حيوان الفظ وصغاره

اقرأ في هذا المقال


حيوان الفظ (Walrus) هو حيوان بحري كبير يسكن المياه الباردة المتجمدة والجليد في الدائرة القطبية الشمالية، ويُعتقد أنّ حيوانات الفظ هي الأكثر ارتباطًا بفقمات الفراء، وهي ثاني أكبر الثدييات التي تعيش في المحيط والتي تأتي إلى الشاطئ لتتكاثر بعد الفقمات الفيلية وهي مميزة للغاية بين القروش نظرًا لشعيراتها الحساسة وأنيابها الطويلة.

أنواع حيوان الفظ

هناك نوعان مختلفان من حيوانات الفظ التي تختلف قليلاً في المظهر ولكن بشكل رئيسي في الموقع الجغرافي وهما حيوان الفظ الأطلسي وحيوان الفظ المحيط الهادئ، ومع ذلك هناك جدل واسع حول ما إذا كان هناك بالفعل نوع ثالث يعرف باسم حيوان الفظ لابتيف الموجود في بحر لابتيف، والذي يعتقد الكثيرون أنّه مجرد مجموعة من سكان المحيط الهادئ الذين يعيشون في المنطقة على وجه التحديد، ويعتبر الفظ من الأنواع الحيوانية المعرضة للخطر بشكل متزايد على الرغم من أنّ جمع البيانات عن هذه المخلوقات المراوغة قد يكون صعبًا لذا من الصعب تحديد الوضع الحالي لمجموعات الفظ في البرية.

مظهر حيوان الفظ

حيوانات الفظ هي حيوانات ذات أجسام كبيرة وطويلة تكون أعرض في الرأس والرقبة وتتجه نحو ذيلها وهي جزء لا يتجزأ من شبكة من الجلد، وجلدهم القاسي المتجعد مغطى بطبقة من الشعر الخشن المتناثر ويكون لونه رمادي أو بني بشكل عام، ومع ذلك أثناء الاستحمام الشمسي خارج الماء يتحول لون جلد الفظ (الذي يمكن أن يصل سمكه إلى 4 سم) إلى اللون الوردي والأحمر، وتمتلك حيوانات الفظ زوجًا من الزعانف التي تستخدم للمساعدة في دفع هذه الحيوانات الكبيرة بخفة حركة كبيرة عبر الماء، حيث يتم تشغيل أجسامها بواسطة زعانفها الخلفية بينما يتم استخدام الزعانف الأمامية لتوجيهها في الاتجاه الصحيح.

على الأرض يتنقلون بشكل محرج في جميع الأطراف ويجعدون زعانفهم الخلفية تحتها بزوايا قائمة لمنحهم المزيد من الدعم، ويكون الجلد الموجود في قاع زعانفها خشنًا ومتعرجًا، مما يساعد على منع هذه الحيوانات الضخمة من الانزلاق على الجليد، وتمتلك حيوانات الفظ أنيابًا طويلة (أسنان كلاب علوية طويلة جدًا) تُستخدم للقتال وللحفر في الجليد عندما يسحبون أجسادهم الثقيلة من الماء.

موطن حيوان الفظ

حيوانات الفظ هي حيوانات توجد في جميع أنحاء شمال المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ حيث تعيش في الجليد الطافي والسواحل الصخرية إلى جانب قضاء وقت طويل في المياه الباردة المتجمدة، وخلال أشهر الشتاء عندما يكون الجليد في ذروته وتميل حيوانات البراري إلى تفضيل مناطق الجليد الرقيق التي يمكن أن تخترق بسهولة إلى السطح من الماء تحتها، وفي أشهر الصيف الأكثر دفئًا عندما ينحسر الجليد يمكن العثور على حيوانات البراري بشكل أكثر شيوعًا في المناطق النائية من الساحل الصخري.

على الرغم من كونها مناسبة تمامًا لظروف التجمد في أقصى الشمال فقد عُرف عن حيوانات الفظ في بعض الأحيان أنّها تغامر جنوبًا في مناطق وسط كندا وحول المملكة المتحدة وحتى المياه القريبة من الساحل الإسباني، ومع ذلك فإنّهم يقضون معظم وقتهم في وحول الدائرة القطبية الشمالية، حيث أصبحوا معرضين بشكل متزايد للتهديد من الاحتباس الحراري الذي يستنفد الجليد الذي تعلمت هذه الحيوانات الاعتماد عليه بسرعة.

تكاثر حيوان الفظ والصغار

تتكاثر حيوانات الفظ بشكل شائع في منتصف الشتاء بين شهري يناير ومارس، وبعد فترة حمل تدوم حوالي 15 شهرًا يولد جرو واحد على الجليد يصل طوله إلى 1.2 متر ويزن 75 كجم، ولدى صغار الفظ شعر قصير وناعم يغطي أجسامهم وزعانف رمادية شاحبة وشارب أبيض كثيف بدون أسنان ظاهرة، ويرضعون فقط من حليب أمهاتهم في الأشهر الستة الأولى عندما يبدأون في تناول المزيد من الأطعمة الصلبة، وبعد عامهم الأول يبلغ حجم صغار الفظ ثلاثة أضعاف الحجم الذي كانت عليه عند الولادة ويبدأون في أن يصبحوا أكثر وأكثر استقلالية، على الرغم من أنّهم يميلون إلى البقاء قريبين جدًا من أمهاتهم الواقيات بشكل لا يصدق حتى يبلغوا من العمر عامين أو ثلاثة أعوام.

غالبًا ما تظل الفتيات الصغيرات قريبين من أمهن ولكن الذكور يبدأون في الابتعاد عن القطيع للانضمام إلى مجموعات العزاب الذكور فقط، وتستطيع أنثى الفظ التكاثر في سن 6 أو 7 سنوات تقريبًا، ولكن الذكور لا تنضج حتى يبلغوا 10 سنوات على الأقل، ولكن غالبًا لن تتكاثر بنجاح حتى يتمكنوا من إثبات هيمنتهم بعد حوالي 5 سنوات.

حمية حيوان الفظ

حيوانات الفظ هي حيوانات آكلة للحوم تصطاد وتأكل الحيوانات الأخرى فقط من أجل البقاء على قيد الحياة، ولديهم شارب كثيف يحتوي على ما يقرب من 450 شعيرات حساسة للغاية تساعدهم في العثور على الطعام في المياه المظلمة والمظلمة على عمق حوالي 100 متر تحت السطح، وتجد حيوانات الفظ تقريبًا كل فرائسها في قاع المحيط ومن المعروف أنّها تطرد تيارات كل من الهواء والماء إلى الرواسب لتكشف عن الطعام المخبأ تحت الرمال.

يتغذون في المقام الأول عن طريق امتصاص الطعام في أفواههم بدلاً من استخدام أسنانهم لمضغه، ومن المعروف أيضًا أنّهم يمسكون المحار بين شفاههم ويمتصون المخلوق الناعم من داخل القشرة قبل بصق القشرة في الماء، وتتغذى حيوانات الفظ على مجموعة متنوعة من أنواع الفرائس المختلفة بما في ذلك المحار والقواقع والديدان والحبار والأخطبوط وحتى بعض أنواع الأسماك بطيئة الحركة، ومن المعروف أيضًا أنّ بعض مجموعات حيوانات الفظ تصطاد الفقمات.

حيوان الفظ والتهديدات

نظرًا للحجم الكبير والطبيعة العدوانية لهذه الثدييات البحرية فإنّ حيوانات الفظ لديها عدد قليل من الحيوانات المفترسة في بيئاتها الطبيعية باستثناء قرون الحيتان القاتلة والدب القطبي الشجاع العرضي، حيث يمكنهم بسهولة الدفاع عن أنفسهم بأنيابهم الهائلة، والبشر هم أكثر الحيوانات المفترسة لحيوانات الفظ شيوعًا، حيث يتم اصطيادهم من أجل اللحوم والجلد والزيت من قبل السكان المحليين (جنبًا إلى جنب مع الصيد غير المرغوب فيه لهم للحصول على عاجهم من غير السكان الأصليين)، كما أنّها مهددة في مناطق معينة بتلوث المياه بما في ذلك التلوث النفطي الذي يؤثر عليها بشكل مباشر ولكن أيضًا من خلال فرائسها.

جنبًا إلى جنب مع سفن الصيد الكبيرة التي تحصد الحيوانات التي تفترسها حيوانات الفالس ولا تترك لها طعامًا أقل فحسب بل تتسبب أيضًا في خطورة شديدة، والتلوث الضوضائي في المياه الهادئة والنائية عادة، واليوم يعتبر حيوان الفظ من الأنواع التي تتعرض للتهديد القريب في بيئتها الطبيعية على الرغم من صعوبة جمع البيانات عن هذه الثدييات التي تتغذى على القاع، ولقد انخفض عددها منذ القرن الثامن عشر مع زيادة مستويات الصيد والنشاط البشري.

وفي الآونة الأخيرة أصبحت مهددة بشكل متزايد بسبب انخفاض كمية الجليد بسبب الاحتباس الحراري، وعلى الرغم من أنّ الحجم الدقيق للسكان غير معروف يقدر أنّ هناك ما بين 200000 و 250.000 فرد متبقين في المياه المتجمدة في الدائرة القطبية الشمالية.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: