حيوان غرير العسل وصغاره

اقرأ في هذا المقال


غرير العسل (Honey badger) هو نوع كبير من عائلة الخردل -ابن عرس-، ويشار إلى الذكور من هذا النوع باسم الخنازير بينما تسمى الإناث بالخنازيرة، ويُعرف الصغار باسم الشبل والعدد الكبير يعرف بالمجموعات، وغرير العسل هم حفارون أقوياء وسريعون بشكل مثير للدهشة، وفي غضون دقائق قليلة يمكن للحيوان أن يحفر حفرة عميقة في الأرض الصلبة حيث يمكنه إخفاء نفسه.

مظهر غرير العسل

غرير العسل هو من الحيوانات التي لها عيون صغيرة وجمجمة كبيرة، والرقبة والكتفين قويتان وعضلات، والأرجل الخلفية للحيوان صغيرة ولها مخالب قصيرة، في حين أنّ القدم الأمامية على العكس قوية وواسعة ولها مخالب كبيرة مما يساعد الحيوان في اصطياد الفريسة والركض، وكونها سميكة وفضفاضة من الصعب للغاية الاستيلاء على بشرتها للحيوانات المفترسة، وفي الوقت نفسه يسمح للحيوان بتخليص نفسه وعض الخصم، وتختلف الأنواع الفرعية المختلفة من غرير العسل في اللون، ومع ذلك كقاعدة عامة يكون الحيوان أسودًا داكنًا من الناحية البطنية وله الوشاح الظهري المميز والذي يكون عادةً رماديًا أو أبيض ناصعًا، ويمتد على طول جسمه بالكامل ويتحول إلى اللون الأسود عند قاعدة الذيل.

توزيع غرير العسل

توجد حيوانات غرير العسل وصغاره في إفريقيا وجنوب غرب آسيا وشبه القارة الهندية، وتغطي منطقة توزيعها معظم منطقة إفريقيا جنوب الصحراء وتمتد من كيب الغربية (جنوب إفريقيا) شمالًا وصولاً إلى جنوب المغرب وجنوب غرب الجزائر، وفي آسيا تم العثور على الغرير في شبه الجزيرة العربية وإيران وكذلك غرب آسيا من تركمانستان إلى شبه الجزيرة الهندية، وتوجد هذه الثدييات الأرضية في بيئات مختلفة من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية الخضراء والغابات النهرية إلى الصحراء، حيث من المراعي إلى التلال الصخرية، ومن الغابات المفتوحة إلى الغابات الشائكة والسهوب القاحلة.

تتكيف هذه الكائنات القاسية بشكل لا يصدق بشكل جيد مع مجموعة متنوعة من الموائل ويمكن أن تعيش في الغابات المطيرة بقدر ما تستطيع في الجبال، وعادة تمتلك غرير العسل نطاقات منزلية كبيرة تبلغ حوالي 193 ميلاً مربعًا (500 كيلومتر مربع) وفقًا لناشيونال جيوغرافيك، وغرير العسل مخلوقات إقليمية وستستخدم غدد الرائحة لتمييز أراضيها، ويمتلك ذكور غرير العسل مساحات أكبر من الإناث ويمكن أن تتداخل أراضيهم مع أراضي الإناث وذلك وفقًا للمعهد الوطني للتنوع البيولوجي في جنوب إفريقيا.

لا تستقر غرير العسل عادةً في نفس المكان في نهاية كل ليلة ولكنها بدلاً من ذلك ستصنع سريرًا جديدًا في شجرة أو شق صخري أو حفرة محفورة في الأرض، وهذه المخلوقات هي حفارات خبراء ويمكنها بناء جحر في أرض صلبة في غضون 10 دقائق فقط، ولكن غرير العسل سيجعل نفسه سعيدًا في المنزل في جحر مهجور أو جحر النمس، وينامون معظم اليوم ونأمل أن يكونوا في مكان آمن من الحيوانات المفترسة، وغرير العسل هو في الغالب ليلي ولكنه قد يخرج خلال النهار حسب الظروف الجوية ووجود الحيوانات المفترسة وفقًا لأفريقيا الجغرافية (Africa Geographic).

عادات غرير العسل

غرير العسل وصغاره هو فعلًا حيوان نهاري، ففي هذه الأثناء هذا الغرير هو حيوان منفرد وعادة ما يكون له نطاق منزلي كبير، بالإضافة إلى ذلك فهم من البدو الرحل ويقومون برحلات يومية للبحث عن الطعام، حيث يمكن أن يسافر ذكور الغرير لمسافة تصل إلى 27 كيلومترًا يوميًا، بينما تميل الإناث إلى القيام برحلات أقصر تبلغ حوالي 10 كيلومترات في اليوم، وبعد البحث عن الطعام غالبًا ما يتجمع الذكور البالغون للتواصل الاجتماعي والتواصل مع بعضهم البعض عن طريق همهمات، واستنشاق بعضهم البعض وكذلك الانغماس في الرمال.

ومع ذلك يُعرف غرير العسل عمومًا بالحيوانات العدوانية لذا فإنّ هذه التفاعلات بين الذكور تتطور أحيانًا إلى مواجهات، وعندما يحاول أحد الذكور الدخول إلى جحر آخر ويبدأون رقصة الهيمنة مع كل واحد يدافع عن حقه في الجحر، وأيضًا عند التهديد يميل الذكور الغرير إلى حماية شركائهم بقوة.

النظام الغذائي لغرير العسل

غرير العسل وصغيره هو حيوان آكل للحوم بشكل عام حيث يأكل الثعابين والضفادع والأنواع الصغيرة من القوارض والطيور والبيض، ويكمل الحيوان نظامه الغذائي بالفواكه والبصل والجذور، ومن المعروف أنّ هذه الحيوانات تجد العسل وتتغذى عليه ولهذا يطلق عليها اسمها غرير العسل، بالإضافة إلى ذلك يأكلون يرقات النحل على الرغم من مهاجمة خلايا نحل العسل الأفريقي أو النحل القاتل، ويتغذون على العسل يجلبون البشر إلى مواقع العسل، ويستخدم شعب بوران على سبيل المثال هؤلاء الغرير عند البحث عن العسل حيث إنّهم يطلقون صافرة خاصة تجذب أدلة العسل في المنطقة.

دليل العسل لدى حيوان غرير العسل هو نوع من الطيور حيث يقود غرير العسل إلى خلايا النحل، ويتغذى كل من دليل العسل وغرير العسل على يرقات النحل، وعادة يكسر غرير العسل خلية النحل ويأكل اليرقات وبعد ذلك يطير دليل العسل في خلية النحل ويأكل القصاصات التي خلفها.

تكاثر غرير العسل والصغار

غرير العسل لديه نظام تزاوج متعدد الزوجات، وعادة يتنافس الذكور البالغون مع بعضهم البعض للحصول على حقوق التزاوج، وعلى الرغم من أنّ هذه الحيوانات تتزاوج على مدار العام إلّا أنّ بحثًا أجري في جنوب إفريقيا أظهر أنّ فترة الذروة للتزاوج بين سبتمبر وديسمبر، ويتكاثر غرير العسل على مدار السنة حيث تلد الأنثى عادةً شبلًا واحدًا بعد حوالي سبعة إلى 10 أسابيع من التزاوج، ويولد أشبال غرير العسل وأعينهم مغلقة وبلا شعر وبجلد وردي.

تستمر فترة الحمل من 50 إلى 70 يومًا، وعادة ما يكون هناك نسل أو نسلان لكل فضلات، ويولد الطفل في جحر ويعيش هناك لمدة 3 أشهر الأولى من حياته، وسرعان ما يُفطم الصغير وعادة ما يكون على يد أمه لمدة 1-2 سنوات، وتنضج الذكور من هذا النوع جنسيًا في عمر 2-3 سنوات بينما تنضج الإناث -قبل ذلك بكثير- في عمر 12-16 شهرًا، ويصل الأشبال إلى حجمهم البالغ بحوالي 6 أشهر ولكنهم سيبقون مع أمهم لمدة تصل إلى عامين، وذلك وفقًا لحديقة حيوان سان دييغو، وخلال ذلك الوقت يتعلم الشبل إتقان فن الحفر والصيد وتسلق الأشجار وجميع المهارات التي يحتاجون إليها قبل أن يتمكنوا من المغامرة بمفردهم.

يمكن أن يعيش غرير العسل لمدة تصل إلى 26 عامًا في الأسر وذلك وفقًا لحديقة حيوان سان دييغو، وما يصل إلى سبع سنوات في البرية وفقًا لناشونال جيوغرافيك (National Geographic)، والعدد الدقيق لسكان غرير العسل غير معروف حاليًا ولكنه يتناقص، وهذا النوع نادر الحدوث في جميع أنحاء مجموعته الواسعة حيث يتم تصنيفه في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنه أقل أهمية (LC).

غرير العسل والتهديدات

يُطارد غرير العسل بحثًا عن جلده ومخالبه والتي تُستخدم في الطب التقليدي، ويُعتقد أنّها تنقل شجاعة ووحشية الحيوان إلى الإنسان، بالإضافة إلى ذلك غالبًا ما يتم حبس الغرير وتسميمه سواء عن قصد أو عن غير قصد من قبل المزارعين ومربي النحل الذين يحمون ممتلكاتهم من الحيوانات المفترسة.

المكانة البيئية لغرير العسل

غرير العسل هو مفترس انتهازي، ويمتلك الحيوان نظامًا غذائيًا متنوعًا إلى حد ما حيث يقوم بالصيد على مجموعة متنوعة من الحيوانات وبالتالي الحفاظ على مجموعات من هذه الأنواع، بالإضافة إلى ذلك يعد الغرير الأكبر سنًا فريسة سهلة للحيوانات المفترسة المحلية الأكبر حجمًا بما في ذلك الفهود والأسود والضباع.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: