشر بواسطة وسطاء الالتهاب، ويمنع دواء مضادات الكولين هذا التأثير، وبالتالي يفتح الشعب الهوائية.
  • كما أن هناك نظرية تفترض أن الاستجابة التحسسية قد تعزز التكاثر الفيروس، جنباً إلى جنب مع الاستجابة الالتهابية.
  • كما أن الفيروسات قد تغير جهاز المناعة بطريقة تجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالحساسية، مما يجعل هذا الشخص أكثر عرضة للإصابة بمجموعة فرعية من الحساسية من الربو مثل حساسية الربو، وقد يزيد تكاثر الفيروس من التهاب الحساسية، بما في ذلك التهاب مجرى الهواء السفلي، لإثارة أعراض الربو.
  • وفي النهاية إن الغزو والانتشار الفيروسي يؤدي إلى تحريض الخلايا الالتهابية والوسائط، والتي تعزز نفاذ مسببات الحساسية والسمات المميزة للربو بما في ذلك الالتهاب والصفير عند التنفس وانسداد مجرى الهواء وجينات الربو، مما يؤدي إلى تطور وتفاقم الربو.

المصدر: الكتاب"أساسيات علم الفيروسات"المؤلف"فؤاد شاهين"/20042021/"Book"Human Viruses: Diseases, Treatments and Vaccines"Author"Shamim I. Ahmadالكتاب"رحلة الإنسان مع الفيروس"المؤلف"سعد الدين عبد الغفار"/20042015/"Book"Pathophysiology and epidemiology of virus-induced asthma"Author"Akihide Ryo


شارك المقالة: