حيوان الثعلب الرمادي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


حيوان الثعلب الرمادي (Gray Fox) قد لا يكون هذا النوع معروفًا جيدًا مثل ابن عمه الثعلب ذي اللون الأحمر، ولكنه أحد أكثر أنواع الثعالب شيوعًا في أمريكا الشمالية، ولا يرى الناس عادة هذه الحيوانات بسبب سلوكها الليلي وطبيعتها الخفية، ولكن لديها العديد من التكيفات المذهلة للتعامل مع بيئتها، وقد يؤدي فقدان الموائل في بعض المناطق إلى إجبارهم على الاقتراب من الناس.

مظهر الثعلب الرمادي

يمتلك الثعلب الرمادي العديد من الخصائص الشبيهة بالثعلب مثل الجسم الطويل والذيل الكثيف والأذنين الكبيرة المنتصبة، ولكن بالمقارنة مع الثعلب الأحمر المعروف يمكن تمييز الثعلب الرمادي من خلال الأرجل القصيرة نسبيًا والأنف الذي يشبه القطة والمخالب القابلة للسحب جزئيًا والحواف الأوسع على الجمجمة، والسمة الأكثر تميزًا لهذا النوع كما يوحي الاسم هي معطف الفرو الرمادي الفضي، ويختلط باللون الأحمر حول الصدر والجانب والأبيض على الوجه والساقين وشريط أسود أسفل الذيل.

يزن الثعلب الرمادي ما بين 7 و 14 رطلاً وهو بنفس حجم كلب صغير مستأنس من مثل أنواع الكلاب البيجل أو البلدغ، ويبلغ طول الجسم عادة حوالي 2 قدم بينما يضيف الذيل 10 بوصات أخرى أو نحو ذلك، وذكور الثعالب أكبر قليلاً من الإناث ولكن بخلاف ذلك فهي متشابهة جسديًا باستثناء الاختلافات الجنسية الواضحة.

موطن الثعلب الرمادي

سوف يعيش الثعلب الرمادي مع صغاره في أي بيئة بها شجرة ثقيلة أو صخرة أو غطاء فرشاة، وعلى الرغم من أنّها تفضل المرتفعات المنخفضة إلّا أنّه يمكن العثور على هذه الأنواع في بعض المناطق الجبلية والجبلية مثل آديرونداك (Adirondack) التي تتجاوز 3000 قدم فوق مستوى سطح البحر، وتمتد أراضيها الطبيعية من كندا في الشمال إلى فنزويلا وكولومبيا في الجنوب، والولايات المتحدة (باستثناء الشمال الغربي الجبلي) والمكسيك هي منازلها الرئيسية، ويفضلون دائمًا العيش على طول ضفاف الجداول أو الأنهار.

تكاثر الثعلب الرمادي والصغار

عادة ما تكون الثعالب الرمادية أحادية الزواج مما يعني أنّها تتزاوج مع شريك واحد فقط في موسم التكاثر، وفي الخريف يتشكل أزواج من الذكور والإناث ويتم التكاثر في الشتاء بدءًا من يناير حتى أواخر فبراير ويستمر حتى مارس، وعندما يحاول العثور على رفيقة سيصبح الذكر أكثر عدوانية ويتنافس مع الآخرين على محبة الإناث، وتشير الأدلة بقوة إلى أنّ هذا النوع يشكل روابط زوجية أحادية الزواج بطول موسم التكاثر وربما حتى لمواسم تكاثر متعددة، وفي حالات نادرة لا تكون الثعالب الرمادية أحادية الزوجة على الإطلاق، وسيكون لديهم شركاء متعددون في موسم التزاوج ولكن ليس من الواضح سبب ذلك.

بمجرد التزاوج يتم التكاثر دائمًا بين شهري ديسمبر ومارس اعتمادًا على الموقع وجودة الموطن، ويقوم الذكور بمعظم الصيد بينما تبحث الأنثى عن عرين وتستعد للولادة، وبعد حوالي شهرين -حوالي 53 يوم- من الحمل ستنتج فضلات تصل إلى سبع مجموعات في المرة الواحدة حيث يولد الصغار في أبريل ومايو، ومجموعات الأطفال حديثي الولادة المغطاة بالفراء الأسود الفاخر تكون عمياء تمامًا وعاجزة وتزن حوالي 86 جرامًا فقط، وستطعم الأم حليبها حتى يبلغ عمرها حوالي أسبوعين إلى ستة أسابيع.

في الأشهر التالية ستتعلم المجموعات مهارات قيّمة في الصيد والبقاء مثل المطاردة والانقضاض من الأب، لكنهم سيستمرون في الاعتماد على والديهم للدفاع حتى يبلغوا حوالي 10 أشهر وبعد ذلك يصبحون مستقلين حقًا وينضجون جنسيًا، ويتمتع الثعلب الرمادي بعمر قصير نسبيًا من ست إلى ثماني سنوات، وأقدم عضو معروف من هذا النوع عاش 12 عامًا في الأسر.

يقوم الذكور البالغون بمعظم الصيد قبل الولادة بينما تقوم الإناث بالبحث عن العرين وإعداده، يبدأ الفطام عندما يكون عمر الصغار حوالي 2 إلى 3 أسابيع، ويبدأون في تناول الطعام الصلب في حوالي 3 أسابيع من العمر ويتم توفيرها بشكل أساسي من قبل الأب، ويعلم الوالدان صغارهما كيفية الصيد عندما يبلغون من العمر 4 أشهر تقريبًا وكلا الوالدين، وحتى ذلك الحين يبحثون عن الطعام بشكل منفصل، وتمارس المجموعات مهارات الصيد عن طريق المطاردة والانقضاض والتي يُدرسها والدهم في المقام الأول.

الثعلب الرمادي هو نوع منفرد. باستثناء عندما يجتمعون معًا لموسم التكاثر ثم يشكلون وحدات عائلية لتربية النسل والعناية به ولا يتحمل الثعلب الرمادي عادةً أفرادًا آخرين من نفس النوع، كما إنّه يحافظ ويدافع عن نطاق منزلي يصل إلى بضعة أميال مربعة في الحجم.

يُصنف الثعلب الرمادي حاليًا على أنّه من الأنواع الأقل إثارة للقلق من قِبل القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية (IUCN – International Union for Conservation of Nature)، وتقديرات السكان غير متوفرة ولكن الحقائق تشير إلى أنّ الأرقام الحالية مستقرة، ولا توجد جهود محادثة معينة مطلوبة حاليًا لهذا النوع.

الثعلب الرمادي بين المفترسات والتهديدات

الثعلب الرمادي الناجي المخضرم لديه عدد قليل من الحيوانات المفترسة والتهديدات الطبيعية في البرية، وتاريخيًا كان البشر يصطادونها من أجل الرياضة ولجودة جلدها ولكن نظرًا لأنّ المعطف قصير وخشن فهو عمومًا أقل استحسانًا من الفراء الأكثر نعومة للثعلب الأحمر.

وهناك تهديد محتمل آخر هو أنّ فقدان الموائل في بعض المناطق قد يقلل من كمية الأشجار أو غطاء الفرشاة الذي يوفر للثعلب الحماية، ولحسن الحظ الغطاء الحرجي في الولايات المتحدة مستقر بشكل عام أو حتى في تزايد، ولكن إزالة الغابات المحلية قد تعطل عادة بعض الأنواع الفرعية من الثعلب الرمادي، ويتم افتراس الثعلب الرمادي في المقام الأول من قبل بوبكاتس وذئب البراري والنسور الذهبية والبوم ذو القرون الكبيرة، ويهربون من الحيوانات المفترسة عن طريق الاختباء في السر أو حتى تسلق الأشجار.

حمية الثعلب الرمادي

واحدة من الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام التي قد لا يعرفها الكثير من الناس هي أنّ الثعلب الرمادي من الأنواع النهمة، وتشكل الأرانب والفئران والجرذان والطيور والحشرات (مثل الجراد والفراشات) الجزء الأكبر من نظامهم الغذائي، حيث هم أقل عرضة للإغارة على حظائر الدجاج مثل ابن عم الثعلب الأحمر، ومع ارتفاع درجة حرارة الطقس يعتمدون بشكل أكبر على الفواكه مثل التوت والتفاح مع مزيج من بعض المكسرات والحبوب، وإذا لم يتوفر أي شيء آخر فلن يكون لديهم أي ندم ضد أكل الجيف الميت الذي تركته الحيوانات المفترسة الأخرى، ويلعب الثعلب الرمادي دورًا مهمًا في النظام البيئي المحلي من خلال التحكم في أعداد القوارض.

تواصل وإدراك الثعلب الرمادي

من أجل التواصل يعتمد الثعلب الرمادي بشكل كبير على حاسة الشم الاستثنائية لديه لتحديد المنطقة المحددة والعثور على رفقاء جيدين والتعرف على الأعضاء الآخرين من النوع، فغدة الرائحة بالقرب من فتحة الشرج هي الأكبر من أي نوع من أنواع الكلاب في أمريكا الشمالية، وعادةً ما يقتصر النطق على أصوات النباح العالي أو النباح أو الهدير أو الصراخ، والعديد من هذه الأصوات بمثابة تحذيرات أو مكالمات التزاوج، والموقف هو جزء مهم آخر من قدرة الثعلب على نقل العلاقات الاجتماعية (مثل الهيمنة والخضوع) والمزاج، وأخيرًا يتم إجراء الاستمالة المتبادلة في بعض السياقات الاجتماعية لتعزيز الروابط والعلاقات.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: