خفاش هواري وصغاره

اقرأ في هذا المقال


خفاش هواري (hoary bat) الذي يخرج ويعيش هذا الخفاش في الغابة ليلاً ليتغذى على الحشرات مستخدماً تحديد الموقع بالصدى لتحديد موقع الفريسة، وهذه الخفافيش هي عضو في عائلة (vesper bat)، وتعني كلمة (Vesper) باللاتينية المساء والتي تلخص بشكل مثالي الوقت المفضل لديهم من اليوم، ويحتوي خفاش هواري على أكبر مجموعة من أي نوع من أنواع الخفافيش في الأميركتين، ويمكن العثور عليها في العديد من الموائل المختلفة بين شمال كندا والأرجنتين، وفي حين أنّ العديد من أنواع الخفافيش تتجمع معًا في مستعمرات شاسعة يفضل الخفافيش المجثم وحتى الصيد في بعض الأحيان بمفرده خارج موسم الهجرة السنوي.

مظهر خفاش هواري

بصرف النظر عن الأنف الحادة والمستديرة والأذنين القصيرة والذيل المشعر فإنّ أسهل طريقة للتعرف على هذه الأنواع من الأنواع الأخرى من الخفافيش هي لون الفراء الفريد، حيث لديهم فراء بني-رمادي مع أطراف بيضاء مما يمنحهم مظهر الصقيع أو الرماد، في حين أنّ الرقبة لها بدة صفراء فريدة ملفوفة حول الرأس بالكامل، ويعتبر خفاش هوري وصغاره أيضًا عضوًا كبيرًا نسبيًا في جنسه، ويبلغ قياس جسم هذا الخفاش حوالي 5 إلى 6 بوصات من الأنف إلى الذيل مع وزن خفيف نسبيًا حوالي أونصة وهو في نفس حجم الفأر الكبير، ومع تمديد أجنحتها بالكامل يبلغ طول الخفاش بالكامل حوالي 17 بوصة من طرف إلى طرف، ووزن الأنثى أثقل بحوالي 40٪ من وزن الذكر.

حمية خفاش هواري

يتغذى خفاش هواري بالكامل تقريبًا على الحشرات، ويبدو أنّ العث (Lepidoptera) مسؤول عن معظم نظامه الغذائي ولكنه يأكل أيضًا الذباب (Diptera) والخنافس (Coleoptera) والجنادب (Orthoptera) والنمل الأبيض (Isoptera) واليعسوب (Odonata) والدبابير الصغيرة وأقاربها (Hymenoptera)، وهي تستهلك 40٪ من وزن الجسم لكل وجبة، حيث يقترب الخفاش من الحشرة من الخلف ويأخذ البطن والصدر في فمه ويضرب ويبتلع هذه المنطقة من الحشرة مع إسقاط الأجنحة والرأس.

بالمقارنة مع الخفافيش الأخرى تتغذى الخفافيش على عدد قليل نسبيًا من الحشرات، وفي حالات نادرة لوحظ أنّ هذه الخفافيش تتغذى على الأوراق والعشب وجلد الأفعى المتساقطة والماصة الشرقية وهي خفاش صغير من الحشرات من العالم القديم مع طيران متشنج وغير منتظم.

تكاثر خفاش هواري والصغار

ما زلنا لا نفهم الكثير عن تكاثر الخفافيش لأنّ قلة من الناس رأوها تتزاوج، ولكن يُعتقد أنّهم يتكاثرون في وقت ما في شهر أغسطس تقريبًا إما قبل أو أثناء أو بعد هجرتهم السنوية، ومن المحتمل أن يحدث التزاوج في الهواء، وبعد الجماع تتمتع الأنثى بقدرة ملحوظة على تأخير إخصاب البويضة عن طريق تخزين الحيوانات المنوية لفصل الشتاء، وهكذا في حين أنّ فترة الحمل لا تدوم إلا لبضعة أسابيع أو أشهر فإنّ الأنثى لا تلد حتى أواخر الربيع التالي أو أوائل الصيف.

ستنتج الأم حوالي اثنين (وأحيانًا ما يصل إلى أربعة) جرو في وقت واحد بينما تتدلى رأسًا على عقب في مجثمها، ولديها زوجان من الحلمات لفطمهم جميعًا مرة واحدة، وتولد الجراء بجلد بني يتحول لونه إلى شاحب حول الرأس وخصلات قصيرة من الفراء الفضي الناعم، كما إنّهم عاجزون تمامًا لأنّ عيونهم وآذانهم مغلقة في الأيام القليلة الأولى من حياتهم، حيث يتم إغلاق آذان وعين خفاش هواري عند الولادة ويفتحان في اليومين الثالث والثاني عشر على التوالي، وهناك رحلة هادفة ممكنة للرضع بحلول اليوم الثالث والثلاثين، والحنجرة والرأس شاحبتان كثيرًا وأقدامهما سوداء تقريبًا، ويغطي الشعر الرقيق الرمادي الفضي المنطقة الظهرية.

يقضون الجراء اليوم متشبثين بالأم وهي نائمة، وفي الليل تتدلى من غصين أو ورقة بينما تخرج الأم للصيد، وستطور الأمهات علاقة أساسية مع صغارهن، حيث لديها القدرة على التعرف على مكالماتهم خاصة عندما يكونون في محنة، وبعض الأمهات يغيرن مجثثهن بشكل متكرر مع صغارهن، وهذه هي المرة الوحيدة التي تأخذهم معها في رحلة طيران، ويستغرق الأمر حوالي شهر حتى تبدأ الجراء في الطيران بمفردها، وبحلول اليوم الخامس والأربعين تقريبًا يمكنهم الطيران مثل البالغين تقريبًا.

لم يتم توثيق عمرها بشكل جيد ولكن مع عبء الحيوانات المفترسة والأمراض، حيث تشير التقديرات إلى أنّها تعيش فقط حوالي ست أو سبع سنوات في البرية، في حين أنّ متوسط ​​العمر قد لا يزيد عن عامين، ويبدو أنّ فترة الهجرة هي أخطر فترة، ويقع العديد ضحية للحيوانات المفترسة أو الحوادث أو الاصطدامات خلال هذا الوقت.

تم تصنيف خفاش هواري حاليًا على أنّه نوع من الأنواع الأقل إثارة للقلق من قبل القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN – International Union for Conservation of Nature)، ومن غير المعروف عدد الخفافيش التي تعيش في البرية ولكن أفضل تقدير يشير إلى وجود حوالي 2.5 مليون في أمريكا الشمالية وحدها، وقد يتعرض السكان المحليون (خاصة في أماكن مثل جزر غالاباغوس وشمال غرب المحيط الهادئ) للتهديد من قبل النشاط البشري، ويتم تصنيف سلالات هاواي على وجه التحديد على أنّها مهددة بالانقراض، وهناك لسوء الحظ نقص في الكثير من المعلومات حول هذا النوع، لذلك يركز دعاة الحفاظ على البيئة على تجميع المزيد من البيانات من أجل تحسين جهود إعادة التأهيل.

موطن خفاش هواري

يفضل خفاش هواري وصغاره أن يجثم في الأشجار الكبيرة ذات الأوراق الكثيفة، وقد يشمل ذلك الأشجار الصنوبرية والأشجار عريضة الأوراق والغابات المختلطة بشدة والألواح الخشبية المفتوحة والغابات السحابية وصحاري الأراضي المنخفضة والتندرا وحتى الأشجار على طول الشوارع الحضرية ومتنزهات المدينة، وبغض النظر فهم لا يختارون بشكل خاص مكان تواجدهم، وتم العثور عليها في أعشاش السنجاب وحفر نقار الخشب والمباني والكهوف.

يحتوي خفاش هواري على ثلاثة أنواع فرعية متميزة، وتم العثور على نوع فرعي واحد يسمى (L. cinereus cinereus) في معظم أنحاء أمريكا الشمالية من كندا إلى غواتيمالا، ويُعتقد أنّها تحدث في ألاسكا على الرغم من أنّه لم يتم العثور على السكان الفعليين هناك بعد، وهناك نوع فرعي آخر يسمى (L. cinereus villosissimus) وله نطاق طبيعي عبر أجزاء من أمريكا الجنوبية بما في ذلك جزر غالاباغوس البعيدة، والسلالة الثالثة والأخيرة تسمى (L. cinereus semotus) توجد فقط في هاواي، كما إنّه أحد أنواع الخفافيش القليلة التي تنتمي إلى سلسلة الجزر الاستوائية.

خفاش هواري بين المفترسات والتهديدات

يتعرض خفاش هواري وصغاره حاليًا للتهديد من قبل الحيوانات المفترسة والإفراط في استخدام المبيدات الحشرية، وفقدان مواقع الجثث وغطاء الأشجار والتصادم مع توربينات الرياح وغيرها من الأشياء التي يصنعها الإنسان، والتي يبدو أنها تؤثر على هذا النوع أكثر من أي خفاش آخر، وربما لأنّها تخطئ في التوربينات عن مكان للعيش فيه، ويجب أن تساعد إدارة الأشجار الأكثر مسؤولية وتقنيات توربينات الرياح الجديدة وممارسات الحفظ الأفضل بشكل عام في الحفاظ على أعداد السكان الحالية.

لا يبدو أن متلازمة الأنف الأبيض وهي مرض فطري دمر أعداد الخفافيش في شرق الولايات المتحدة وسببًا مهمًا لوفاة الخفافيش، ويفترس خفاش هواري الصقور والبوم والطيور والأفاعي، ويوفر لون فرو الخفاش درجة من التمويه أثناء تجثمه على الأشجار.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: