سعدان الباتاس وصغاره

اقرأ في هذا المقال


قرد باتاس أو سعدان باتاس أو نسناس باتاس (Patas Monkey) هو نوع متوسط ​​إلى كبير الحجم من قرد العالم القديم الذي يعيش في الأراضي العشبية المفتوحة في وسط إفريقيا، ويُعرف أيضًا باسم القرد العسكري وقرد هسار وجينون الأحمر، وهو العضو الوحيد في جنسه نظرًا لكونه يمتلك أطرافًا طويلة وأرقامًا قصيرة وهي تكيفات تمكنه من الجري بسرعة كبيرة (شيء ما) التي لا تمتلكها أنواع (Guenon) الأخرى، ويُعتقد أنّه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بسعدان الفرفت (Vervet Monkeys)،

مظهر سعدان باتاس

يتمتع قرد باتاس بجسم طويل ونحيف ومغطى بالفراء الأشعث وهو أبيض اللون على الجانب السفلي وأحمر على الظهر، وأطرافهم الطويلة والقوية بيضاء أيضًا بينما وجههم داكن مع شارب أبيض ولحية وقبعة حمراء مع حافة جبين كثيفة تحمي عيونهم، ولديهم أيضًا خط أسود مميز يمتد من الوجه إلى الأذن، وعلى الرغم من أنّ الذكور والإناث من قرود باتاس تبدو متشابهة بشكل ملحوظ، إلّا أنّ الذكور يميلون إلى أن يكونوا أكبر حجمًا ولديهم نتوء طفيف يبرز من رؤوسهم، كما إنّ أطرافهم الطويلة وأيديهم وأقدامهم مقترنة بأصابعهم وأصابعهم القصيرة تجعلهم بارعين جدًا في الجري بسرعات عالية عبر السهول المفتوحة.

موطن سعدان باتاس

يوجد سعدان باتاس في الأصل في نطاق عريض في جميع أنحاء وسط إفريقيا تحده الصحراء الكبرى من الشمال والظروف الاستوائية الرطبة للغابات الاستوائية من الجنوب، ويمكن العثور عليها في أقصى الغرب مثل السنغال إلى إثيوبيا في الشرق وإلى أقصى الجنوب مثل تنزانيا في الشرق والكاميرون في الغرب، وتعيش قرود باتاس في سهول السافانا والأراضي الحرجية المفتوحة وسهوب العشب المزروعة جيدًا، ومن المعروف أنّها حيوانات قابلة للتكيف تمامًا توجد أيضًا في المناطق القاحلة بما في ذلك الأطراف الجنوبية للصحراء الكبرى ودلتا الفيضانات وحتى في الغابات الرطبة حيث تم تطهير الأرض من قبل الناس.

نظرًا لحقيقة أنّ سعدان باتاس تعتمد على البلد المفتوح أكثر من اعتمادها على الغابة الكثيفة، فقد تمكنت حتى من الانتقال إلى المناطق التي تضررت من إزالة الغابات ويمكن أيضًا العثور عليها في المزارع الزراعية، وتم العثور على سعدان باتاس في مناطق ذات غطاء ضئيل ويهرب ببساطة إذا تعرض للتهديد، كما إنّ أرجلهم الخلفية الطويلة قوية للغاية لدرجة أنّهم قادرون على الوصول إلى سرعات تصل إلى 35 ميلاً في الساعة مما يجعلهم أسرع الرئيسيات في العالم، ونظرًا لحقيقة أنّ سعدان باتاس توجد في مناطق أكثر انفتاحًا فإنّها لم تتأثر بإزالة الغابات بنفس الطريقة مثل العديد من الرئيسيات الأخرى.

تكاثر القرد سعدان باتاس والصغار

تستطيع قرود باتاس التكاثر في سن الثالثة للإناث وبين سن الرابعة والخامسة للذكور، ولديهم مواسم تزاوج صارمة، والتي تتزامن مع أشهر الشتاء إما من يونيو إلى سبتمبر أو من أكتوبر إلى يناير حسب الموقع الجغرافي، وبعد فترة حمل تدوم حوالي خمسة أشهر يولد طفل واحد تقوم أمه بإرضاعه ورعايته، وتصبح سعدان باتاس مستقلة عن أمها عندما تصل إلى سن التكاثر عندما يغادر الذكور المجموعة إما للانضمام إلى مجموعة الأحداث الذكور بالكامل أو سيصبحون منفردين، حتى يصبحوا مهيمنين بما يكفي لتحدي الذكور الأكبر سنًا لمواقع في القوات مع الإناث، ومع ذلك تبقى الفتيات الصغيرات في مجموعة الولادة الخاصة بهن وسيبقين على مقربة من والدتهن طوال حياتهن.

عندما يولدون يكون لون قردة باتاس الصغيرة بني فاتح في كل مكان ولها وجوه زهرية اللون، والتي تصبح داكنة عندما يبلغون من العمر شهرين تقريبًا، وسعدان باتاس هو حيوان اجتماعي يوجد في القوات التي يتراوح عدد أفرادها بين 10 و 40 فردًا مع ذكر واحد فقط أكبر سنًا ومهيمنًا والباقي من الإناث مع صغارهن، وعلى عكس العديد من مجتمعات الرئيسيات الأخرى فإنّ قوات سعدان باتاس تقودها الإناث اللواتي يحمين مساكنهن من التدخل من قبل القوات الأخرى، وعلى الرغم من أنّ الذكور لن يتورطوا عادة في هذه الخلافات إلّا أنّهم في بعض الأحيان يطلقون نداء تحذير بصوت عالٍ لتخويف المجموعة المنافسة.

لا يقتصر دور ذكر سعدان باتاس على التكاثر مع الإناث في المجموعة فحسب بل يتمثل أيضًا في حمايتها من الخطر هي ونسلها، ويبقى الذكور في ضواحي القوات واحترس من الاقتراب من الخطر ويعملون بمثابة شرك للحيوانات المفترسة حتى تتمكن الإناث والصغار من الهرب والاختباء، ومع ذلك على الرغم من قضاء الوقت حولهم هناك القليل من التفاعل بين الذكور والإناث خارج موسم التكاثر.

حمية سعدان باتاس

سعدان باتاس هو حيوان آكل اللحوم يستهلك مجموعة واسعة من المواد النباتية والحيوانات الصغيرة من أجل البقاء على قيد الحياة، وتتغذى بشكل أساسي على ثمار الأكاسيا والأوراق إلى جانب الفواكه الموسمية والزهور وصمغ الأشجار، ومن المعروف أيضًا أنّ قرود باتاس تتغذى على الحشرات والسحالي وبيض الطيور جنبًا إلى جنب مع غارة المحاصيل حيث غالبًا ما يُعرف أنها تسبب أضرارًا للمحاصيل نفسها.

نظرًا لطبيعتها الأرضية السائدة يُعتقد أنّ أكثر من 85٪ من طعامها يتم جمعها على مستوى سطح الأرض، واعتمادًا على المكان الذي يعيش فيه السكان المحليون يمكن أن تكون المياه محدودة في بعض الأحيان، مما قد يتسبب في نشوب صراع بين القوات المتنافسة أثناء تجمعهم في حفر المياه للشرب، ومع ذلك فإنّ هؤلاء السكان الموجودين في أراضي الفيضانات لديهم صراع أقل بين بعضهم البعض على المياه.

سعدان باتاس والتهديدات

على الرغم من أنّه لا يُعرف سوى القليل نسبيًا عن افتراس سعدان باتاس بالنسبة للأنواع المماثلة، إلّا أنّه يُعتقد عمومًا أنّه نظرًا لحجمها يتم افتراسها من قبل العديد من الحيوانات آكلة اللحوم التي تشترك في موائلها، ومن المحتمل أن تكون القطط البرية مثل الفهود والأسود هي الحيوانات المفترسة الأكثر شيوعًا إلى جانب الضبع والكلاب البرية الأفريقية والثعابين والطيور الجارحة الكبيرة التي تصطاد الصغار الأصغر والأكثر ضعفًا.

كما يتم اصطيادهم أيضًا من قبل الناس للحصول على اللحوم في معظم أنحاء مداها الطبيعي، ولكن يُعتقد أنّ أكبر تهديد لسكان قرود باتاس هو الاستيلاء عليها للبيع إما في تجارة الحيوانات الأليفة الغريبة أو للعلوم من أجل البحث الطبي، وقد قام السكان الأصليون بمطاردة قرد باتاس من أجل اللحوم في معظم أنحاء نطاقهم الطبيعي الواسع لسنوات، ولكنهم أيضًا يتم اصطيادهم وبيعهم في تجارة الحيوانات الأليفة الغريبة وبيعها للأبحاث الطبية.

سعدان باتاس وحالة حفظ القرد

اليوم تم إدراج سعدان باتاس من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) على أنّه نوع من الأنواع التي لا تهتم كثيرًا بالانقراض في البرية في المستقبل القريب، ومع ذلك نظرًا لحقيقة أنّ عدد سكان العالم ليس كبيرًا بشكل خاص على أي حال يجب أن يحدث حفظ متزايد للأنواع لمنع السكان من الانخفاض أكثر، وهناك 18 متنزهًا وطنيًا و 11 محمية حيث يمكن العثور على سعدان باتاس مع بعض الإجراءات التي تم وضعها لمحاولة الحد من عدد الأفراد الذين يمكن أسرهم من البرية.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: