طائر الصقر وصغاره

اقرأ في هذا المقال


تعيش الصقور الشائعة (Common buzzard) في أوروبا وإفريقيا وآسيا، وهم حيوانات آكلة للحوم تأكل الطيور الأخرى والزواحف والقوارض وأحيانًا الحيوانات النافقة، وعلى الرغم من أنّها في الغالب منفردة إلّا أنّ هذه الطيور تشكل في بعض الأحيان مجموعات أو قطعان وهم أحادي الزواج.

موطن الصقور

تم العثور على هذا الصقر مع صغاره في جميع أنحاء أوروبا بما في ذلك دول اسكتلندا وأيرلندا وفرنسا واليونان وإنجلترا إلى جانب العديد من البلدان الأخرى، وأيضًا توجد في آسيا في دول مثل روسيا والصين والهند ومنغوليا، وتهاجر الصقور الشائعة التي تعيش في المناطق الباردة إلى جنوب إفريقيا لقضاء أشهر الشتاء، وموطنها يشمل الغابات ومستنقعات والأراضي الزراعية وحتى حول المدن والبلدات التي يشغلها الكثير من الناس، وتعيش هذه الطيور في مناخات معتدلة.

يمكن رؤية هذه الصقور مع صغارها على مدار العام في اسكتلندا وويلز وفي جميع أنحاء إنجلترا، وهم نشطون بشكل خاص في فصل الربيع، ومن المرجح أن يراها مراقبو الطيور جاثمة على أضواء الشوارع وأعمدة السياج والأشجار المطلة على الحقول أو المراعي المفتوحة، ويمكن رؤيتها تحلق فوق الحقول وسفوح التلال بحثًا عن الفريسة أيضًا.

أعشاش طيور الصقر

تبني هذه الصقور عشًا كثيفًا ضخمًا بالعصي والأغصان والفروع كمسكن لها ولصغارها، وتستخدم هذه الطيور الخلنج أو الأوراق لتبطين داخل العش، ويتم بناء العديد من الأعشاش في الأشجار بالقرب من الجذع أو في شوكة قوية من الفروع، ويمكن أن تكون من 10 إلى 80 قدمًا عن الأرض، وتبني الصقور الشائعة الأخرى أعشاشًا على المنحدرات الصخرية، ونظرًا لأنّ هذه الطيور تستخدم نفس العش كل عام يمكن للعش تغيير حجمه وشكله من خلال أعمال الإصلاح بمرور الوقت، وعادة ما يبني الصقر الذكر العش.

الحجم المظهر والسلوك

يتألف ريش الطائر من مزيج من البني الغامق والبني الفاتح والأبيض، كما إنّها متوسطة إلى كبيرة الحجم مع عيون داكنة ومنقار معقوف، ويبلغ طولها من 15 إلى 22 بوصة ويزن 1 إلى 3 أرطال، وواحدة من الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام هي أنّ وزن الذكور عادة أقل من وزن الإناث وهذا يجعلهم أفضل منشورات، ويتراوح جناحي هذا الطائر من 42-53 بوصة، ويمكن أن يساعد الريش البني للصقر على الاختباء من الحيوانات المفترسة في الغابة، وعلاوة على ذلك يمكن أن تساعد سرعته على الهروب من الخطر.

التكاثر والصغار

يمتد موسم التكاثر لهذا الطائر من مارس إلى مايو، ويجذب الذكر الأنثى بالطيران في الدوائر والغوص، وهذه الطيور أحادية الزواج، وتضع الأنثى 2 إلى 4 بيضات تفقس خلال 33-38 يوم، وتُعرف الصقور حديثي الولادة باسم الكتاكيت أو الفراخ، يبحث الذكور عن الطعام لكل من الأنثى والكتاكيت، وتبدأ الكتاكيت في الحصول على طبقة كاملة من الريش في عمر 50 إلى 60 يومًا، وبعد 14 إلى 16 أسبوعًا في العش تصبح الكتاكيت قوية بما يكفي لتعيش بمفردها، وتصل الصقور الشائعة إلى مرحلة النضج الجنسي في سن 3 سنوات، ومن أكثر الحقائق التي لا تصدق عن هذا الطائر أنّ عمره الافتراضي يصل إلى 25 عامًا.

وفقًا للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض لدى الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (IUCN – International Union for Conservation of Nature) هناك ما بين 2100000 و 3700000 صقر شائع ناضج في جميع أنحاء العالم، وتضم أوروبا أكبر عدد من السكان حيث يتراوح عدد الأفراد الناضجين بين 1،630،000 و 2،170،000، وتعتبر حالة الحفاظ على هذا الطائر أقل أهمية مع استقرار عدد السكان.

نمط الهجرة

يُعرف هذا الطائر بأنّه مهاجر جزئي، وهذا يعني أنّ هناك اختلافات في عادات هجرة الصقور الفردية في مناطق مختلفة، فيهاجر البعض جنوبًا أكثر من البعض الآخر بسبب الظروف الجوية التي يعيشون فيها، وتهاجر بعض الصقور لمسافة قصيرة حتى تصبح في منطقة أكثر دفئًا مع وجود المزيد من الفرائس للاستهلاك خلال فصل الشتاء، وصقر السهوب هو أحد الأنواع التي تهاجر لمسافات طويلة بشكل خاص لأشهر الشتاء، ففي سبتمبر وأكتوبر بدأت صقور السهوب في شق طريقها من آسيا الصغرى إلى رأس إفريقيا، ويهاجرون مرة أخرى ابتداء من شهر مارس للعودة إلى مناطق تكاثرهم.

حمية الصقر

هذه الصقور حيوانات آكلة اللحوم ويقضون الجزء الأكبر من اليوم بأنفسهم يبحثون عن الفريسة، فتأكل الصقور القوارض مثل الفئران والجرذان والثعابين والزواحف بما في ذلك السحالي والحشرات والجيف، وهذه الطيور الجارحة تستفيد هي وصغارها إلى أقصى حد من أي مصدر للغذاء في المنطقة، وأحيانًا تأكل الصقور الشائعة طُعمًا سامًا لقتل الثعالب.

التهديدات والافتراس

على الرغم من أنّ الصقر الشائع هو طائر جارح إلّا أنّه يحتوي على بعض الحيوانات المفترسة، وتعد النسور والقطط البرية والثعالب كلها مفترسات لهذا الطائر ولصغاره، وقد تصطاد الثعالب والقطط البرية طائرًا عن طريق التسلل إليه وهو يأكل الجيف، والنسور أكبر من هذه الطيور ويمكنها التغلب عليها، ويمكن أن يشكل البشر تهديدًا لهذه الطيور أيضًا، وفي بعض الأحيان للتخلص من الثعلب في المنطقة يقوم الناس بنصب الفخاخ المسمومة، وقد تأكل الصقور هذا السم، ويعد فقدان الموائل بسبب إزالة الغابات تهديدًا آخر لهذه الطيور ولصغارها، وعلى الرغم من كل هذه التهديدات فإنّ حالة الحفظ الرسمية للصقور الشائع هي الأقل اهتمامًا مع عدد سكان مستقر.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني. أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: