حساسية التخدير في القطط

اقرأ في هذا المقال


إذا كانت القطة ذاهبة إلى الطبيب البيطري لإجراء عملية تتطلب استخدام التخدير من الطبيعي الشعور بالتوتر؛ فهناك العديد من المخاطر المرتبطة بالتخدير خاصةً إذا كانت القطة تعاني من بعض الحالات الصحية أو الحساسية، ولسوء الحظ لا يمكن معرفة ما إذا كانت القطة تعاني من حساسية تجاه التخدير حتى يكون لديها رد فعل بالفعل، ويمكن أن يكون لدى القطط حساسية تجاه التخدير الموضعي أو العام وقد تختلف الأعراض حسب شدة الحساسية، كما تعاني بعض القطط من القليل من التورم والتهيج حيث يتم حقن التخدير أو وضعه موضعياً بينما يبدأ البعض الآخر في الدخول في صدمة الحساسية أو السكتة القلبية.

حساسية التخدير في القطط

تأتي كلمة التخدير من الكلمة اليونانية التي تعني “نقص الإحساس”، ويتم التخدير عن طريق إعطاء الأدوية التي تثبط وظيفة العصب، ومع التخدير العام يصبح المريض فاقدًا للوعي لفترة قصيرة، وخلال هذه الحالة اللاواعية هناك ارتخاء عضلي وفقدان كامل للإحساس بالألم، كما تشمل أنواع التخدير الأخرى التخدير الموضعي مثل تخدير منطقة موضعية من الجلد أو السن والتخدير النخاعي مثل التخدير فوق الجافية الذي يشيع استخدامه أثناء الولادة، كما أنّ هناك دائمًا خطر حدوث رد فعل سلبي عند استخدام أي عامل مخدر سواء كان ذلك لتخدير بسيط أو قصير الأمد أو تخدير عام يستمر لعدة ساعات، ومن المقدر بشكل عام أن ما يقرب من 1 من كل 100000 حيوان سيكون له نوع من التفاعل لعامل التخدير.

قد تتراوح هذه التفاعلات من تأثيرات خفيفة مثل التورم في موقع الحقن أو انخفاض طفيف في النتاج القلبي إلى نوبة كاملة من صدمة الحساسية أو الموت، كما ينشأ خطر محتمل آخر مرتبط بالتخدير إذا لم يتم صيام القطة بشكل صحيح قبل التخدير؛ حيث يفقد مرضى التخدير القدرة الانعكاسية الطبيعية على البلع، وإذا كان هناك طعام في المعدة فقد يتقيأ القط أثناء التخدير أو في فترة مبكرة ما بعد التخدير، وفي حالة حدوث القيء يمكن استنشاق المادة المتقيئة أو دخولها إلى الرئتين، وقد يسبب هذا الالتهاب الرئوي التنفسي وهي حالة قد تكون مهددة للحياة، كما تشمل المضاعفات النادرة الأخرى للتخدير فشل الجهاز العضوي مثل قصور الكلى أو الكبد أو القلب وضعف البصر واضطرابات التخثر والنوبات المرضية.

سيتم اتخاذ كل الاحتياطات لتقليل هذه المخاطر عندما يكون التخدير جزءًا ضروريًا من العلاج، كما ستزيد اختبارات الدم من فرصة اكتشاف مشكلة خفية قد تكون مهددة للحياة، وقد يكشف الفحص البدني واختبارات الدموالبول قبل الجراحة والفحص الشعاعي عن مشاكل سريرية،وستزيد بعض الحالات الطبية من خطر حدوث مضاعفات التخدير؛ حيث تشمل هذه الحالات أمراض القلب والكبد أو الكلى وداء السكريوفقر الدم والجفاف وبعض الأمراض المعدية مثل مرض الدودة القلبية.

أعراض حساسية التخدير في القطط

تحدث تفاعلات الحساسية الناتجة عن التخدير فور تعرض القطة للتخدير؛ مما يعني أن القطة ستكون بالفعل في حضور الطبيب عندما تبدأ الأعراض في الظهور، وطالما كان الطبيب البيطري يراقب القطة ويعالج رد الفعل بسرعة فيجب أن تتعافى القطة تمامًا، وإذا تم إعطاء القطة تخديرًا موضعيًا أو عامًا أثناء إجراء طبي فسيراقب الطبيب البيطري وفريقه من المساعدين عن كثب للبحث عن علامات رد فعل تحسسي إلى جانب مضاعفات أخرى، ويمكن أن تشمل بعض الأعراض التي يبحثون عنها ما يلي:

  • انخفاض ضغط الدم.
  • علامات توقف القلب.
  • تورم أو تهيج في موقع الحقن.
  • صدمة الحساسية.

أسباب حساسية التخدير عند القطط

بعض القطط يكون لديها رد فعل تحسسي للتخدير والبعض الآخر لا، ولسوء الحظ لا توجد أسباب معروفة للحساسية، ويمكن إجراء اختبارات الحساسية لتحديد ما إذا كانت القطة تتفاعل مع أي مسببات حساسية شائعة، ومع ذلك فإن التخدير ليس أحد مسببات الحساسية المشمولة في الاختبار؛ حيث لا يدرك مالكو القطط حساسية التخدير لدى القطط حتى تتفاعل القطة بالفعل.

كيفية تشخيص حساسية التخدير لدى القطط

إذا كان القط قد خضع لعملية جراحية في المستقبل القريب فسيتعين على الأرجح إحضاره لإجراء اختبار ما قبل العملية للتأكد من أنه يتمتع بصحة جيدة بما يكفي للخضوع لعملية جراحية، كما أنّ سبب استمرار حدوث رد فعل تحسسي أثناء الإجراء إذا تم اختبار القطة مسبقًا بدقة هو لأنه لا توجد طريقة للطبيب البيطري لاختبار حساسية التخدير، وقبل الجراحة يجب إخبار الطبيب البيطري ما إذا كانت القطة تعاني من أي حساسية معروفة وما إذا كان لديها أي ردود فعل سيئة تجاه الأدوية في الماضي، وإذا تم تخدير القطة من قبل وكان لها رد فعل سلبي عليها يحتاج الطبيب البيطري لمعرفة ذلك قبل إجراء العملية.

بمجرد أن يتم إعطاء التخدير الموضعي أو العام للقطة، يجب أن يكون الطبيب البيطري قادرًا على الفور على تشخيص رد الفعل التحسسي بناءً على الأعراض التي يمكن ملاحظتها، ويجب التأكد من الاسم الدقيق للتخدير الذي تم استخدامه لمعرفة تجنب هذا النوع بالمستقبل.

كيفية علاج حساسية التخدير لدى القطط

لحسن الحظ تحدث تفاعلات الحساسية الناتجة عن التخدير على الفور؛ لذلك ستكون القطة بالفعل في حضور طبيب بيطري عندما تبدأ الأعراض، ويعتمد العلاج على شدة رد الفعل، وإذا كان مجرد تهيج جلدي خفيف فقد لا يقوم الطبيب البيطري بإعطاء أي دواء إلا إذا ساءت الحالة، ويمكن علاج ردود الفعل التحسسية المعتدلة بمضادات الهيستامين والتي يمكن إعطاؤها عن طريق الفم أو الوريد، وإذا كانت القطة تحت التخدير فسيتم إعطاء مضادات الهيستامين من خلال الوريد، ومع ذلك إذا كانت القطة مستيقظة وتفاعلت مع التخدير الموضعي يمكن إعطاء الدواء عن طريق الفم.

سوف تحتاج ردود الفعل الخطيرة إلى أشكال أخرى من العلاج، وقد يقوم الطبيب البيطري بإدارة الإبينفرين من خلال جهاز الحقن الذاتي مثل (Epi-Pen)؛ حيث سيدخل الإبينفرين على الفور إلى نظام القط ويبدأ في تخفيف الأعراض المصاحبة لرد فعل تحسسي، وإذا بدأت الممرات الهوائية للقطة في الانتفاخ بسبب رد الفعل التحسسي فقد لا يتمكن من التنفس، كما سيحتاج الطبيب البيطري إلى مراقبة مجرى الهواء عن كثب أثناء رد الفعل التحسسي، وإذا تم رصد التورم فقد تكون هناك حاجة لعملية جراحية طارئة لفتح الشعب الهوائية.

الشفاء من حساسية التخدير في القطط

طالما أن الطبيب البيطري يراقب القطة عن كثب أثناء التخدير فيجب أن تتعافى تمامًا من أي رد فعل تحسسي يحدث، ويجب اصطحاب القطة إلى المنزل بعد استقرار حالتها، كما يجب التأكد من اتباع جميع تعليمات الطبيب البيطري عن كثب وإدارة أي الكورتيكوستيرويدات أو مضادات الهيستامين حسب التعليمات، وإذا ساءت حالة القطة يجب اصطحابها إلى الطبيب البيطري في أسرع وقت ممكن، كما يجب معرفة نوع التخدير الذي تسبب في رد الفعل وإضافته على سجل القطة حتى يتم توثيق هذه الحساسية؛ حيث سيساعد هذا على ضمان عدم إعطاء القطة هذا النوع من التخدير مرة أخرى في المستقبل.

المصدر: أمراض الحيوان/ التعليم الفني والتدريب المهني السعودية/ قسم: الإنتاج الزراعي/ تاريخ الإصدار/ 10 أغسطس 2005العلاج التطبيقي لأمراض حيوانات المزرعة/ محمد محمد هاشم/ قسم/ الاخصاء التطبيقي/ تاريخ الإصدار: 01 يناير 2009 الحيوانات عندما تمرض/ حازم عوض/ قسم: وقاية النباتات/ تاريخ الإصدار:01 يناير 2018كتاب طب ورعاية القطط والكلاب/ الدكتورعبد الخالق رمضان الشيخ والدكتورة هيام محمود سامي/ دار النشر: عبد الخالق الشيخ/ تاريخ النشر: 1 يناير 2000


شارك المقالة: