طائر المظلة وصغاره

اقرأ في هذا المقال


طائر المظلة (Umbrellabird) هو نوع كبير من الطيور الاستوائية التي تعيش في الغابات المطيرة في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، وهناك ثلاثة أنواع مختلفة من طائر المظلة وهي طائر المظلة طويل الغبب وطائر المظلة الأمازوني وطائر المظلة عاري العنق وكلها تعيش في مناطق مختلفة قليلاً، وجميع الأنواع الثلاثة متشابهة نسبيًا في المظهر مع قمة تشبه المظلة أعلى رؤوسها (التي سميت باسمها) وحقيبة قابلة للنفخ على شكل قلادة على حناجرها، وهم أكبر أنواع الطيور الجاثمة (Passerine) في أمريكا الجنوبية ولكن السكان يتناقصون حاليًا بسبب فقدان الموائل.

مظهر طائر المظلة

الميزة الأكثر تميزًا لطائر المظلة هي القمة الكبيرة الموجودة أعلى رأسها، وأثناء التزاوج يقوم الذكور بتهوية ذروتهم بحيث تغطي رأسهم بالكامل تقريبًا ثم يبدأون في إصدار أصوات الهادر لجذب الأنثى، ثم يتم سحب الريش الطويل المنحني مما يجعل المظلة أكثر سرية بقية الوقت، وجميع أنواع طيور المظلات الثلاثة متشابهة في الحجم ولها ريش أسود خشن يغطي أجسامها، ولكن كل نوع فرعي له بصمة إصبع خاصة به، وطائر المظلة طويل التحليق لديه حشرة على حلقها يمكن أن يصل طولها إلى 35 سم حيث يميل طائر المظلة الأمازوني إلى أن يكون أسود بالكامل ويعتقد أن الذكور هم الأكبر من بين الأنواع الثلاثة، كما يتم تمييز المظلة العارية العنق بسهولة عن طريق بقعة حمراء خالية من الريش من الجلد على حلقها.

تنتفخ الحقيبة الحلقية المميزة لطائر المظلة على الذكور خلال موسم التكاثر، والسبب في ذلك هو أنّه يُعتقد أنّه يجعل نداءاتهم الهادرة أعلى صوتًا مما يُصدر صوتًا مزعجًا يُقال إنّه يشبه فرس النهر، وتعد الحشيش واحدة من أكثر الخصائص التي تختلف بين الأنواع الثلاثة من طائر المظلة، وتتميز طيور المظلة طويلة الغبب بحبل أسود طويل (كما يوحي اسمها) حيث يكون الأمازوني أقصر ويكون لون المظلة العارية العنق أحمر اللون وأصغر بكثير من الأنواع الأخرى، وتم اكتشاف طائر المظلة بواسطة السير ألفريد والاس رفيق تشارلز داروين في القرن التاسع عشر أثناء رحلة استكشافية إلى أمريكا الجنوبية.

موطن طائر المظلة

تم العثور على طائر المظلة في جميع أنحاء الحزام شبه الاستوائي لأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية حيث يقضون معظم وقتهم في التنقل بين الفروع المرتفعة في مظلة الشجرة، وفي معظم فترات العام يمكن العثور على طائر المظلة يسكن الأراضي المنخفضة وسفوح الجبال، وبشكل عام على ارتفاعات أقل من 500 متر، ومع ذلك خلال موسم التكاثر يهاجرون إلى أعلى الجبال حيث يتجمعون في مجموعات تعرف باسم ليك (Lek) حيث يمكنهم العثور على رفيقة، وعادة ما تكون مواقع التكاثر هذه في غابات السحب التي يتراوح ارتفاعها بين 800 و 2000 متر فوق مستوى سطح البحر، ويُعرف طائر المظلة بأنّه مهاجر مرتفع حيث يهاجر صعودًا وهبوطًا في الجبال وليس عبر الأرض.

تكاثر طائر المظلة والصغار

تميل مناطق العرض إلى أن تكون مشغولة من مارس حتى يونيو وبمجرد أن تتزاوج تبني الأنثى عشًا كبيرًا نسبيًا من الأغصان والطحالب والأوراق داخل شجرة غالبًا ما تكون بعيدة عن الأرض، ويُعتقد أنّ هذا لحماية العش من الحيوانات المفترسة الجائعة التي تتغذى على بيض طائر المظلة، ثم تضع الأنثى بيضة واحدة تحضن لمدة شهر واحد فقط قبل أن تفقس ثم يتغذى والداه على الفرخ قبل أن يغادر العش بعد شهرين، وتم العثور على أعشاش مهجورة بجانب العش الحالي مما يشير إلى أنّ الإناث قد تعود إلى نفس الشجرة لتضع بيضها كل عام، ويُعتقد أنّ طيور المظلة تعيش لمدة 16 عامًا في المتوسط ​​في البرية.

يعتبر طائر المظلة بشكل عام حيوانًا منفردًا معروفًا بتواجده في مناطق مع الطيور الأخرى بما في ذلك طيور المظلة الأخرى والأنواع المماثلة مثل نقار الخشب، وحجمها الكبير يجعل الطيران أكثر صعوبة بالنسبة إلى طائر المظلة مقارنة بالأنواع الأخرى مما يعني أنّه يميل إلى القفز من فرع إلى فرع ويمسك بأصابعه المخالب، وعلى الرغم من أنّ طائر المظلة يمكنه بالفعل الطيران لمسافات قصيرة إلّا أنّه يميل إلى أن يكون بطيئًا نسبيًا وعرقًا في الهواء، ومع ذلك خلال موسم التكاثر يهاجرون إلى ارتفاعات أعلى حيث يتجمعون في مجموعات صغيرة حتى يتمكنوا من اختيار رفيق، وهنا يقوم الذكور بعروض التودد للإناث لمشاهدة قبل اختيار شريك.

نظرًا لحقيقة أنّ طائر المظلة يعيش عالياً في مظلة الغابات المطيرة ونادرًا ما يُرى في المناطق المفتوحة وغالبًا ما يكون من الصعب اكتشافه خلال موسم عدم التكاثر عندما يكون في الأراضي المنخفضة، ومع ذلك في أعالي غابات السحب الجبلية من المعروف أنّ مواقع تكاثر طائر المظلة مستهدفة من قبل الصيادين المحليين، ومع ذلك فإنّ إزالة الغابات في الأراضي المنخفضة حيث يقضون معظم وقتهم أدى إلى انخفاض حاد في أعداد سكانها، ويتم تحويل هذه المناطق بشكل شائع إلى مزارع الأناناس والموز التي لا تستوعب نمط حياتهم الشجرية.

حمية طائر المظلة

مثل العديد من الطيور الجاثمة الاستوائية في العالم فإنّ طائر المظلة هو حيوان آكل اللحوم يتغذى على الأعياد في أعالي قمم الأشجار، والفواكه والحيوانات الصغيرة هي المصادر الأساسية لغذاء طائر المظلة، حيث تأكل مجموعة من اللافقاريات مثل الحشرات والعناكب جنبًا إلى جنب مع الضفادع والطيور الصغيرة، ويستخدم طائر المظلة أصابع قدمه القوية للإمساك بالفروع بينما يقطف الفاكهة والتوت بمنقاره المنحني، ويشبه المنقار الأسود الطويل جدًا لطائر المظلة منقار الغداف ويسمح لطائر المظلة بالتقاط الحشرات المارة بسهولة، ويلعب طائر المظلة دورًا حيويًا في نظامهم البيئي الأصلي حيث يقومون بتوزيع البذور من الفاكهة التي يأكلونها عبر الغابة.

طائر المظلة والتهديدات

يقضي طائر المظلة معظم وقته على قمم الأشجار لذلك لا تشكل الحيوانات المفترسة التي تعيش على الأرض تهديدًا كبيرًا لهذا الطائر الفريد، ومع ذلك فإنّ الحيوانات الشجرية هي قصة مختلفة غالبًا ما تفترس البيض والأفراد الأصغر سنًا الذين يكون حجمهم أكثر قابلية للإدارة، والقرود والأفاعي هي الحيوانات المفترسة في المقام الأول لطائر المظلة جنبًا إلى جنب مع الطيور الجارحة الكبيرة مثل طيور الباز وطيور العقاب القادرة على الصيد من الجو.

ومع ذلك فإنّ أكبر تهديد لطائر المظلة هو البشر الذين يزيلون غابات الأراضي المنخفضة الأصلية بشكل عام للزراعة، على الرغم من أنّ الأنواع الثلاثة تتأثر بشدة بفقدان الموائل ويُعتقد أنّ طائر المظلة طويل التحمل هو الأكثر تهديدًا لأنّه يعيش في عدد قليل فقط من المناطق المحددة للغاية.

حالة حفظ طائر المظلة

اليوم يعتبر كل من طائر المظلة طويل المراقبة وطائر المظلة عاري العنق من الأنواع المهددة حيث تم تصنيف طائر المظلة الأمازوني من قبل القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) على أنّه أقل اهتمام، وجميع الأنواع الثلاثة مهددة ويرجع ذلك أساسًا إلى فقدان أجزاء كبيرة من موائلها الطبيعية مع وجود معظم التجمعات المتبقية الآن في المناطق المحمية.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: