حياة الفيل الآسيوي هو وصغيره

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الأفيال أكبر الحيوانات البرية في العالم، ولكن الفيل الآسيوي وصغيره أصغر من ابن عمه الفيل الأفريقي، وتم العثور على هذا النوع في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا وفي المقام الأول في مناطق الغابات في الهند، ويتم تصنيفهم هم وصغارهم على أنّهم معرضون للخطر وهم ضحايا الصيد الجائر لأنيابهم وجلدهم.

الاسم العلمي للفيل الآسيوي

هناك ثلاثة أنواع فرعية من الأفيال الآسيوية مع ثلاثة أسماء علمية منفصلة، ويتم تجميع الأنواع الفرعية حسب الموقع والحجم، ويشتركون جميعًا في الاسم العلمي (Elephas maximus)، وفي اللغويات اليونانية يشير مصطلح الفيل (elephant) إلى وحش ذو قرون أو قرن، وفي اللاتينية تعني كلمة (ele) قوسًا وتعني كلمة (phant) كبير,k مكسيموس (maximus) يعني أيضا كبير.

الفيل السريلانكي (Elephas maximus maximus) هو أكبر الأفيال الآسيوية وموطنه الأصلي سريلانكا، ويعتبر الفيل السومطري (Elephas maximus sumatranus) موطنه الأصلي لجزيرة سومطرة الصغيرة وهو أصغر الأنواع الفرعية، وأخيرًا يمتلك الفيل الهندي (Elephas maximus indicus) أكبر نطاق وموطن في البر الرئيسي لآسيا، ويقترح بعض العلماء أنّ أفيال بورنيو الأقزام قد تكون نوعًا فرعيًا من هذه الأفيال، وإذا كان الأمر كذلك فسيكونون أصغر الأنواع الفرعية، ومع ذلك فإنّ أفيال بورنيو الأقزام لها أبعاد مختلفة ووجوه أكثر استدارة من الأفيال الآسيوية وهم أيضا أكثر طواعية.

موطن الفيل الآسيوي وصغيره

تم العثور على هذه الأنواع من الأفيال مع صغارها في الهند وجنوب شرق آسيا، ولقد امتدت ذات يوم إلى الشمال حتى نهر اليانغتسي ولكن نطاقها انخفض بشكل مطرد، وتُعتبر حيوانات غابات ولكنها تستمتع أيضًا بالغابات مع مساحات قليلة من الأراضي العشبية فيها، وتوفر هذه المناطق الانتقالية حيث تلتقي الغابات والأراضي العشبية مجموعة متنوعة غنية من النباتات للأفيال لتأكلها، وهذه الأفيال مهاجرة ضمن نطاق موطنها الواسع، ويقومون بالهجرات الموسمية، وغالبًا ما يعطل البشر مسارات الهجرة التي كانت تقطعها الأفيال الآسيوية لفترة طويلة.

مظهر الفيل الآسيوي

على الرغم من أنّها أصغر من نظيراتها الأفريقية، إلّا أنّ الأفيال الآسيوية لا تزال ثدييات هائلة، ويقفون في أي مكان من 6.6 قدم إلى 9.8 قدم مع أكبر الأنواع هي السريلانكية المتنوعة، ويمكن أن تزن هذه الأفيال ما بين 2.25 و 2.5 طن وهو أكبر قليلاً من سيارة الجيب، وعادة ما تكون رمادية أو بنية اللون، وتتميز هذه الأفيال ببقع وردية فاتحة من التصبغ حول آذانها ووجوهها، ويُعتقد أنّ هذه تختلف بناءً على النظام الغذائي والوراثة، والأفيال الآسيوية الصغيرة مغطاة بشعر أحمر ناعم يزداد قتامة مع تقدم العمر.

ولعل أبرز ما يميزهم هو جذعهم الطويل، حيث تتميز نهاية جذوع الفيل ببعض العضلات التي تشبه الإصبع (الأفيال الأفريقية لها اثنان)، وتحتوي جذوعها على أكثر من 1000 عضلة وهي مثالية لاستكشاف محيطها من خلال الرائحة واللمس، وتمتلك الأفيال الآسيوية أيضًا آذانًا صغيرة مستديرة تساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم.

ليس كل الأفيال الآسيوية لديها أنياب، حيث تتميز بعض الذكور بأنياب بارزة ولكن الإناث ليس لديها أي أنياب، ولدى بعض الذكور مجموعة أصغر من الأنياب تسمى الأنياب، وكان أكبر فيل آسيوي معروف هو فيل ثور اسمه رجا جاج، وكان يبلغ ارتفاعه 11 قدمًا وهو ارتفاع بمقدار 2 قدم عن متوسط ​​ارتفاع الفيل، وشوهد رجا جاج آخر مرة في حديقة بارديا الوطنية في عام 2007، وكان يبلغ من العمر حوالي 70 عامًا في ذلك الوقت.

طعام الفيل الآسيوي

مثل جميع أنواع الأفيال هذه الأفيال من الحيوانات العاشبة، ويتكون نظامهم الغذائي من الجذور والعشب ولحاء الأشجار، وفي يوم واحد يمكن لبعض الأفيال أن تأكل ما يصل إلى 300 رطل من الطعام، ونظرًا لأنّهم بحاجة إلى استهلاك كمية هائلة من الطعام فإنّهم يقضون حوالي 3/4 من يومهم في البحث عنه، وتحتاج الأفيال إلى استهلاك مثل هذه الكميات الكبيرة من الطعام لأنّ أجسامها يمكنها فقط معالجة حوالي 44٪ من الطعام الذي تأكله، ويجب أن يشربوا الماء مرة واحدة على الأقل في اليوم لذلك هم دائمًا قريبون من مصدر المياه.

تتذوق قطعان هذه الأفيال أيضًا المحاصيل الزراعية المزروعة مثل الموز وقصب السكر، ويمكن أن تكون هذه القطعان قوة مدمرة للمزارعين إذا قرر المرء التعدي على محاصيلهم، وفي الأسر الأفيال الآسيوية لديها وجباتها الغذائية المخصصة لاحتياجاتهم الخاصة، ويتم إطعامها بشكل متقطع طوال اليوم لتقليد وتيرة إطعامها في البرية، وعادة ما تأكل الفيلة في الأسر بالات القش وحبيبات البرسيم ونخالة الشوفان، ويأكلون أيضًا الفواكه والخضروات الطازجة مثل البطاطا الحلوة والجزر والتفاح.

تكاثر الفيل الآسيوي وصغيره

تلد إناث الأفيال كل 3 إلى 8 سنوات، وعادةً ما يكون ذكر الأفيال الذي يُطلق عليه اسم الثيران أبًا لطفله الأول بعد سن الثلاثين، بينما تكون الإناث قادرة على الإنجاب في منتصف فترة المراهقة، ويستغرق الذكور وقتًا أطول للنمو بقوة كافية للتنافس مع الذكور الآخرين على التزاوج ولهذا السبب يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يتمكنوا من التزاوج.

تمتلك الأفيال التي تسمى الأبقار أطول فترة حمل من أي حيوان، ويولد صغارهم بعد 22 شهرًا ويصل وزنهم إلى 350 رطلاً، ومن حين لآخر يولد عجولان بمتوسط ​​كتلة الولادة 100 كجم، وبعد وقت قصير من ولادتهم يمكن للعجول أن ترضع، ولا يشترط الرضاعة للبقاء على قيد الحياة بعد عمر سنتين ولكن الفطام لا يحدث إلّا بعد حوالي 4 سنوات من العمر، ويتم فطامهم عن اللبن بعد ستة أشهر ولكنهم يظلون مرتبطين بالأم لفترة أطول وأحيانًا حتى ولادة صغير آخر، والعمر النموذجي للاستقلال هو 5 سنوات

والحقائق الممتعة حول بنية قطيع الأفيال الآسيوية هي أنّ الصغار يتم الاعتناء بهم من قبل جميع إناث الأفيال في القطيع ويشار إليهم باسم الخالات، وتترك العجول الذكور القطيع بمجرد بلوغها مرحلة النضج الجنسي، وستعيش أنثى العجول مع القطيع إلى أجل غير مسمى، ولا يوجد الكثير من البيانات عن الأفيال البرية ولكن يُعتقد أنها تعيش حوالي 50 عامًا.

مظهر العجل

العجول عند الولادة في المتوسط ​​يبلغ ارتفاع العجول حديثي الولادة حوالي متر أي ما يعادل 3 أقدام، بينما تزن 120 كجم أي ما يعادل 264 رطلاً عند الولادة، وتزن عجول الفيل الآسيوي حديثي الولادة حوالي 91 كجم (200 رطل)، وتقوم كل من الأم وبعض الإناث الأخريات العجول على مساعدته في الوقوف على قدميه، والتي تكون باستطاعتها الوقوف لوحدها في غضون دقائق من الولادة.

تساعد الأم والإناث الأخريات في توجيه العجل للرضاعة على الفور تقريبًا، ولا يزال جذع العجل قصيرًا فيستخدم فمه للرضاعة، ويكون بمقدور العجول القدرة على المشي في غضون ما يقارب ساعة إلى ساعتين من الولادة، وفي غضون يومين تكون العجول قوية بما يكفي للانضمام إلى بقية القطيع الذي ينتظر بصبر في الجوار.

تربية وتنمية العجل

على الأمهات مهام معينة لتنمية العجل، ويتم تعديل وتيرة القطيع حتى يتمكن الصغار من مواكبة ذلك، وتتعلم العجول أي النباتات صالحة للأكل وطرق اكتسابها من خلال مراقبة كبار السن.

في المتوسط تشرب العجول حوالي 10 لترات (21 نقطة) يوميًا، وتبدأ العجول في تجربة جذوعها النامية بين أربعة وستة أشهر من العمر عن طريق قطف الأعشاب والأوراق لتكملة نظامها الغذائي، ويتبع الفطام عن الحليب هذه العملية تدريجياً، ولا يتم فطام العجول تمامًا حتى يبلغوا أكثر من عامين وقد يزنون ما بين 850-900 كجم (1،874-1،984 رطلاً)، وفترات الولادة الفترة الفاصلة بين ولادة الفيلة حوالي عام، وقد يكون للإناث ما يصل إلى 12 عجلاً في حياتهن.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: