حيوان الطاكن وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يشبه حيوان الطاكن أو طِخَّيم (Takin) المعروف أيضًا باسم شمواه الماشية أو ماعز جنو صليبًا بين بقرة وظباء وماعز، ولكن لا تنخدع بمظهرها الغريب، وتتكيف هذه الأنواع جيدًا مع بعض أكثر التضاريس وعورة على هذا الكوكب، كما إنّها في الواقع تشترك في سلالة قريبة من الماعز والأغنام وهي موهوبة بنفس القدر في اجتياز التضاريس الصعبة، في حين أنّ الأرقام تتراجع حاليًا بسبب النشاط البشري ويُعتبر حيوان الطاكن كنزًا وطنيًا في بعض أجزاء الصين، وواحدة من الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام حول حيوان الطاكن هي الطريقة التي يدير بها البقاء دافئًا في البيئات الجبلية المتجمدة، وتم الافتراض بأنّ الصوف الذهبي الذي سعت إليه الأسطورة اليونانية لجيسون وأنّ الأرغونوتس كان مستوحى من الطاكن الذهبي.

مظهر حيوان الطاكن

يبدو حيوان الطاكن تقريبًا مثل العديد من الحيوانات المختلفة المهروسة معًا، ومن ثم ألقاب مثل (gnu goat) و (chemois)، ووفقًا لحديقة حيوان سان دييغو فهي تمتلك خطمًا طويلًا مقوسًا من الأيل والجسم القوي والأكتاف المحدبة لثور البيسون والحوافر الكبيرة الشبيهة بالماعز مع إصبعين وحافز على كل منهما، وكلا الجنسين لهما مجموعة من الأبواق البارزة التي تظهر من الرأس أفقيًا ثم تنحني لأعلى نحو السماء، والمعطف الطويل الأشعث الذي يوفر العزل من البرد وهو لون مصفر فاتح بالقرب من المقدمة وأغمق (أحيانًا بني محمر) بالقرب من الخلف، وتميل الذكور أيضًا إلى امتلاك فرو أغمق حول الوجه، ويبلغ ارتفاع حيوان تاكين النموذجي 4.5 أقدام عند الكتفين ويصل طوله إلى 7.3 قدم من الرأس إلى الذيل.

يميل وزن الذكور إلى ما يصل إلى 770 رطلاً في حين أن الإناث أصغر قليلاً ويصل وزنهن إلى 616 رطلاً، وهذا هو نفس حجم دراجة نارية، ويحتوي الخطم الكبير على شبكة معقدة من تجاويف الجيوب الأنفية لتسخين الهواء قبل أن يصل إلى الرئتين، كما أنّهم يزرعون معطفًا ثانويًا سميكًا لفصل الشتاء ويطرحونه في الصيف، والمادة الدهنية التي تفرزها بشرتهم تحميهم من المطر والضباب، كما يسمح لهم بتمييز رائحتهم.

موطن حيوان الطاكن

حيوان الطاكن مستوطنة في غابات جبال الألب الصخرية والمروج على ارتفاعات تتراوح بين 3000 و 14000 قدم فوق مستوى سطح البحر، في منطقة الهيمالايا الشرقية بالقرب من الصين والتبت ونيبال والهند وبوتان وميانمار، وهناك أربعة أنواع فرعية معترف بها وهي: حيوان الطاكن الذهبي وحيوان الطاكن الميشمي وحيوان الطاكن التبتي وحيوان الطاكن البوتاني، حيث أنّ حيوان الطاكن الذهبي موطنه جبال تشين في مقاطعة شنشي الصينية وله معطف ذهبي غير عادي يصبح أفتح مع تقدم العمر، موطن حيوان الطاكن الميشمي هو الهند وأجزاء من الصين، وينتمي التبت والبوتان إلى هاتين المنطقتين على التوالي لكل من حيوان الطاكن التبتي وحيوان الطاكن البوتاني.

يكمل تاكين كل عام هجرة سنوية قصيرة يتجمع فيها في قطيع كبير يتكون من حوالي 300 فرد لفصل الصيف ويصعد إلى حوالي 14000 قدم فوق الجبل، وعندما يحل الشتاء سينزل القطيع مرة أخرى إلى الوديان وينقسم إلى مجموعات أصغر من حوالي 20 فردًا، وتتكون هذه المجموعات الأصغر عادة من إناث بالغين وشباب وعجول، ويميل الذكور الأكبر سنًا إلى البقاء منعزلين في الشتاء ويقومون بمعظم البحث عن الطعام بأنفسهم.

حيوان الطاكن والتهديدات

في حين أنّ حيوان الطاكن كان مطاردًا من قبل الناس على مدى قرون إلّا أنّه يتعرض الآن لتهديد خطير في معظم مداها الطبيعي، وإلى جانب التهديد المستمر بالافتراس تم تذويب أعداده بشكل كبير بسبب تدمير الموائل والكثير من الصيد والزراعة والتعدين وبناء الطرق وقطع الخيزران كلها مسؤولة عن تعطيل طرق الهجرة وتقسيم القطعان، وفقط أكثر الحيوانات المفترسة المخيفة مثل الدببة والذئاب والنمور والفهود الذين يجرؤون على مواجهة حيوان الطاكن بالغ، وتحاول الحيوانات المفترسة عادةً عزل أفراد القطيع خاصةً المرضى أو الجرحى أو الصغار، وعند التهديد قد يسعى الأشخاص إلى الأمان في شجيرات كثيفة ولديهم أيضًا القدرة على الدفاع عن أنفسهم ضد بعض الحيوانات المفترسة.

حمية حيوان الطاكن

حيوان الطاكن هو متصفح نباتي يقضي معظم أوقات الصباح الباكر وبعد الظهر في غربلة الغطاء النباتي، وخلال فصل الصيف يأكل تاكين الأعشاب والنباتات والأوراق المتساقطة للشجيرات والأشجار، وخلال فصل الشتاء يتحول مدخوله الغذائي إلى الأغصان والأوراق دائمة الخضرة، وتشير التقديرات إلى أنّهم يأكلون حوالي 130 نوعًا مختلفًا من النباتات، وأوراق الخيزران وأوراق البلوط ولحاء الصفصاف والصنوبر ليست سوى عدد قليل من الأطعمة المفضلة لديهم، ومن أجل الوصول إلى أعلى الغطاء النباتي سوف يقف حيوان الطاكن على رجليه الخلفيتين مع ضغط أقدامه الأمامية على الشجرة، وفي بعض الأحيان يكون حجمها الهائل كافياً لثني الشجرة لأسفل في متناول يدها.

كنوع من الحيوانات المجترة (مثل الأغنام والماعز) يمتلك حيوان الطاكن معدة متخصصة متعددة الحجرات لمساعدته على هضم محتويات نظامه الغذائي، ويتم هضم أنعم أو أصغر أجزاء الطعام في الغرفة الأولى من المعدة، وستنتقل أصعب الأطعمة (مثل السليلوز) إلى الحجرة الثانية وبعد هضمها قليلًا سيتم تجريفها على شكل تجتر ثم مضغها مرة أخرى لمرة أخيرة، وقد تستغرق عملية الهضم بأكملها عدة ساعات لأصعب الأطعمة.

تكاثر حيوان الطاكن والصغار

يُعرف موسم التكاثر الطبيعي لحيوان الطاكن والذي يستمر بين شهري يوليو وأغسطس من كل عام باسم شبق، وسيحاول الذكور التنافس مع بعضهم البعض للوصول إلى الإناث عن طريق نطح الرؤوس ودفع الحيوان الآخر جانبًا، وسيكون لدى الذكور الأكثر شيوعًا عدة أزواج في الموسم، بينما قد يكون لدى بعض الذكور لا أحد على الإطلاق، وبعد سبعة أو ثمانية أشهر من التزاوج ستحاول الأم العثور على غطاء قريب وتلد طفلًا واحدًا (نادرًا ما يكون توأمًا) ويزن 11 إلى 15 رطلاً فقط.

بينما يخرج من الرحم في حالة ضعف ويكتسب العجل القدرة على المشي في غضون ثلاثة أيام بعد الولادة حتى يتمكن من متابعة أمه وتجنب الخطر، وللتمويه من الحيوانات المفترسة يمتلك العجل شريطًا داكنًا بطول الظهر يتلاشى ببطء مع تقدم العمر، وهم أيضًا رفقاء لعب نشطون للغاية ينخرطون في نطح الرأس والمرح مع بعضهم البعض ويعتقد أنّ الأب لا يلعب أي دور في تربية الصغار.

سيتم فطام حيوان التاكين الصغير تمامًا من حليب الأم بعد حوالي شهر أو شهرين حتى يتمكن من البدء في تناول الأطعمة الصلبة، ويستغرق الأمر حوالي 30 شهرًا حتى يصل الشباب إلى مرحلة النضج الجنسي الكامل ويبدأ في التكاثر، ويبلغ عمرها الطبيعي حوالي 16 إلى 18 عامًا في البرية وتصل إلى 20 عامًا في الأسر، حيث يُطلق على الذكور البالغين اسم الثيران وتسمى الإناث البالغات الأبقار ويطلق على الأطفال الصغار اسم العجول.

تم تصنيف حيوان الطاكن حاليًا من قبل القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) على أنّها من الأنواع المعرضة للخطر، ونظرًا للصعوبة التي ينطوي عليها الوصول إلى التضاريس القاسية لنطاقها الطبيعي، ومن الصعب جدًا تقييم أعداد السكان ولكن يُقدر أنّه ربما لا يبقى أكثر من 12000 في البرية.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: