حيوان الأكاب وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الأُكاب (Okapi) هو حيوان عاشب بعيد المنال يوجد في جيب صغير من الغابات الجبلية الاستوائية في وسط إفريقيا، وعلى الرغم من مظهره الذي يشبه الغزلان فإنّ الأُكاب هو في الواقع أحد آخر أسلاف الزرافة وهو أطول حيوان على وجه الأرض، وإلى جانب وجود رقبة طويلة نسبيًا مقارنة بحجم جسمها فإنّ الميزة الأكثر لفتًا للانتباه في الأُكاب هي الخطوط الأفقية التي تظهر بشكل خاص على المؤخرة وتعطي هذا الحيوان مظهرًا يشبه الحمار الوحشي تقريبًا، ويعتبر الأُكاب حيوانًا خجولًا وسريًا للغاية لدرجة أنّه في الواقع لم يتم التعرف عليه كنوع مميز من قبل العلم الغربي حتى القرن العشرين على الأرض.

مظهر الأُكاب

مثل أسلافها البعيدة والأكبر بكثير فإنّ الأُكاب لها رقبة طويلة لا تساعدها فقط في الوصول إلى الأوراق الأعلى ولكنها تزود الأُكاب أيضًا بأداة للدفاع عن نفسها وعن أراضيها، ويمتلك الأُكاب معطفًا من الفرو باللون الأحمر والبني مع علامات مخططة أفقية بيضاء توجد على أرباعهم الخلفية وفي الجزء العلوي من أرجلهم، ويمنح الأُكاب تمويهًا ممتازًا في الغابة الكثيفة، ولديهم كاحلين أبيض مع بقعة داكنة فوق كل حافر وجلد سميك للغاية للمساعدة في حمايتهم من الإصابة.

يمتلك الأُكاب رأسًا طويلًا ووجهًا داكنًا مع آذان كبيرة متراجعة والتي تمكن الأُكاب من اكتشاف اقتراب الحيوانات المفترسة بسهولة، ويمتلك الأُكاب أيضًا لسانًا طويلًا بشكل مثير للإعجاب وهو ليس أسود اللون فحسب بل إنّه أيضًا قادر على الإمساك بشيء، مما يعني أنّه قادر على الاستيلاء على الأوراق من الفروع أعلاه، وظهور الأُكاب يجعلها واحدة من أغرب الحيوانات على قيد الحياة في العالم اليوم.

موطن الأُكاب

الأُكاب هو حيوان موجود في الغابات الاستوائية المطيرة الكثيفة في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية عمومًا على ارتفاع يمكن أن يتراوح بين 500 و 1000 متر، على الرغم من أنّه يعتقد أنّ غالبية الأفراد يسكنون مناطق على ارتفاع 800 متر تقريبًا فوق سطح البحر مستوى، كما إنّها حيوانات خجولة ومراوغة بشكل لا يصدق وتعتمد بشكل كبير على أوراق الشجر السميكة للغاية من حولها لحمايتها من أن تكتشفها الحيوانات المفترسة.

يمكن أيضًا العثور على الأُكاب في المناطق التي يوجد بها مصدر مياه عذبة بطيء الحركة، ولكن نطاق الأُكاب محدود للغاية بسبب الحواجز الطبيعية، مع وجود موائل غير مناسبة من جميع الجوانب الأربعة التي تحاصر هذه الحيوانات في 63000 كيلومتر مربع في غابات إيتوري المطيرة، ويتكون حوالي خُمس الغابات المطيرة اليوم من محمية الأُكاب للحياة البرية وهي أحد مواقع التراث العالمي، وعلى الرغم من أنّه يُعتقد أنّها شائعة في منطقتهم الأصلية إلّا أنّ الأُكاب مهددة بشدة بفقدان الموائل خاصة من إزالة الغابات.

عادات الأُكاب

الأُكاب هو حيوان نهاري مما يعني أنّه يكون أكثر نشاطًا خلال النهار عندما يقضون معظم وقتهم يتجولون في مسارات محددة عبر الغابة بحثًا عن الطعام، كما إنّها حيوانات منعزلة باستثناء الوقت الذي تقضيه الأمهات مع عجولها ولكن من المعروف أنّها تتحمل أفرادًا آخرين، وقد تتغذى أحيانًا في مجموعات صغيرة لفترة قصيرة من الزمن، وتمتلك الأُكاب نطاقات منزلية متداخلة مع الذكور يميلون إلى احتلال مساحة أكبر من الإناث والتي تتميز بالبول وفرك أعناقهم على الأشجار.

يستخدم الذكور أيضًا أعناقهم للقتال مع بعضهم البعض لتسوية النزاعات على الأرض وللتنافس على التزاوج مع أنثى خلال موسم التكاثر، ومن المعروف أيضًا أنّ الأُكاب تتواصل مع بعضها البعض باستخدام أصوات مثل: “chuff” الهادئة وتعتمد بشدة على سمعها في الغابة المحيطة حيث لا يمكنهم الرؤية بعيدًا على الإطلاق.

تكاثر الأُكاب والصغار

بعد فترة حمل يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 16 شهرًا تتراجع أنثى أوكاب إلى الغطاء النباتي الكثيف حيث تلد عجلًا واحدًا، ومثل العديد من الحيوانات العاشبة ذات الظلف يكون عجل الأُكاب قادرًا عادةً على الوقوف في غضون نصف ساعة عندما تبدأ الأم والطفل في البحث عن مكان جيد للعش، ويظلون في أعشاشهم في أعماق الشجيرات لغالبية الشهرين المقبلين، الأمر الذي لا يساعد العجل على النمو بسرعة أكبر فحسب بل يمنحه أيضًا حماية حيوية من الحيوانات المفترسة الجائعة.

على الرغم من أنّ أنثى الأُكاب ستحمي وتطعم عجلها الضعيف إلّا أنّه لا يُعتقد أنّ الاثنين يشتركان في نفس الرابطة الوثيقة التي تحدث مع العديد من الثدييات ذات الحوافر الأخرى، وعلى الرغم من أنّهم يبدأون في تطوير خطوطهم البيضاء في سن مبكرة إلى حد ما، إلّا أنّ صغار الأُكاب لا تصل إلى حجمها الكامل البالغ حتى يبلغوا من العمر ثلاث سنوات تقريبًا، ويتم فطامهم عمومًا في عمر 6 أشهر تقريبًا ولكنهم قد يستمرون في الرضاعة من أمهاتهم لأكثر من عام.

حمية الأُكاب

الأُكاب هو حيوان عشبي بمعنى أنّه يعيش على نظام غذائي يتكون فقط من مواد نباتية، ويأكلون الأوراق والبراعم والأغصان التي يتم سحبها في أفواههم باستخدام لسانهم الطويل الذي يمدهم بشيء مع الفواكه والتوت وأجزاء النباتات الأخرى، وسوف يأكل الأُكاب الفطريات في بعض الأحيان ومن المعروف أنّه يأكل أكثر من 100 نوع مختلف من النباتات والعديد منها سام للحيوانات الأخرى والبشر.

وإلى جانب استهلاك مجموعة كبيرة ومتنوعة من المواد النباتية من المعروف أيضًا أنّ الأُكاب يأكل الطين المحمر الذي يوفر الملح والمعادن الأساسية لنظامه الغذائي القائم على النباتات، ويقضي الأُكاب قدرًا كبيرًا من ساعات النهار بحثًا عن الطعام ويمشي بهدوء على طول المسارات المعبدة جيدًا التي يستخدمها بانتظام لضمان الهروب بسهولة من الحيوانات المفترسة.

الأُكاب والتهديدات

نظرًا لحقيقة أنّ الأُكاب تسكن هذه المنطقة المنعزلة من الغابات المطيرة الجبلية فمن المدهش أنّها تحتوي على عدد قليل من الحيوانات المفترسة الشائعة خاصة بالمقارنة مع الأنواع المماثلة، فالفهد هو المفترس الرئيسي لأوكاب، وهو أحد أكبر وأقوى الماكرون في العالم والحيوان الذي يقضي الكثير من الوقت في الراحة على الأشجار.

على عكس الحيوانات المفترسة الأخرى التي يستشعر حاسة السمع الحاد لدى الأُكاب أنّها تتحرك عبر الشجيرات فإنّ موقع الفهد فوق الأرض يعني أنّهم قادرون على مسح المنطقة المحيطة بحثًا عن فريسة محتملة كما أنّهم قادرون على نصب كمين لها من أعلى، وتشمل الحيوانات المفترسة الأخرى لأوكاب صائدي سيرفال والبشر في المنطقة، ولكن أكبر تهديد لسكان أوكابي في العالم هو فقدان الموائل بسبب إزالة الغابات.

الأُكاب وحالة حفظ

على الرغم من أنّه يُعتقد أنّها شائعة إلى حد ما في جميع أنحاء نطاقها المعزول بشكل طبيعي، فقد تم إدراج الأُكاب من قبل الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) كحيوان على وشك الانقراض في بيئته الطبيعية، ويرجع ذلك إلى زيادة إزالة الغابات في أجزاء من بيئتها الطبيعية إلى جانب حقيقة أنّها أصبحت عالقة بشكل متزايد في الأفخاخ وغيرها من الفخاخ التي نصبها السكان المحليون للقبض على الحيوانات الأخرى.

تمت حماية الأُكاب بموجب القانون في جمهورية الكونغو الديمقراطية (رسميًا زائير) منذ عام 1933 وقد قدر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أنّ هناك ما بين 10000 و 35000 فرد في البرية، وعلى الرغم من أنّه نادرًا ما يراها الناس إلّا أنّ الأُكاب ليست من الأنواع المهددة بالانقراض حيث يُعتقد أنّها شائعة إلى حد ما في موائلها البعيدة.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: