سعدان طمارين قُطنيّ الرأس وصغاره

اقرأ في هذا المقال


سعدان طمارين قُطنيّ الرأس (Cotton-top Tamarin) هي رئيسيات مثيرة للإعجاب مع قمة بيضاء مميزة تتكون من شعيرات طويلة تحيط برقبتها، ويُظهر هذا الحيوان الفريد جسمًا صغيرًا إلى حد ما ومعطف سميك لونه بني على الظهر والكتفين، وتتنوع قمة الرأس والساقين في اللون من الأبيض إلى الأصفر، وعند التنقل عبر نطاق غاباتها تجري هذه الحيوانات على طول وتقفز بين أغصان الأشجار مستخدمة جميع أرجلها الأربعة والتي تكون بنفس الحجم تقريبًا، وتم تجهيز جميع أصابع قدمهم وأصابعهم (باستثناء الهلوسة) بمخالب بدلاً من الأظافر مما يجعل هذه التمرينات متسلقين ممتازين وتتحرك بطريقة تشبه السنجاب، وحاليًا يعد هذا النوع من بين أكثر الرئيسيات المهددة بالانقراض الموجودة في أمريكا الجنوبية.

التوزيع

سعدان طمارين قُطنيّ الرأس مستوطنة مع صغارها في شمال غرب كولومبيا، حيث تعيش هذه الرئيسيات عادة في الغابات الثانوية وكذلك في حواف الغابات الاستوائية المطيرة في المنطقة، ومع ذلك قد يحدث سعدان طمارين قُطنيّ الرأس في مجموعة واسعة من الموائل بما في ذلك الغابات الاستوائية في الأراضي الرطبة والغابات الرطبة وغابات السافانا الشائكة الجافة.

العادات ونمط الحياة

تعتبر سعدان طمارين قُطنيّ الرأس وصغارها من الرئيسات الاجتماعية للغاية، وتشكل قوات تصل إلى 19 فردًا بمعدل 3 – 9 أفراد، وتتكون كل مجموعة من هذه المجموعات من الذكور والإناث المهيمنين مع ذريتهم من الصغار في العام بالإضافة إلى عدد قليل من الأفراد المرؤوسين أو الشباب من كلا الجنسين والذين يعملون بمثابة مساعدين، ويتحد هؤلاء الأخيرون أحيانًا في مجموعات أصغر ويغادرون ويعودون إلى أراضي المجموعة الرئيسية.

تُظهر هذه الحيوانات هي وصغارها سلوكًا إقليميًا للغاية وذلك باستخدام تقنية وضع العلامات على الرائحة لتحديد حدود نطاقاتها المحلية، وقد تحتل مجموعة واحدة مساحة من 7 إلى 10 هكتارات، وأثناء النزاعات مع مجموعات أخرى من الأنواع المعينة تتجنب هذه الحيوانات السلوك الجسدي وبدلاً من ذلك تظهر منطقتها الخلفية والأعضاء التناسلية، وهذا السلوك بمثابة عرض للتهديد من خلاله يدافعون عن أراضيهم ضد الغرباء، ويمكن لمجموعة من هذه الرئيسيات أن تحدث ضوضاء عالية، وعند التواصل مع بعضهم البعض يستخدمون ما يصل إلى 38 صوتًا مختلفًا يظهرون الفرح والفضول والخوف والإنذار والمرح.

النظام الغذائي والتغذية

سعدان طمارين قُطنيّ الرأس هي في المقام الأول آكلة للحشرات، حيث تشكل الحشرات 40٪ من نظامهم الغذائي، كما يأكلون كمية كبيرة من الفاكهة تشكل 38.4٪ من نظامهم الغذائي، وتتغذى على الإفرازات والتي تعرف باسم تغذية اللثة وتشكل 14.4٪ من نظامهم الغذائي، وتتميز سعدان طمارين قُطنيّ الرأس بخاصية مثيرة للاهتمام تتكون من مكالمات مرتبطة بالطعام مرتبطة بتفضيلات الطعام، وارتبطت بعض المكالمات التي تم إجراؤها بواسطة طماطم أعلى القطن بشكل صارم بسياق التغذية ولم يتم استخدامها في سياقات عدم التغذية، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أنّ هناك خطأ بنسبة 3٪ عندما يتم إجراء هذه المكالمات المحددة في سياقات غير تغذية.

كمخلوقات آكلة للحيوان فإنّ سعدان طمارين قُطنيّ الرأس يستهلك مجموعة متنوعة من الأطعمة، من الفاكهة والنسغ والأزهار والأوراق والرحيق إلى الحشرات والعناكب والسحالي وضفادع الأشجار الصغيرة وبيض الطيور، كما أنّ سعدان طمارين قُطنيّ الرأس هي حيوانات شجرية تمامًا، وهم في أمان فقط عندما يكونون في الأشجار بسبب العديد من الحيوانات المفترسة الأرضية في مداها، ومن ثم فإنّ هذه الحيوانات لا تنزل لشرب الماء وبدلاً من ذلك تحصل على كل الرطوبة المطلوبة من طعامها (مثل الفاكهة والأوراق وما إلى ذلك) وكذلك قطرات المطر والندى.

التكاثر والصغار

يمتلك سعدان طمارين قُطنيّ الرأس نظام تربية أحادي الزواج، مما يعني أنّ الذكر يتزاوج مع أنثى واحدة حصريًا، وهذا النوع له شكل من أشكال التكاثر التعاوني وهو غير موجود في العديد من الرئيسيات الأخرى، وهو يتألف من مساعدين بالغين يقيمون في الأسرة ويكتسبون خبرة تربية بدلاً من تربية أنفسهم، وقد ينتج عن هذا أعلى إمكانات تكاثرية لجميع الرئيسيات، ويحدث التكاثر عادة بين أبريل ومايو، وتستمر فترة الحمل من 4 إلى 5 أشهر وينتج عنها طفل أو طفلان ويسمى الطفل بالرضيع، ويعرض كلا الوالدين رعاية الوالدين وعادة ما يتشاركان المسؤوليات، بينما تقوم الأم بتنظيف الأطفال فأنّه يجب على الأب أن يحملهم ويعتني بهم.

بالإضافة إلى ذلك يساعد الأشقاء الأكبر سنًا الآباء على تربية جيل جديد، ومع ذلك يفضل الأطفال أن يحملهم آباؤهم، وفي عمر 2 – 5 أسابيع يبدأ الأطفال في الحركة من تلقاء أنفسهم، وفي عمر 4-7 أسابيع يبدأون في تناول الطعام الصلب، ويتم الوصول إلى الاستقلال في غضون 15 – 25 أسبوعًا، في حين أنّ سن النضج الإنجابي عادة ما يكون عمره عامين، ويحصل الرضع من هذا النوع على رعاية مشتركة من قبل جميع أعضاء مجموعتهم المولودة بما في ذلك المساعدون البالغون الذين يتعين عليهم تعلم مهارة الأبوة والأمومة الضرورية قبل إنجاب ذرية خاصة بهم.

وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة يبلغ إجمالي عدد سعدان طمارين قُطنيّ الرأس 6000 فردًا بما في ذلك ما يقرب من 2000 فرد بالغ، وحاليًا تم تصنيف هذه الأنواع على أنّها مهددة بالانقراض (CR) وتستمر أعدادها في الانخفاض.

الوصف المادي

يتميز حيوان سعدان طمارين قُطنيّ الرأس عن غيره من أفراد جنس (Saguinus) بامتلاكه لقمة من الشعر الأبيض الطويل من الجبهة إلى مؤخر العنق الذي يتدفق فوق الكتفين، كما أنّ ظهرهم بني والأجزاء السفلية من الذراعين والساقين بيضاء إلى صفراء، والردف والجوانب الداخلية للفخذين برتقالية ضاربة إلى الحمرة، ولون قاعدة الذيل برتقالي محمر أيضًا بينما يميل الطرف إلى اللون الأسود، والخصائص التي تميز عائلة (Callitrichids) عن قرود العالم الجديد الأخرى هي مخالب معدلة بدلاً من المسامير في جميع الأصابع ووجود اثنين بدلاً من ثلاثة أضراس على كل جانب من جوانب الفك.

التهديدات والافتراس

في الوقت الحالي يتمثل التهديد الأكبر الذي يواجه إجمالي عدد سعدان طمارين قُطنيّ الرأس هو وصغاره في الإزالة المستمرة للغابات، وذلك من أجل الأخشاب والفحم والمستوطنات البشرية والأراضي الزراعية والصناعة، مما يؤدي إلى إزالة الغابات، مما أدى إلى فقدان هذه الحيوانات مع صغارها وتدنى تكاثر معظم مداها الأصلي، ونتيجة لذلك توجد هذه الرئيسيات اليوم في مجموعات سكانية معزولة تسكن بقايا مجزأة من موطنها السابق.

وبالتالي فإنّ هذه التجمعات الصغيرة غير قادرة على التكاثر بنجاح والحفاظ على نفسها، ويعاني السكان في شمال كولومبيا أكثر بسبب التطور السريع للمستوطنات البشرية في المنطقة، ومن ناحية أخرى تفتح إزالة الغابات الطريق أمام مجموعة لم يكن من الممكن الوصول إليها من سعدان طمارين قُطنيّ الرأس، وغالبًا ما يتم محاصرة هذه الرئيسيات من قبل جامعي الحيوانات وبيعها في مدن الموانئ أو تصديرها.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: