حيوان الحمار وصغيره

اقرأ في هذا المقال


الحمير هي أعضاء في عائلة الخيول وقد تم تدجينها منذ 5000 عام، وأسلافهم البرية أي الحمير البرية الأفريقية لا تزال تعيش في شمال شرق أفريقيا، وتعيش الحمير بين 30 و 50 عامًا وهي حيوانات ذكية تصنع حيوانات أليفة جيدة وحيوانات عمل، وعلى الرغم من ارتباط الحمير بالخيول إلّا أنّها أكثر ثباتًا وتعتبر غالبًا أكثر ذكاءً.

تطور وتكيف الحمار

تنحدر الحمير الداجنة اليوم والعديد من الحمير البرية وشبه الوحشية في العالم من الحمار البري الأفريقي (Equus africanus)، ونشأ فرع منفصل من الحمير البرية في آسيا ولم يتم تدجين أي نوع منه، ولكن يشترك في العديد من الخصائص مع الحمير البرية الأفريقية، كما تطورت الحمير البرية الأفريقية لتعيش في بيئات شبه قاحلة مع مصادر غذاء متناثرة عالية الألياف وإمكانية محدودة للحصول على المياه.

لقد مكنت الذخيرة السلوكية للحمير البرية ونسلها الحمار الداجن هذه الأنواع من الازدهار في هذه الظروف وجعل سلوكها مختلفًا بشكل كبير عن سلوك الخيول والمهور، وتُستمد معرفة سلوك الحمير الطبيعي بشكل أساسي من دراسات الحمير البرية والوحشية التي تعيش في ظل ظروف طبيعية أو شبه طبيعية مع عدم وجود تدخل بشري أو تدخل بشري ضئيل.

تم تدجين الحمار منذ حوالي 6000 عام في شمال إفريقيا، وعلى الرغم من تغير بعض الخصائص مثل الحجم والنوع واللون والمزاج فقد احتفظ الحمار بالكثير من سلوك أسلافه على سبيل المثال السلوك الاجتماعي والتغذية، ويتكيف الحمار من خلال التطور مع الحياة كحيوان فريسة يعيش في منطقة جبلية قاحلة، وينعكس هذا في سلوك الحمير وعلم وظائف الأعضاء وعلم التشريح والطريقة التي تطورت بها حواس الحمير.

قدرات حيوان الحمار

الرؤية

تتمتع الحمير برؤية واسعة الزاوية مما يمكنها من اكتشاف الحركات من حولها تقريبًا، ولا يوجد سوى منطقة عمياء صغيرة خلفهم، كما توجد منطقة عمياء صغيرة على شكل مثلث أمام طرف الأنف مما يعني أنّ الحمير لا ترى ما تأكله بل تشعر به بالشوارب، وفي المنطقة حيث ترى الحمير بكلتا العينين (الرؤية ثنائية العين) يمكنهم رؤية الأشياء بوضوح على مسافة قريبة وبعيدة، وهذا النوع من الرؤية يجعل من الممكن للحمير التعرف على عناصر العلف (الغطاء النباتي) بالقرب منها وفي نفس الوقت اكتشاف الأخطار المحتملة على مسافة.

الهروب والقتال ورد الفعل

الحمير لها غرائز الهروب والقتال، وفي بيئتهم الطبيعية غالبًا ما يعيشون منفردين (خاصة الفحول التي تحرس منطقة محددة)، وسواء كانوا يعيشون في أزواج أو مجموعات صغيرة أو منفردين فهم ليسوا سريعين مثل الخيول، لذا فإنّ الهروب غالبًا ليس أفضل آلية دفاع، لذلك فإنّ سلوكيات القتال ترسخ في الحمير أكثر من الخيول، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعارض بين الحمير والحيوانات الأليفة الأخرى وقد يؤدي إلى سوء فهم السلوك عند التعامل معها.

السمع

تتمتع الحمير بسمع ممتاز تم تطويره لمساعدة الحيوانات المنعزلة على التفاعل عبر مسافات كبيرة في بيئتها الطبيعية، ونظرًا لقدرتها على تحريك الأذنين بشكل مستقل فهي قادرة على تحديد مكان الأصوات أو الضوضاء، وتتفاعل مع الضوضاء المفاجئة أو غير العادية بشكل طبيعي من خلال زيادة اليقظة والاستجابة المتأخرة أكثر مما قد يتوقعه المرء عادةً من الحصان.

التفاعل الاجتماعي وسلوك الراحة

نظرًا لندرة الموارد الموجودة في بيئتها الطبيعية لا تميل الحمير إلى تكوين قطعان كبيرة أكثر نموذجية من الخيليات الأخرى، وبدلاً من ذلك تشكل مجموعات صغيرة أو أزواج أو حتى تعيش حياة منعزلة تبحث عن الطعام والماء وتقتصر على القدوم معًا للتكاثر أو عندما تكون الموارد البيئية وفيرة.

على الرغم من الحياة الانفرادية التي نلاحظها في البيئات محدودة الموارد، تفضل معظم الحمير المنزلية تكوين روابط زوجية مع أعضاء من نفس النوع وتتميز بمرونة عالية في حجم مجموعتها وهيكلها عندما تسمح الموارد بذلك، على سبيل المثال قطعان كبيرة (> 20 فردًا) من الحمير ليس من غير المألوف، وبينما تفضل الحمير عمومًا رفقة الحمير الأخرى، فإنّها تشكل أحيانًا رابطة قوية مع الخيول أو المهور أو هجينة الحمير أو الأنواع الأخرى، وتميل هجينة الحمير إلى تفضيل صحبة الأنواع الهجينة الأخرى أو الأنواع الأم.

من المحتمل أن يؤدي عدم وجود اتصال اجتماعي للحمير المنزلية وهجنها إلى حيوانات قلقة ومكتئبة، ويعتبر الاتصال الاجتماعي مع الحمير الأخرى مهمًا بشكل خاص للمهور والصغار لضمان عدم تطور سلوكهم العدواني أو الصاخب بشكل غير لائق تجاه البشر والأشخاص والأنواع الأخرى.

تتواصل الحمير من خلال حواس الرؤية والصوت والشم والوقوف واللمس، ويمكن أن يكون اللمس عدوانيًا (الركل والعض) ووديًا (الاستمالة)، وبعض هذه السلوكيات فطرية بينما يحتاج البعض الآخر إلى بعض التعلم في سن مبكرة، وقد تواجه الحمير الصغيرة التي تظل معزولة صعوبة في التعامل مع الحمير الأخرى إذا تم إدخالها إلى مجموعة في سن متأخرة، وتقوم الحمير بأنواع مختلفة من سلوكيات الراحة، ويخدم هذا السلوك أغراضًا مختلفة مثل رد الفعل على حكة الجلد أو لإبعاد الحشرات أو للحفاظ على الغلاف في حالة جيدة أو لغرض اجتماعي، ويظهر سلوك الراحة حتى في الحمير التي يتم إعدادها بانتظام.

على الرغم من أن الحمير حيوانات اجتماعية إلّا أنّها تتمتع بمساحة اجتماعية تحدد المسافة التي يرغبون في الاحتفاظ بها عن الحمير الأخرى، وهذه المسافة فردية وتعتمد على العمر ومدى معرفة الحمير لبعضها البعض وما إذا كانت جزءًا من رابطة زوجية، وبشكل عام الحمير أكثر تسامحًا مع القرب من الخيول عند وضعها في مجموعات مستقرة، ويمكن أيضًا رؤية الحمير وهي تقف بالقرب من بعضها عند محاولة إبعاد الحشرات.

البحث عن الطعام والحاجة إلى الحركة

في ظل الظروف الطبيعية تقضي الحمير معظم اليوم في البحث عن العلف، واعتمادًا على توفر العلف قد ينتقلون لمسافات كبيرة في بيئتها الطبيعية ذات الموارد الطبيعية المحدودة تسير الحمير بانتظام لمسافات 20 كم في 24 ساعة، ولا تزال هذه الحاجة الفطرية للحركة واضحة في الحمير المنزلية التي إذا تم الاحتفاظ بها في منطقة محظورة لفترة معينة مما يحد من قدرتها على تحقيق هذا الدافع فسوف تعبر عن ذلك بوفرة بمجرد السماح لها بحرية الحركة.

تعد حرية الحركة واللعب مع الحمير الأخرى أمرًا مهمًا لنمو العضلات والمفاصل والأوتار وهيكل العظام خاصة بالنسبة للمهور والحمير الصغيرة، علاوة على ذلك ستعمل حرية الحركة على تعزيز توازنهم وتنسيقهم، فالحمير من الحيوانات العاشبة ولزيادة مصدر الغذاء المحتمل في بيئتها الطبيعية تطورت الحمير لتصبح متصفحات بالإضافة إلى الرعي، حيث تكون الشجيرات الخشبية والأشجار مصادر غذاء محتملة عندما لا تكون الأعشاب وغيرها من النباتات المنخفضة وفيرة.

صغير الحمار

الجحش هو حمار صغير عمره أقل من أربع سنوات، والمهرة حمار شابة يقل عمرها عن أربع سنوات، بينما المهر هو حمار ذكر أو أنثى حتى عمر سنة واحدة، والمخصي هو حمار ذكر مخصي والفرس حمار أنثى، ويطلق اسم جحش على صغير الحمار.

المصدر: Donkey Fact SheetGuide to good animal welfare practice"Animal", Encyclopedia, 09/05/2018, Retrieved 24/08/2021, Edited.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: