قضاعة الأنهار الشمالية وصغارها

اقرأ في هذا المقال


قضاعة الأنهار الشمالية (river otter) وهي أكبر فرد في عائلة ابن عرس، وتم العثور على هذا النوع من قضاعة في معظم أنحاء كندا والولايات المتحدة، ومن السهل التعرف على هذه الثدييات بمجرد أن تدرك أنّها أصغر بكثير من ثعالب البحر، وليس هذا هو الاختلاف الوحيد، بينما نادرًا ما تصل قضاعة الأنهار الشمالية إلى اليابسة وتقضي قضاعة الأنهار الشمالية وقتًا طويلاً على الأرض، ويجتمعون في مجموعات اجتماعية ويمرحون على طول الضفاف وفي الماء معًا بشكل هزلي، ومن أهم الحقائق الممتعة عن هذا الحيوان أنّه يعتبر مؤشرًا للأنواع بمعنى أنّه يمكن استخدام وجوده أو غيابه لتحديد صحة بيئة معينة.

مظهر قضاعة الأنهار الشمالية

تمتلك قضاعة النهر في أمريكا الشمالية تعديلات تسمح لها بقضاء الكثير من الوقت في الماء كما هو الحال على الأرض، ولديهم أجسام طويلة وضيقة تتناقص حتى نقطة الذيل، ويمكنهم إغلاق أنفهم مما يمنع الماء أثناء السباحة، وآذانهم صغيرة ومقربة من الجمجمة، وتمتلك قضاعة الأنهار الشمالية هذه أرجل قصيرة وقوية ذات أقدام مكففة، ويسمح جسمها الانسيابي وأرجلها الممتلئة بالتحرك بشكل مريح على الأرض والمياه، وعلى عكس العديد من الحيوانات ذوات الدم الحار التي تقضي وقتًا في المياه الباردة ليس لديها طبقة عازلة من الشحم لإبقائها دافئة، وبدلاً من ذلك يعتمدون على طبقة مزدوجة سميكة.

يجب تنظيف الفراء المقاوم للماء بشكل متكرر لتوفير الحماية والدفء، وبدلاً من ذرفها موسمياً يمكنها تنظيم درجة حرارتها عن طريق نفخ الفراء لحبس الهواء والذي يعمل كعزل، ويحمي شعر الواقي الخارجي الطبقة السفلية العازلة، وتستطيع قضاعة الأنهار الشمالية قضاء الكثير من الوقت على الأرض كما تفعل في الماء، وبما أنّ قضاعة الأنهار الشمالية يحميه معطف القُضاعة الثقيل من البرد لذلك لا يعتمد على السبات ليبقى خلال أشهر الشتاء الباردة، ويمكن أن يكون الشتاء هو أفضل وقت لمشاهدة هذه الثدييات الخجولة لأنّها تكون أكثر نشاطًا خلال النهار خلال هذا الوقت من العام.

موطن قضاعة الأنهار الشمالية

يمكن أن تعيش قضاعة الأنهار الشمالية في المياه العذبة أو البحرية، كما إنّهم يبنون منازلهم في مناطق ضفاف النهر وهي مناطق تتقاطع فيها الأرض والمياه، ويمكن أن يكون هذا على طول الأنهار والجداول والبرك والبحيرات وحتى المستنقعات، وتمتلك قضاعة الأنهار الشمالية تعديلات تسمح لها بالعيش بسهولة في مجموعة من المناخات من الحار إلى البارد ومن الأراضي الرطبة الساحلية إلى المرتفعات العالية، ولكن ما لا تهتم به هذه الثدييات هو الاضطرابات البشرية، كما إنّهم خجولون ويفضلون المياه النظيفة مما يقودهم إلى مناطق يقل فيها ضغط الحضارة، وعلى الرغم من قضاء الكثير من الوقت في الماء فإنّ قضاعة الأنهار الشمالية قادرة على الازدهار أثناء الطقس البارد.

كما يعتبر السبات منطقيًا بالنسبة للحيوانات التي تقضي الكثير من حياتها في الماء، ولكن قد يكون لديك في الواقع حظ أفضل في رؤية قضاعة الأنهار الشمالية في الشتاء مقارنة بأوقات أخرى من العام، وخلال الطقس المعتدل تكون في الغالب ليلية مما يعني أنها أكثر نشاطًا في الليل، ومع ذلك أثناء الطقس البارد يصبحون نهاريين مستغلين الأيام الأكثر دفئًا للصيد والاستكشاف والعودة إلى عشهم ليلاً، وإذا تجمد سطح الماء يمكن للقُضاعة العثور على شقوق أو مناطق ضعيفة للغوص فيها وإيجاد الطعام، وقد يجعل سبات الأنواع الأخرى العثور على وجبات أكثر صعوبة، وفي الأشهر الأكثر برودة يشكل جراد البحر الذي يعمل جيدًا في الماء البارد جزءًا كبيرًا من النظام الغذائي لقضاعة الأنهار الشمالية.

حمية قضاعة الأنهار الشمالية

عوامل موقع قضاعة الأنهار الشمالية في نظامها الغذائي المثالين فالأسماك هي طعام مفضل بالطبع ولكنها تأكل أيضًا جراد البحر والقواقع والسلاحف الصغيرة ومحار المياه العذبة وبلح البحر والضفادع والسمندل، كما يمكنهم أيضًا إعداد وجبة من الثدييات الصغيرة مثل الفئران وكذلك الطيور وبيض الطيور.

قضاعة الأنهار الشمالية والتهديدات

التهديد الأكبر لهذا النوع هو فقدان الموائل، كما إنّهم يفضلون المياه النقية النقية والتي غالبًا ما تُفقد في التنمية، وتشمل الحيوانات المفترسة التي يجب أن ينتبهوا لها أسود الجبال والدببة السوداء والذئاب وحتى التمساح، وفي الماء لا يمكن المساس بقضاعة الأنهار الشمالية تقريبًا بفضل مهارات السباحة القوية والرشاقة والعضة الشرسة، ومعظم المخاطر التي يواجهونها هي عندما يتسكعون على أرض جافة.

تكاثر قضاعة الأنهار الشمالية والصغار

دورة الحياة الإنجابية لقضاعة الأنهار الشمالية غير واضحة، ومن الصعب دراسة هذه المخلوقات في البرية لذا فإنّ العلماء ليسوا متأكدين من جوانب عديدة من طقوس التزاوج، وهناك بعض الدراسات التي تشير إلى أنّهما يتزاوجان مدى الحياة بينما استنتج البعض الآخر أنّ الاقتران لبضعة أشهر فقط، وقد وضعت دراسات مختلفة موسم التكاثر في الشتاء وأواخر الربيع والصيف.

بمجرد حدوث التزاوج هناك تأخير في عملية الزرع، ويمكن أن يتأخر الزرع لمدة تسعة إلى 11 شهرًا تليها فترة حمل 60 يومًا، وعادة ما تلد قضاعة الأنهار الشمالية في مارس وأبريل، ويولد المولود الجديد بلا حول ولا قوة وعيونهم مغلقة وبدون أسنان، يولد الشباب بوزن حوالي 4 إلى 6 أونصات (113 إلى 170 جرامًا) عند الولادة وقياسها من 8 إلى 11 بوصة (20 إلى 28 سم)، وخلال هذه الفترة يتم طرد الذكر الذي كان حاضرًا للتزاوج بعيدًا عن العرين، وسيعود بعد أن يفطم الصغار ويتحركون، وفي هذه المرحلة سوف يساعد في تربية الشباب.

يبقى الصغار في عشهم خلال الشهرين الأولين من حياتهم، وبمجرد مغادرتهم العش سيستمرون في الرضاعة لمدة شهر آخر أو نحو ذلك حتى أثناء تناولهم طعامًا صلبًا، والسباحين الطبيعيين تتطلب معظم الجراء بعض التشجيع الأولي من أمهم قبل دخول الماء لأول مرة، وإحدى الحقائق الممتعة حول هذه الثدييات هي أنّها تظل معًا كوحدة عائلية حتى يبلغ الصغار من العمر حوالي 8 أشهر، وفي هذه المرحلة غالبًا ما يكون لدى الأم قمامة أخرى ويكون الصغار مستعدين للمضي قدمًا، ولن يكونوا مستعدين لتكوين أسرهم لمدة عام أو عامين آخرين.

يبقون كوحدة أسرية لمدة سبعة إلى ثمانية أشهر أو حتى ولادة طفل جديد، وتصل قضاعة الأنهار الشمالية إلى مرحلة النضج الجنسي في سن 2 إلى 3 سنوات، وشريطة أن يعيش قضاعة الأنهار الشمالية النموذجي في أمريكا الشمالية عامه الأول فأنّه سيعيش حتى سن 12 عامًا مع بقاء البعض لفترة أطول، وكان أقدم قضاعة حية مسجلة في النهر يبلغ من العمر 27 عامًا.

تعيش قضاعة الأنهار الشمالية في النهر بمفردها أو في أزواج ولكنها تتجمع في كثير من الأحيان في مجموعات اجتماعية، وبينما هم معًا يظهرون سلوكًا مرحًا مثل الانزلاق والحفر على طول ضفاف النهر، ويبدو هذا كالمتعة والألعاب ولكن هذا السلوك يقوي الروابط الاجتماعية ويحسن القدرة على الصيد، ويستخدم قضاعة الأنهار الشمالية في النهر غدد الرائحة والتبول والتغوط والخدش لتحديد المنطقة، ويقضون وقتًا كل يوم في القيام بدوريات في أراضيهم ووضع علامات على الأشجار والصخور، وتشير التقديرات إلى أنّ هناك حوالي 100000 قضاعة الأنهار الشمالية في أمريكا الشمالية، ولا تعتبر مهددة بالانقراض حيث يتم تصنيفها على أنّها الأقل اهتمامًا وسكانها مستقرون.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: