حالة الكوبروفاجيا في الخيول

اقرأ في هذا المقال


الكوبروفاجيا (Coprophagia) هي حالة تقوم فيها الخيول بأكل البراز أو الروث، وعلى الرغم من أن هذا يبدو وكأنه ممارسة غير عادية إلا أن الخيول هي واحدة من الحيوانات القليلة التي قد تفعل ذلك، فإذا كان الخيل بالغًا فقد يكون هناك بعض الأسباب الكامنة وراء تناول البراز مثل نقص المعادن في النظام الغذائي أو الملل أو الحاجة إلى المزيد من الطعام، وقد يمارس المهر الصغير هذه الممارسة في بعض الأحيان قبل بضعة أسابيع من العمر ويستمر حتى شهرين من العمر، وعادة ما يأكل روث أمه، وسواء كان ذلك لمساعدة نظام المناعة لديه على التطور أو الارتباط بأمه إلا أنّ السبب الدقيق غير معروف، وعادةً ما يتوقف عند دخول المهر شهره الخامس.

الكوبروفاجيا في الخيول

حالة الكوبروفاجيا هي ببساطة أكل الروث أو البراز، وعادةً ما يُرى في المهر الصغير، ويُنظر إلى أكل المهر للأوساخ على أنه سلوك طبيعي طالما أن المهر لا يأكل البراز حصريًا أو يبتلع كميات كبيرة منه على مدى فترة طويلة من الزمن، وفي معظم الحالات يعد التهاب البلعوم سلوكًا غير ضار يزول مع تقدم المهر في العمر، كما أنّ هناك العديد من النظريات حول سبب ميل المهور الصغيرة إلى القيام بذلك وأولها أن الروث يحتوي على بكتيريا ضرورية لتكاثر أمعاء المهر وتعزيز الهضم الصحي، وقد تنغمس كل من المهور والخيول البالغة في هذه الممارسة.

وفي حين أنه أمر طبيعي للمهر الصغير إلا أنه غير معتاد في الحصان البالغ، ويُعرف أحيانًا باسم البيكا وهو عندما يلعق الحصان أو يأكل أشياء غير عادية مثل الأوساخ أو الروث الطبيعي أو يلعق الخشب أو الحديد، كما قد تأكل الخيول البالغة أحيانًا القليل من الطعام ولكن إذا كانت الكمية أكبر وتحدث بانتظام فقد يجب التحقق من عدم التوازن الغذائي، وعلاج هذه الحالة في المراحل المبكرة لمنعها من أن تصبح عادة.

أعراض الكوبروفاجيا في الخيول

قد تمارس المهور أكل الروث في الأشهر الأولى من حياتها كخطوة طبيعية نحو النضج، بينما في الحصان الأكبر سنًا تحتاج هذه الحالة إلى تقييم العادة عن طريق التحقق من المشاكل الأساسية، وقد تشمل أعراض تناول الروث عند الخيول ما يلي:

  • من المعروف أن تناول روث الأم يظهر في كثير من الأحيان في المهر، كما يمكن ملاحظة تناوله بجرعات صغيرة جدًا في الخيول الأكبر سنًا (إذا كانت الكمية أكثر من القليل، فيجب عندها محاولة إيجاد السبب وتصحيحه.
  • استعراض السلوك الذي يشير إلى الملل.

أسباب إصابة الخيول بحالة الكوبروفاجيا

هنالك عدة مسببات لإصابة كل من المهور والخيول البالغة بحالة الكوبروفاجيا، وتشمل هذه المسببات ما يلي:

عند المهر الصغير:

  • قد يقوم المهر بتناول الروث للمساعدة في الهضم.
  • تضيف هذه الممارسة بكتيريا الأم إلى القناة الهضمية.
  • الترابط، على الرغم من عدم وجود دليل على أن تناول روث الأم يؤسس رابطة، ولكن الكثير من الناس يدعمون هذه النظرية.

عند الحصان البالغ:

  • قد يكون النظام الغذائي بشكل عام سيئًا (قد تحتاج جودة التبن إلى التحسين).
  • الملل؛ حيث يحتاج الخيل إلى التمرين والرفقة عندما يكون في الإسطبل أو يحتاج للخروج كثيرًا.
  • قد يكون هناك نقص في العناصر الغذائية المعدنية أو الملحية في النظام الغذائي للخيل.
  • الألم؛ يمكن أن يتسبب ذلك في قيام الخيل بالتصرف أو القيام بأشياء غير عادية.
  • عدم وجود نخالة في النظام الغذائي.
  • الجوع، إذا كان لدى الخيل زملاء عدوانيون في الحلبة فقد يفقد حصته من الطعام.

كيفية تشخيص حالة الكوبروفاجيا في الخيول

على الرغم من أن الكوبروفاجيا هي عادة معتادة إلا أنها ليست مشكلة ما لم يفعلها الحصان البالغ باستمرار، وغالبًا ما تتخلص المهور الصغيرة من هذا بحلول الشهر الخامس تقريبًا. ولكن إذا استمرت هذه الحالة في المهر الصغير أو الحصان البالغ فقد تحتاج إلى استشارة الطبيب البيطري حتى يتحقق من عدم وجود أسباب كامنة، كما قد يكون نقصًا في النظام الغذائي ناتجًا عن الحبس المطول ونمط العلف المحدد، وتحب الخيول وجود المأكولات الخشنة أو الكبيرة في نظامها الغذائي؛ لذلك قد يتوق الخيل إلى شيء كبير يمضغه.

تحب الخيول التنوع في النظام الغذائي، ويمكن أن يؤدي خلط النظام الغذائي إلى جعله أكثر تشويقًا لهم ويمنعهم من تطوير عادات سيئة مثل تناول الروث؛ لأنه بمجرد أن يشكل المهر أو الحصان عادة فقد يكون من الصعب للغاية التخلص منها؛ لذلك فإن حل المشكلة في المراحل المبكرة يساعد الحصان بالغ، أما بالنسبة للمهر الصغير فإن منحه الكثير من التنوع والاهتمام يساعد على منع استمرار هذه العادة، أما بالنسبة للمهور فإن معظمها ينمو منها بشكل طبيعي، كما سيساعد الكثير من الهواء النقي وممارسة الرياضة جميع الأعمار على إظهار سلوك صحي وطبيعي.

وقد يرغب الطبيب البيطري في إجراء فحوصات الدم للتأكد من أن الخيل يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من طفيليات أو عدوى أو أي مرض آخر قد يغير من عاداته الغذائية وسلوكه، وسيرغب أيضًا في تقييم النظام الغذائي الذي يتبعه الخيل حاليًا في حالة وجود تغييرات يجب إجراؤها.

كيفية علاج حالة الكوبروفاجيا في الخيول

يجب فحص النظام الغذائي للتأكد من أن الحصان يحصل على الاحتياجات اليومية الموصى بها من البروتين والمعادن والفيتامينات الضرورية للنمو الصحي، ويجب أن يتناول الخيل الكثير من العشب أو التبن لمنحه وقتًا طويلاً للمضغ؛ فهذا المضغ صحي للخيل يمكنه من الشعور بالشبع، وقد يؤدي الحبس المستقر المطول إلى شعور الحيوان المنفرد بالملل؛ لذا فإن إخراج الحصان للاستمتاع بالمرعى وإضافة بعض التمارين أو حتى توفير صديق للحظيرة قد يساعد في تخفيف الملل.

الشفاء التام من حالة الكوبروفاجيا في الخيول

على الرغم من أن الكثيرين يعتبرون هذه الحالة مزعجة إلا أنها لن تضر بالخيل، ولكن عندما يحصل الخيل على عادة فإنه يصعب التخلص من منها، وعندما يتم ملاحظة أنه لأول مرة تطور سلوك أكل الروث لدى الخيل فيجب على الفور البحث عن تحويلات لتغيير يوم الخيل، عن طريق تغيير الروتين اليومي واللعب مع الحصان وجعله يخضع لنظام تمارين رياضية جيدة، بالإضافة إلى تغيير النظام الغذائي بإضافة المزيد من التنوع والاهتمام، وبعد ذلك سيتم ملاحظة أن هذه التغييرات ستحوله وتبعده عن عادته الجديدة، كما يجب تنظيف الكشك بانتظام وإزالة الروث من المراعي بشكل منتظم، وعدم إعطاء الخيل أي فرصة إن أمكن للانغماس في هذه العادة، وستزول هذه العادة مع الوقت والإدارة الجيدة.

المصدر: تربية وأمراض الخيول، طبعة رقم 1، الدكتورة كريمة عاكول منخي الصالحيأمراض الحيوان/ التعليم الفني والتدريب المهني السعودية/ قسم: الإنتاج الزراعي/ تاريخ الإصدار/ 10 أغسطس 2005العلاج التطبيقي لأمراض حيوانات المزرعة/ محمد محمد هاشم/ قسم/ الاخصاء التطبيقي/ تاريخ الإصدار: 01 يناير 2009 الحيوانات عندما تمرض/ حازم عوض/ قسم: وقاية النباتات/ تاريخ الإصدار:01 يناير 2018


شارك المقالة: