لماذا تنظف القرود أجساد بعضها البعض

اقرأ في هذا المقال


لا يزال عالم الحيوان مليء بالمفاجئات التي من شأنها جذب الانتباه، فالحيوانات تمتلك العديد من السلوكيات التي من شأنها أن تساعدنا على فهم عالم الحيوان، فالقرود من أكثر الحيوانات تماسكاً وقدرة على حماية أنفسها في عالم خاص بها يمتزج ما بين الخوف والحذر، ولعلّ قدرتها على التسلق والمراوغة من التوازنات البيئية التي تسمح لها بالتعايش والتكاثر بصورة طبيعية.

لماذا تقوم القرود بتنظيم أجساد بعضها البعض

من الطبيعي أنّ القرود من الحيوانات الاجتماعية التي تمتاز بقدرة كبيرة على التواصل فيما بينها بصورة رائعة، فالقرود تقودها الغريزة على تحذير باقي أفراد المجموعة من مخاطر حيوان مفترس لا يمكن مواجهته نظراً لقوته وخطورته، وهذا التحذير الذي يتمّ إطلاقه على شكل صيحات ربّما يسبب الموت لهذا القرد.

لعلّ القرود من الحيوانات التي تمتاز بالعديد من السلوكيات الخاصة المتعلّقة بعاطفة الأمومة، حيث تقوم أنثى القرد عادة بالعناة بصغارها من خلال حملهم على ظهرها حتّى وهي تتسلّق الأشجار وعندما تنام، وهذا الخوف نابع عن عاطفة فطرية لا يمكن أن تتغيّر مهما كلّف الأمر، وفي حالة من الهدوء وعدم القدرة على اللعب خوفاً من المفترسات أو ابتعاداً عن حرّ الصيف قد تلجأ الأم إلى تنظيف صغارها من الحشرات والمتطفلات الصغيرة مثل القرادوالنمل والبراغيث.

لا يتمّ احتكار هذا الأمر ما بين الأم وصغارها فقط، فقد تقوم إحدى الأمهات بتنظيف أجساد صغار قرود تعود لأنثى أخرى، وليس هذا فقط فقد يتمّ الأمر بين مجموعة من الذكور او مجموعة من الإناث، وهذا الأمر على الرغم من أنّه غريزي إلّا أنه يرتبط بقدر من العاطفة المتبادلة فيما بين أفراد المجموعة، حيث يزيد من الترابط الاجتماعي ويظهر الكثير من العاطفة التي تزيد من تماسك المجموعة بصورة كبيرة.

لا يوجد الكثير من الفوائد وراء قيام القرود بتنظيف بعضها البعض، ولكن على الرغم من هذا يبقى هذا الأمر من العادات المتبعة التي تعتبر من باب التسلية فيما بينها، كما وأنها تخفف من الإزعاج الذي تسببه تلك الحشرات الصغيرة المتطفلة بصورة كبيرة من خلال التخلّص منها وقضمها في بعض الأحيان بواسطة الأسنان.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر.


شارك المقالة: