طائر الببغاء القرمزي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يُعد طائر مكاو قرمزي أو طائر الببغاء القرمزي (Scarlet Macaw) الحائز على جائزة لجماله الاستثنائي وتقليده الصوتي المذهل أحد أكثر الببغاوات شهرةً ومحبوبةً حول العالم، حيث إنّ هذا النوع من الطيور يتخذون منزلهم في الغابات المطيرة الكثيفة في الأميركتين، وحيث يمكن سماع صيحاتهم العالية لأميال حولها، ولكن على الرغم من كونه من الأنواع الأقل إثارة للقلق إلّا أن تدمير الغابات المطيرة الأمريكية يهدد بوضع هذا الببغاء في خطر، كما يحظى الببغاء القرمزي بشعبية كبيرة في تجارة الحيوانات الأليفة الغريبة، وعادة ما يكون سعر الطائر الواحد أكثر من 1000 دولار، والببغاء القرمزي له عظام مجوفة تساعده في الطيران، والاسم العلمي للمكاو القرمزي هو (Ara macao) والكلمة برتغالية قديمة اشتق منها اسم الببغاء.

موطن طائر الببغاء القرمزي

طائر الببغاء القرمزي مستوطن في الغابات المطيرة في المكسيك وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية مع أكبر تركيز يعيش في حوض الأمازون، حيث يصنع طائر الببغاء القرمزي عشه في المناطق المجوفة من الستائر العلوية للأشجار الكبيرة.

مظهر طائر الببغاء القرمزي

طائر الببغاء القرمزي هو طائر كبير بمنقار قوي منحني وريش ذو ألوان زاهية، وهي تتألف من ثلاثة شرائط ملونة مميزة حيث أحمر على الرأس والكتفين وأصفر على الظهر وريش منتصف الجناح وأزرق على أطراف الجناح والذيل، وللوجه بقعة من الجلد الأسود والأبيض أيضًا، وطائر الببغاء القرمزي هو واحد من أكبر الببغاوات في العالم، ويقيس حوالي 33 بوصة في المتوسط ​​من الرأس إلى الذيل، ونصف إلى ثلث هذا يتكون من الذيل فقط، ويتشابه الجنسين تمامًا تقريبًا في الحجم والمظهر ولكن الذكور يميلون إلى أن يكون ريش الذيل والمناقير أكبر قليلاً.

من بين الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام أنّ المنقار يعمل كأداة حيوية لبقاء الطائر على قيد الحياة، كما إنّه يمكّن الطائر من تسلق الأشجار مثل الطرف الثالث وأيضًا كسر الأصداف الصلبة المفتوحة، والببغاء له هياكل خاصة في فمه يمكنها حمل الطعام على اللسان وطحن القشرة الصلبة والجلد.

حمية طائر الببغاء القرمزي

طائر الببغاء القرمزي هو آكل اللحوم ويمكن أن تأكل اللحوم أو المواد النباتية، ولكن ربما يكون الوصف الأكثر دقة هو أحد الحيوانات العاشبة التي لديها بعض ميول آكلة اللحوم المتخصصة، وواحدة من الحقائق الأكثر غرابة هي أنّ الببغاء القرمزي لوحظ في بعض الأحيان يستهلك الطين، وليس من المفهوم تمامًا سبب ظهورهم لهذا السلوك ولكن الطين قد يساعدهم في تحييد السموم في نظامهم الغذائي.

تعتبر هذه الطيور مستهلكًا رئيسيًا للفواكه والبذور والمكسرات والرحيق، ثم يكملها بالحشرات واليرقات خلال موسم التكاثر للحصول على البروتين الإضافي، ومن المعتقد أنّ هذه الطيور تكتسب ميزة تنافسية على الأنواع الأخرى من خلال قدرتها على تقشير الجلد الأكثر صلابة ولب الثمار غير الناضجة بمناقيرها الكبيرة والقوية، وسيحتاج منافسوها إلى الانتظار حتى تنضج الثمرة قبل الرضاعة، وقد يأكل الطائر الكثير من المواد النباتية السامة طوال اليوم حيث ولهذا السبب تم التكهن بأنّ طائر الببغاء القرمزي يأكل الطين لمواجهة السموم.

طائر الببغاء القرمزي والتهديدات

يبدو أنّ عدد طيور الببغاوات القرمزية آخذه في الانخفاض بسبب فقدان الغابات المطيرة بسبب قطع الأشجار وتطهير الأراضي، وقد تتعزز هذه الخسارة بالوتيرة التي يتم بها صيدها للبيع في تجارة الحيوانات الأليفة الدولية والأقل شيوعًا والبحث عن قيمة ريشها ولحومها، وأحيانًا ما يفترس طائر الببغاء القرمزي البالغ من قبل النمور والنسور والصقور، ويتعرض صغار الببغاوات للخطر أيضًا من قبل الثعابين والقرود والحيوانات آكلة اللحوم الأخرى.

تكاثر طائر الببغاء القرمزي والصغار

طيور الببغاوات القرمزية تشكل روابط زوجية أحادية الزواج تدوم مدى الحياة، ويحدث التكاثر في طيور الببغاوات القرمزية كل عام إلى عامين، يوبلغ حجم القابض من 2 إلى 4 بيضات بيضاء دائرية مع فترة حضانة من 24 إلى 25 يومًا، وتحضن الإناث البيض بشكل رئيسي، وبعد الفقس يمكن للصغار البقاء مع والديهم لمدة عام إلى عامين، ويقوم الذكر بإطعام الصغار عن طريق تجويف وإسالة الطعام، ولن يقوم الوالدان بتربية مجموعة أخرى من البيض حتى يصبح الصغار السابقون مستقلين، ويصل الببغاوات القرمزية إلى مرحلة النضج الجنسي في سن ثلاث أو أربع سنوات.

تتضمن استراتيجية تزاوج هذه الطيور تكوين روابط زوجية وثيقة للغاية تدوم مدى الحياة، وهذا يسمح لكلا الوالدين بالحفاظ على العش واستثمار موارد هائلة في رعاية كل طفل، وبعد التزاوج تنتج الأنثى مخلبًا من بيضتين إلى أربع بيضات بيضاء تحتاج إلى الحضانة لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع، ويقوم الوالدان بإطعام صغارها عن طريق ترشيح الطعام المسال وأحيانًا ما يصل إلى 15 رضعة في اليوم، ويهتم كل من طيور الببغاوات القرمزية من الذكور والإناث بصغارهم، وتتمتع طيور الببغاوات القرمزية بفترة طويلة من الاعتماد على والديها وربما يحدث بعض التعلم المهم قبل أن تصبح ناضجة جنسياً ومستقلة.

ستنمي الكتاكيت ريشها الكامل في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر ولكنها لن تترك العش فعليًا حتى يبلغ من العمر سنة أو سنتين، وربما بسبب الوقت الإضافي الذي يتطلبه تعليم الصغار الفروق الدقيقة في الببغاء الحياة، ولن يتكاثر الزوجان مرة أخرى حتى تغادر الكتاكيت السابقة العش، وستبدأ هذه الطيور في التكاثر من تلقاء نفسها بعد حوالي ثلاث إلى أربع سنوات، وعادة ما يكون عمرهم حوالي 40 إلى 50 عامًا في البرية ولكن من المعروف أنّ بعضها يعيش حتى 75 عامًا في الأسر.

تدور الحياة الاجتماعية للببغاء حول وحدات عائلية صغيرة تتكون من زوج تزاوج وذرية متعددة، وهم أيضا يجتمعون معا في قطعان كبيرة في الليل للنوم، وتظهر هذه الطيور المودة لزملائها من خلال اللعق المتبادل والتأهيل والتي يمكن أن تستمر لساعات في كل مرة، ولديهم أيضًا القدرة على التواصل مع بعضهم البعض من خلال مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأصوات والمواقف المختلفة، وعلى الرغم من سمعتها بالتقليد فإنّ الصوت القياسي للببغاء القرمزي هو صراخ قاسي أو صرير أو صراخ يمكن أن يستمر لأميال.

يقدر أن هناك ما يقرب من 20000 إلى 50000 من هذه الطيور المتبقية في البرية، وتصنف القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) حاليًا هذا النوع على أنّه نوع من الأنواع الأقل إثارة للقلق، ولكن فقدان الموائل أدى إلى انخفاض أعدادها بشكل سريع، وبالفعل أصبح سكان الشمال معرضين للخطر في المكسيك وبنما وبليز وكوستاريكا وقد ذهبوا بالكامل تقريبًا من السلفادور، وبعض سكان الأمازون يتعرضون للإجهاد أيضًا.

ومن أجل وقف هذا التدهور سيكون من الضروري إبطاء فقدان الغابات المطيرة والمشاركة مع المجتمعات المحلية لإنهاء الصيد الجائر، ويجب القيام بذلك بالتزامن مع إعادة إدخال الببغاوات في الأجزاء السابقة من أراضيهم، وتعود ممارسة تربية الببغاوات الأسيرة إلى أكثر من ألف عام، وتم استخدام ريشهم لأغراض احتفالية من قبل الأمريكيين القدماء، واليوم تربى طيور الببغاوات القرمزية في الأسر ثم يتم إطلاقها مرة أخرى في البرية لأغراض الحفظ.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016. ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: