ماذا تعرف عن الأرنب القطبي وعن حياة صغاره

اقرأ في هذا المقال


أرنب القطب الشمالي (arctic hare) واسمه العملي (Lepus arcticus) أو ما يدعى باسم الأرنب القطبي، وهو نوع من الأرنب الذي يعيش في الموائل القطبية والجبلية، وهذه الأرانب أكبر بكثير من الأرانب العادية، وتم العثور على نوع آخر مماثل وهو أرنب الجبل (Lepus timidus) في القطب الشمالي في أوروبا وآسيا، وكلاهما من الحيوانات في القطب الشمالي المرتفع ومن الممكن أن كلاهما في الواقع من نفس النوع.

النطاق الجغرافي والموطن

تم العثور على أرنب القطب الشمالي في المناطق الشمالية لكل من:

1- جرينلاند.

2- جزر القطب الشمالي.

3- كندا.

4- جزيرة إليسمير.

5- باتجاه الجنوب في نيوفاوندلاند ولابرادور.

يعيش الأرنب في القطب الشمالي بشكل رئيسي فوق خط الأشجار الشمالي في التندرا القطبية الشمالية، على الرغم من أنّ البعض يتحرك أسفل خط الأشجار في الشتاء، إلّا أنّهم يعيشون على ارتفاعات تصل إلى 900 متر، ولم يتم العثور عليها على الجليد البحري كونها من الحيوانات العاشبة التي تعتمد على النباتات البرية للغذاء.

كما تم العثور على أرنب القطب الشمالي الذي يتكيف جيدًا مع الطقس البارد والأمطار المتجمدة في التندرا الجبلية والهضاب الصخرية والسواحل الخالية من الأشجار، وفي هذه المواقع يبلغ متوسط ​​درجة الحرارة اليومية من مارس إلى نوفمبر -26.9 درجة مئوية ومتوسط ​​تساقط الثلوج 37.5 سم، ويمكن العثور على أرنب القطب الشمالي على ارتفاعات تتراوح بين 0 و 900 متر.

المظهر

أرنب القطب الشمالي له أقدام كبيرة مبطنة بشدة بمخالب أمامية وخلفية قوية، حيث تستخدم مخالبها لحفر الثلج المكدس وهي أكبر من الأنواع الأخرى من الأرنب، ويمكن للأرنب القطبي الشمالي القفز على رجليه الخلفيتين مثل الكنغر بسرعات تصل إلى 30 ميلاً في الساعة، ويتراوح وزن الشخص البالغ من 3 إلى 5 كجم وطوله من 480 إلى 600 ملم، وفي المتوسط ​​يبلغ طوله 558 ملم، وعلى مدار العام تمتلك أرنب القطب الشمالي فروًا سميكًا رماديًا على صدره وبطنه، كما يحتوي الأرنب في القطب الشمالي أيضًا على قواطع (أسنان أمامية) أطول وأكثر استقامة من معظم الأرانب يستخدمها لسحب النباتات من الشقوق الصخرية.

ولكن يتغير لون معاطف هذه الأرانب بشكل موسمي ففي فصل الشتاء تبدو معاطفهم طويلة وسميكة وناعمة ولونها أبيض، وأما فيما يتعلق بآذانهم تكون ذات رؤوس سوداء، وفي فترة فصل الصيف يتحول ويتغير لون معاطفهم إلى لون رمادي الذي يميل إلى اللون البني أو اللون الرمادي و واللون الأزرق، ووجههم وأقدامهم هي أول من يتساقط تليها الأذنين والكتفين والساقين والمؤخرة، ويساعد فراءه الأبيض في تمويهه من الحيوانات المفترسة في الشتاء.

تخضع الإناث لهذا التغيير في وقت أبكر من الذكور، ويولد الأرنب الصغير بفرو ذو لون رمادي ويكون وزنه ما يعادل 105 جرامًا، ثم في فصل الشتاء يتحول لونها إلى الأبيض أما آذانها تصبح رمادية بشكل أكثر، بعكس فصل الصيف، حيث يكون فراء صغير الأرنب ذو لون أسود بشكل أكثر من سواد الفراء للارانب البالغين.

التكاثر والصغار

بالنسبة لمعظم الحيوانات فإنّ موسم التزاوج يعني التقاء معًا، ومع ذلك فإنّ أرنب القطب الشمالي يفعل العكس فهم يتفرقون ويقترن، ويزور الذكور أحيانًا مع أكثر من أنثى خلال الموسم، وأشار المراقبون إلى موسم التزاوج في القطب الشمالي باسم (March Madness) أو (Midnight Madness) في أقصى الشمال بسبب استمرار الشمس وموسم التزاوج المتأخر وبسبب النشاط الفوضوي، حيث يتدافع الذكور حول أنثى قد تقاتل عددًا منهم جيدًا قبل اختيار التزاوج مع الآخرين.

موسم التكاثر من أبريل إلى منتصف سبتمبر وعادة ما يكون لتر واحد أو اثنتين في السنة مع 5 إلى 6 رافعات (أرانب صغيرة) في المرة الواحدة، ويتم استخدام المنخفض في الأرض أو تحت الصخور كمأوى كعش، وعادة ما تصطف مع الطحالب والفراء والعشب، وسيكون لدى الإناث ما يصل إلى 8 ذرية تسمى الرافعات في الربيع أو أوائل الصيف، وينضج الصغار بسرعة وبحلول سبتمبر من نفس العام يصبحون صغارًا، وبمجرد ولادته تترك الأنثى الصغار لإطعامهم الحليب كل 18 ساعة أو نحو ذلك، ويتم فطامهم تمامًا في عمر 8-9 أسابيع، والصغار من سنة واحدة على استعداد للتكاثر في العام التالي.

تلد ما بين اثنين إلى ثمانية صغار وتبقى الأم مع الأطفال في اليومين الأولين، ويمكن للصغار حماية أنفسهم بعد ذلك من خلال البقاء بلا حراك بين الصخور أو الغطاء النباتي، مما يجعل من الصعب على الحيوانات المفترسة مثل الذئب والوشق والثعلب القطبي الشمالي اكتشافها، وعندما يبلغ الأطفال من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع سيبدأون في مغادرة العش ويعودون فقط للرضاعة، وقد تتجمع مجموعات تصل إلى عشرون أو أكثر من الأرانب الصغيرة في وقت واحد للرضاعة، ويتم فطامهم تمامًا عندما يبلغون من العمر ثمانية إلى تسعة أسابيع.

وتميل الأرانب البرية في القطب الشمالي إلى الانتشار خلال موسم التكاثر، حيث يتزاوج الأفراد ويتبنون منطقة تزاوج وقد يكون للذكور أكثر من شريك واحد، ولديهم قدرة سريعة على التكاثر وبناء الأرقام، وعدد سكانهم في العالم التقديري هو أنّه يوجد أنواع غير معروفة ومنتشرة على نطاق واسع مع ما يُعتقد أنّها تجمعات سكانية صحية، على الرغم من قلة المراقبة الجارية، والسكان يخضعون لتقلبات دورية، ويُعتقد أنّ الأرانب البرية في القطب الشمالي تعيش في المتوسط ​​من 3 إلى 5 سنوات في البرية، ولم يكن هناك أي نوع من الإحصاء العلمي أو التقدير الذي تم إجراؤه عن سكان القطب الشمالي.

النظام الغذائي

على الرغم من أنّ الحيوانات العاشبة يمكن أن تكون بمثابة مفترس انتهازي أو زبال، إلّا أنّها تأكل مجموعة واسعة من الأطعمة والطحالب والأشنات والبراعم والتوت والأوراق والجذور والنباتات الخشبية والأعشاب البحرية واللحاء حسب الموسم والتوافر، وخلال فصل الشتاء سوف يحفرون في الثلج للعثور على الطعام المدفون، وقد تم الإبلاغ عن أنّهم يبحثون عن الأسماك واللحوم الأخرى فهم يأكلون الثلج للحصول على الماء.

الخصائص السلوكية

الأرانب القطبية الشمالية هي الأرانب القطبية الليلية، وغالبًا ما يجتمعون في مجموعات بأعداد من عشرة أرانب إلى ستون أرنبًا عند الرضاعة، وفي الأجزاء الشمالية من مداها من المعروف أنّها تتجمع في مجموعات تصل إلى ثلاث مئة ارنب.

الحيوانات المفترسة

ذئب القطب الشمالي وثعلب القطب الشمالي والثعلب الأحمر والذئب الرمادي الوشق والبومة الثلجية والصقر والإيرمين والوشق الكندي، هم عادة ما تفترس الحيوانات المفترسة الأصغر مثل الإيرمين والبومة الثلجية والثعلب القطبي الشمالي الأرانب الصغيرة، وقد كان الأرنب في القطب الشمالي مهمًا تاريخيًا للأمريكيين الأصليين الذين كانوا يطاردونهم من أجل فرائهم لصنع الملابس والطعام، ولا يزال هذا الصيد مستمراً على الرغم من أنّه يؤثر على نسبة صغيرة فقط من السكان (حوالي 5٪) وربما لا يكون له أي تأثير على الأعداد الإجمالية، فدرجة الحفاظ على الأرنب القطبي غير مدعاة للقلق.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: