تمساح جافيال الجانح وصغاره

اقرأ في هذا المقال


تمساح جافيال الجانح (Gharial) أو ما يعرف بالغاريال وهي واحدة من أكبر التمساحيات (مجموعة تضم التمساح والتماسيح والكايمن) ولديها أضيق أنف من هذه الأنواع المختلفة، ويرجع اسمها الشائع إلى الأنف المنتفخ للأنف للذكور البالغين، والذي يشبه قدرًا هنديًا يحمل اسم غارا، والمظهر الجسدي المختلف للذكور والإناث فريد من نوعه بالنسبة للغاري بين التمساحيات ويبرز من خلال الحجم الأكبر للذكور، وعلاوة على ذلك على عكس التمساحيات الأخرى فإنّ أرجل الغاريال ضعيفة نسبيًا ولا يستطيع البالغ أن يرفع جسده عن الأرض.

موطن تمساح جافيال الجانح

تم العثور على تمساح جافيال الجانح مع صغاره في الجزء الشمالي من شبه القارة الهندية، وتاريخيًا تسكن أربعة أنظمة أنهار وهي:

1- نهر السند (باكستان).

2- نهر الغانج (الهند ونيبال).

3- مهندي (الهند).

4- براهمابوترا (بنغلاديش والهند وبوتان).

وربما حدث أيضًا في نهر أيياروادي في بورما (ميانمار)، ولقد انقرضت في العديد من المناطق التي حدثت فيها سابقًا، وتعيش الغاري الهندي في أنهار مياه عذبة صافية ذات تيارات سريعة التدفق، ويتجمعون عند منحنيات الأنهار وأقسام الأنهار الأخرى حيث تكون المياه عميقة وينخفض ​​التيار، ونظرًا لأنّ الغاري الهندي لا يتكيف جيدًا مع الحركة على الأرض فإنّهم عادة ما يتركون الماء فقط للاستلقاء والعش، ويفضلون الحواجز الرملية في منتصف الأنهار لكلا النشاطين، وقد يبحث الأحداث عن مياه منعزلة هادئة أو تيارات صغيرة.

مظهر تمساح جافيال الجانح

تعتبر حيوانات الغاري الهندية واحدة من أكبر التمساحيات في العالم، فيبلغ طول الذكور ما بين 5 و 6 أمتار بينما يقترب طول الذكور الأكبر منها من 6.5 متر، والإناث أصغر حجما لكنها تصل إلى أكثر من 4 أمتار، والخطم طويل ونحيل ومخصص لصيد الأسماك، ويتغير شكل الخطم طوال العمر وعادة ما يصبح أطول وأرق مع تقدم الأفراد في السن، ويوجد ما بين 106 و 110 أسنان حادة في الفكين حيث 5 أسنان للفك العلوي، من 23 إلى 24 سنًا للفك العلوي و25 إلى 26 سنًا للفك السفلي.

الذكور لديهم نمو بصلي الشكل في نهاية خطمهم يسمى غارا، ويعمل أثناء التودد كمحفز بصري للإناث ويساعد على إنتاج فقاعات أثناء التزاوج، كما أنّه يسمح للغاريال بإصدار صوت طنين عالي، وتم تجهيز الغاريال الهندية بأقدام مكففة على نطاق واسع للتنقل في الماء، والحركة على الأرض غير فعالة، وعضلات الساق ليست قوية بما يكفي لرفعها عن الأرض ولكن يمكنها دفع نفسها أثناء الانزلاق على البطن، وقشور الغاريال ناعمة تختلف عن معظم التماسيح، والبالغات لونها بني غامق إلى بني مخضر في الأعلى مع أبيض مصفر إلى أبيض تحتها، والغاريات الهندية الشابة لها شرائط داكنة على الجسم والذيل تتلاشى عادة عندما يصبحون بالغين.

تكاثر تمساح جافيال الجانح والصغار

الإخصاب داخلي حيث تضع الإناث بيضًا مقشرًا في أعشاش محفورة في ضفاف الأنهار الرملية وتحرس الأعشاش خلال فترة الحضانة التي تزيد عن 60 يومًا، ويتم تحديد الجنس من خلال درجة حرارة البويضة خلال الفترة المبكرة إلى منتصف فترة الحضانة، ويستخدم الغرال في التزاوج، وهذا غطاء غضروفي على فتحة أنف الذكور والذي يرفرف عند الزفير مما ينتج عنه ضوضاء صاخبة، والتي يتم استخدامها أثناء الدفاع عن الأراضي والمغازلة.

يصدرون الذكور أيضا همسات ويؤديون صفع الفك فوق الماء، وأثناء وجوده تحت الماء يتم إجراء صفع الفك أيضًا لجذب الزملاء المحتملين، وعندما تجد الأنثى ذكرًا فإنّها ستفرك بعضها البعض بأنفها وسيتبع الذكر الأنثى حول منطقته، وستظهر الأنثى بعد ذلك استعدادها للتزاوج عن طريق رفع رأسها نحو السماء وعند هذه النقطة سيصعد الذكر فوقها، ثم يغطس الاثنان لمدة تصل إلى 30 دقيقة أثناء الجماع.

يحدث موسم التزاوج لمدة شهرين تقريبًا كل عام، يختلف موسم التزاوج من منطقة إلى أخرى ولكنه يحدث بشكل عام بين شهري نوفمبر وفبراير خلال موسم الجفاف، ويحدث التعشيش خلال أواخر موسم الجفاف من مارس حتى مايو، وتحدد الإناث ضفة رملية شديدة الانحدار حيث يحفرون عشًا، وخلال هذا الوقت قد يحفرون عددًا من الثقوب قبل العثور على المكان الصحيح، ويبلغ عمق الثقوب حوالي 50 سم ومن 3 إلى 5 أمتار من الماء.

تضع الإناث من 28 إلى 60 بيضة في الحفرة وعادة في الليل، والإناث كبيرة الحجم قادرة على وضع ما يقرب من 100 بيضة، يبلغ متوسط ​​عرض بيضة الغاري الهندي 5.5 سم وطولها 8.6 سم ويزن 100 إلى 156 جرامًا. فترة حضانة من 60 إلى 80 يوما تليها، وتستمر الإناث في زيارة البيض وحراسته أثناء الليل ولكنها تبقى في الماء أثناء النهار، وأثناء فترة الحضانة تكون الإناث قريبة جدًا من العش ولكنها تتسامح مع الإناث الأخرى التي تعشش على نفس الشاطئ.

عادة ما تفقس الأعشاش في المناخات الدافئة في وقت مبكر، ويبلغ طول الشباب حوالي 18 سم، وستساعد الأنثى (وربما الذكر) في حفر العش أثناء الفقس ولكنها على الأرجح غير قادرة على التقاط الصغار، وبلوغ سن النضج الجنسي للإناث 8 سنوات وطول 3 أمتار، وبالنسبة للذكور يبلغ سن النضج 15 سنة وطول 4 أمتار، وفي هذا الوقت يزرع الذكور غرة على أنفهم.

يجب على الإناث تزويد البيض بالصفار قبل وضع البيض وحفر تجويف العش وحماية الأعشاش، ويمكن للإناث الكشف عن الصغار ومساعدتهم أثناء عملية الفقس، وبعد الفقس تحمي الإناث صغارها لعدة أسابيع وغالبًا حتى هطول الأمطار الموسمية، والتي قد تؤدي خلالها مستويات المياه المرتفعة إلى تشتيت الصغار، وسيتم التسامح مع الذكر في مكان قريب ولكنهم لا يحمون الصغار بشكل فعال على الرغم من أنّ الصغار سوف يستريحون في بعض الأحيان على ظهر الذكر.

السجل الوحيد لطول العمر في تمساح جافيال الجانح هو لشخص أسير في حديقة حيوان لندن، حيث قُدّر عمر الشخص بعمر 29 عامًا، ونظرًا لحجمها الكبير يُعتقد أنّ لها عمرًا طويلاً، ويعتقد الصيادون الذين يعيشون بالقرب من الغاريال أنّه يمكنهم العيش حتى 100 عام على الرغم من عدم تأكيد ذلك.

عادات الطعام لتمساح جافيال الجانح

يختلف نظام غارال الصغار والأحداث عن البالغين، حيث يأكل الصغار الحيوانات الصغيرة مثل الحشرات والقشريات والضفادع، ولكن مع تقدمهم في السن ويصبح أنفهم أرق وأطول فإنّهم يأكلون الأسماك بشكل حصري تقريبًا، وإنّ فكيهم مهيئين جيدًا لصيد الأسماك، وهناك ثلاث استراتيجيات رئيسية للصيد، فنهج الجلوس والانتظار هو المكان الذي يطفون فيه بشكل شبه كامل تحت الماء ويبقون بلا حراك حتى تمر صلاتهم بجانبهم، ويتضمن البحث الشامل عضوًا حسيًا غلافيًا موجودًا على المقاييس لاستشعار الاهتزازات في الماء أثناء الشعور ببطء عبر الماء بحثًا عن الفريسة، واستراتيجية الصيد الثالثة هي الضربة السريعة فيخلق الفك الرفيع مقاومة منخفضة للماء لالتقاط صور سريعة تحت الماء.

افتراس تمساح جافيال الجانح

البشر هم أكبر خطر على تمساح جافيال الجانح وعلى صغاره، حيث يتم سلق الغاري الهندي من أجل جلودهم ولحومهم وذكور الغرا والبيض، كما أنّ الغاريال مهددة بشكل غير مباشر من خلال تدمير الموائل حيث يقوم الناس بتعديل الموائل للزراعة والصناعة وعن طريق صيد الأسماك، ويتم جمع البيض من قبل السكان المحليين للأغراض الطبية ويتم اصطياد الذكور البالغين لأنّه يعتقد أنّ الغرة الموجودة على أنفهم تعمل كمنشط جنسي، كما يتسبب الصيد أيضًا في حدوث مشكلة عندما تصطادها الشباك الخيشومية وتقتل في هذه العملية، كما أنّ الصيد يقلل بشكل كبير من قاعدة الفرائس لهذه الحيوانات.

كما يعتقد بعض السكان المحليين أنّ الغاريز الهنود هم من أكلة البشر مما يؤدي إلى الاضطهاد، ويتم جمع البيض لخصائصه الطبية المفترضة، ومع ذلك لا تستند هاتان الخواص الطبية المفترضة إلى أي بحث ومن غير المرجح أن يفيد البيض أو الغرة الناس بأي شكل من الأشكال، وقد تفيد الغاريال الهندية المجتمعات المحلية من خلال العمل كمنطقة جذب سياحي، ويأكل بيض الغاري الهندي من قبل الجرذان (Rattus) وابن آوى الذهبي (Canis aureus) والخنازير البرية (Sus) والنمس (Herpestes) والسحالي (Varanus)، وتأكل هذه الحيوانات المفترسة صغار الغاري الهندي بالإضافة إلى الحيوانات المفترسة المائية والبرية الأخرى الأكبر حجمًا.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: