ضفدع الشجرة وصغاره

اقرأ في هذا المقال


تعد ضفادع الأشجار (Tree Frog) من أكثر البرمائيات غرابة في العالم وذلك بفضل عيونها اللطيفة وأرجلها وأصابع قدمها الفريدة التي تسمح لها بتسلق الأشجار بسهولة، وعلى عكس نظرائهم الأرضيين إلى حد ما فإنّ هذه الضفادع تتميز عمومًا بألوان زاهية تجعلها معرضًا مفضلًا لحديقة الحيوانات، وغالبًا ما تجعلهم مكالماتهم المميزة مسموعة ولا تُرى في موطنهم الأصلي لأنّهم ينشطون بشكل أساسي في الليل، وعلى الرغم من أنّ هذه الضفادع تعيش في الغالب في المناخات الاستوائية إلّا أنّ بعض الأنواع تعيش في مناطق أكثر اعتدالًا وتعيش في سبات خلال الشتاء، وفي أوروبا كان يُنظر إلى هذه الضفادع تاريخيًا على أنّها مقاييس لأنّها ستستجيب لقرب المطر بالنباح.

مظهر ضفدع الشجرة

الميزة الأكثر تميزًا لهذه الضفادع هي أقدامها، حيث أنّ آخر عظم في أصابع قدمها يتخذ شكل مخلب، وتساعد منصات أصابع القدم المزودة بأكواب شفط صغيرة وهياكل خارج الهيكلية على أصابع قدمهم أيضًا في تسلق الأشجار، وتأتي في مجموعة متنوعة من الألوان وغالبًا ما تكون خضراء أو رمادية أو بنية، وبسبب الموطن الشجري الأساسي الذي يجدها تعيش على الأوراق والأغصان الصغيرة فإنّ معظم هذه الضفادع صغيرة الحجم، وأكبر هذه الضفادع في العالم هي ضفدع الشجرة ذات الشفة البيضاء الموجودة في أستراليا وأوقيانوسيا ويتراوح طولها من أربع بوصات إلى 5.5 بوصات.

أكبر الأنواع في نصف الكرة الغربي هي ضفدع الشجرة الكوبية وتوجد في منطقة البحر الكاريبي وجنوب شرق الولايات المتحدة بطول 1.5 إلى خمس بوصات، وأصغر الأنواع يبلغ طولها أقل من بوصة واحدة، ويمكن تشبيه حجم العديد من هذه الضفادع بفنجان شاي، وهم عادة أكثر رشاقة من الضفادع الأرضية، والضفدع الكوبي هو أحد أكثر الأنواع التي تبدو بدينًا وهو بني ولطيف المظهر إلى حد ما، كما إنّه أحد أكبر أنواع الضفادع حيث ينمو بعضها إلى أكثر من ست بوصات، والإناث بشكل عام أكبر من الذكور، وضفادع الأشجار الخضراء الأمريكية لونها أخضر ساطع مما يساعدها على التمويه بأوراق الشجر المحيطة بها في البرية.

كما لديهم شريط أبيض فاتح أو كريمي اللون من جانب الرأس إلى الأسفل إلى الأجنحة، وتغلف ضفادع الأشجار البيضاء أجسادها بطبقة بيضاء حليبية تسمى (caerviein) تساعدها على البقاء في المناطق الجافة من خلال الحفاظ على رطوبة الجسم، واستخدم العلماء مقتطفات من جلودهم للأدوية التي تحارب بكتيريا المكورات العنقودية وتخفض ضغط الدم وتعالج قروح البرد التي يسببها فيروس الهربس.

كواحد من أكثر أعضاء عائلة (Hylidae) لفتًا للانتباه ربما تكون ضفادع الأشجار ذات العيون الحمراء قد طورت أعينها اللامعة جزئيًا، بحيث يمكن للحيوانات المفترسة أن تشكك في اختيار وجباتها وتذهب إلى فريسة أكثر بساطة، ويسمح تكيف آخر يسمى التلوين المفاجئ لضفادع الأشجار ذات العيون الحمراء أن تومض عيونها المنتفخة وتكشف عن أقدام برتقالية مكشوفة وجوانبها الزرقاء والأصفر الساطعة، مما يتسبب في كثير من الأحيان في توقف الطيور والثعابين وإعطاء الوقت للضفدع للفرار، وقد يؤدي لونها الأخضر اللامع أيضًا إلى المبالغة في تحفيز عيون الحيوانات المفترسة عن طريق إنشاء صورة شبح مربكة.

موطن ضفدع الشجرة

تعيش هذه الضفادع في كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية مع أعلى تركيز في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية حيث ستجد حوالي 600 نوع، ويعيش حوالي 30 نوعًا في المناطق الأكثر دفئًا في جنوب شرق الولايات المتحدة، ومعظم الأنواع وليس كلها شجرية وهذا هو سبب امتلاكها لأرجل طويلة ومنصات أصابع القدم لمساعدتها على التسلق والقفز، وتعيش الأنواع غير الشجرية في البحيرات والبرك أو بين الغطاء الأرضي الرطب، وتعيش الضفادع ذات العيون الحمراء في الأراضي المنخفضة الاستوائية من جنوب المكسيك مروراً بأمريكا الوسطى وحتى شمال أمريكا الجنوبية، وهم ضفادع ليلية يختبئون في مظلة الغابات المطيرة.

تعيش أنواع قابلة للتكيف تسمى ضفادع الأشجار البيضاء في أستراليا وغينيا الجديدة، كما إنّهم يفضلون الغابات الرطبة وعادة لا يعيشون بالقرب من المسطحات المائية، ويجمعون مياه الأمطار التي تتجمع على الأوراق وفي نباتات وشقوق على شكل كوب، وتسمح قابلية هذا النوع للتكيف للعيش في الضواحي والمناطق الزراعية مع الناس وعادة ما توجد في الحمامات وخزانات المياه والخزانات.

حمية ضفدع الشجرة

مثل غيرها من البرمائيات هذه الضفادع حيوانات آكلة للحوم تأكل الحشرات مثل الصراصير والذباب والديدان والعناكب والعث واللافقاريات الأخرى، وسوف يأكل الضفدع الكوبي الكبير أي شيء يلائم فمه بما في ذلك السحالي والثعابين والثدييات الصغيرة وحتى الضفادع الأخرى، وتنصب هذه الضفادع كمينًا لفريستها المطمئنة بألسنتها الطويلة اللزجة.

ضفدع الشجرة والتهديدات

تشمل الحيوانات المفترسة مجموعة متنوعة من الثدييات والزواحف والطيور وحتى بعض الأسماك الكبيرة ويرجع ذلك أساسًا إلى صغر حجم الضفادع، وتم تحديد حالة الحفظ الرسمية لهذه الضفادع على أنّها أقل قلق بسبب توزيعها الواسع وتعدادها الكبير المفترض، ومع ذلك فإنّ هذه الضفادع تواجه تهديدات لمجموع سكانها بما في ذلك تدمير الموائل من قبل البشر والتلوث وتغير المناخ والمرض، ويعد تدمير الموائل مصدر قلق في أوروبا على الرغم من أنّ جهود الحفظ في العديد من البلدان الأوروبية قد نجحت في إعادة بناء بعض موائل ضفادع الأشجار.

تكاثر ضفدع الشجرة والصغار

تجذب الذكور من كل الأنواع تقريبًا رفقاءها من خلال نداءات نباح حيث يكون لكل نوع من أنواع ضفادع الأشجار نداء فريد من نوعه، ويفقس البعض كبالغين مصغرين ولكن بشكل أكثر شيوعًا تفقس هذه الضفادع كشرغوف صغيرة تتطور إلى بالغين، وتضع الإناث البيض على الأوراق فوق الماء، مما يسمح للضفادع الصغيرة أن تسقط في الماء لتتطور، ويمكن أن يستغرق التحول من الشرغوف إلى البالغ من بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر.

تبدأ ضفادع الأشجار البيضاء في التكاثر في عامها الثاني وغالبًا ما تتغذى لعدة أيام قبل التزاوج، ويطور الذكور وسادة سوداء على إبهامهم للمساعدة في الإمساك بالإناث أثناء التزاوج، ويختلف حجم القابض باختلاف الأنواع ويمكن أن يحتوي على 150 إلى 1000 بيضة، ويبدأ الفقس بحوالي 28 إلى 36 ساعة بعد وضع البيض.

يختلف العمر الافتراضي بين الأنواع حيث يعيش البعض أقل من ثلاث سنوات، وتعيش ضفادع الأشجار الرمادية في أمريكا الشمالية حوالي خمس سنوات، بينما يمكن لضفدع الشجرة الأسترالية أن يعيش ما يصل إلى 15 عامًا في الأسر، وتعيش ضفادع الأشجار البيضاء عمومًا حوالي 16 عامًا وعاشت 21 عامًا في الأسر.

لا يمتلك العلماء أي تقدير حقيقي لعدد هذه الضفادع في جميع أنحاء العالم لأنّها منتشرة وليست معرضة للخطر، ومع ذلك يُعتقد أنّ عدد سكانها آخذ في الانخفاض مع استمرار البشر في التعدي على موائلهم، وترعى حديقة حيوان سميثسونيان الوطنية في واشنطن العاصمة ضفادع الأشجار ذات العيون الحمراء مع ضفدع الشجرة البيضاء، ويتلقى كلا النوعين نظامًا غذائيًا من الصراصير والصراصير والديدان، وأفضل وقت لرؤية هذه الضفادع في حديقة الحيوان هو في الصباح الباكر وبعد الظهر، وهم في الأساس كائنات ليلية لذلك في معظم الأوقات سيرى الزوار أنّهم ينامون فوق الأوراق الخضراء في معرضهم.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: