دراسة سلوك الفيل

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الفيل من أكبر الثدييات التي تعيش على الأرض في وقتنا الحاضر، إذ يصل وزن بعضها إلى ما يزيد عن الخمسة أطنان، وعلى الرغم من حجمها الهائل إلا أنها تعتبر من الحيوانات الأليفة التي لطالما اهتم بها الإنسان وعملت على خدمته في السلم والحرب، وتعتبر الفيلة من الحيوانات التي لا تعيش في كثير من دول العالم حيث لم يتبقّ منها حالياً ألا نوعين إثنين إحداهما الفيل الأفريقي وثانيها الفيل الهندي، فما هي أبرز سلوكيات الفيل؟

أبرز سلوكيات الفيل

1. التواصل الاجتماعي عند الفيل

تعتبر سلوكيات الفيل الاجتماعية من أكثر سلوكيات الحيوانات لطافة، إذ أنّ الفيلة تعيش ضمن نطاق المجموعة الواحدة التي يصل أعدادها إلى حوالي عشرين فرداً، وعادة ما يقود المجموعة أنثى الفيل التي يمكنها أن تعطي الأوامر لباقي أفراد المجموعة وهم ملزمون بالطاعة، وفي كثير من الأحيان تبتعد الذكور عن الإناث ويعيشون بصورة منفردة بعيداً عن الإناث.

وتعيش أفراد المجموعة الواحدة بصورة متناسقة حيث أنهم عادة ما يتواجدون بقرب بعضهم البعض ويقومون على حماية صغارهم، ويوجد بين الفيلة والحيوانات الأخرى تفاهمات كبيرة في مجال العيش المشترك كونها من الحيوانات التي تعيش على تناول الأعشاب وأوراق الأشجار.

2. سلوكيات الفيل الجسمية

على الرغم من ضخامة أجساد الفيلة إلا أنها حيوانات قادرة على التعايش في المناطق التي تتواجد فيها الحيوانات المفترسة، إذ يصعب على الحيوانات المفترسة أن تسير على الفيلة نظراً لحجمها وقتها الهائلة، وعادة ما تستخدم الفيلة خرطومها الضخم في شرب الماء وتناول الأعشاب والأشجار ورشّ المياه على أجسادها.

وأجساد الفيلة لا يمكنها تحمّل حرّ الصيف الشديد فهي عادة ما تلجأ للمياه التي تساعدها على خفض درجة حرارتها، كما وانّ أذنيها الكبيرتين تساعدهما على التواصل والسمع بصورة دقيقة ومعرفة تواجد أفراد المجموعة والصغار، والفيلة تعاني من ضعف عام في النظر كون عيونها تعدّ صغيرة جداً مقارنة مع اجادها الضخمة، وتستخدم الفيلة أصواتها العالية للتواصل مع أفراد المجموعة ومع الصغار، كما وتصدر الذكور والإناث أصواتها في أوقات التزاوج.

3. معلومات عامة عن الفيل

تعتبر الفيلة من الحيوانات التي تعيش لفترات زمنية تمتد إلى سبعين عاماً، وهي تقوم على استخدام أسنانها في تقطيع الطعام، وعادة ما تقوم بتناول ما يزيد على المئتي كيلو غرام من الطعام بصورة يومية نظراً لحجمها الهائل، وهي من الحيوانات التي تقوم على استبدال أسنانها أثناء مراحل حياتها لمدة تصل إلى ستة مرّات.

وعندما تفقد أسنانها القدرة على تقطيع وهضم الطعام تموت الفيلة بفترة ليست بالبعيدة، وعادة ما تتواجد الفيلة في القارة الأفريقية والهند وهي ليست من الحيوانات التي تشكّل تهديداً لحياة البشر أو الحيوانات الأخرى، وعادة ما تقوم الفيلة بالحزن الشديد على الفيلة الأخرى التي تتعرض للموت أو الافتراس.

وخاصة إذا كانت هذه الفيلة ذات قرابة من الدرجة الأولى مثل الابن أو الأم، حيث تمضي عدّة أيام وهي بالقرب من جثّة الفيل الميت ولا تقوم بتناول الطعام، وقام علماء سلوك الحيوان برصد عدد من الفيلة وهي تبكي وتذرف الدموع.

عادة ما تتكاثر الفيلة وتصبح جاهزة للتزاوج في عامها الخامس عشر، وأنثى الفيل تلد مرّة واحدة كل ثلاثة أعوام تقريباً، حيث تضع فيلاً صغيراً بعد فترة حمل تصل لمدة إثنين وعشرين شهراً، وعادة ما يدافع الفيل عن نفسه من خلال استخدام أنيابه الحادّة وخرطومه القوي جداً وأقدامها التي تمكنها من دهس كلّ شيء يسيء التعامل معها.

وهي حيوانات نهارية ترعى في أوقات الصباح والغسق مبتعدة عن حرارة الشمس ويمكن لها الرعي أوقات الظلام أيضاً، وتعبر الأسود والنمور في حال كانت على شكل مجموعات خطر كبير على حياة الفيل وخاصة إن كان صغير الحجم وخارجاً عن نطاق المجموعة.

وعادة لا تستطيع الفيلة الركض بسرعة كبيرة نظراً لحجمها الهائل، كما وأنها لا تستطيع القفز وإذا جلست فليس من السهل أن تقف، وقد تموت الفيلة إذا وقعت في حفرة عميقة نوعاً ما لعدم قدرتها على التسلّق أو القفز.

4. سلوك الفيل في تناول الطعام

عادة ما تعيش الفيلة على تناول الأعشاب والفواكه والأشجار التي تقوم بتناول أوراقها ويمكنها استعمال خرطومها لتناولها، وهي من الحيوانات التي قام الإنسان باستغلالها في الأحمال وفي القيام ببعض العروض في حدائق الحيوان.

وتعدّ الفيلة من الحيوانات الذكية التي لا يمكن لها نسيان التعاملات السلبي معها، وقد تم رصد بعض السلوكيات السلبية من قبل الفيلة في الاعتداء على بعض البشر وخاصة أولئك الذين يسيئون التعامل معها، والفيلة قادرة على أن تحفر أنفاقاً بواسطة خراطيمها في الأرض بحثاً عن الماء.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت. سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني. علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم. اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر.


شارك المقالة: