طائر اليقنة وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يتواجد طائر الجاكانا أو طائر اليقنة (Jacana) في برك المستنقعات من المكسيك إلى بنما، فهذا الطائر الساحلي الغريب شائع، كما تسمح أصابع قدمه الطويلة للجري على منصات الزنبق وغيرها من النباتات العائمة، وعندما تطير تسير الأقدام خلفها حيث عند الهبوط قد ترفع الأجنحة عالياً للحظة لتظهر ريش الطيران الأصفر، وظهرت هذه الأنواع عدة مرات في ولاية تكساس بل إنّها تداخلت هناك.

مظهر طائر اليقنة

طائر اليقنة هي طيور مائية ملونة بأرجل طويلة وأصابع ومخالب طويلة بشكل لا يصدق، وتنشر أصابع القدم الطويلة وزن الطائر على مساحة كبيرة، وهذا يسمح لهم بالسير عبر النباتات العائمة وخاصة منصات الزنبق، وغالبًا ما يبدو طائر اليقنة وكأنّه يسير على الماء نفسه، كما أنّهم سباحون وغواصون جيدون ويمكنهم السفر عبر المياه المفتوحة من منطقة نباتية إلى أخرى.

بعض أنواع طائر اليقنة مثل الجاكانا الشمالية والجاكانا المدببة لها جسم كستنائي إلى لون القرفة، مع ريش طيران أصفر إلى أصفر مخضر وعنق ورأس بني غامق أو أسود ومنقار أصفر، ويمتلك طائر اليقنة الأفريقي أيضًا جسمًا كستنائيًا لكن رقبته ورأسه أبيض من الأمام وأسود في الخلف مع صدر ذهبي أصفر، ويمتلك طائر اليقنة مدغشقر نفس ألوان الجاكانا الأفريقية ولكن مع ألوان العنق والرأس معكوسة تمامًا، وحتى أنّ هناك طائر اليقنة ذو الذيل، وبذيل طويل مثل الدراج، وعادة ما تكون إناث الجكانا أكبر من الذكور.

موئل طائر اليقنة

تعتبر وسادات الزنبق وغيرها من النباتات العائمة في المستنقعات والبحيرات الضحلة والمستنقعات والبحيرات موطنًا لطائر اليقنة، وهم مواطنون في آسيا وإفريقيا وأستراليا والأمريكيتين، ويعيش طائر اليقنة معظم حياتهم على هذه الجزر العائمة بحثًا عن الأسماك والحشرات وبناء أعشاشها، وغالبًا ما ترسل هذه الطيور المائية إنذارات صاخبة عندما تعتقد أن الحيوانات المفترسة قريبة.

وطيور اليقنة هي منشورات ضعيفة وعادة ما تطير لمسافات قصيرة فقط، وبعض الأنواع مثل طائر اليقنة الأفريقي تطرح كل ريش أجنحتها في نفس الوقت ولا تستطيع الطيران حتى ينمو ريش جديد، ويقضي طائر اليقنة الكثير من الوقت في الحفاظ على نظافة هذا الريش وهو عمل مهم للطيور المائية، ويساعد الريش النظيف على إبقاء الطيور خفيفة ودافئة.

عادات طائر اليقنة

إذا تعرضت للتهديد فإنّ فراخ طائر اليقنة وكذلك البالغين وتبقى تحت الماء لفترات طويلة مع وجود طرف منقارها فقط فوق الماء، حيث يمكنهم أيضًا السباحة تحت الماء لتجنب الحيوانات المفترسة، وتمتلك طيور اليقنة المدببة حفزًا حادًا على مرفق كل جناح للدفاع، وتشمل مفترسات طائر اليقنة الطيور الجارحة وثعالب الماء والأسماك الكبيرة والسلاحف والتماسيح والثعابين المائية، ويمكن أن تكون الحياة خطرة في الأراضي الرطبة.

تحتوي معظم أنواع طائر اليقنة على درع أمامي وهو عبارة عن منطقة سمين عارية تمتد من المنقار إلى أعلى الرأس، ومعظم هذه الدروع حمراء ولكن طائر اليقنة الأفريقي ومدغشقر لهما درع أزرق لامع، وقد يعكس اللون الأزرق الضوء أو يسمح للطائر بالاندماج مع الماء مما يساعده على الهروب من الملاحظة من الحيوانات المفترسة.

النظام الغذائي لطائر اليقنة

طيور اليقنة هي حيوانات آكلة للحوم تستخدم مناقيرها لقلب حشوات الزنبق أو غيرها من النباتات المائية، ويمكنهم أيضًا الإمساك بحواف هذه النباتات بأصابعهم لقلبها جزئيًا بحثًا عن الطعام، والحشرات والقواقع والديدان وسرطان البحر والأسماك والرخويات والبذور كلها في القائمة.

تكاثر طائر اليقنة

يقوم ذكور طائر اليقنة بمعظم بناء العش باستخدام النباتات الطافية كقاعدة لعش مصنوع من الأوراق والسيقان، وبعد أن تضع الأنثى أربع بيضات ويتولى الذكر مسؤوليات الأبوة والأمومة، ويحافظ على البيض جافًا ودافئًا ليس بالجلوس عليه بل بإزاحة البيض تحت كل جناح، وإذا بدأ العش في الغرق أو إذا تعرض البيض للخطر فقد يلتقطه الذكر ويحمله تحت جناحيه إلى موقع جديد.

في غضون ذلك تركت الأنثى الذكر لتجد المزيد من الذكور لتتكاثر معها، وفي انعكاس دور غير معتاد تمتلك الأنثى حريمًا من الذكور توفر البيض له، وحتى أنّها تدافع عن الذكور من الإناث الأخرى أثناء احتضانها لبيضها، وقد تكون أراضيها بحجم ملعبي كرة قدم، ومع ذلك فهي لا تشارك في تربية الصيصان، وإذا فقدت البيض أو الكتاكيت التي يحرسها أحد ذكورها فسوف تعود لتتكاثر وتنتج معه القابض البديل، ومن المعروف أنّ نوعًا واحدًا فقط من أنواع طائر اليقنة وهو نوع طائر اليقنة الأقل وهو أحادي الزواج.

بيض طائر اليقنة هي أعمال فنية حقيقية حيث إنّها لون أسمر عميق مع علامات داكنة تشبه خطوط الطلاء المبللة تتقاطع مع البيضة بأكملها في تصميم تجريدي يختلف في كل بيضة، والبيض لامع ويبدو كما لو كان مصقولًا للغاية، وهذا المظهر الرطب هو تمويه الطبيعة مما يساعد البيض على أن يشبه السطح المصقول للنباتات المحيطة.

عادة ما يضع طائر اليقنة 4 بيضات وفي بعض الأحيان 3-5، وتقريبا مستدير بني ومخربش بخطوط سوداء، والحضانة للذكور فقط 22-24 يوم، وخلال الجزء الحار من اليوم يقوم الذكر بتظليل البيض من الشمس (تقوم الأنثى أحيانًا بتظليل البيض أيضًا)، والصغار الناعمون يتركون العش في غضون يوم أو يومين بعد الفقس، ويرعى الذكور صغارًا ويقودهم إلى مواقع التغذية ولكن الصغار يطعمون أنفسهم حيث صغار الحضنة الذكور أثناء المطر أو الطقس البارد، وترافق الإناث أحيانًا أو تحضن صغارًا ولكنها دائمًا أقل بكثير من الذكور، والعمر عند الرحلة الأولى حوالي 4 أسابيع.

كتاكيت طائر اليقنة رقيقه ومخططه وبكره المجتمع، كما إنّهم قادرون على المشي والسباحة والغوص بعد ساعات قليلة من الفقس لذلك يعلمهم الذكر كيفية البحث عن الطعام على الفور، ويعودون للراحة تحت جناحيه، وتبقى الكتاكيت مع الذكر لأول 40 إلى 70 يومًا، وحتى أنّ الأب يحمل فراخه الصغيرة تحت جناحيه إذا كانوا في خطر، وحتى مع رعايته اليقظة يعيش حوالي نصف فراخ طائر اليقنة فقط حتى سن الرشد، ويترك الصغار الناعمون عشهم في غضون يوم أو يومين بعد الفقس.

قد يكون لدى الأنثى ما يصل إلى 4 رفقاء حيث تضع البيض في أعشاش منفصلة لكل منها، ويقوم الذكور تقريبًا بكل أعمال احتضان البيض ورعاية الصغار، ويقع موقع العش فوق نباتات المستنقعات سواء كانت قائمة أو عائمة في المياه الضحلة، والعش (صنعه ذكر) هو كوب مفتوح واهٍ وبسيط مصنوع من مواد نباتية متوفرة حيث يستمر الذكر في الإضافة إلى العش خلال فترة الحضانة.

تواصل وإدراك طائر اليقنة

طائر اليقنة يملك أصوات متعددة مثل صرير وثرثرة وتويتر وصافرة والمزيد، كما إنّها مجموعة مزعجة، وإنّهم ينادون بعضهم البعض إذا اكتشفوا الحيوانات المفترسة أو عند البحث عن رفيق أو صد منافس، ووالد طائر اليقنة يداعب فراخه، وكلما ارتفعت صوت المكالمة زادت أهمية المتصل.

الحفاظ على طائر اليقنة

معظم سكان طائر اليقنة مستقرون في هذا الوقت على الرغم من أنّ زوال الأراضي الرطبة من خلال الزراعة ورعي الماشية يهدد السكان في بعض المناطق، وتم إدراج طائر اليقنة مدغشقر (Actophilornis albinucha) ضمن قائمة التهديد القريب من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، وهذا النوع يفقد مناطقه المائية بسبب الصيد الجائر وزراعة الأرز، ومثل جميع الطيور المائية في مدغشقر يصطادها البشر للحصول على لحومها.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: