كبش الجبال الصخرية وصغارها

اقرأ في هذا المقال


كبش الجبال الصخرية (Bighorn Sheep) هي حيوانات أسطورية وذلك لقدرتها على تسلق المناطق الجبلية الصخرية المرتفعة والمنحدرة والصخرية، وتوجد في غرب الولايات المتحدة أنواع فرعية مختلفة من الزغابات وتعداد سكاني متميز (أي شبه جزيرة)، ويبدو أنّ هناك أنواع فرعية مختلفة من الأغنام الكبيرة ولكن جميعها لها قرون كبيرة، ويعيش البعض في الصحراء بينما يعيش البعض الآخر في الجبال، والحقائق هي أنّ مجموعتين على الأقل من الأغنام الكبيرة قد تنقرض قريبًا.

موطن كبش الجبال الصخرية

يختلف موطن هذه الأغنام مع صغارها باختلاف الأنواع الفرعية، فتعيش الأغنام الكبيرة مع صغارها في جبال روكي في سلسلة جبال روكي، ومن الممكن رؤيتها في المروج الألبية والأراضي الحرجية ومروج الأعشاب المختلطة والشجيرات، كما يعيشون في المقام الأول بالقرب من المسطحات المائية ذات المحتوى العالي من الملح، بينما تنتشر الأغنام الصحراوية عبر صحراء موهافي وصحراء سونوران وصحراء الحوض العظيم وصحراء تشيهواهوا وهضبة كولورادو.

في حين تعيش أغنام سييرا نيفادا ذات القرون الكبيرة مع صغارها في الموائل المرتفعة والجبلية وجبال الألب مع مناطق صخرية على طول المنحدر الشرقي لسلسلة جبال سييرا نيفادا، كما إنّهم يفضلون العيش في ارتفاعات من حوالي 4000 قدم إلى 14500 قدم تقريبًا، ويميلون إلى العيش في ارتفاعات أعلى خلال أشهر الصيف ومرتفعات منخفضة خلال أشهر الشتاء.

حمية كبش الجبال الصخرية

كل هذه الأغنام مع صغارها تأكل النباتات حيث تتغذى الأغنام الكبيرة في جبال روكي وسييرا نيفادا على الأعشاب والبرسيم خلال أشهر الصيف، وعندما يصبح الطقس أكثر برودة يتكون نظامهم الغذائي من المزيد من النباتات الخشبية مثل الصفصاف والمريمية، وتأكل أغنام الصحراء النباتات على مدار العام، ولقد لوحظ أنّهم يأكلون الهولي والصبار.

التكاثر والصغار

ربما تشتهر الأغنام الكبيرة بقتال الذكور، فحجم القرن هو رمز للرتبة وكتلة القرون (حتى 14 كجم) تستخدم لتحقيق أفضل ميزة للذكر عندما يصطدم بالخصم بسرعة 20 ميلاً في الساعة، وقد لوحظ أنّ القتال يستمر لمدة 25.5 ساعة (مع ما يقرب من 5 اشتباكات في الساعة) حتى يسلم أحد الذكور، ولا يدافع الذكور عن الأراضي بل يخوضون معارك حول التزاوج مع أنثى معينة، ويتم تحديد حالة هيمنة الذكور حسب العمر وكذلك حجم القرن وغالبًا ما يحدث النشاط الجنسي المثلي في مجموعات من الذكور مع الحيوان المهيمن يتصرف مثل الذكر المغازل والمرؤوس يلعب دور الأنثى الشبقية.

النعاج موسمية متعددة الأضلاع وتقبل عدة كباش غالبًا عندما تكون في الشبق، وبسبب المنافسة الشديدة بين الذكور للإناث والتسلسل الهرمي المهيمن على أساس العمر والحجم (بما في ذلك حجم القرون) لا يتزاوج الذكور عادة حتى يبلغوا سن السابعة، وسوف يتزاوج الذكور الأصغر سنًا في وقت أقرب إذا تم قتل الكباش المهيمنة في مجموعتهم.

موسم التخدير في الخريف وأوائل الشتاء والولادات تحدث في الربيع، ومع ذلك يمكن أن يستمر التزاوج في الصحراء من يوليو إلى ديسمبر، ويستمر الحمل من 150 إلى 180 يومًا وبعدها عادةً يولد رضيع واحد ونادرًا اثنين، والأطفال حديثو الولادة مبكرون في المجتمع، ويمكنهم متابعة أمهاتهم بوتيرة جيدة على التضاريس الصخرية بعد الأسبوع الأول، وفي غضون أسابيع قليلة من الولادة تشكل النسل مجموعات خاصة بهم ويبحثون عن أمهاتهم فقط للرضاعة من حين لآخر، ويتم فطامهم تمامًا في عمر 4 إلى 6 أشهر.

يمكن لصغار الحملان التسلق مثل أمهاتهم تقريبًا عندما يبلغون من العمر يومين فقط، كما إنّهم يأكلون العشب والنباتات الأخرى عندما يبلغون من العمر أسبوعين، ومن عمر شهر إلى سبعة أشهر يتم فطام الأغنام الكبيرة، ولا تصل النعاج إلى حجمها الكامل حتى يبلغ عمرها حوالي 5.5 سنة بينما لا تصل الكباش إلى حجمها الكامل حتى يبلغ عمرها حوالي 6.5 سنة.

يتم تزاوج إناث كبش الجبال الصخرية عندما تبلغ من العمر 10 إلى 11 شهرًا في الأسر، ولكنها عمومًا لا تتكاثر حتى السنة الثانية أو الثالثة في البرية، وتسعى إناث الخراف الكبيرة إلى مناطق محمية لتلد حملانها، ويرضعون الصغار لمدة 4 إلى 5 أشهر مع زيادة الحملان من حوالي 4 كجم عند الولادة إلى 25 إلى 35 كجم عند الفطام (الذكور يزنون بشكل عام أكثر)، والحملان قادرة على المشي واتباع أمهاتها على أرض شديدة الانحدار بعد الولادة بفترة وجيزة ولا يشارك الذكور في رعاية الوالدين.

كما أنّه يوجد ما يقرب من 70000 رأس من الأغنام الكبيرة في العالم، والغالبية العظمى من هؤلاء هم من الأغنام الكبيرة في جبال روكي، ويخشى المسؤولون من وجود أقل من 800 رأس من الأغنام في سييرا نيفادا، ويعتقدون أنّ هناك عددًا أقل من الأغنام الكبيرة في شبه الجزيرة، وتعيش هذه المجموعة من الأغنام الصحراوية في مقاطعات سان دييغو وريفرسايد والإمبراطورية في كاليفورنيا، وقد كان أقدم خروف من نوع سييرا نيفادا يبلغ من العمر 17 عامًا عندما رآه المسؤولون للمرة الأخيرة، وبشكل عام تعيش أغنام سييرا نيفادا وروكي ماونتن ذات القرون الكبيرة حوالي 15 عامًا بينما تعيش الأغنام الصحراوية ذات القرون الكبيرة حوالي 10 سنوات.

مظهر كبش الجبال الصخرية

تختلف كبش الجبال الصخرية قليلاً حسب الأنواع الفرعية، فغنم روكي ماونتن هي أكبر الأغنام البرية في أمريكا الشمالية، حيث يزن الذكور حوالي 300 جنيه، ويبلغ ارتفاع هذه الحيوانات حوالي 42 بوصة عند أكتافها أو بنفس ارتفاع روضة الأطفال النموذجية، ويصل طولها إلى حوالي 5.5 قدم، والإناث أصغر من الكباش، ويبلغ وزنها عمومًا حوالي 33 بوصة، وهذا هو نفس حجم طفل يبلغ من العمر عامين تقريبًا، حيث تزن الكباش عادة حوالي 135 رطلاً أو ما يقرب من كلبة كلب الدرواس الإنجليزية الصغيرة.

ومن أبرز سمات هذه الأغنام هي قرونها فلكل من الكباش والنعاج قرون تنمو طوال حياتهم، وتتكون القرون من مواليد مغطاة بالكيراتين وهي نفس المادة الموجودة في شعر وأظافر الإنسان، وعادة ما يكون للكباش قرون أكبر من النعاج، ويعتقد الباحثون أنّ القرون يمكن أن يصل وزنها إلى 30 رطلاً، وعادة ما تكون الحيوانات ذات القرون الكبيرة أكبر سنًا وعادة ما تكون هي المهيمنة في قطيعها، بينما قرون الأغنام الصحراوية أصغر حجمًا ولها تجعيد أكثر إحكامًا من قرون الأنواع الأخرى.

كبش الجبال الصخرية المفترسة والتهديدات

تعد الذئاب والنسور الذهبية وأسود الجبال والدببة والوشق الكندي هي حيوانات مفترسة للماعز كبير القرون ولصغاره، وهذا ينطبق بشكل خاص على الحملان، وغالبًا ما تلد النعاج صغارها على حواف جبلية ضيقة في محاولة لحمايتهم في المناطق الجبلية، وواحدة من أكبر الأخطار التي تهدد هذه الأغنام هي تربية الأغنام، وعندما يُسمح للأغنام الأليفة بالرعي في نفس الأرض فإنّه يقلل من الطعام المتاح، وعلاوة على ذلك أدخلت قطعان الأغنام المستأنسة البكتيريا إلى الأغنام الكبيرة التي لا يستطيع نظامها التعامل معها، ولذلك تم القضاء على قطعان كاملة.

في حين أنّه لا يوجد الكثير من هذه الأغنام وصغارها تعيش في واشنطن إلّا أنّ هذه مشكلة بشكل أساسي في تلك الولاية، حيث تحمل الأغنام المستأنسة المريضة بكتيريا الميكوبلازما، وعندما تصاب الأغنام الكبيرة بالبكتيريا فإنّها تسبب لهم الالتهاب الرئوي.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: