سحلية الوَرَل وصغارها

اقرأ في هذا المقال


تعد سحلية أو زاحف الوَرَل (Monitor Lizard) أو الغيث في عائلة السحالي ومن بين أكبر السحالي في العالم، وتعود أصول هذه الزواحف بشكل أساسي إلى آسيا وإفريقيا وأستراليا، ولكن يمكن العثور عليها أيضًا في أجزاء من الأمريكتين بسبب تجارة الحيوانات الأليفة غير المشروعة، وتشتهر سحالي الوَرَل بمخالبها الكبيرة وذيولها القوية وأعناقها الطويلة وأرجلها المتطورة، كما يمكنهم التحرك بسرعة وقوة في السعي وراء الفريسة، ومعظم سحالي زاحف الوَرَل أرضية وآكلة اللحوم إلى حد كبير، واعتمادًا على حجم السحلية سوف يأكلون أي شيء من الحشرات والطيور إلى الثدييات الصغيرة.

مظهر سحلية الوَرَل

تختلف أنواع سحلية الوَرَل اختلافًا كبيرًا في مظهرها وحجمها حيث يبلغ طول أصغر أنواع سحلية الوَرَل ثماني بوصات فقط، ومع ذلك فإنّ العديد من الأنواع كبيرة جدًا ويمكن أن تنمو لأطوال تتراوح بين سبعة وعشرة أقدام، وبغض النظر عن حجمها تميل سحالي الوَرَل إلى أن تكون لها أجسام صلبة وسميكة وأعناق طويلة وأرجل متطورة وذيول طويلة، وتختلف الألوان على نطاق واسع حيث تكون الظلال المرقطة من البني والأسود والرمادي والأخضر والأصفر والأزرق الأكثر شيوعًا.

عادات سحلية الوَرَل

تعد سحلية الوَرَل عمومًا من الزواحف المنفردة ولكن في بعض المناطق ذات الموارد المائية المحدودة، وسوف تتجمع سحالي الوَرَل في مجموعات تصل إلى 25 شخصًا، وإلّا عادةً ما تعيش سحالي الوَرَل حياة انفرادية حتى تجتمع معًا لتتكاثر، سحالي الوَرَل هي في الغالب أرضية وتتحرك بشكل مريح على الأرض خاصة مع الأنواع الأكبر، وهناك عدد قليل من الأشجار وأنواع المراقبة المائية أيضًا.

معظم سحالي الوَرَل هم من آكلات اللحوم تمامًا، وعادة ما تكون سحالي الوَرَل خجولة من البشر ولكن يمكن أن تكون خطيرة إذا تم استفزازها، كما إنّها أسرع مما تظهر ولديها فك وذيول قوية، ويمكن أن يكون سحالي الوَرَل عدوانيين للغاية في حماية أراضيهم أو طعامهم، والعديد من سحالي الوَرَل هم من الصيادين النشطين الذين يطاردون فريستهم ويطاردونها، وتهتم الأنواع الأخرى من الشاشات بشكل أكبر بالكسح.

موطن سحلية الوَرَل

توجد هذه السحالي الوَرَل بسهولة في إفريقيا وآسيا وكذلك جزر أوقيانوسيا، ويمكن العثور عليها الآن في أجزاء من الأمريكيتين ولكنها تعتبر من الأنواع الغازية بسبب وضعها غير الأصلي، وقد نشأت سحلية الوَرَل في الأمريكيتين من تجارة الحيوانات الأليفة الغريبة، وتتكيف سحالي الوَرَل مع العديد من البيئات، ويمكن العثور عليها في الأدغال والغابات المطيرة ولكن أيضًا في المناطق المائية والمناطق الحارة والجافة.

تعد سحالي الوَرَل المياه مثل مراقب المياه الآسيوي يعيشون في المناطق الساحلية ذات الموائل شبه المائية مثل المستنقعات وأشجار المانغروف، كما أنّها تتكيف مع الأماكن التي بها أنظمة قنوات مثل تلك الموجودة في سريلانكا، أمّا سحالي الوَرَل الشجرية مثل مراقب الشجرة التيمور (Timor) تقضي معظم وقتها في الأشجار، ولها ذيول طويلة ومخالب حادة مناسبة تمامًا لتسلق الأغصان والأشجار.

حمية سحلية الوَرَل

يعتمد النظام الغذائي لهذه السحالي على المكان الذي تعيش فيه الزواحف بالإضافة إلى حجمها ونوعها، فهي تأكل مجموعة متنوعة من الأطعمة تشمل الفاكهة والحشرات والطيور والأسماك والثدييات والزواحف، فيميل سحالي الوَرَل الأشجار إلى أكل الحشرات والطيور، وبعض أنواع سحالي الوَرَل الأشجار تأكل الفاكهة في الغالب، بينما تميل سحلية الوَرَل المياه إلى أكل أي شيء تجده في الماء، وهذا يشمل الأسماك والطيور المائية والحشرات والبيض والثدييات المائية أو الزواحف.

قد تأكل هذه السحالي التي تعيش إلى حد كبير على الأرض مثل تنين كومودو مجموعة متنوعة من الفرائس الحية وكذلك الجيف، والنظام الغذائي لتنين كومودو يتكون من حوالي 50٪ أيل موطنها جزيرتها، ومن المعروف أيضًا أنّ تنانين كومودو تأكل الخنازير والماشية إذا تمكنت من الحصول عليها، وهذه السحالي هي مفترسات انتهازية للغاية.

تكاثر سحالي الوَرَل والصغار

غالبًا ما يقاتل الذكور للتزاوج مع الإناث، وعادة ما يتزاوج تنين كومودو -ال1ي يعد نوعًا من سحالي الوَرَل- بين مايو وأغسطس ثم يتم وضع البيض في سبتمبر تقريبًا، وغالبًا ما تكون إناث السحالي معادية للذكر، مما يعني أنّه يتعين على الذكر كبح جماحها تمامًا أثناء التزاوج وإلا فقد تتعرض للإصابة.

عادة ما تضع هذه السحالي بيضها في عش مخفي في الأرض، وقد يضعونها أيضًا في جذوع الأشجار المجوفة، والطريقة الدقيقة تختلف تبعا للأنواع، وعلى سبيل المثال قد يضع تنين كومودو بيضه في أعشاش الطيور الأرضية المهجورة أو قد يضعها في حفر في الأرض أو التلال، ويمكن لبعض أنواع سحالي الوَرَل وضع ما يصل إلى 30 بيضة، ويبلغ وضع تنانين كومودو حوالي 20، سحالي الوَرَل النيل لديهم طريقة ذكية لوضع البيض حيث يحفرون في أكوام النمل الأبيض، وسيغطي النمل الأبيض الحفرة بشكل طبيعي مما يوفر مكانًا آمنًا ودافئًا للبيض، وعندما يفقس البيض غالبًا ما تأكل صغار السحالي النمل الأبيض قبل مغادرة الكومة.

نظرًا لأنّ السحالي الصغيرة -الفقس- والبيض غير المقشور جذابة للعديد من الحيوانات المفترسة فلا ينجو الكثير من السحالي الصغيرة من القابض الأصلي، وقد يقضي مراقبو الأرض الصغار الكثير من حياتهم المبكرة في الأشجار لتجنب الحيوانات المفترسة، ويمكن أن تعيش معظم هذه السحالي 20 عامًا على الأقل، وقد تستغرق تنانين كومودو ما يصل إلى تسع سنوات لتصل إلى مرحلة النضج الكامل، ويمكنهم العيش حتى 30 عامًا، وتميل سحالي الوَرَل الأكبر حجمًا إلى العيش لفترة أطول من الأنواع الأصغر.

هناك ما يقرب من 80 نوعًا من هذه السحالي في العالم، وتعيش الأنواع الأصغر في الأشجار أو المياه والبيانات السكانية غير معروفة لمعظم هذه الأنواع، وتعد سحلية وَرَل أذن (Earless monitor lizard) النادرة مثالاً على بيانات غير معروفة للسكان، وتعتبر ضعيفة بسبب نطاقها الصغير، ومع ذلك فإنّ سحالي الوَرَل أذن لديها نظام ليلي ولا يراه السكان المحليون في كثير من الأحيان، والعديد من أصغر السحالي الوَرَل لديها بيانات غير معروفة، والأنواع الكبيرة مثل تنين كومودو محمية في بعض المناطق للحفاظ على أعدادها من التضاؤل، ويعد فقدان مصادر الغذاء والموئل من الأسباب الرئيسية لرصد انخفاض عدد السكان، وإذا كان الطعام والموئل وفيرًا فإنّ مراقبة السكان في هذه المناطق تميل إلى الزيادة.

هناك الكثير من حدائق الحيوان في جميع أنحاء البلاد حيث من الممكن رؤية تنانين كومودو وسحالي الوَرَل الأخرى بما في ذلك ما يلي: حديقة حيوان برونكس وحديقة حيوان لويزفيل وحديقة حيوان فورت وورث وحديقة حيوان توليدو وأكواريوم وحديقة حيوان سميثسونيان الوطنية وحديقة حيوان بيتسبرغ.

سحلية الوَرَل والتهديدات

سحالي الوَرَل الكبيرة من البالغين لديها عدد قليل من الحيوانات المفترسة، ولكن السحالي الصغيرة الفقس والأحداث والبيض من سحالي الوَرَل يمكن أن تؤكل من قبل الطيور والزواحف والسحالي الأخرى الأكبر والقطط البرية والبشر، وبالنسبة لأكبر أنواع هذه السحالي فإنّ المفترس الرئيسي هو البشر، بحيث يصطاد البشر بعض أنواع سحالي الوَرَل من أجل جلدهم في تجارة الجلود، والاستثناء الوحيد لذلك هو تنين كومودو ذو الجلد الخشن وغير المناسب للجلد، وبالنسبة لجميع أنواع سحالي الوَرَل يتم افتراس السحالي الصغيرة من قبل السحالي الأخرى والثعابين والطيور الكبيرة والأسماك والقطط الكبيرة، وتصطاد هذه الحيوانات السحالي الصغيرة أيضًا عندما تكون صغيرة وعندما تكون في حجمها الكبير.

سحلية الوَرَل وحالة الحفظ

تعتمد حالة حفظ هذه السحالي على الأنواع، فعلى سبيل المثال يعتبر تنين كومودو ضعيفًا، ومن ناحية أخرى فإنّ سحلية الوَرَل المياه الآسيوية تتمتع بحالة حفظ أقل أهمية، وتعتبر سحلية الوَرَل باناي مهددة بالانقراض، وتفقد هذه السحالي أعدادها بشكل أساسي بسبب التهديدات التي تتعرض لها موائلها وتناقص موارد المياه والصيد من البشر.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: