تشريح مكونات الخلايا ذات الدور التصنيفي في الميزوفيل

اقرأ في هذا المقال


يتكون الميزوفيل عادة من خلايا برنشيمية رقيقة الجدران تحتوي على البلاستيدات الخضراء تسمى كلورانشيما، وخلايا أخرى رقيقة الجدران معنية بالماء أو الطعام أو الإرغاستيك أو ما يسمى بتخزين النفايات (مثل البلورات والعفص)، فما دورها وأين تحدث؟

تشريح مكونات الخلايا ذات الدور التصنيفي في الميزوفيل

1- المواد ارجاستيك

يمكن استخدام الخلايا المتخصصة في الميزوفيل في تحديد الهوية، وأولاً هناك تلك الخلايا التي تحتوي على مواد ارجاستيك، وهي منتجات مرتبطة بالنشاط الفسيولوجي للنبات ويمكن أن تشكل مواد غذائية مخزنة مثل النشا والزيوت والبروتين والدهون، وهي تشمل أيضًا مواد لا يمكن أن تكون مرتبطة بعد بوظيفة معينة، وإذا كانت وظيفة هذه المادة غير واضحة فغالبًا ما يطلق عليها ببساطة منتج النفايات، وهذه طريقة كسولة إلى حد ما للخروج من المشكلة خاصة وأنّ العديد من هذه المواد يتم تحديدها حاليًا على أنّها نشطة من الناحية الفسيولوجية من قبل الكيميائيين.

غالبًا ما لا يعرف الكيميائيون أي خلايا من النبات تحتوي عليها ويمكن أن تكون بعض ما يسمى منتجات النفايات مهمة حقًا للنبات، ومن الواضح أنّ هناك حاجة واضحة لتعاون أوثق بين علماء التشكل وأولئك الذين يستخرجون هذه المنتجات النباتية التي يحتمل أن تكون مهمة ومثيرة للاهتمام.

2- البلورات

ربما يُنظر إلى البلورات على الأرجح على أنّها أفضل المواد المعروفة على أنّها نفايات ومرة أخرى دون دليل سليم، وتتكون البلورات عادة من أكسالات الكالسيوم ونادرًا ما تتكون من كربونات الكالسيوم، ونظرًا لحدوثها على نطاق واسع فهي ذات قيمة محدودة لعلماء التشريح التطبيقي، ومع ذلك لم يتم تسجيل بعض العائلات أبدًا على أنّها تحتوي على بلورات، على سبيل المثال الفصيلة الأسلية، والبعض الآخر كثيرًا ما يكون له نوع معين على سبيل المثال العائلات داخل الهليونيات غالبًا ما يكون لها ابريات أو إبنيات.

باستخدام هذه المعلومات يجب أن يكون من الممكن فصل أجزاء الأوراق عن العائلات، ومع ذلك فإنّ العائلات الأخرى أحادية الفلقة مثل الفصيلة السوسنية لها بلورات مشابهة لتلك الموجودة في العائلات في الهليونيات ويجب استخدام هذه الخصائص التشخيصية بعناية ودائمًا مع الآخرين، بينما في البقولية ثنائية الفلقة يعتبر شكل سرج أو بلور مزدوج شائعًا في البقولية، ويمكن أن يساعد وجوده جنبًا إلى جنب مع الميزات الأخرى في تمييز أعضاء تلك العائلة عن الآخرين.

البلورات المنشورية والعنقودية المختلفة يكون لها توزيع واسع جدًا ومتناثر عبر العديد من العائلات، كما إنّ وجودها في جزء يتم تحديده يكون ذا قيمة تشخيصية حقيقية فقط إذا كانت مطابقة تمامًا للنوع الموجود في مادة مرجعية مسماة بشكل صحيح والتي تم تضييقها باستخدام سمات أخرى، حيث من المحتمل أن تكون الأنواع المعنية، ويمكن أن تترافق البلورات مع أنسجة معينة على سبيل المثال في غمد الحزمة البرنشيمي المحيط بالعروق، أو قد تحدث في الأرومات الذاتية الخاصة داخل النسيج الميزوفيل.

في بعض الأحيان لا توجد بلورات كبيرة ولكن هناك مجرد رمل بلوري ناعم في تجويف بعض الخلايا، حصاة مثانية أو الرمل البلوري هو مثال خاص على خلايا الأرومة الأصيلة، حيث تحدث في عدد قليل نسبيًا من النباتات على سبيل المثال يحدث في نبات التين المطاط.

3- أجسام السيليكا

هذه تشبه البلورات في المظهر، وتحدث عادةً في خلايا خاصة تسمى الندبات (stegmata) بجوار الألياف أو الأنسجة الخشنة الأخرى أو في خلايا البشرة خاصة تلك القريبة من الخلايا الليفية المرتبطة بأغلفة الحزمة، ومع ذلك نظرًا لأنّ أجسام السيليكا غير متبلورة وليست بلورية في التركيب فيمكن تمييزها عن البلورات باختبارات بسيطة، وفي الواقع هم عبارة عن أوبال صغير! حيث لا تظهر أجسام السيليكا الانكسار (أي أنّها لا تتألق بشكل ساطع كما تفعل البلورات) عند عرضها بين القطبين المتقاطعين في المجهر الاستقطابي.

بالإضافة إلى ذلك غالبًا ما يتحولون إلى اللون الوردي عند معالجتهم بمحلول مشبع من حمض الكربوليك ولا نعلم بوجود بلورات تفعل ذلك، وإذا كان يجب على المرء استخدام هذا الاختبار الكيميائي النسيجي فيجب عليه الحرص على إبقاء حمض الكاربوليك بعيدًا عن بشرته وارتداء نظارات واقية، وغالبًا ما توجد أجسام السيليكا في خلايا البشرة وعادة ما تكون خلية واحدة ولكن في بعض الأحيان أكثر للخلية في نطاق محدود من العائلات، ونظرًا لسهولة رؤيتها يجدر فحص شريط البشرة بسيط أو كشط من أحد الأعشاب السعدية خاصة أنواع النمص أو سطح أوراق النخيل على سبيل المثال في أنواع أشجار  البوراس.

كما أنّ أجسام السيليكا تنجو عادة من الهضم ويمكن العثور عليها في مواقف رائعة للغاية، على سبيل المثال كان من الممارسات الحديثة استخدام روث الخيل في الطين عند تأسيس الجرس وكان يُعتقد أنّ مؤسسي الجرس في العصور الوسطى استخدموا أيضًا الروث لتقوية الطين من قوالب الجرس الخاصة بهم، وتم فحص أجزاء من قوالب الجرس من أنقاض كنيسة من القرن الثالث عشر في شيدر بحثًا عن مثل هذه الأدلة، وكانت هناك شظايا من أوراق الشجر أو القشور جنبًا إلى جنب مع أجسام السيليكا ربما من الشوفان، والتي نجت من الأكل باللون الأحمر في الطين بواسطة المعدن الجرس المنصهر ثم دفن عدة مئات من السنين!

أجسام السيليكا في الرواسب مخروطية الشكل أو مخروطية الشكل وذات قواعد مسطحة، وغالبًا ما يكون لديهم أقماع ساتلية صغيرة حولهم، ولا توجد أعشاب بها هذا النوع من أجسام السيليكا، ويمكن أحيانًا التمييز بين العائلات ذات الصلة الوثيقة من خلال وجود أو عدم وجود أجسام السيليكا، على سبيل المثال من بين عائلة جونكال الأسل من الفصيلة الأسلِية، وهي عائلة صغيرة جدًا من النباتات شبه المائية من نصف الكرة الجنوبي تفتقر إلى أجسام السيليكا، ومن ناحية أخرى فإنّ فصيلة الرستيونية وهي نباتات تشبه الاندفاع بشكل رئيسي من أستراليا وجنوب إفريقيا وعادة ما يكون لها أجسام سيليكا على شكل كرات صغيرة شائكة.

في الرستيونية نادرًا ما توجد أجسام السيليكا في خلايا البشرة ولكن في كثير من الأحيان في الندبات، وهي خلايا متخصصة ذات جدران داخلية سميكة ومضادة للخطين وجدران خارجية رقيقة، وغالبًا ما يكون السماكة خشنة وأحيانًا تكون سوبيرية أيضًا، ومع ذلك فإنّ معظم أنواع الرستيونية تفتقر إلى الأوراق، ومع ذلك يحتوي الساق على الكلورانشيما ويقوم بالعديد من الوظائف الفسيولوجية للأوراق في تلك العائلة.

وظيفة أجسام السيليكا غير مفهومة، ويُعتقد أنّ النباتات لا تستطيع منع امتصاص السيليكون مع العناصر الأخرى، وأنّ السيليكون الزائد يترسب في شكل خامل، ومن هنا جاء قرب أجسام السيليكا من العروق، ومع ذلك فإنّ هذا لا يفسر سبب عدم تكوين أجسام سيليكا للعديد من النباتات التي يجب عليها بالتأكيد تناول السيليكون بكميات زائدة، كما إنّها تسبب تآكل أسنان حيوانات الرعي، ومع ذلك في عملية التطور المشترك طورت مثل هذه الحيوانات أسنانًا تستمر في النمو خلال حياتها وبالتالي تتصدى للرادع، واستخدم علماء البيئة أجسام السيليكا الموجودة في طبقات الخث لتحديد طبيعة وتكوين الأنواع للنباتات السابقة في مجموعة من المواقع.

4- المواد العفصة

المواد العفصة أو تانينات (tannins) عمومًا لها توزيع مبعثر من خلال عائلات نباتية مختلفة، وتتميز مواد البوليفينول عادة بتفاعلها مع محلول كلوريد الحديد عندما يتحولون إلى اللون الأزرق الداكن، وتنوعهم الكيميائي هو مشكلة كيميائية نباتية، ويمكن استخدام وجود العفص في خلايا خاصة أو طبقات خلوية، ومع ذلك كسمة تشخيصية حتى لو كانت هويتها الكيميائية غير معروفة، ولكن يجب الحذر فقد يظهر التانين في مواسم معينة في بعض النباتات، مثل الفصيلة القبئية لذا فإن نقص العفص في وقت معين من العام ليس ميزة موثوقة ولا يمكن الافتراض أنّ النباتات تفتقر إليها تمامًا.

تدين بعض أنواع ليثوبس بمظهرها البني المرقش لخلايا التانين، وعائلة واحدة مألوفة جدًا غنية بالتانين هي بالطبع فصيلة الشاي التي ينتمي إليها نبات الشاي، كما أنّ وظيفة العفص ليست مفهومة كثيرًا، فقد تعمل كدرع للضوء فوق البنفسجي وربما مثل مكونات الزانثوفيل -اليصفور في العديد من النباتات الأخرى، وعادة ما يحدث العفص في خلايا البشرة، ويمكن لأشعة الشمس الشديدة أن تلحق الضرر بالبلاستيدات الخضراء لذلك قد تضفي مثل هذه الشاشة مزايا فسيولوجية وبيئية، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الطعم القابض وهو تحذير من الضرر الذي يسببه الارتباط بجدار المعدة قد يحمي الأوراق من التهام.

5- حبيبات اليرونية

قد تكون الحبيبات اليرونية موجودة مثل الحبوب النشوية في النباتات.

المصدر: Plant Biology, A.J. Lack & D.E. Evans, School of Biological & Molecular Sciences, Oxford Brookes University, Oxford, UK, First published 2001.عبده قبية، أساسيات علم النبات العام: الشكل الظاهرى والتركيب التشريحي، دار الفكر العربى للطباعة والنشر, 2008.إليزابيث ج.كاتر، ترجمة محمد ميلود خليفة، تشريح نبات الأعضاء، معهد الإنماء العربي، الطبعة الثانية، بيروت 1987.د. بدري عويد العاني ود. قيصر نجيب صالح، أساسيات علم التشريح النبات، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة بغداد، الطبعة الثالثة 1988.PLANT ANATOMY An Applied Approach, D.F. CUTLER, C.E.J. BOTHA, D.W. STEVENSON, First published 2007 by Blackwell Publishing Ltd, BLACKWELL PUBLISHING.


شارك المقالة: