ضفدع البركة وصغاره

اقرأ في هذا المقال


تمتلك ضفادع البركة (pool frog) نطاقًا واسعًا في معظم أنحاء أوروبا، ولكن يبدو أنّها في حالة تراجع مستمر عبر بعض أجزاء أراضيها السابقة، ويبدو أنّ أثقل حصيلة قد سقطت على تجمعات ضفادع البركة المحلية في بريطانيا، وانقرضت الضفادع البريطانية تمامًا في منتصف التسعينيات وكان لا بد من إعادة تقديمها من السويد، ويبدو أنّ السبب في هذا الزوال هو التلوث وفقدان الموائل التي تكون هذه الضفادع عرضة لها بشكل خاص، كما يوحي الاسم فإنّ هذا النوع له صلة ببرك المياه الصغيرة وعندما يصبح الطقس باردًا فإنّه يسبت في الشتاء، وإحدى الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام هي أنّ ضفدع البركة لديه القدرة على التزاوج مع ضفدع المستنقعات وثيق الصلة لإنتاج حيوان مهجن يسمى الضفدع الأوروبي الصالح للأكل.

مظهر ضفدع البركة

مثل العديد من الأنواع الأخرى من الضفادع فإنّ ضفدع البركة له رأس مدبب وأرجل طويلة وأقدام خلفية مكففة وبؤبؤ أفقية ولكن أسهل طريقة للتعرف عليهم هو لونهم، ولديهم لون بني أو أخضر مع بقع داكنة كبيرة ومعدة بيضاء وشريط أصفر أو أخضر فاتح يمتد مباشرة على طول الظهر، ويختلف الترتيب الدقيق للألوان والأنماط بين السكان وحتى الأفراد، ويعتبر ضفدع البركة مخلوقًا صغيرًا جدًا لا يزيد حجمه عن 2.3 إلى 3 بوصات، والذكور أصغر قليلاً من الإناث ولديهم كيسان صوتيان كبيران قابلان للنفخ على جانب رأسهم، وتعمل هذه الأكياس كوسيلة لتضخيم دعوة الذكر للتزاوج عندما يحين وقت التكاثر.

يحتوي الضفدع الصالح للأكل على ألوان خضراء وصفراء مع خطوط سوداء وبقع على جسمه، ومثل معظم البرمائيات الأخرى يتمتع ضفدع البركة بجلد مسامي للغاية يمكنه امتصاص الأكسجين وتبادل الغازات، وبمعنى آخر يمكن أن يتنفس من خلال جلده، وهذا يعني أنّه يجب أن يكون رطبًا باستمرار لتبادل الغازات، ومع ذلك فإن الجلد المسامي معرض أيضًا للتلوث، وتسمح ألوان التمويه لضفدع البركة بالاندماج مع البيئة وتجنب الحيوانات المفترسة الجائعة.

ضفدع البركة مقابل الضفدع المشترك

يخطئ أحيانًا ضفدع البركة والضفدع الشائع في بعضهما البعض نظرًا لحجمهما ومظهرهما المتشابهين ومدى تداخلهما في أوروبا، والاختلافات الرئيسية هي أنّ الضفدع الشائع لديه رأس مستدير أكثر وأرجل أقصر ولون بني أو حتى أصفر أكثر وضوحًا حول الجسم، ونظرًا لعدم وجود الأكياس الكبيرة على جانبي الرأس ينتج الضفدع العادي صوتًا خرخرة أكبر في أشهر التكاثر من فبراير إلى مارس، وضفدع البركة له موسم تكاثر متأخر في مايو أو يونيو.

عادات ضفدع البركة

ضفدع البركة هو حيوان منفرد يعيش ويصطاد بمفرده، والمرة الوحيدة التي يختلط فيها مع أفراد من نوعه هو في موسم التكاثر من مايو إلى يونيو، وعندما يصدر ذكر الضفدع صوتًا شبيهًا بالدجل ليلًا لجذب أنثى مناسبة، ومن خلال تمرير الهواء بين الرئتين والحقيبة الهوائية يُصدر الضفدع صوتًا اهتزازيًا في الحلق يمكن أن يحمل مسافات طويلة، والجانب السلبي لهذا النهج هو أنّه يمكن تنبيه الحيوانات المفترسة إلى موقع الضفدع، وهذا هو السبب في أنّها تنعق فقط عند الضرورة القصوى.

نظرًا لكونه من البرمائيات ذات الدم البارد فإنّ ضفدع البركة غير قادر على الحفاظ على درجة حرارة داخلية ثابتة للجسم، وبدلاً من ذلك تتقلب درجة حرارة الجسم استجابة للظروف المحيطة، ويتمحور سلوكها حول التقلبات الموسمية اليومية في درجة حرارة بيئتها، وعلى سبيل المثال من أجل الهروب من البرد القارس يسبت ضفدع البركة بين شهري أكتوبر وأبريل تحت جذوع الأشجار أو داخل تجاويف الأشجار.

موطن ضفدع البركة

تمتلك ضفدع البركة نطاقًا واسعًا عبر معظم أنحاء أوروبا حتى الشرق الأقصى مثل روسيا، ومع ذلك يبدو أنّها آخذة في الانخفاض في أجزاء من شمال أوروبا بما في ذلك النرويج والسويد، وكانت منتشرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة أيضًا قبل أن تختفي تمامًا من الجزيرة في التسعينيات، وبناءً على دراسات الأحافير والتحليل الجيني يُعتقد أنّ هؤلاء السكان في المملكة المتحدة كانوا فريدًا تمامًا لبريطانيا ويعود تاريخهم إلى العصر الساكسوني في أوائل العصور الوسطى.

كان هؤلاء السكان في المملكة المتحدة مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بضفادع التجمع الاسكندنافية، ويعيش ضفدع البركة في برك دائمة أو برك أو مستنقعات مع الكثير من النباتات الكثيفة، وفي بعض الأحيان يحب الإقامة في الأماكن التي توجد بها تيارات أو أنهار قريبة، ويقضي الضفدع جزءًا كبيرًا من حياته في هذه المسطحات المائية أو حولها خاصة في فصل الصيف.

حمية ضفدع بركة

أينما وجدت تلعب هذه الضفادع دورًا مهمًا في النظام البيئي من خلال الحد من عدد الآفات الصغيرة في البيئة، وقدرتها على القفز ولسانها الطويل هي الوسيلة الرئيسية لالتقاط الفريسة، وكشرغوف صغير يتكون النظام الغذائي للضفدع من الطحالب والمواد العضوية المتحللة، وبعد أن خضعت للتحول يتحول اليافعون إلى الذباب ويرقاتهم.

ويتغذى ضفدع البركة البالغ بشكل أساسي على الحشرات والديدان واللافقاريات الصغيرة الأخرى، ويمكن أن تنتج هذه الضفادع الصالحة للأكل ذكورًا وإناثًا نسلًا قابلاً للحياة مع ضفادع المستنقعات والأهوار، ولكن إذا حاولوا التزاوج مع بعضهم البعض عندها فقط النسل المصاب بالعقم يميل إلى التسبب.

ضفدع البركة والتهديدات

تواجه هذه الضفادع العديد من التهديدات من التلوث والصرف والأمراض وفقدان الموائل من الزراعة أو التنمية السكنية، وتسببت هذه العوامل في انخفاض الأعداد في أجزاء من نطاقها الطبيعي، وتفترس الثعالب والثعابين ومالك الحزين وثعالب الماء وغيرها من الحيوانات آكلة اللحوم ضفدعًا بالغًا، والضفادع الصغيرة تفترسها بعض الحشرات والأسماك.

تكاثر ضفدع البركة والصغار

يبدأ موسم تكاثر الضفادع مع بداية الأشهر الأكثر دفئًا في مايو أو يونيو، كما ذكرنا سابقًا يصدر الذكر صوت دجل صاخب بأكياس خده الكبيرة لجذب رفيقة مناسبة، وبعد التزاوج تضع الأنثى مجموعة من 400 إلى 4000 بيضة بنية وصفراء بالقرب من سطح الماء، ويعتمد العدد الدقيق على عدة عوامل مثل درجة حرارة البيئة المحيطة.

الشرغوف هو المرحلة الأولى من تطور الضفدع، وبخياشيمه الخارجية وذيله الطويل يتكيف الشرغوف للبقاء على قيد الحياة في البركة المائية أو البركة التي تفرخ منها في الأصل، ونظرًا لأنّ الآباء لا يستثمرون أي وقت وجهد تقريبًا في تربية الصغار يجب أن تبدأ الضفادع الصغيرة في التغذية على الفور للبقاء على قيد الحياة، ويأكل الكثير منهم في وقت مبكر من قبل الحيوانات المفترسة ولا ينجو من هذه المرحلة الأولية.

في حوالي أغسطس أو سبتمبر تخضع الضفادع الصغيرة لتحولها الرائع إلى مرحلة البلوغ الكامل، ويتم تغطية الخياشيم وتفقد ذيولها وتصبح ضفادع بالغة، ومع ذلك يستغرق الأمر حوالي عامين أو ثلاثة أعوام قبل أن تبدأ الضفادع في التكاثر بمفردها، ويبلغ متوسط ​​العمر المتوقع لها حوالي ستة إلى 12 عامًا في البرية.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: