حيوان تابيرات وصغاره

اقرأ في هذا المقال


بشكل مثير للدهشة يمكن إرجاع جذور أنواع التابير الحديثة إلى عصر الإيوسين الذي استمر من 56 إلى 33.9 مليون سنة مضت، حيث كانت حيوان تابيرات (Tapir) المبكرة أصغر من نظيراتها الحديثة ولم يكن لها أنف ممدود أو شفة عليا، ويصل وزن هذه الأنواع إلى 400 رطل وكانت عادة نصف حجم الأنواع الموجودة، وظهرت الأمثلة الأولى من حيوانات التابيرات ذات الخطوم الطويلة خلال العصر الأوليوجوسيني الذي انتهى قبل 23 مليون سنة، والأنواع منذ 30 مليون سنة متطابقة تقريبًا مع أبناء عمومتها على قيد الحياة اليوم، وفي الواقع لقد تطورت حيوانات التابيرات في أمريكا الجنوبية وآسيا والجبال اليوم بشكل غير عادي خلال العشرين إلى 30 مليون سنة الماضية.

مظهر حيوان تابيرات

حيوان تابيرات هي حيوانات موجودة على الأرض منذ أكثر من 30 مليون سنة، ولديهم ما بين 42 و 44 سنًا وتحتوي حيوانات التابير على ما بين 52 و 80 كروموسومًا حسب الأنواع، وبشكل عام تحتوي جميع حيوانات التابير الحديثة على أنف طويل يُعرف باسم خرطوم وهو متعدد الاتجاهات، ويستخدمون هذا الملحق المرن لجمع التوت والفواكه والنباتات الأخرى من جميع المناطق المحيطة، ويحتوي فمهم على ما بين 42 و 44 سنًا مسطحة إلى حد كبير للمساعدة في طحن النباتات والفواكه، وبخلاف الأنف تتشابه هذه الحيوانات في الحجم والشكل مع الخنازير البرية أو وحيد القرن، ويمكن أن يصل طولها إلى أكثر من ستة أقدام وارتفاعها حوالي ثلاثة أقدام.

حيوان تابيرات يزنون ما بين 400 إلى 800 رطل مثل البالغين ولديهم جلود صلبة تجعلهم يقاومون العديد من الحيوانات المفترسة التي تعيش في أمريكا الجنوبية والهند وآسيا، وهذه الحيوانات بشكل عام كائنات منعزلة، وسوف يجتمعون في مجموعات صغيرة تسمى الشموع من أجل الإنجاب والتفاعل الاجتماعي، ويبقى الأطفال المعروفين باسم العجول مع أمهاتهم حتى يبلغوا ستة إلى ثمانية أشهر من العمر، وفي ذلك الوقت يذهبون من تلقاء أنفسهم والأم حرة في تربية ذرية أخرى، وبشكل عام تعتبر هذه الحيوانات مخلوقات صلبة ذات نتوءات بارزة كبيرة، وهي مغطاة بكميات متفاوتة من الفراء الأحمر أو البني أو الرمادي أو الأسود.

حيوان تابيرات الذي يجعل موطنه في جبال الأنديز أصغر حجمًا ولكنه يحتوي على فرو أكثر من الأنواع الأخرى الموجودة، وحيوان تابيرات هي حيوانات تشبه الحمير ولكن يصل وزنها إلى 800 رطل ويمكن أن يزيد طولها عن ستة أقدام، ويقفون أيضًا بين قدمين وأربعة أقدام عند الكتف، وتوفر جلودهم الصعبة الحماية من معظم الحيوانات المفترسة.

موطن حيوان تابيرات

يمتلك حيوان تابيرات موطنًا أصليًا متنوعًا اعتمادًا على الأنواع وأين يوجد، وعلى سبيل المثال تعيش الأنواع في أمريكا الجنوبية ذات الاسم العلمي (Tapirus terrestris)، وفي السهول العشبية في البرازيل وفنزويلا وكولومبيا والأرجنتين وبيرو والإكوادور وغيانا، وفي المقابل فإنّ حيوان تابيرات بالاسم العلمي (Tapirus bairdii) يجوب المراعي في المكسيك وأمريكا الوسطى وأجزاء من شمال أمريكا الجنوبية، وحيوان تابيرات أصغر حجما وأكثر صوفا من أبناء عمومته وتعيش في المقام الأول في جبال الأنديز.

تم العثور على حيوان تابيرات الهندي أو الآسيوي في كمبوديا وإندونيسيا ولاوس، وقد شوهد أيضًا في ماليزيا وميانمار (المعروفة سابقًا باسم بورما) وتايلاند وفيتنام، وتحب هذه الحيوانات العلف في الأدغال والغابات المطيرة في هذه البلدان، كما إنّهم يعيشون في الأراضي العشبية والغابات والمستنقعات والجبال وبيئات أخرى في أمريكا الجنوبية وآسيا والهند.

حمية حيوان تابيرات

جميع الأنواع من الحيوانات العاشبة مما يعني أنّ نظامها الغذائي يشمل فقط الأعشاب والبذور والفواكه والحياة النباتية الأخرى، ويمكن أن يتحرك خرطوم هذا المخلوق في جميع الاتجاهات المختلفة لانتزاع الأوراق المنخفضة والفاكهة التي قد لا تتمكن الحيوانات الأخرى من الوصول إليها، ولا يأكل الحيوان اللحوم لذلك تستخدم أسنانه فقط لطحن نظامه الغذائي النباتي.

حيوان تابيرات والتهديدات

يمتلك هذا الحيوان جلدًا قاسيًا على ظهره ورقبته مما يساعد على حمايته من العديد من الحيوانات المفترسة التي قد ترغب في استهدافه كمصدر للحوم، ومع ذلك من المعروف أنّ التماسيح تهاجمهم أثناء غرقهم في المستنقعات وحفر الطين أو أثناء محاولتهم التهدئة في البحيرات والأنهار، وقطط الغابة البرية التي تجوب السهول العشبية في أمريكا الوسطى أو أدغال أمريكا الجنوبية وآسيا قد تفترس هذه الحيوانات، كالنمور والكوجر هي ثلاثة أمثلة من الماكرون الأكبر حجماً التي تصطاد حيوان تابيرات، وعلى الرغم من قلة هذه الحيوانات المفترسة الطبيعية ربما يكون الخطر الأكبر على بقاء الحيوان هو البشر.

لقد اصطاد الناس حيوان تابيرات لعدة قرون ليس فقط للحصول على لحومها ولكن أيضًا جلودها، كما إنّ جلد حيوان تابيرات المتين يجعلها ذات قيمة خاصة للأعمال الجلدية في بعض أجزاء من آسيا والهند، وتعد إزالة الغابات وتدمير موائل التزاوج الطبيعية أيضًا خطرًا رئيسيًا آخر على هذه الحيوانات، وفي الواقع جميع أنواع حيوان تابيرات الأربعة إما معرضة للخطر أو معرضة للخطر وفقًا لمجموعات تتبع الحفظ، وتشير التقديرات إلى أنّ أيًا من هذه الأنواع لا يزيد عدد سكانها عن 4.500 في الطبيعة.

تكاثر حيوان تابيرات والصغار

هذه الحيوانات لها فترة حمل طويلة نسبيًا، ويحاولون عمومًا التزاوج قبل موسم الأمطار في أمريكا الجنوبية وآسيا، وإذا نجحت فإنّ الطفل الذكر أو الأنثى المعروف باسم العجل يولد بعد 13 شهرًا بعد بدء موسم الأمطار مباشرة، ويمكن للأمهات حمل عجل واحد فقط في كل مرة، وبعد الولادة تربي الأنثى نسلها وتفطمها خلال الأشهر الستة إلى الثمانية المقبلة، وفي ذلك الوقت يكاد الطفل يكبر ويمكن للأم البحث عن رفيقة جديدة، ويمكن أن تلد أنثى التابير عجلًا واحدًا كل عامين طوال حياتها.

غالبًا ما تصل أنثى التابير إلى مرحلة النضج الجنسي قبل نظرائها من الذكور، ويمكن للإناث أن تصبح نشطة جنسيًا في وقت مبكر من عمر ثلاث سنوات بينما قد يستغرق الأمر ذكر التابير بين أربع وخمس سنوات حتى ينضج تمامًا، وبمجرد أن تنضج يمكن أن يحدث الإنجاب على أرض جافة أو أثناء تبريد حيوان تابيرات في البحيرات أو الأنهار أو غيرها من المسطحات المائية الكبيرة.

يظل عمر حيوان تابيرات ثابتًا بشكل ملحوظ سواء كان في البرية أو محتجزًا في حديقة للحيوانات، وفي الواقع يعيش معظم أفراد أنواع حيوان تابيرات الأربعة المعروفة بين 20 و 30 عامًا، وقد يكون عمرها الثابت بسبب حجمها الكبير وجلدها القاسي والدفاعات الطبيعية الأخرى التي تحد من عدد الحيوانات المفترسة الحقيقية في البرية.

يتم سرد جميع أنواع حيوانات تابيرات المعترف بها على أنّها إما معرضة للخطر أو مهددة بالانقراض في قوائم الحفاظ على الحياة البرية، ولا يوجد أي من الأنواع الأربعة يزيد عدد سكانه عن 4500 في البرية، ويعتقد العلماء أنّ حيوان تابيرات الميلاوي أو ما يعرف بحيوان تابيرات الهندي قد يكون عدد سكانها منخفضًا حتى 3.000 في العالم، وكان عدد تابيرات بيردي أفضل قليلاً فقط حيث بلغ 4500 حيوان.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: