تمساح النيل وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يعد تمساح النيل (Nile Crocodile) أكبر تمساح في إفريقيا، حيث يمكن أن يصل طول تمساح النيل البالغ إلى 20 قدمًا، وهم من الحيوانات آكلة اللحوم التي يمكن أن تقهر وأكل الثدييات الكبيرة، ويعيش هذا التمساح في أماكن مختلفة في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء وكذلك في حوض النيل وغرب مدغشقر، وتتواصل هذه الزواحف مع بعضها البعض عن طريق الهسهسة والزمجرة، ويمكن أن يعيشوا حتى يبلغوا 45 عامًا على الأقل في البرية، وتشير التقديرات إلى أنّ 200 شخص تقتلهم تماسيح النيل كل عام ويمكن لهذه التماسيح السباحة بسرعة 22 ميلاً في الساعة، وقوة عض هذا التمساح أقوى بخمس مرات من لدغة الأسد.

مظهر تمساح النيل

يشبه تمساح النيل إلى حد كبير سحلية عملاقة، وجسمها مغطى بقشور صلبة ذات لون بني مائل للرمادي أو زيتوني، بالإضافة إلى ذلك يحتوي هذا الزاحف على عصابات متقاطعة من الحراشف المظلمة تغطي ذيله القوي، ويمتلك تمساح النيل أربع أرجل قصيرة مع أرجل مخالب، وأقدامهم الخلفية مكففة مما يجعلها سباحين ممتازين، ولديهم عيون خضراء مع تلاميذ عمودية مصممة خصيصًا لمساعدتهم على الرؤية في بيئتهم المائية في الليل، ومن أكثر الأمور المخيفة بشأن تمساح النيل حجمه، فتنمو بطول متوسط ​​يبلغ 16 قدمًا ولكن يمكن أن يصل طولها إلى 20 قدمًا.

يزنون من 500 رطل إلي 1650 رطل، وعلى سبيل المقارنة طول التمساح 20 قدمًا من أنفه إلى طرف ذيله هو نفس طول ثلاثة أرباع حافلة لندن، ويبلغ وزن التمساح النيل 1650 رطلاً ويساوي نصف وزن السيارة المتوسطة، ولا عجب أنّ هذه الزواحف واثقة جدًا عند مهاجمة فريسة كبيرة، ويعد التمساح النيل المسمى غوستاف هو الأكبر على الإطلاق حيث يبلغ طوله أكثر من 20 قدمًا، وتعد أسنانه وقوة عضته الهائلة للإمساك بفريسته حيث يمكن أن تصل قوتها إلى 5000 إب، وتساعد الحراشف المظلمة لهذه التماسيح على الاندماج في بيئتها، ومع ذلك فإنّ تماسيح النيل البالغة ليس لديها مفترسات باستثناء البشر، وتساعدهم قدرتهم على الاندماج في بيئتهم عند مطاردة فريستهم ومهاجمتها.

موطن تمساح النيل

تعيش هذه الزواحف في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وحوض النيل وغرب مدغشقر، وعلى وجه التحديد يعيشون في مستنقعات المياه العذبة ومستنقعات المنغروف والأنهار ومصبات الأنهار والبحيرات الكبيرة، وتعيش هذه الزواحف ذوات الدم البارد في مناخ معتدل وتعتمد على الشمس لإبقائها دافئة، ويقضون معظم اليوم في التشمس دون أن يتحركوا.

إذا بدأ التمساح في الارتفاع بشدة في الشمس فإنّه يفتح فمه للسماح للحرارة الزائدة بالخروج والتبخر، وفي المساء يعودون إلى الماء للصيد والتهدئة، وعندما يصبح الطقس باردًا جدًا بحيث لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة وتحفر هذه الزواحف جحرًا وتذهب إلى الاستزراع تحت الأرض، وتهاجر بعض تماسيح النيل إلى مناطق مختلفة للعثور على إمدادات غذائية أكبر أو للعثور على مكان مناسب لعمل عش.

تمساح النيل والتهديدات

تماسيح النيل من الحيوانات آكلة اللحوم، وعادة ما يصطادون في المساء والليل، ويستطيع هذا التمساح أن يأكل ما يعادل نصف وزن جسمه، ولذلك يمكن للتمساح النيلي الذي يبلغ وزنه 1000 رطل أن يأكل حمار وحشي وزنه 500 رطل خلال وجبة واحدة، وتمساح النيل البالغ ليس لديه أي مفترسات طبيعية، والبشر هم التهديد الوحيد لهم، ومع ذلك فإنّ صغار التماسيح تقع ضحية للعديد من الحيوانات المفترسة بما في ذلك السحالي رصد النيل ونسور الأسماك الأفريقية والثعابين وغرير العسل.

أحد التهديدات التي يتعرض لها هذا التمساح هو فقدان الموائل بسبب تطوير الأرض، بالإضافة إلى ذلك فإنّها تتورط أحيانًا في شباك الصيد التجارية وتموت، والصيد الجائر هو تهديد آخر لهذه التماسيح، ويتم اصطيادهم من أجل لحومهم وبيضهم.

حمية تمساح النيل

كونه أكبر تمساح في إفريقيا يعني أنّ هذا الزاحف لديه الكثير من الفريسة للاختيار من بينها، فتمساح النيل تأكل مجموعة متنوعة من الأسماك، وهي معروفة أيضًا بمهاجمة الثدييات الكبيرة مثل الحمير الوحشية والجاموس والظباء وحتى أفراس النهر الصغيرة، وتمساح النيل قادر على البقاء في حالة ثبات شديد وهو يشاهد حيوانًا ثدييًا مثل الحمار الوحشي أو الظباء وهو يشرب من نهر أو بحيرة، على الرغم من أنّ هذه التماسيح كبيرة إلّا أنّها سريعة جدًا أيضًا، فيندفعون خارج الماء ويضغطون على فرائسهم باستخدام قوة عضهم الهائلة لإمساكها وإخضاعها، ويتمتع هذا التمساح بحالة حفظ لا تهتم كثيرًا بتعداد سكاني ثابت.

تكاثر تمساح النيل والصغار

فترة تزاوج هذا التمساح تحدث خلال موسم الجفاف، وتحاول التماسيح الذكور جذب الإناث عن طريق الرش بأنفها ورش المياه وإصدار أصوات الهدير، وبمجرد أن يدفع الذكر الأقوى كل الآخرين بعيدًا تتزاوج الأنثى والذكر، وتتزاوج معظم ذكور التماسيح مع العديد من الإناث خلال موسم التكاثر، ولكن ذكر تمساح النيل يبقى مع الأنثى لحراسة عش بيضها، وهذه واحدة من أكثر الحقائق غرابة عن هذا التمساح، وكقاعدة عامة تضع معظم الزواحف بيضها وتتركها.

تحفر الأنثى جحرًا يبلغ عمقه حوالي 20 بوصة ليكون بمثابة عش لبيضها، وتضع من 25 إلى 80 بيضة في الجحر وتدفع الرمال فوقها، ويبلغ طول البيض حوالي 3 بوصات ويزن بضعة أوقيات، وفترة الحضانة حوالي 90 يومًا، ويُطلق على صغار التماسيح فقس، فإذا كانت الفقس تواجه مشكلة في الخروج من بيضتها فقد تضعها أنثى التمساح في فمها وتدحرجها للمساعدة في عملية الفقس، وبمجرد أن يفقس البيض تأخذ الأنثى الصغيرة إلى فمها وتحملها إلى الماء.

يستطيع الفقس الرؤية والمشي والسباحة منذ الولادة، يبقوا مع والدتهم في الشهرين الأولين من الحياة، وخلال ذلك الوقت تتعلم الصغار كيفية اصطياد الحشرات والأسماك الصغيرة، وعلى الرغم من أنّ التمساح الأم يمنحها الحماية إلّا أنّ صغارها معرضة للعديد من الحيوانات المفترسة، ويزداد حجم الفريسة النموذجية لهذه التماسيح مع نمو التمساح، ولذلك بحلول الوقت الذي يصل فيه هذا الزاحف إلى سن الرشد فإنّه يأكل الثدييات الكبيرة.

واحدة من أكثر الحقائق إثارة للاهتمام حول هذا الزاحف هو أنّه يمكن أن يكون انفراديًا واجتماعيًا، وقد يصطادون بمفردهم أو يعملون مع تماسيح النيل الأخرى لاصطياد وتناول مجموعة من الأسماك، وأيضًا يعمل آباء تمساح النيل معًا لحماية بيضهم من الحيوانات المفترسة، فيبقى كلا الوالدين التمساح في عش بيضهما لحماية صغارهما من الحيوانات المفترسة، فمن أكثر الحقائق المثيرة للاهتمام لزاحف تمساح النيل أنّ الأنثى لديها كيس خاص في حلقها حيث تخفي صغارها من الحيوانات المفترسة، ويمكن أن تتعايش هذه التماسيح أحيانًا في نفس المنطقة.

يمكن أن تعيش هذه التماسيح 45 عامًا أو أكثر في البرية، وتعيش هذه الزواحف لفترة أطول في الأسر، ويُعتقد أنّ هنري وهو تمساح نيل يعيش في جنوب إفريقيا هو أكبر تمساح حيث يبلغ 120 عامًا، ويقدر العلماء تعداد هذه التماسيح بحوالي 50.000 إلى 70.000 فرد بالغ، وحالة حفظها هي الأقل إثارة للقلق مع استقرار السكان.

ومن المثير للاهتمام أنّه كان هناك عدد قليل من هذه التماسيح التي شوهدت وتم أسرها في إيفرجليدز في فلوريدا، ويبدو غريبًا جدًا أنّ تظهر التماسيح من إفريقيا في جنوب فلوريدا، ولدى علماء الأحياء بعض النظريات حول كيفية وصول هذه التماسيح إلى إيفرجليدز، والنظرية الرئيسية هي أنّ جامعي الزواحف قاموا ببيع صغارها بشكل غير قانوني إلى أشخاص في الولايات المتحدة، ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت التماسيح أكبر من أن يعتني بها أصحابها، وبالتالي تم إطلاق سراحهم في فلوريدا إيفرجليدز.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع. أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: