القط السمّاك وصغاره

اقرأ في هذا المقال


عادة القطط لا تحب الماء وبالتأكيد لا تسبح أليس كذلك؟ وهذا صحيح فقط بالنسبة لبعض القطط حيث البعض الآخر يحب الماء في الواقع! فالقط السمّاك أو القط صياد السمك (Fishing Cat) هي قطط الصيد وهي واحدة من أفضل السباحين حولها، ومن المفترض أن تتجول القطط في الأرض أثناء صيد الحيوانات البرية الصغيرة، وقطط السماك موطنها جنوب آسيا ولا يُعرف سوى القليل جدًا عن سلوك هذه الماكرات الليلية المراوغة والموئل والسكان وعاداتهم.

مظهر القط السمّاك

هي أكبر من قطة منزلية وتتكيف قطط السمّاك لصيد الأسماك بشكل جيد مع صيد الأسماك وهي فريستها الأساسية، فجسمها عميق الصدر وأرجل قصيرة ورأس عريض وكبير وذيل قصير، والفراء القصير الخشن لونه رمادي أشيب ومختلط باللون البني، وتوجد بقع بنية داكنة متطاولة مرتبة في صفوف طولية تمتد على كامل الجسم، وهناك ستة إلى ثمانية خطوط داكنة تمتد من الجبهة إلى العنق، والأجزاء السفلية بيضاء ومنقط، والرأس كبير وعريض نسبيًا والكمامة ممدودة إلى حد ما.

عيونهم قزحية مخضرة وآذانهم قصيرة ومستديرة نوعًا ما مع وجود أسود على الظهر وبقع بيضاء بارزة في المنتصف، والأرجل قصيرة مع وجود قضبان مميزة للكوع، والذيل أقل من نصف طول الرأس والجسم وسميك نسبيًا وله سلسلة من الحلقات غير المكتملة برأس أسود، وأقدامهم الأمامية مكشوفة جزئيًا وتبرز أطراف مخالبهم من أغمادهم حتى عند التراجع تاركًا بصمة مسار مميزة.

إحدى السمات البارزة هي البنية متعددة الطبقات لفرائها وهو تكيف حاسم للحياة في الماء، وبجانب الجلد توجد طبقة من الشعر القصير كثيفة بحيث لا يستطيع الماء اختراقها، ومثل الملابس الداخلية الحرارية المريحة يساعد هذا المعطف على إبقاء الحيوان دافئًا وجافًا حتى أثناء رحلات الصيد الباردة، وتنبت من خلال الطبقة الأولى طبقة أخرى من شعر الحماية الطويل الذي يعطي القط نمطه ولمعانه اللامع.

توزيع وموطن القط السمّاك

قطط الصيد وصغارها لها توزيع متقطع في جنوب شرق آسيا وشمال الهند وسريلانكا، وبدأ البحث عن قط الصيد في عام 2009 فقط ولكن يُعتقد بالفعل أنّه انقرض في فيتنام وفي جزيرة جاوة، حيث في غضون ذلك لا توجد سجلات مؤكدة في جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية ومعلومات شحيحة من ميانمار وتايلاند، ومع ذلك أكدت إحدى الدراسات الاستقصائية أنّ السكان يعيشون في محمية بيم كراسوب للحياة البرية في جنوب غرب كمبوديا (PKWS)، وهي أحد الموقعين فقط في كمبوديا حيث تم تسجيل قطط الصيد منذ عام 2003.

على الرغم من أنّه يعتقد أنّها تحدث في سومطرة إلّا أنّه لا توجد سجلات تاريخية محددة، وقد ثبت أنّ السجلات الأخيرة خاطئة ولا يزال وجودها هناك لم يتم تأكيده، ويتم توزيع قطط السمّاك على نطاق واسع ولكنها تتركز بشكل أساسي في موائل الأراضي الرطبة، والتي يتم توطينها وتدهورها وتحويلها بشكل متزايد.

توجد هذه القطط مع صغارها عادةً في عدد من الموائل المائية بما في ذلك غابات المستنقعات ومستنقعات المنغروف والمناطق المزروعة بكثافة على طول الأنهار والجداول، وتم تسجيلها على ارتفاعات تصل إلى 1525 مترًا في جبال الهيمالايا الهندية حيث تتكرر النباتات الكثيفة بالقرب من الأنهار والجداول، وقد لوحظت أيضًا في الموائل المتدهورة مثل برك تربية الأحياء المائية.

وجدت دراسة أجريت على جزيرة جاوة أنّ قطط الصيد تعيش في الأراضي الرطبة الساحلية، ووجدت دراسة أخرى للقياس عن بعد في حديقة وطنية في نيبال أن قطط الصيد كانت نشطة في الليل فقط وقضت معظم وقتها في الأراضي العشبية الكثيفة وأحيانًا بعيدًا عن الماء، وتم تأكيد وجودهم في كمبوديا فقط في عام 2009 وتوزيعهم في ذلك البلد غير معروف بشكل جيد، ويصعب التعرف على قطط الصيد هناك نظرًا لتشابهها مع الاختلافات الكبيرة في الحجم الجغرافي النمر القط حيث أنّ الصغار أو الأحداث من كلا النوعين متشابهة جدًا بصريًا.

التكاثر والصغار القط السمّاك

من المفترض أن تكون هذه القطط متعددة الأضلاع على مدار السنة، ويقال إنّ لهما نداء تزاوج مميز لكون الدعوة لم يتم وصفها، ويتم إنشاء أوكار في شجيرات كثيفة أو قصب أو أشجار مجوفة أو في شقوق صخرية أو في أماكن منعزلة أخرى، وشوهدت القطط في البرية في أبريل ويونيو وولدت في حديقة حيوان فيلادلفيا في مارس وأغسطس.

في مجال رعاية الإنسان تكون الإناث التي تتعرض لضوء النهار الطبيعي نشطة بشكل تناسلي على مدار العام وتميل إلى الدوران شهريًا، ويعاني البعض من فترة الحمل الكاذب، حيث تحاكي هرموناتهم الحمل ولا يدورون لمدة شهرين تقريبًا، وتحدث الإباضة العفوية عند الإناث حوالي 57٪ من الوقت مما يجعل التلقيح الاصطناعي صعبًا وتنضج قطط الصيد جنسيًا في عمر 1.5-2 سنة.

ويولد من واحد إلى أربعة قطط وعادة ما يكون اثنان بعد 63-70 يومًا من الحمل، ويزن حوالي 170 جرامًا عند الولادة، وتفتح أعينهم هذه القطط بعد ستة عشر 16 يومًا ويؤخذ اللحم حوالي 53 يومًا ويتم فطام القطط ما بين أربعة وستة أشهر، ويبلغ حجم البالغين ما بين ثمانية إلى تسعة أشهر والشباب مستقلون بين 12 – 18 شهرًا، ويتركون أمهاتهم عادة عندما يبلغون من العمر 10 أشهر، حيث تتعلم القطط الصيد من خلال مراقبة أمها، وفي عمر 10 أشهر تكون قطط الصيد الصغيرة جاهزة للمغامرة بمفردها.

ولا يقوم الذكر بمساعدة الأنثى برعاية الصغار ولكن يُعتقد أنّ الذكر البالغ في البرية قد يساعد في رعاية الصغار والإشراف عليهم ولكن هذا لم يتم التحقق منه، كما أنّه لوحظ أنّ الذكور في الأسر يساعدون الإناث في رعاية الصغار وتربيتهم، وقد عاش الفرد الأسير حتى سن 12 عامًا، أي يمكن أن تعيش قطط الصيد حتى سن المراهقة المتأخرة في رعاية الإنسان، وفترة الحياة في البرية غير معروفة ولكن من المفترض أنّها أقصر بكثير، ولا يُعرف سوى القليل عن التركيب الاجتماعي لهذا النوع في البرية، ولكن يُفترض (مثل معظم القطط الأخرى) أنّها تعيش في عزلة في المقام الأول باستثناء فترات التكاثر وتربية الصغار.

عادات الغذاء والأكل القط السمّاك

قطط الصيد عمومية، بمعنى أنّها تتغذى بشكل انتهازي على ما هو متاح، ويأكلون في المقام الأول الثدييات والأسماك الصغيرة، وتشكل الطيور أيضًا جزءًا صغيرًا من نظامهم الغذائي، وقد لوحظ أنّهم يأكلون المحار وكذلك الفرائس الصغيرة الأخرى مثل السحالي والبرمائيات، ومن المعروف أيضًا أنّها تتغذى على الماشية وخاصة الدواجن، وفي البرية هذه القطط تصطاد ​​على حافة المسطحات المائية، ويبدو أنّهم يجرفون فرائسهم من أعماق المياه وقد لوحظ أيضًا وهم يلعبون بالأسماك في المياه الضحلة.

الحفاظ على القط السمّاك

وفقًا لتقييم القائمة الحمراء لاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) انخفضت أعداد القطط على مستوى العالم بأكثر من 30 في المائة في آخر 15 عامًا، ولكن لا يوجد مكان أكثر إثارة للقلق من المعدل في جنوب شرق آسيا حيث يتمثل التهديد الأكبر لبقاء القطة في الاضطهاد البشري، ويعد تدمير الأراضي الرطبة أيضًا تهديدًا يواجه هذا النوع حيث إنّ أكثر من 50 ٪ من الأراضي الرطبة الآسيوية مهددة وتختفي، كما أنّ الاصطياد العشوائي والشرخ والتسمم يتسبب في خسائر فادحة، وتعتبر قطط الصيد عنصرًا غذائيًا في العديد من مناطق مداها، كما أنّها تتعرض للاضطهاد بسبب أخذ المخزون المحلي.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: