حيوان ابن عرس أسود القدمين وصغيره

اقرأ في هذا المقال


النمس أو ابن مقرض أسود القدمين أو ابن عرس أسود القدمين (Black-Footed Ferret) وهو من الحيوانات آكلة اللحوم مع نظام غذائي يتكون في الغالب من كلاب البراري، ويشمل موطن القوارض ذات الأقدام السوداء نطاقًا يمتد فوق سهول وايومنغ ومونتانا وساوث داكوتا وأريزونا، وتتمتع هذه الثدييات بجسم طويل وأملس يسمح لها بسهولة وضعها في الأنفاق والجحور، وهم حيوانات منعزلة بعمر 3 إلى 4 سنوات في البرية.

الموطن

موطن ابن مقرض أسود القدمين هو أمريكا الشمالية، كما إنّهم يعيشون في نطاق يشمل وايومنغ ومونتانا وأريزونا وساوث داكوتا، ويعيشون في مكان معتدل من السهول والمراعي، وهذه القوارض لا تهاجر ولكنهم يقضون وقتًا أطول في جحورهم خلال فصل الشتاء.

التكاثر والصغار

موسم التكاثر لهذه الحيوانات يحدث في مارس وأبريل، وفي هذا النوع تتنافس إناث ابن مقرض على الذكور، وفترة حمل الأنثى هي 41 إلى 43 يومًا، ويلدون 3 إلى 4 أطفال أحياء تسمى أيضًا مجموعات ولكن تم تسجيل مجموعات مفردة بالإضافة إلى تسعة أو عشرة فضلات، وأنثى النمس تعتني بالمجموعات الموجودة في الجحر بعد ولادتها ولا يلعب الذكر دورًا في رعاية الصغار.

تزن قوارض حديثي الولادة من 0.2 إلى 0.3 أوقية ويولدون وأعينهم مغلقة ولديهم طبقة رقيقة من الشعر الأبيض، وهم في الغالب لا حول لهم ولا قوة حتى تفتح أعينهم، وفي حوالي 3 أسابيع يبدأو في الحصول على علامات سوداء على فرائهم وأعينهم مفتوحة عند 35 يومًا من العمر، وبعد الفطام في حوالي 3 أشهر من العمر تبدأ المجموعات في الخروج من موقعها تحت الأرض حيث تعلمهم والدتهم كيفية البحث عن الطعام، حيث تنمو المجموعات حوالي ثلاثة أرباعها بحلول شهر يوليو عندما كانت تغامر فوق الأرض لأول مرة.

بعد فترة طويلة من التوقف عن الرضاعة يعتمدون على أمهاتهم في وجبات اللحوم، ويبقون مع والدتهم لمدة 5 أو 6 أشهر قبل الذهاب للعيش بشكل مستقل، وعمر هذه الحيوانات من 3 إلى 4 سنوات ولكن الرقم القياسي لأقدم نمس أسود القدم هو 9 سنوات، وبحلول أواخر الصيف تترك الأنثى مجموعاتها في جحور منفصلة خلال النهار وتجمعها معًا في الليل للصيد، وفي النهاية يبدأ الصغار في الصيد بمفردهم وبحلول سبتمبر يكونون مستقلين ومنفصلين، ويصبح ابن عرس أسود القدمين ناضج جنسياً في عمر سنة واحدة وتبلغ ذروة فترة تكاثرها حوالي 3 إلى 4 سنوات.

وفقًا للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة يتألف سكان هذه الحيوانات من 206 فردًا ناضجًا، وحالة حفظ هذه النمس معرضة للخطر ولديها عدد متناقص.

المظهر

النمس ذو القدم السوداء له جسم طويل نحيف مع فرو أبيض إلى كريمي على ظهره مع أقدام سوداء وذيل ذو رأس أسود، ومن أبرز الحقائق عن مظهره هو الفراء الأسود على وجهه الذي يجعله يبدو وكأنه يرتدي قناعًا، ويبلغ طول هذا النمس الملقب بالقطب الأمريكي من 18 إلى 24 بوصة ويبلغ طول ذيله من 5 إلى 6 بوصات، ويبلغ وزن النمس البالغ أسود القدمين في المتوسط ​​2 رطل والذكور عادة أكبر من الإناث، وعلى سبيل المقارنة فإنّ النمس الذي يبلغ طوله 24 بوصة يساوي 11 نقطة غولف تصطف من النهاية إلى النهاية، ونمس 2 رطل أسود القدمين يساوي وزن 1 كرة سلة، وأثقل نمس أسود القدم يزن 2.5 رطل.

النمس ذو القدمين لديه العديد من التكيفات التي تساعده على البقاء على قيد الحياة في موطنه، حيث أولاً يسمح جسمه النحيف بالانزلاق إلى جحر كلب البراري بحثًا عن فريسته، وتساعد عيونه الكبيرة هذه الثدييات على الرؤية في الظلام، وواحد آخر من تكيفاته المذهلة هو حاسة الشم القوية، ويجد هذا النمس فريسته ويتنقل في بيئته من خلال اكتشاف الروائح من حوله.

يساعد الغلاف ذو اللون الكريمي لهذا النمس على الاندماج في موطنه حتى يتمكن من الاختباء من الحيوانات المفترسة، وتُستخدم مخالب هذا الحيوان الحادة للحفر في الأرض لإنشاء جحر جديد أو توسيع حفرة موجودة، ويساعد الفك القوي هذا النمس على التقاط كلب البراري والاحتفاظ به، وعندما يرصد أحد النمس حيوانًا مفترسًا بالقرب من جحره يبدأ الحيوان في الثرثرة والهسهسة للإشارة إلى الخطر على حيوانات مقرض أخرى قريبة.

القوارض ذات الأقدام السوداء هي حيوانات منعزلة، ولكن عندما يشكلون مجموعة فإنّ هذا يسمى نشاطًا تجاريًا، وعادة ما يكون هناك 3 قوارض أو أكثر في الأعمال التجارية، وهذه الثدييات خجولة ولكنها قد تصبح عدوانية خلال موسم التزاوج.

المفترسون والتهديدات

منذ عقود كان عدد النمس ذو الأرجل السوداء منخفضًا للغاية وكان يُعتقد أنّ هذا النوع قد انقرض، وانخفضت أعدادهم بشكل كبير بسبب الطاعون الذي اجتاح سكان كلاب البراري، ويُعرف باسم طاعون حلقية وتنقله البراغيث، كما إنّه يقتل 90 في المائة من كلاب البراري التي تصاب بالعدوى، وعندما ينخفض ​​عدد كلاب البراري فإنّه يأخذ المكون الرئيسي في النظام الغذائي للقوارض ذات الأرجل السوداء، ونتيجة لذلك بدأت هذه القوارض في الموت بأعداد كبيرة.

يعد فقدان الموائل سببًا آخر لانخفاض عدد النمس ذات الأقدام السوداء، ويؤدي توسع الأراضي الزراعية إلى تدمير العديد من جحور كلاب البراري حيث تعيش هذه القوارض، وواحدة من أكثر الحقائق المدهشة هي أنّ عدد قليل من القوارض ذات الأرجل السوداء تم اكتشافه في عام 1981، وبمساعدة برامج التربية الأسيرة والمزيد من التثقيف المجتمعي بدأ عدد سكان هذه النمس في الزيادة ببطء، ومع ذلك رسميًا لا يزال النمس ذو الأرجل السوداء معرضًا للخطر.

وهذه الحيوانات آكلة اللحوم ويتكون النظام الغذائي لهذا النمس بشكل أساسي من كلاب البراري، وفي الواقع يأكل صائد كلاب البراري حوالي 100 من هذه القوارض في غضون عام، وإذا كان وزن كلب البراري 3 أرطال فهذا يعني أنّ النمس ذو الأرجل السوداء يأكل 300 رطل من كلاب البراري سنويًا، وتخيل 300 رطل يساوي تسعة أعشار وزن دب باندا.

النسور الذهبية والبوم والذئاب والقطط والغرير كلها حيوانات مفترسة لهذه الحيوانات، ومعظم هذه الحيوانات المفترسة هي ليلية أيضًا، ويمكن للبومة التي تحلق فوق السهول أن ترى بسهولة تحركات نمس أسود القدم وتنقض لالتقاط واحدة، أو يمكن أن يختار البوبكات موقعًا بالقرب من جحر نمس أسود القدم وينتظر حتى يخرج للبحث عن الطعام ليلاً.

عادات الطعام

تشكل كلاب البراري الجزء الأكبر من النظام الغذائي لهذه الحيوانات، وهذا هو السبب في أنّ هذا الحيوان معروف بأنّه صياد كلاب البراري خبير، وقد يأكلون أيضًا السناجب المطحونة والفئران والجرذان والأرانب والزواحف والطيور وأحيانًا الحشرات.

حالة حفظ النمس أسود القدمين مهددة بالانقراض وعندما ينخفض ​​نظامها الغذائي الرئيسي من كلاب البراري ينخفض ​​عدد حيوانات ابن مقرض أيضًا، وأيضًا هذا النمس مهدد بفقدان الموائل بسبب تطوير الأرض، ويتم قتلهم في بعض الأحيان من قبل المزارعين الذين يعتبرونهم آفات قد تلاحق الدجاج والماشية الصغيرة، وهناك إجراءات حماية يتم اتخاذها الآن لحماية هذا النمس، وتشمل هذه الإجراءات التربية في الأسر وتثقيف الجمهور حول هذه الحيوانات الفريدة.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: