الصيد والافتراس عند نمور الجاكوار 

اقرأ في هذا المقال


عند الحديث عن الحيوانات المفترسة لعلّنا نقف في حالة ذهول عند سلوكيات الأسودوالنمور التي تعتبر الأكثر إثارة للعجب في عالم الحيوان؛ كونها الحيوانات الأكثر خطورة وقوّة على الرغم من أحجامها المتواضعة مقارنةً بالحيوانات الأخرى كالفيلة والثيران والدببة وفرس النهر، ولعلّ الأدوات التي تستخدمها تلك الحيوانات تساعدها على أن تكون من المفترسات الرئيسية حالها حال التماسيح، ولعلّنا نبقى في حالة استفسار دائم عن أقوى الحيوانات وأكثر العَضّات تأثيراً لنجد أن لنمر الجاكوار نصيب من القوة.

الصيد والافتراس عند نمور الجاكوار

يعتبر نمر الجاكوار أو نمر اليغور أو النمر الأمريكي من الحيوانات الثدية التي تعيش في القارة الأمريكية على وجه الخصوص، وهو من السنوريات الرئيسية المتعارف عليها، ويعتبر ثالث أكبر السنوريات حجماً وقوّة بعد الأسد والنمر الأفريقي المُتعارف عليه، فهي حيوانات قوية للغاية للعديد من الأسباب المتعلّقة في الحجم والطول والسرعة وقوّة الأنياب والمخالب والقدرة على المراوغة، بالإضافة إلى الذكاء والقدرة على استخدام الحواس بصورة طبيعية.

تعتبر نمور الجاكوار أكبر النمور المتواجدة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، حيث تتواجد بصورة كبيرة في المكسيك وأمريكا الوسطى جنوباً إلى البارجواي وشمال الأرجنتين، وهو حيوان يمتلك من العضلات ما يجعله حيوان في غاية القوة على الرغم من أن وزنه متواضع، يتراوح ما بين الخمسين والمئة وعشرين كيلو غرام، ولا يزيد طوله على المتر وثمانين سنتيمتر وارتفاعه لا يزيد على المتر إلا ربع، وطول ذيله يصل في بعض الأحيان لغاية المتر ويقلّ قليلاً عن ذلك.

يعتبر نمر الجاكوار ثاني أقوى الحيوانات المفترسة بالنسبة للسنوريات بعد الأسود، فهو على الرغم من حجمه المتواضع إلا أنه رشيق وسريع بالقدر الذي يسمح له أن يقتل حيوانات تفوقه كثيراً في الحجم، إذ يمكنه أن يقتل ثور يبلغ وزنه حوالي النصف طن من خلال توجيه ضربة قاتلة له في منطقة ضعفه ومقتله، فهو حيوان جريء يمتلك من الإمكانيات ما تسمح له بأن يكون مُفترساً بامتياز.

يقوم حيوان نمر الجاكوار بالصيد بصورة منفردة كونه يعتمد بصورة كبيرة على نفسه في عملية الصيد، إذ يمكنه أن يعمل الكمائن اللازمة التي تضمن له قتل أكثر الحيوانات قوّة، ولا تستطيع التماسيح التي تفوقه في القوّة والوزن أن تصطاده على الرغم من صغر حجمه، إلا أنّه وفي كثير من الأحيان قادر على توجيه ضربة قاتلة مستغلاً طول أنيابه في عملية الصيد، حيث يصل طول أنيابه إلى حوالي العشرين إلى ثلاثين سنتيمتر وهي طويلة للغاية مقارنةً مع جسده متوسط الحجم.

يمكن لحيوان الجاكوار أن يُطارد فرائسه حتى الكبيرة منها وأن يصطادها بسهولة مُستغلاً قدرته الكبيرة على العَدو لسرعة تصل إلى تسعين كيلو متر في الساعة، فهو حيوان عدواني ويمكنه الاستعانة بذيله الطويل في تحديد مساره أثناء الركض والقدرة على التركيز مُوجّهاً ضربة قاتلة للحيوانات التي يقوم بصيدها من خلال توجيه عضّة هائلة لمنطقة الرقبة فتؤدي إلى الموت بصورة حتميّة.

ما مقدار قوة عضة نمر الجاكوار

تعتبر حيوانات نمر الجاكوار حيوانات انعزالية تعيش بصورة مُنفردة لوحدها، فهي لا تقوم بالصيد بصورة جماعية كما هي الحال لدى النمور والأسود والضباع، وبالتالي فهي مضطرة لأن تعتمد على أنفسها في عملية الصيد، وهذا الأمر من شأنه أن سلوكها في عملية الصيد يعتبر خارقاً للعادة كونها تمتلك عضّة فكّ أقوى من عضّة فك النمر العادي بحوالي الضعفين، إذ تبلغ قوّة عضة فكّ النمر الجاكوار حوالي مئة وثمانية وثلاثين بار وهي تُشكّل قوّة كبيرة مُقارنةً مع الحجم، أقوى من عضّة الأسد المُتعارف عليه.

إن قوّة الفكّ لدى حيوان نمر الجاكوار لم تأتي صدفةً كونها مُتعلّقة بصورة كبيرة في مقدار العضلات التي تغطّي الفكّين، حيث يُمكن لهذا النمر المفترس أن يعتمد بصورة كبيرة على قوّة فكّيه في قتل أكثر الفرائس قوّة وحجماً، لهذا فإنّ جسد التمساح الصلب الذي لا يَسهل على معظم الحيوانات اختراقه يعتبر فريسة عادية لدى حيوان الجاكوار، علاوةً على أن نمر الجاكوار قادر على السباحة برشاقة كبيرة والصيد داخل الماء.

لعلّ قوّة العَضّة هذه تساعدها في الدفاع عن نفسها في قتال الحيوانات المفترسة التي تحاول صيدها أو الاقتراب من أماكنها الخاصة، كما وتساعدها على الصيد بصورة منفردة كونها حيوانات انعزالية لا تجتمع مع بعضها البعض إلا في موسم التزاوج، فقوّة عضّة حيوان نمر الجاكوار تعتبر من أقوى العَضّات المُتعارف عليها في عالم الحيوان، وهي تفوق كثيراً عضّة النمر العادي وعضّة الأسد وغيره من الحيوانات المفترسة مُستغلّة رشاقتها وقدرتها الكبيرة على تسلّق الأشجار وعلى السباحة داخل المياه.

المصدر: اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر،2008. سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني، 1913.سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.


شارك المقالة: