بطريق الأفخاخ المتوجة وصغارها

اقرأ في هذا المقال


إنّ بطريق الأفخاخ المتوجة (snares penguin) هو واحد من ثمانية أنواع متشابهة المظهر من طيور البطريق المتوج، وكلها حدثت في نيوزيلندا وأربعة منها تتكاثر هنا، وبطريق الأفخاخ المتوجة لديه أكثر توزيع تكاثر تقييدًا لجميع أنواع البطريق المتوج، كونه مستوطنًا في مجموعة جزر سناريس أو المعروفة أيضًا بجزر الأفخاخ التي تبلغ مساحتها 300 هكتار، وقد يحدث انسلاخ الطيور في أي من الجزر الواقعة تحت القطب الجنوبي وشمال مضيق كوك، ويعتبر أحيانًا غير محدد مع بطريق فيوردلاند المتوج، ومع ذلك على الرغم من أنّ 20-30 من هؤلاء يزورون جزر سناريس في كل موسم تكاثر إلّا أنّه لم يتم العثور على هذين النوعين من التزاوج.

النطاق الجغرافي والموطن

يقتصر موقع بطريق الأفخاخ المتوجة مع صغاره على جزيرة سناريس جنوب نيوزيلندا والمحيط المجاور، وجزيرة سناريس هي محمية بحرية تقيد الوصول إلى البشر، كما يعيش بطريق الأفخاخ المتوجة وصغاره في المنطقة الفرعية المعتدلة تحت القطب الجنوبي، حيث يوفر هذا الموطن ما يكفي من الغطاء النباتي لبناء العش وتجثم، وجزيرة سناريس مليئة بالغابات ولكن الشواطئ صخرية مع الطحالب التي تملأ الفجوات، ونوع الصخور الرئيسي هو الجرانيت المسكوفيت، والأرض مغطاة بالجفت لعمق مترين، وهذه هي المنطقة التي تبني فيها بطريق الأفخاخ المتوجة أعشاشها لتقطن مع فراخها.

الوصف المادي والمظهر

كما هو الحال مع الأنواع الخمسة الأخرى من بطاريق المتوجة تمتلك بطريق الأفخاخ المتوجة أعمدة أو قمم صفراء مميزة على الرأس، ويبلغ ارتفاع بطريق الأفخاخ المتوجة ما بين 50 و 60 سم، كما إنّها تشبه جسديًا بطريق بطريق فيوردلاند (Eudyptes pachyrhynchus)، كما أنّ لديهم منقار ثقيلة سميكة مع جلد أبيض أو وردي حول قاعدة المنقار، ولديهم كل الريش الأسود على خدودهم على عكس خصلات الريش البيضاء على خد بطريق فيوردلاند، ويحتوي بطريق الأفخاخ المتوجة على قمم عريضة تنمو من المنقار إلى مؤخرة الرأس، والذكور والإناث متشابهون جسديًا جدًا ولكن الذكر عادة ما يكون أطول قليلاً ويزن أكثر قليلاً.

التكاثر والصغار

اللغز الدائم لبطريق الأفخاخ المتوجة هو سبب تكاثر الطيور في المجموعة الصغيرة في جزر السلسلة الغربية، على بعد 3 كيلومترات جنوب غرب الجزر الرئيسية، وبعد 6 أسابيع من تكاثر الطيور في جزر الشمال الشرقي وجزر بروتون، فهل هذه الطيور معزولة عن التكاثر وبالتالي فهي من الأنواع الخفية؟

يوجد حوالي 135 مستعمرة تكاثر لبطريق الأفخاخ المتوجة في جزيرة سناريس مع ما يقرب من عشّين لكل متر مربع، وتنتج هذه المستعمرات ما معدله 44 فرخًا في السنة، حيث يبدأ التكاثر في سن السادسة تقريبًا، وتبدأ الدورة التناسلية في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر سبتمبر، ويتم إنشاء الأعشاش عن طريق حفر ثقوب ضحلة في الأرض، وهذه الثقوب مبطنة بأغصان وفروع صغيرة، ويبني بطريق الأفخاخ المتوجة عشًا تحت الأشجار والشجيرات لحماية أنفسهم من أشعة الشمس، وإذا دمرت العواصف الغطاء النباتي يتم نقل مناطق التكاثر.

عادة ما تكون البويضة الأولى صغيرة ثم بعد 4-5 أيام توضع بيضة أكبر، ويتناوب كلا الوالدين على تحضين البيض في الأيام العشرة الأولى، وعند هذه النقطة يذهب الذكر إلى المحيط لإطعام الأنثى التي تحتضن البيض لمدة اثني عشر يومًا على التوالي، وعندما يعود الذكر تذهب الأنثى إلى المحيط لتتغذى ويحتضن الذكر البيض للأيام الأحد عشر التالية، وفي الأسابيع الثلاثة الأولى بعد فقس الكتاكيت يعمل الذكر كحارس يحميها من الحيوانات المفترسة.

عادة ما ينجو واحد فقط من كل فرخ من مرحلة الحراسة، وهذا المعدل المرتفع للوفيات يرجع إلى الطقس والعواصف المطيرة في المقام الأول، ويعد الافتراس والطفيليات ليست مصادر مهمة للوفاة، وبعد حوالي 75 يومًا من الفقس يذهب الفرخ إلى البحر مع الوالدين ثم يستمر بمفرده.

أفخاخ طيور البطريق متوطنة في جزر سناريس تتكاثر حوالي 30000 زوج في الشمال الشرقي وجزر بروتون، وبضع مئات من الأزواج في جزر تورو وريما في السلسلة الغربية، وتتراوح المستعمرات في الجزيرتين الرئيسيتين من 3 إلى 1300 زوجًا (متوسط ​​200 زوج)، وتعتبر أفخاخ طيور البطريق المتوجة غير عادية بين طيور البطريق المتوج من حيث أنّ أعدادها مستقرة على ما يبدو، في حين أنّ ستة من أنواع البطريق السبعة الأخرى قد تراجعت على مدار الثلاثين إلى 100 عام الماضية.

عادات الطعام

النظام الغذائي لبطريق جزيرة سناريس غير معروف جيدًا، ومع ذلك يعتقد الباحثون أنّه يتكون من الكريل والحبار والأسماك، وتشكل الأسماك ما يقرب من 18٪ من نظامها الغذائي، ولكن عادة ما تتم تربية الكتاكيت في الغالب على القشريات الصغيرة خاصة كريل (Nyctiphanes krill)، حيث تشكل الأسماك 30٪ من النظام الغذائي وساسًا سمك الفانوس (Hector’s Lampanyctodes hectoris) وسمك الأنابيب (Leptonotus morae) طويل الخطم بينما يشكل الحبار 10٪ حيث الحبار السهم بشكل رئيسي (Nototodarus sloanii).

يتغذى البالغون بشكل أساسي على أسماك السطح وخاصة الطعم الأحمر الصغير (Emmelichthys nitidus) وسمك القد الأحمر (Pseudophycis bacchus) وأنواع الحبار بشكل رئيسي الحبار السهمي والحبار الثؤلولي (Morotheutis ingens) والحبار البنفسجي (Histiotheuthis atlantica)، وتؤخذ أنواع الأسماك والحبار الأخرى والأخطبوط السطحي بكميات أقل، ويتم الحصول على الغذاء من خلال متابعة الغوص على أعماق تصل إلى 120 مترًا (عادةً 15-80 مترًا).

الخصائص السلوكية والبيئة

أفخاخ طيور البطريق المتوجة هي مربي استعماري وعادة ما تتغذى في قطعان صغيرة عندما تكون قريبة من جزر التكاثر، والبالغات تتساقط في مستعمرات التكاثر في مارس وأبريل، كما ينسلخ غير المربيين (الطيور الصغيرة بشكل أساسي) في الغالب على الصخور الساحلية فوق مواقع الإنزال أو على أطراف المستعمرات في الفترة من يناير إلى مارس، ويبقى كل طائر على الشاطئ لمدة 3-4 أسابيع المطلوبة لإكمال الانسلاخ، وتتكاثر لأول مرة عندما تكون في عمر 6 سنوات.

الأهمية الاقتصادية

نظرًا لأنّ بطريق الأفخاخ المتوجة ليس لها أي اتصال تقريبًا بالبشر فليس لها أي تأثير إيجابي أو سلبي على البشر.

التهديدات والافتراس

في الوقت الحاضر لا توجد قضايا حماية تواجه بطريق الأفخاخ المتوجة، وجميع أنواع طيور البطريق الـ 17 محمية قانونًا من الصيد وجمع البيض وصغارها، ولا توجد مفترسات برية في جزيرة سناريس ومع ذلك يعتقد الباحثون أنّ إدخال الجرذ النرويجي (Rattus norvegicus) يمكن أن يشكل مشكلة خطيرة، وفي الوقت الحاضر تعد الحيوانات المفترسة الوحيدة لبطريق الأفخاخ المتوجة البالغة هي أسد بحر، فالبيض والكتاكيت عرضة للافتراس من قبل الأسياخ البنية والطيور العملاقة، ونظرًا لأنّ السكان مقيدون بجزيرة سناريس فلا يوجد خطر من الاتصال البشري.

تأخذ طيور سكيوا (skuas) والنوارس ذات المنقار الأحمر العديد من البيض والكتاكيت الصغيرة، ولكن لها تأثير ضئيل على الإنتاجية حيث أنّ القليل من الأزواج قادرة على تربية كلتا الكتاكيت، ولكن لها تأثير ضئيل على الإنتاجية حيث أنّ عددًا قليلاً من الأزواج قادر على تربية كلتا الكتاكيت، كما تأخذ طيور النوء العملاقة الشمالية بعض الطيور الصغيرة عندما تذهب إلى البحر لأول مرة.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: