حمى حصان البوتوماك في الخيول

اقرأ في هذا المقال


يبدأ هذا المرض بكائن حي مجهري موجود في الطفيليات الدقيقة (المثقوبة) التي تصيب القواقع، وهذه الطفيليات لها ذرية يتم إطلاقها في مصادر المياه حيث يبتلعها الذباب، وفي غضون أيام قليلة، يموت الذباب وتلوث أجسامهم فراش الحصان وطعامه وماءه، وبمجرد أن يأكل الخيل أحد هذا الذباب الميت، فإنه يتكاثر ويملأ الجهاز الهضمي؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض الجهاز الهضمي مثل الغثيانوالقيءوالحمىوالإسهال، سنتحدث في هذا المقال عن حمى حصان البوتوماك في الخيول.

نبذة عن حمى حصان البوتوماك

تعتبر حمى حصان البوتوماك (Potomac horse fever_PHF) من أمراض الجهاز الهضمي الخطيرة التي تسببها (Neorickettsia risticii)، ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى نوبة مفاجئة من الإسهال الشديد والقيء التي يمكن أن تتطور إلى الجفاف، وينتشر هذا المرض عادةً في الصيف أو أوائل الخريف، وبسبب احتمالية ارتفاع درجة الحرارة والجفاف والتهاب الصفيحة، يعد هذا مرضًا خطيرًا ومميتًا في بعض الأحيان، وفي المناطق التي تم اكتشاف المرض فيها، يجب أن يحصل الحصان على اللقاح سنويًا لمنع الإصابة بحمى حصان بوتوماك، كما يكون الحصول على العلاج مبكرًا هو أفضل فرصة لبقاء الخيل على قيد الحياة، لذلك عند ملاحظة انّ الحصان يعاني من هذا المرض، يجب استشارة طبيب بيطري على الفور.

أعراض الإصابة بحمى حصان بوتوماك في الخيول

يمكن مقارنة حمى حصان بوتوماك بحمى الجبل الصخري (Rocky Mountain) أو مرض لايم (Lyme disease) من حيث انتشاره من خلال كائن حي مشابه، وعلى الرغم من أنهم يشتركون في بعض الأعراض مثل الحمى والاكتئاب والإسهال، إلا أن العديد من العلامات مختلفة.

وتشمل الاعراض الأكثر شيوعًا لحمى حصان البوتوماك ما يلي:

  • الإسهال (Diarrhea)، وهذا هو أول علامة تدل على حمى حصان بوتوماك في أكثر من 60٪ من الخيول.
  • مغص (Colic)، وألم في البطن.
  • فقدان الشهية (Loss of appetite).
  • الاستفراغ والغثيان (Nausea and vomiting).
  • زيادة في درجة حرارة الجسم (Increase in body temperature)؛ حيث تصل إلى 107 درجة فهرنهايت.
  • الجفاف (Dehydration)؛ ويشمل ذلك جفاف الجلد، زيادة العطش، قلة التبول، والشعور بالضيق.
  • الاكتئاب (Depression).
  • انتفاخ المعدة (Bloated stomach).
  • التدحرج على الأرض (Rolling on ground).
  • الرهن على الأرض (Pawing at the ground).
  • التهاب الصفيحة (Laminitis)؛ ما يعني هذا أن من (20٪ إلى 30٪) من الخيول المصابة بـحمى حصان بوتوماك تصاب بالتهاب الصفيحة.
  • تسمم الدم (Toxemia).
  • الموت (Death)، أي أنّ من (20٪ إلى 25٪) من الخيول المصابة بحمى حصان بوتوماك تموت.

أسباب إصابة الخيول بحمى حصان البوتوماك

تعتبر الظروف الحارة والرطبة من العوامل الأساسية لحمى حصان بوتوماك، ولكن هناك عوامل خطر أخرى مثل:

  • الحفاظ على الخيول في مناطق بها مياه راكدة، مثل الجداول، البرك، والبحيرات.
  • المراعي المروية.
  • أن تكون موزعات الطعام والمياه المحفوظة في المناطق التي يسكنها الذباب.
  • وجود الخيول بالحظائر المضاءة، فهي تجذب الذباب.

كيفية تشخيص حمى حصان بوتوماك في الخيول

يلزم إجراء فحص جسدي كامل وتاريخ طبي للتشخيص، ويتضمن ذلك فحصًا شاملاً للخيول لإيجاد وتسجيل وزن الحصان وطوله وردود فعله واختبار الانعكاس الشعري (capillary reflex test_CRT) ودرجة حالة الجسم والسلوك والتوازن والنبض وأصوات التنفس والتنفس والتشكيل ودرجة حرارة الجسم، وسيطلب الطبيب البيطري أيضًا أن يجعل الحصان يمشي ويهرول؛ لرؤية مدى جودة عمل عضلاته في الحركة، كما سيتم أخذ التقييم الدقيق لوضع الجسم، والتوقف، والعرج في الاعتبار وتسجيله.

قد يقوم الطبيب البيطري أيضًا باختبار أقدام الخيل باستخدام جهاز اختبار حوافر لتحديد ما إذا كانت هناك أي درجة من التصفيح لأن هذا يعد من المضاعفات الرئيسية لحمى حصان بوتوماك، والتي يمكن أن تصبح خطيرة بما يكفي لتبرير القتل الرحيم إذا لم يتم علاجها، وسيتم أخذ عينة من البول والبراز في هذا الوقت لإجراء اختبارات مجهرية للعدوى البكتيرية والفطرية، ويتم عما الاختبارات المعملية الأخرى لتأكيد التشخيص، وهي تعداد الدم الكامل (CBC) لقياس عيار الأجسام المضادة والتحليل الكيميائي للتحقق من انخفاض خلايا الدم البيضاء والبروتين.

يمكن أن يكتشف اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) الحمض النووي من الكائن الحي في خلايا الدم البيضاء للحصان، ويمكن أن يؤكد اختبار التألق المناعي غير المباشر (IFA) بالعينات التي يتم إقرانها، كما تعد الصور الشعاعية (الأشعة السينية) ضرورية للتحقق من وجود علامات التهاب الصفيحة، وفي الواقع، قد يكون هناك ما يبرر فحص العظام لكامل الجسم باستخدام الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي في بعض الحالات.

كيفية علاج حمى حصان بوتوماك في الخيول

قد يختلف علاج حمى حصان بوتومواك في الخيول تبعًا لشدة المرض وإجهاده، فبعض السلالات أسوأ من غيرها وتزداد شدتها كل يوم لم يبدأ العلاج فيه، ويتم استخدام المضادات الحيوية عن طريق الوريد والعلاج بالسوائل والأكسجين ومضادات الالتهاب والكهارل بشكل شائع في علاج حمى حصان البوتوماك في الخيول، وتتمثل هذه العلاجات فيما يلي:

1. استخدام المضادات الحيوية عن طريق الوريد

الجزء الأكثر أهمية في علاج حمى حصان بوتوماك هو المضادات الحيوية، والتي تُعطى عادةً عن طريق الوريد (IV)، ومن المحتمل أن يُبقي الطبيب البيطري الحصان في المستشفى لأنه من الأسهل علاجه في بيئة معقمة وخاضعة للرقابة، كما أنّ المضادات الحيوية التي تعمل بشكل جيد مع (Neorickettsia risticii) هي التتراسيكلينات (tetracyclines) مثل أوكسي تتراسيكلين (oxytetracycline)، وبالنسبة للحالات الخفيفة جدًا من حمى حصان بوتوماك، قد يقرر الطبيب البيطري أنه يمكن وصف الدوكسيسيكلين الفموي (oral doxycycline) المأخوذ في المنزل.

2. العلاج بالسوائل والأكسجين

سيتم إعطاء السوائل والإلكتروليتات عبر الوريد لمنع الجفاف والمساعدة في خفض درجة حرارة الجسم، كما يتم استخدام الأدوية المضادة للالتهابات مثل الكورتيكوستيرويدات (corticosteroids) أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDS)؛ لتقليل الالتهاب والحمى، كما يصف العديد من الأطباء البيطريين فلونيكسين ميغلومين (بنامين) (flunixin meglumine_Banamine)؛ لعلاج آلام البطن، التسمم الداخلي، التهاب الأمعاء، التهاب الصفيحة المرتبط بحمى حصان البوتوماك، وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر فلونيكسين ميغلومين خيارًا جيدًا لتسكين الآلام وخافض للحرارة (لتقليل الحمى).

الشفاء التام من حمى حصان البوتوماك في الخيول

إذا تلقى الخيل العلاج في غضون (24 إلى 36) ساعة من ظهور أعراض الإصابة بحمى حصان البوتوماك، فإن التشخيص جيد، بشرط عدم وجود التهاب الصفيحة، ومع ذلك، إذا لم يستجب الحصان بشكل جيد للعلاج، تقل فرص الشفاء التام؛ لذلك يجب التأكد من إنهاء جميع الأدوية والاتصال بالطبيب البيطري إذا كان هناك عدم استجابة للعلاج.

المصدر: تربية أمراض الخيول، طبعة رقم 1، الدكتورة كريمة عاكول منخي الصالحيأمراض الحيوان/ التعليم الفني والتدريب المهني السعودية/ قسم: الإنتاج الزراعي/ تاريخ الإصدار/ 10 أغسطس 2005العلاج التطبيقي لأمراض حيوانات المزرعة/ محمد محمد هاشم/ قسم/ الاخصاء التطبيقي/ تاريخ الإصدار: 01 يناير 2009 الحيوانات عندما تمرض/ حازم عوض/ قسم: وقاية النباتات/ تاريخ الإصدار:01 يناير 2018


شارك المقالة: