فأر الحقل المائي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


فأر الحقل المائي (Water Vole) هو نوع صغير من القوارض شبه المائية التي توجد على طول ضفاف النهر في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، وتتشابه في مظهرها مع الفئران والجرذان ولكن لها عدد من الاختلافات المميزة بما في ذلك أنف مسطح وذيل أقصر، والمعروف أيضًا باسم فلك الماء الأوروبي وبشكل غير صحيح جرذ الماء، وأصبح فأر الحقل المائي مشهورًا لأول مرة بشكل مناسب كشخصية راتي من كتاب كينيث جراهام والريح في الصفصاف في أوائل القرن العشرين، وعادةً ما يتم الخلط بين فئران الماء والفئران البنية لأنّها تشترك في موائل متشابهة جدًا على طول ضفاف النهر ولها ألوان متطابقة تقريبًا وكلاهما سباح ماهر، وفأر الحقل المائي هو واحد من ستة أنواع من فول الموجودة في المملكة المتحدة اليوم.

مظهر فأر الحقل المائي

فأر الحقل المائي هو قارض صغير الحجم مع معطف من الفرو البني الداكن وبه عدد من الشعر الأسود منتشر عبره وجانب سفلي أفتح باللون الرمادي، ورأس وخطم فولي الماء مسطحان وأكثر استدارة من تلك الموجودة في القوارض الأخرى وآذانه بشكل عام أصغر بكثير، ولها ذيل قصير مغطى بعدد من الشعيرات الصغيرة ومخالب طويلة على كل قدم تستخدم بشكل أساسي في حفر الجحور، والجلد بين أصابع فُلْح الماء مُكَفَف قليلاً، مما يسهل على هذا القوارض الصغيرة السباحة في الماء، وتميل الذكور إلى أن تكون أكبر قليلاً من الإناث ولكن كلاهما متشابه في المظهر، ويعد فأر الحقل المائي أكبر أنواع فئران الحقول في المملكة المتحدة وواحد من أكبر أنواع لفئران الحقول في العالم.

موطن فأر الحقل المائي

تم العثور على فأر الحقل المائي في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا ويمتد نطاقها حتى إلى أجزاء من روسيا وتوجد أيضًا مجموعات سكانية في أجزاء معينة من كندا وأمريكا الشمالية، ومع ذلك لا يبدو أنّها تعيش بشكل جيد في البيئات الأكثر قسوة مثل المرتفعات في شمال اسكتلندا أو المناطق الأكثر حرارة في جنوب فرنسا، وتعيش فئران الحقل المائي على طول ضفاف الأنهار والجداول والقنوات بطيئة الحركة ويمكن العثور عليها أيضًا في أعشاشها على ضفاف البحيرات والمستنقعات.

كما يقضون معظم وقتهم في جحرهم الخاص والذي غالبًا ما يكون مدخله على سطح الماء أو أسفله مباشرةً لحمايتهم من الحيوانات المفترسة، ويمكن أن يمتد جحر أنثى فولي الماء لحوالي 70 مترًا على طول ضفة النهر، في حين أنّ الذكر يمكن أن يكون أكثر من ضعف هذا الطول وغالبًا ما يحتل أراضي عدد من الإناث.

تكاثر فأر الحقل المائي والصغار

تميل فئران الماء إلى أن يكون لها موسم تكاثر طويل إلى حد ما والذي يستمر عادة من مارس إلى سبتمبر وأحيانًا حتى أكتوبر اعتمادًا على المناخ، وتتزاوج فئران الحقل المائي مدى الحياة، وتقوم أنثى فأر الحقل المائي ببناء عش من الأعشاب المجففة داخل جحرها، وتلد نفايات تتراوح بين 3 و 8 صغار بعد فترة حمل تستمر لمدة ثلاثة أسابيع تقريبًا.

عند الولادة تكون فئران الحقل المائي الصغيرة ضعيفة للغاية حيث تزن 4 أو 5 جرامات فقط وهي خالية تمامًا من الشعر، ومع ذلك فإنّهم يتطورون بسرعة كبيرة ولديهم معطف كامل من الفراء بنهاية يومهم الخامس، ويمكنهم الرؤية بعد حوالي أسبوع، ويتم فطامهم تمامًا بعد أسبوعين عندما يغادرون الجحر الذي ولدوا فيه والبدء في البحث عن أنفسهم، وتميل الإناث إلى الحصول على القليل من الفضلات سنويًا وتتراوح أعمارها بين 5 أشهر وسنتين في البرية.

بمجرد الفطام في عمر شهر تقريبًا يترك صغار فأر الحقل المائي جحر أمهم بحثًا عن مكان لتطويرهم، وقد يكون هذا صعبًا للغاية على الرغم من أنّ السكان الذين تم احتواؤهم في المسطحات المائية المعزولة، والنزاعات حول قطع الأراضي القليلة المتاحة ليست شائعة.

فأر الحقل المائي والنظام الغذائي

تتبع فئران الحقل المائي نظامًا غذائيًا نباتيًا في الغالب حيث تتغذى على الأعشاب على طول ضفاف النهر والنباتات المائية التي تنمو في المياه بطيئة الحركة، ويختلف النظام الغذائي لفئران الحقل المائي اعتمادًا على موقعها وما هو متاح، ولكن تم تسجيل هذه الحيوانات القابلة للتكيف لتتغذى على 227 نوعًا مختلفًا من النباتات وكلها على مقربة من جحورها، وواحدة من أكثر السمات المميزة لفول الماء بين القوارض هي قدرتها على الغوص مباشرة في الماء، وهو سلوك يُعتقد أنّه يساعد في حمايتها من العديد من الحيوانات المفترسة التي تشاركها موائلها، وهذا يعني أيضًا أنّ هناك منافسة أقل على الطعام من القوارض المجاورة مثل الجرذ البني.

على الرغم من نظامهم الغذائي الذي يتغذى على الأعشاب فقط، فمن المعروف أيضًا أنّ فئران الحقل المائي تتغذى على الحشرات والحيوانات المائية الصغيرة مثل الأسماك (خاصة الميتة حيث يسهل اصطيادها) عندما تكون الأطعمة المفضلة لديهم قليلة، وعلى الرغم من أنّ فأر الحقل المائي لديها معدل تكاثر مرتفع للغاية إلّا أنّه يُعتقد أنّ حوالي 70٪ منها لا تستطيع البقاء خلال فصل الشتاء، حيث تتضاءل إمدادات الطعام وتنفد في بعض الأحيان مما يعني أنّ فئران الحقل المائي تجد صعوبة بالغة في الاحتفاظ بما يكفي منها والدهون لإبقائها دافئة.

فأر الحقل المائي والتهديدات

نظرًا لصغر حجمها وحقيقة أنّها تعيش على الأرض وفي الماء فإنّ فأر الحقل المائي هي فريسة للعديد من الحيوانات المفترسة أينما كانت تعيش، وتعد الثدييات بما في ذلك المنك وابن عرس والثعالب والقطط المنزلية ،إلى جانب الأفعى أكثر الحيوانات المفترسة شيوعًا في فأر الحقل المائي على الأرض الجافة، حيث تصطادها البوم والطيور الجارحة الأخرى من الهواء وأنواع الأسماك الكبيرة مثل بايك والمفترس المائي الأكثر شيوعًا.

ومع ذلك فإنّ الانخفاض الهائل في أعدادهم في السنوات الأخيرة لا يرجع فقط إلى هذا المستوى المرتفع من الافتراس، لأنّ فقدان الكثير من موائلهم الطبيعية كان له تأثير أكثر خطورة، وتعتبر موائل فئران الحقل المائي في المملكة المتحدة على وجه الخصوص، واليوم مناطق محمية حيث كان فقدانها هو السبب الرئيسي لانقراضها.

فأر الحقل المائي وحالة حفظ

اليوم تم إدراج فأر الحقل المائي كحيوان لا يهتم بانقراضه في البرية في المستقبل القريب، على الرغم من فقدان الموائل بشكل كبير ولا تزال مجموعات فأر الحقل المائي منتشرة ومستدامة في كثير من مناطقها الأصلية، وفي المملكة المتحدة بموجب قانون الحياة البرية والريف لعام 1981 يعد إتلاف أو عرقلة الوصول إلى أي منطقة تستخدمها فصول المياه للمأوى أو الحماية جريمة جنائية.

ومع ذلك لا تمتد هذه الحماية لتشمل فحم الماء الفعلي نفسه ولكنها أكثر خطوة لحماية الموائل المناسبة المتدهورة المتبقية حيث أدى فقدان هذه الموائل إلى مثل هذا الانخفاض الحاد في أعداد السكان، وتتم حماية فأر الحقل المائي من خلال حقيقة أن موطنها محفوظ الآن، ويُتأمل أن يبدأ السكان قريبًا في التعافي بشكل صحيح مرة أخرى مع سعي البلدان الأخرى لاتباع خطوات مماثلة لحماية سكانها الأصليين.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: