حيوان الولب بارما وصغاره

اقرأ في هذا المقال


حيوان الولب بارما (Parma wallaby) التي كان يُعتقد في السابق أنّها انقرضت ولكن يمكن العثور عليها في غابات نيو ساوث ويلز وجزيرة كاواو بنيوزيلندا، فهؤلاء الحيوانات هم أصغر أنواع الكنغر والولاب والوالارو، وتعتبر حيوانات الولب بارما ليلية بطبيعتها لذا فهي تميل إلى أن تكون أكثر نشاطًا في المساء وخلال الليل حتى الفجر، كما إنّهم يحبون شركتهم الخاصة في معظم الأوقات ولا يجتمعون معًا إلّا للتغذية، ومثل الكنغر تمتلك أنثى الولب بارما كيسًا تربي فيه وتعتني بصغارها خلال الأشهر الخمسة إلى الستة الأولى من حياتهم.

موطن الولب بارما

الولب بارما والمعروف باسم (Parma wallabies) والباب الأبيض الحلق هو موطنه الأصلي لسلسلة الهضاب الشرقية بين سلسلة جبال جبل طارق وجبال واتاجان في شرق أستراليا، وداخل أستراليا يقتصر هذا النوع على نيو ساوث ويلز، وتم تقديمهم إلى جزيرة كاواو في نيوزيلندا في عام 1965، وتم العثور على سلسلة الولب بارما في نطاق التقسيم العظيم بين ارتفاعات من 0 إلى 900 متر، والموائل المشغولة هي غابات رطبة ومتصلبة ذات شجيرات كثيفة وفتحات عشبية، وتوجد حيوانات الولب بارما أيضًا في بعض الأحيان في غابات الأوكاليبت الجافة وفي الموائل الاستوائية الرطبة الأخرى، وتم إجراء القليل من الأبحاث حول النطاقات المنزلية في الولب بارما حيث تتداخل النطاقات بين الأفراد وهناك القليل من العدوان بين الأنواع.

مظهر الولب بارما

تتميز حيوانات الولب بارما بحنجرة وصدر أبيضين وشريط أبيض على الخدين، والظهر والأكتاف ذات اللون الرمادي والبني مع شريط ظهر داكن يمتد إلى منتصف الظهر وهي السمات المميزة أيضًا، والذكور بشكل عام أكبر، ويبلغ قياس الذكور عادة من 482 إلى 528 ملم بينما يتراوح قياس الإناث من 447 إلى 527 ملم، ويتراوح طول الذيل عند الذكور من 489 إلى 544 ملم وفي الإناث يتراوح طول الذيل من 405 إلى 507 ملم، ووزن الذكور من 4.1 إلى 5.9 كجم وتزن الإناث من 3.2 إلى 4.8 كجم.

تكاثر الولب بارما والصغار

عادة ما تكون حيوانات الولب بارما مختلطة ولا يوجد دليل على حراسة الشريك، ويبدأ سلوك المغازلة عمومًا بالتأكيد الجنسي من خلال خدش الذكر لأرداف الأنثى، ومتابعة التصاعد والجماع، وعادة قبل الجماع يضع الذكر رأس الأنثى على صدره باستخدام قدميه الأمامية، وخلال هذه التفاعلات هناك أصوات مميزة من قبل الذكر تعمل على إيقاظ الأنثى وهسهسة من قبل الإناث التي تعمل على التحذير، وهناك أيضًا دليل على أنّ إنتاج الإشارات السمعية والشمية عامل في اختيار الشريك الأنثوي.

يتكاثر الولب بارما بين مارس ويوليو وينتج ذرية واحدة لكل موسم تكاثر، وفترة الحمل حوالي 35 يومًا، وسيبقى المولود في جيب الأم، وعلى الرغم من أنّه بعد 30 أسبوعًا سيصبح ناضجًا بدرجة كافية لترك الجراب إلّا أنّ الصغار سيستمرون في الرضاعة لمدة 10 أشهر، وتصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي حوالي 16 شهرًا بينما يصل الذكور إلى مرحلة النضج بين 20-24 شهرًا، وبدءًا من النضج الجنسي تكون إناث الولب في حالة شبق يومًا واحدًا كل 30 يومًا.

بعد يومين من الولادة يكون هناك شبق بعد الولادة، ويتطور الجنين المخصب حديثًا إلى مرحلة الكيسة الأريمية ثم يتوقف (وهي ظاهرة تسمى السبات الجنيني)، وستبدأ هذه الكيسة الأريمية في التطور مرة أخرى بعد أن يتمكن جوي الذي تم تصوره بالفعل من مغادرة الحقيبة في حوالي 30 أسبوعًا من العمر، وفي هذه المرحلة يُطلق على جوي اسم جوي في كعب، ولا يزال هذا جوي في كعب قادرًا على وضع رأسه داخل الحقيبة للممرضة حتى بعد ولادة النسل الآخر وربطه بحلمة في الجراب.

قبل الولادة تقوم الإناث بتنظيف جرابها بلعقها بدقة، وأثناء الولادة تظل إناث الولب ساكنة وذيلها مطوي بين أرجلها حتى يلتصق النسل بأمان بحلمة الأنثى داخل الجراب، وبعد أن يترك جوي الكعب الحقيبة تكون الأم قادرة على إنتاج نوعين مختلفين من الحليب بمستويات مختلفة ومناسبة من المغذيات تتوافق مع الاحتياجات التنموية لكل ذرية، وبعد 44 أسبوعًا تصبح جوي مستقلة تمامًا عن الأم، ونظرًا لأنّ الولب بارما هي مخلوقات انفرادية فإنّ التفاعلات الوحيدة بين الذكور والإناث هي للتزاوج، ولا يساعد الذكور في رعاية الصغار، في البرية يبلغ العمر المتوقع لالولب بارما من 6 إلى 8 سنوات، وفي الأسر عمرها المتوقع هو 11 إلى 15 سنة.

بشكل عام تنتشر الولب بارما على نطاق واسع في جميع أنحاء موطنها وهي منعزلة، وهناك تنظيم اجتماعي ضئيل للغاية حيث تتفاعل الأعمار والأجناس المختلفة بالتساوي ولا توجد حماية لنطاقات التغذية، وتعتبر حيوانات الولب بارما ليلية على الرغم من ملاحظة بعض النشاط الشفقي، والولب بارما مملحة لذلك فإنّ أرجلهم الخلفية متطورة جدًا وقوية، وعند السرعات البطيئة يستخدم أفراد الولب بارما ذيلهم كخط خامس للحركة والتوازن.

تواصل وإدراك الولب بارما

تتواصل حيوانات الولب بارما بصريًا عن طريق الارتعاش وهز الذيل ودوس القدم كعلامات على العدوان، كما إنّهم يرون العلامات الكيميائية وخاصة الرائحة كتواصل أثناء التزاوج، ويتواصل الولب بارما أيضًا مع زملائه صوتيًا عن طريق القرق والسعال والهسهسة كعلامة على العدوان.

الولب بارما وعادات الطعام

الولب بارما هي الحيوانات العاشبة التي تتغذى في المقام الأول على الحشائش القصبية وأجزاء النباتات العشبية.

الولب بارما والافتراس

تشمل الحيوانات المفترسة الكلب الأسترالي أو الكلب الدنغو والثعلب الأحمر والبشر وجميع الأنواع التي تم إدخالها إلى أستراليا، ومن المحتمل أن تكون الحيوانات المفترسة الأصلية عبارة عن ثعابين كبيرة وطيور جارحة، والتي قد تفترس صغار جوي، وتتميز حيوانات الولب بارما بتلوين خفي مما يسمح لها بالاندماج مع أعشاب القصب في بيئتها، وحجمها الكبير مثل البالغين يحميهم من معظم الحيوانات المفترسة المحلية.

الولب بارما وأدوار النظام البيئي

يستخدم كل من الكلب الأسترالي والثعالب الحمراء والبشر كل من الولب بارما كفريسة، وأيضا الولب بارما هو حيوان رعي صغير، وبالتالي يعمل كحيوان مفترس تجاه الشجيرات الصغيرة والنباتات في بيئتها، وبينما يتم اصطياد العديد من حيوانات الكنغر والولب من أجل اللحوم والفراء فإنّ حيوانات الولب بارما نادرة ولا يتم اصطيادها بشكل متكرر، وفي الجانب السلبي تعتبر الولب بارما مصدر إزعاج للغابات في جزيرة كاواو حيث تم إدخالها.

الولب بارما وحالة الحفظ

تعتبر الولب بارما قريبة من كونها مهددة أو منخفضة المخاطر من قبل معظم المصادر، ويسرد الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) الأنواع على أنّها منخفضة المخاطر، ومع ذلك تعترف وزارة البيئة والحفظ في نيو ساوث ويلز بأنّ الأنواع قريبة من التهديد لأنّ أعداد السكان منخفضة وبسبب نطاقها المحدود، وكان يُعتقد في السابق أنّ هذا النوع انقرض نتيجة للصيد ولكن تم اكتشاف الأفراد في عام 1965 في جزيرة كاواو ثم في عام 1967 في البر الرئيسي الأسترالي.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: