حيوان المُنتجق وصغاره

اقرأ في هذا المقال


المُنتجق أو الأَيل النابحِ أو الأَيل الصغير حيث يتميز بقرون قصيرة وأسنان كلاب طويلة وكلاهما من سمات الغزلان البدائية المبكرة، و(Muntjac) تنطق (munt-jack) بصوت (uh) وهو جنس من الغزلان الصغيرة التي تعيش في آسيا، ويُعرف أيضًا باسم الغزلان النباح بسبب الصوت الذي يصدره والغزال ذو الوجه الضلع بسبب التلال العظمية على طول الوجه، ويوجد حاليًا 12 نوعًا معترفًا به في هذه المجموعة، وأشهر الأنواع وأكثرها انتشارًا هو المنجق الهندي والذي أدى بحد ذاته إلى ظهور حوالي 15 نوعًا فرعيًا مميزًا، ويحمل هذا الحيوان أوجه تشابه قوية مع غزال الماء الصيني والغزلان المعنقد، ويُطلق على الذكر اسم ظبي بينما تُدعى الأنثى ظبية، يسمى الطفل الصغير الظبي.

مظهر المُنتجق

يشبه المُنتجق إلى حد كبير الغزلان المصغرة، وتتميز بفراء قصير ولكن كثيف ورأس مثلثة وآذان بيضاوية الشكل وأرجل نحيلة، ويختلف اللون بين البني الغامق والأصفر حسب الموسم مع وجود علامات بيضاء على البطن وعلامات سوداء على الوجه، وأبرز الخصائص على الأقل عند الذكر هي القرون القصيرة التي تنمو من الرأس وأسنان الكلاب العلوية التي تشبه الناب والتي تخرج من الفم.

وتميل هذه القرون إلى أن يكون لها هيكل أبسط من القرون التي تزرعها أنواع أخرى من الغزلان، وللإناث مقابض صغيرة بدلاً من قرون القرون وتكون أجسامها عمومًا أصغر في الحجم من الذكور، واعتمادًا على الجنس والأنواع يقف هذا الحيوان عادةً في مكان ما بين 15 و 25 بوصة عند الكتفين أو تقريبًا مثل سلالة الكلاب متوسطة الحجم، كما أنّ وزن الجسم يصل إلى 77 رطلاً.

تواصل وإدراك المُنتجق

على الرغم من سلوكه الاجتماعي الانفرادي فإنّ المنتجق قادر على إصدار العديد من الأصوات، ففي حالات التزاوج سيصدر الذكر صوت أزيز قاسي وستقوم الأنثى بالمثل بأنين شبيه بالقط لتظهر أنها متقبلة وراغبة، ومع ذلك فإنّ أكثر هذه المكالمات شهرة هو صوت النباح العالي الذي سميت باسمه.

ويبدو أنّ المنتجق يصدر هذا النطق فقط عندما يواجه حيوانًا مفترسًا أو منافسًا، ولا يزال العلماء يناقشون أهمية هذه الدعوة، ولقد قيل أنّ هذا في الواقع مجرد صرخة ضائقة داخلية ولا يعمل بمثابة نداء تحذير عام للآخرين، ويعتمد هذا على حقيقة أنّ الصوت لا يبدو أنّه يحمل النباتات الكثيفة جيدًا.

تفسير آخر محتمل هو أنّ البكاء يعمل على إعلام المفترس بأنّ المنتجق على علم بوجوده، ويجب على المنتجق أن يبحث دائمًا عن علامات الكمين وألا يتخلى عن حذره أبدًا، وبغض النظر عن أسبابه فإنّ معظم التواصل بين الأنواع يتم من خلال الرائحة بدلاً من النطق، وسيحدد المنتجق منطقته وهويته باستخدام غدة عطرية تقع بالقرب من العين، وأظهرت الدراسات أنّ الرائحة تنقل معلومات مهمة عن الفرد بما في ذلك العمر والجنس وحتى مكان المنشأ على الرغم من أنّ هذا لا يعني بالضرورة أنّ الحيوان قادر على معالجة أو فهم هذا المستوى من المعلومات.

موطن المُنتجق

المُنتجق مستوطن في الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية والسافانا والأراضي العشبية في الهند وجنوب الصين وجنوب شرق آسيا، وهذا يشمل الجزر الكبيرة مثل سريلانكا وجاوة وسومطرة وبورنيو، كما تم إنشاء مجموعات صغيرة في المملكة المتحدة وفرنسا واليابان من مزارع الغزلان الهاربة، وتم العثور عليها على ارتفاعات تصل إلى 10000 قدم ولا تتجول أبدًا بعيدًا عن مصدر المياه.

المُنتجق والتهديدات

على الرغم من انتشارها يواجه المُنتجق عدة تهديدات في موطنه الأصلي، ويبدو أنّ أكبر تهديد حالي هو تدمير الموائل، فتتمتع جنوب شرق آسيا بواحد من أعلى معدلات إزالة الغابات في العالم بسبب سوء إدارة الغابات والتنمية المستمرة، وهذا يحد من أعداد سكانهم ويعرضهم للحيوانات المفترسة، وتم اصطياد المنتجق تقليديًا على مدى آلاف السنين من أجل لحومها وجلودها، وقد تؤدي دورًا بيئيًا مشابهًا للغزلان أبيض الذيل في أمريكا الشمالية والغزال الأحمر في أوروبا.

في موطنه الأصلي يجب على المنتجق أن يتعامل مع عدد من الحيوانات المفترسة المخيفة بما في ذلك النمور والفهود وابن آوى والدول والتماسيح والثعالب وحتى الثعابين، ويعد البشر أيضًا مصدر مهم للافتراس، أمّا في إنجلترا حيث يوجد عدد أقل من الحيوانات المفترسة زاد عدد هذه الحيوانات بسرعة.

حمية المُنتجق

يقضي المنتجق معظم يومه يتجول بين النباتات والأشجار، ولديه جهاز هضمي متخصص لمعالجة الغطاء النباتي، ولكن هناك العديد من المكونات المختلفة لنظامها الغذائي بما في ذلك الفواكه وأوراق الشجر والبذور واللحاء والفطر وبيض الطيور وحتى الجيف الميت، كما أنّ هناك بعض التقارير التي تفيد بأنّه يحصل على العناصر الغذائية عن طريق أكل الطيور الصغيرة والثدييات الحية، والمصطلح العلمي لهذا النوع من سلوك التغذية هو مصطلح عام، ولا يبدو أنّه يفضل أي نوع واحد من الطعام.

تكاثر المُنتجق والصغار

في حين أنّ معظم الغزلان الأخرى لديها شبق موسمي حيث يُثار الذكر جنسيًا لفترة محدودة، يبدو أنّ المُنتجق تتكاثر إلى حد كبير على مدار السنة في موطنها الأصلي (مع استثناءات قليلة فقط)، وسيحاول الذكر احتكار الوصول الإنجابي للعديد من الإناث في وقت واحد من خلال محاربة أي شخص يتحدى تفوقه، وغالبًا ما يتداخل نطاق منزله مع مجموعة الإناث التي يتزاوج معها، وقد يكون لدى الذكور الأضعف (وهم عادة الأصغر سناً) عدد قليل من الأصحاب إن وجد، ويبدو أنّ الأنياب تلعب دورًا مهمًا في القتال، وتستخدم القرون أيضًا ولكنها ليست كبيرة أو معقدة مثل الأنواع الأخرى من الغزلان.

بعد فترة حمل تتراوح بين ستة وثمانية أشهر تلد الأم نسلًا واحدًا ونادرًا اثنين في المرة الواحدة، ويتم فطام الطفل سريعًا عن الحليب وينمو بسرعة حتى يكون جاهزًا للتكاثر في أسرع وقت ممكن، ويميل الأفراد إلى بلوغ مرحلة النضج الجنسي بعد حوالي عام، كما تكرس الأم الكثير من الوقت مبكرًا لإطعام طفلها وحمايته وتعليمه كيفية العيش.

ولكن بمجرد أن يصبحا مستقلين ستنتهي جميع استثمارات الوالدين على الفور، ويتراوح العمر الطبيعي لهذا الحيوان في مكان ما بين 10 و 15 عامًا في البرية، وسيموت الكثير منهم من الافتراس والمرض قبل أن يصلوا إلى النهاية الطبيعية لحياتهم، ولكن من المعروف أنّ بعض الأفراد يعيشون أكثر من 20 عامًا في الأسر.

يصعب تقدير أعداد السكان عبر الجنس بأكمله ولكن قد يكون هناك ما بين 100،000 و 200000 مُنتجق في الهند وحدها، ووفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) تتراوح حالة الحفظ في أي مكان بين أقل قدر من القلق المُنتجق الهندي والمُنتجق ريفز والمعرض للخطر الشديد المُنتجق كبير القرون، ,لم يتم تصنيف معظم الأنواع حتى الآن لأن~ الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة يفتقر إلى البيانات السكانية الهامة ولكن يبدو أن~ الأرقام تتناقص بالنسبة لمعظم الأنواع.

المصدر: ادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: