قضاعة البحر وصغاره

اقرأ في هذا المقال


هناك الكثير من قضاعة البحر أو ثعلب الماء (Otter) أكثر مما تراه العين، فوراء وجهه اللطيف وفراءه الناعم فأنّ ثعالب البحر هي من دعاة حماية البيئة المائية، وعن طريق مضغ القنافذ فإنّه يساعد غابات عشب البحر على الازدهار، ومن خلال سحق سرطان البحر فإنّه يروج لعشب الأنقليس في مصبات الأنهار، ولكن هذه الثدييات البحرية معرضة للخطر وتحتاج إلى مساعدة.

مظهر قضاعة البحر

تحتوي جميع قضاعات البحر تقريبًا على أقدام مكففة وبعضها مكفف أكثر من البعض الآخر، ويمكنهم إغلاق آذانهم وأنفهم أثناء السباحة تحت الماء، كما إنّهم يحبون السباحة على ظهورهم وجوانبهم ويمكنهم الرؤية جيدًا تحت الماء كما يمكنهم في الأعلى، ويمكن أن تظل قضاعات البحر مغمورة لمدة خمس إلى ثماني دقائق حسب الأنواع، لأنّ معدل ضربات قلبها يتباطأ، كما أنّها تستخدم كمية أقل من الأكسجين، وثعالب البحر جيدة في الطفو على سطح الماء، حيث إنّ الهواء المحبوس في فرائها يجعلها أكثر قدرة على الطفو، وإنّها أكثر ازدهارًا من ثعالب الماء النهرية التي يتعين عليها السباحة بنشاط للبقاء طافية.

ثعالب الماء لها طبقتان من الفراء وهم: طبقة تحتية كثيفة تحبس الهواء وطبقة علوية من شعيرات الحماية الطويلة المقاومة للماء، ومن المهم الحفاظ على فروها في حالة جيدة، لذلك يقضي قضاعة البحر الكثير من الوقت في العناية به، وفي الواقع إذا أصبح فروهم متشابكًا بشيء مثل الزيت فقد يؤدي ذلك إلى إتلاف قدرتهم على البحث عن الطعام والبقاء دافئًا، ويحتوي أنف قضاعة البحر المستدير على شوارب فوق الشفاه تكتشف تغيرات تيار الماء بالإضافة إلى وجود فريسة أو مفترسات محتملة كامنة في الماء.

قضاعة البحر والتهديدات

هذا يعتمد على المكان الذي يعيشون فيه فصغار القُضاعات العملاقة عرضة للقطط الكبيرة والأناكوندا والكايمان، وتواجه قضاعة البحر الافتراس من قبل الحيتان القاتلة وأسود البحر وأسماك القرش، وغالبًا ما تقتل الكلاب الأليفة قضاعات البحر الصغيرة المخالب، وتعتبر قضاعات البحر اليافعة ذات العنق المرقط فريسة لنسور الأسماك وتراقب السحالي، ويجب أن تنتبه أنواع أخرى من القُضاعات للطيور الجارحة والتماسيح.

تواصل وإدراك قضاعة البحر

تصدر قضاعات البحر الكثير من الأصوات المختلفة من الصفارات والهدير والصراخ إلى النباح والصقيع والأنين والهدل، وتحدد رائحة قضاعة البحر باستخدام غدد رائحة مقترنة بالقرب من قاعدة الذيل، وتنتج هذه الغدد رائحة مسكية قوية، ويُعتقد أنّ علامات الرائحة ترسم الحدود الإقليمية وتنقل المعلومات المتعلقة بالهوية الفردية والجنس والحالة الجنسية والتقبل والوقت المنقضي بين زيارات التعطير.

موطن قضاعة البحر

القارات الوحيدة التي لا تحتوي على ثعالب الماء هي أستراليا والقارة القطبية الجنوبية، والموائل الوحيدة التي لا تعيش فيها هي الصحاري والمناطق القطبية والجبال، وأكثر القُضاعات انتشارًا هو القُضاعة الأوراسيَّة وتنتشر في جميع أنحاء أوروبا وشمال إفريقيا وآسيا إلى اليابان وإندونيسيا، وموطن قضاعة البحر النموذجي يشمل كلاً من الماء والأرض، باستثناء قضاعة البحر التي نادرًا ما تأتي إلى الشاطئ، وباستثناء قضاعات البحر تعيش ثعالب الماء في أوكار ومعظمها من الحيوانات البرية الأخرى مثل القنادس، ويمكنهم أيضًا العيش على الصخور أو الأخشاب الطافية.

يعتبر موطن القندس مكانًا رائعًا للعثور على ثعالب الماء لأنّ ثعالب الماء تستفيد من بناء السدود والأوكار التي يبنيها القنادس، وتحتوي منطقة قضاعة النهر النموذجية على وكر به عدة ممرات وحجرة داخلية جافة وأماكن عشبية أو رملية للدحرجة والعناية والشرائح الموجودة على البنوك الموحلة أو ضفاف الجليد ومواقع التغذية.

حمية قضاعة البحر

بالنسبة لقُضاعة البحر يقضي نصف اليوم في الغوص بحثًا عن الطعام وتناوله، ومهمة أخرى يومية مهمة لجميع قضاعات البحر هي الاستمالة، كما إنّهم ينظفون فروهم ليس بلعقه، ولكن عن طريق عضه وخدشه أو فركه ودحرجته على العشب أو الصخور أو جذوع الأشجار للحفاظ على الفراء في حالة جيدة، والقضاعة الأفريقية ذات رقبة متقطّعة وفي فمها سمكة، ويُطلق على القُضاعة ذات العنق المُرقط (fisi maji) والتي تعني ضبع الماء باللغة السواحيلية، وقد لا يأتي طعام قضاعة البحر كله من المحيط ولكنه بالتأكيد مريب، فيأكل قضاعة البحر في الغالب الأسماك والضفادع وجراد البحر وسرطان البحر والرخويات مع الثدييات الصغيرة أو الطيور في بعض الأحيان.

يأكل ثعالب البحر العديد من نفس الأشياء ولكن في الغالب قنافذ البحر وأذن البحر وسرطان البحر والأسماك والأخطبوطات وبلح البحر والمحار، كما إنّهم يكسرون البطلينوس وبلح البحر بالصخور التي يحملونها على بطونهم فالقضاعة الوحيدة التي تستخدم الصخور كأدوات، وتمتلك ثعالب الماء شعيرات طويلة وحساسة تساعدهم في العثور على الفريسة حتى في المياه العكرة.

ويستخدم البعض مثل القُضاعات الآسيوية الصغيرة المخالب أيديهم أيضًا للبحث في الوحل أو تحت الصخور للعثور على وجبة لذيذة قد تكون مختبئة هناك، وتستهلك ثعالب الماء الكثير من الطاقة وهضم طعامها بسرعة كبيرة لذا فهي تأكل عدة مرات في اليوم، وتحتاج ثعالب البحر إلى تناول ما يقرب من ثلث وزن جسمها كل يوم.

تكاثر قضاعة البحر والصغار

بالنسبة لمعظم ثعالب الماء تتكون المجموعات الاجتماعية من أم وذريتها الأكبر سنًا وأحدث صغارها، حيث يقضي الذكور معظم وقتهم بمفردهم أو مع عدد قليل من الذكور الآخرين، وخلال وقت التكاثر أو حيث يوجد الكثير من الطعام قد تتجمع مجموعات أكبر من قضاعة البحر خاصة بين ثعالب البحر في أحواض عشب البحر، وبما أن صغار ثعالب الماء يحتاجون إلى التدريب فإنّهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر مرحًا من البالغين.

يولد معظم ثعالب الماء في وكر عاجزين وأعينهم مغلقة، وتعتني الأم بهم وغالبًا ما تطارد الأب بعيدًا بعد ولادتهم على الرغم من أنّه في بعض الأنواع قد يعود الأب بعد بضعة أسابيع للمساعدة في تربيتهم، ويولد الأطفال الذين يطلق عليهم الجراء بلا حول ولا قوة وردية اللون، ويفتحون أعينهم ويبدأون في استكشاف العرين في حوالي شهر واحد ويتعلمون السباحة في شهرين، ويبقون مع أمهم وإخوتهم حتى يبلغوا من العمر عامًا تقريبًا وعندما يغادرون بمفردهم.

بالنسبة إلى قضاعة البحر التي تعيش في موطنها المحيط الأمر مختلف قليلاً حيث تولد الجراء وعيونهم مفتوحة ولديهم معطف خاص من الشعر، لذا يمكنهم الطفو على الرغم من أنّهم لا يستطيعون السباحة بعد، ويتم حملهم على معدة أمهاتهم حتى يبلغوا من العمر شهرين تقريبًا وعندما يبدؤون السباحة والغوص بمفردهم.

قضاعة البحر والحفاظ عليها

من الصعب تحديد تجمعات قضاعة البحر في الموائل الأصلية بسبب طبيعتها السرية ونطاقها الواسع، وهناك العديد من الدراسات التي تظهر تراجع أو انقراض ثعالب الماء في مناطق معينة، وفي معظم البلدان يتم تصنيف ثعالب الماء الآن على أنّها إما مهددة أو مهددة بالانقراض وتخضع لحماية خاصة، وكان قضاعة نهر أمريكا الشمالية (Lontra canadensis) تواجه مشكلة خطيرة في السابق بسبب تدمير الموائل والحصار، ولكن نتيجة لمشاريع إعادة التوطين والحماية القانونية زادت أعدادها في جميع أنحاء أمريكا الشمالية.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: