ماذا تعرف عن الخفاش وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الخفافيش حيوانات رائعة حيث أنّها الثدييات الطائرة الوحيدة الحقيقية، كما يوجد أكثر من 1400 نوع من الخفافيش في العالم ولا يزال يتم اكتشاف المزيد منها، وتمثل الخفافيش أكثر من ربع أنواع الثدييات في المملكة المتحدة وحوالي عشرون بالمئة من جميع أنواع الثدييات في جميع أنحاء العالم.

الموطن

تم العثور على الخفافيش في جميع أنحاء العالم في الموائل الاستوائية والمعتدلة، وهم مفقودون فقط من المناطق القطبية ومن بعض الجزر المعزولة، وعلى الرغم من أنّ الخفافيش شائعة نسبيًا في المناطق المعتدلة إلّا أنّها تصل إلى أكبر تنوع لها في الغابات الاستوائية.

يمكن العثور على الخفافيش في العديد من الموائل الأرضية أسفل المناطق القطبية، وتشمل الموائل النموذجية الغابات المعتدلة والاستوائية والصحاري والحقول المفتوحة والمناطق الزراعية وفي الضواحي والبيئات الحضرية، والعديد من الخفافيش تتغذى بالقرب من مجاري المياه العذبة والبحيرات والبرك وتتغذى على الحشرات عند خروجها من الماء.

بشكل عام إذا كان الموطن الأرضي يوفر الوصول إلى مواقع المجثم الكافية والغذاء المناسب فسيتم العثور على نوع واحد أو أكثر هناك، ولدى الخفافيش عمومًا متطلبات جاثم محددة جدًا والتي تختلف بين الأنواع، وقد يجثمون في الكهوف والشقوق والأشجار وتحت جذوع الأشجار وحتى في مساكن البشر، وقد تستخدم الخفافيش أيضًا أنواعًا مختلفة من المجاثم في أوقات مختلفة، فعلى سبيل المثال قد تستخدم الأنواع التي تعيش في سبات في كهف خلال فصل الشتاء شقوقًا في ثقوب الأشجار مثل المجاثم خلال الأشهر الأكثر دفئًا.

المظهر

الخفافيش لا لبس فيها، فلا توجد ثدييات غير الخفافيش لها أجنحة وطيران حقيقيان، ويتم تعديل أجنحة الخفاش على الأطراف الأمامية مثلها مثل أجنحة الطيور إلّا في حالة الخفافيش يكون سطح الطيران مغطى بالجلد ومدعوم بأربعة أصابع، بينما في الطيور يتم توفير سطح الطيران في الغالب بواسطة الريش ويدعمه المعصم واثنين أرقام، ويمتد غشاء الطيران عادة إلى أسفل جانبي الجسم ويلتصق بالقدمين الخلفيتين، وغالبًا ما تحتوي الخفافيش أيضًا على غشاء ذيل يسمى (uropatagium).

من أجل استيعاب عضلات طيران قوية فإنّ المنطقة الصدرية للخفافيش قوية جدًا، بالإضافة إلى توفير الطاقة يحافظ الصندوق الضخم والأكتاف على مركز الثقل بين الأجنحة مما يجعل الطيران أكثر كفاءة، والعكس صحيح بالنسبة للنهاية الخلفية للجسم وهي صغيرة بالنسبة للصدر والظهر، وتكون الأطراف الخلفية على وجه الخصوص قصيرة وصغيرة، وبشكل عام مع مخالب منحنية حادة تساعد الخفافيش على التشبث بالأسطح الموجودة في جثتها، ومن الخصائص القحفية المهمة للتعرف على عائلات الخفافيش طبيعة ما قبل الفك.

تشير أسماء الرتب الفرعية (Megachiroptera) و (Microchiroptera) إلى أنّ الميغابات كلها كبيرة وأن الميكروبات كلها صغيرة وهذا ليس هو الحال دائمًا، فأصغر خفاش هو في الواقع خفاش دقيق (Craseonycteris thonglongyai) ويزن 2 إلى 3 جرام فقط، وبالمثل توجد أكبر الخفافيش بين (Megachiroptera) ويمكن أن يصل وزنها إلى 1500 جرام، ويختلف الحجم باختلاف كل مجموعة، ومع ذلك فإنّ أصغر الميجاتشيروبتران تزن 13 جرامًا فقط بينما تزن أكبر خيوط الأجنحة الدقيقة ما يقرب من 200 جرام.

هناك العديد من السمات المورفولوجية الواضحة التي تميز الترتيبين الفرعيين، وتعتمد (Megachiropterans) على الرؤية للتوجيه في ظلام الليل وبالتالي يكون لها عيون كبيرة وبارزة، وتعتمد جميع الكائنات الدقيقة على تحديد الموقع بالصدى وليس الرؤية وعادة ما يكون لها عيون صغيرة، وبدلاً من ذلك تمتلك معظم خيوط الأجنحة الميكروية صيوانًا كبيرًا ومعقدًا (آذان خارجية) بما في ذلك الزنمة المتضخمة أو المرزة.

وللميغابات مخالب على الأرقام الثانية تدعم أجنحتها (باستثناء واحد)، حيث هذا ليس هو الحال أبدًا في الميكروبات، وغالبًا ما تحتوي الميكروبات على أسنان أو خدود يمكن أن يرتبط شكلها بسهولة بأسنان أسنان ديالامب، والميغابات لديها أسنان خدين مبسطة يصعب تفسيرها.

التكاثر والصغار

تختلف أنظمة التزاوج بين أنواع الخفافيش، حيث يتزاوج العديد من الخفافيش المعتدلة في الخريف بحيث تتجمع بالقرب من السبات الشتوي، وعادة ما تكون هذه الخفافيش مختلطة، فتميل (Pteropodids) أيضًا إلى امتلاك أنظمة تزاوج مختلطة، وغالبًا ما تتجمع هذه الخفافيش في مجموعات كبيرة في شجرة واحدة أو بضع أشجار وتتزاوج مع أفراد قريبين مختلفين، وفي العديد من الكائنات الدقيقة المدارية الحديثة يدافع واحد أو اثنان من الذكور عن حريم صغير من الإناث.

يؤمن الذكور جميع حالات التزاوج مع حريم الإناث حتى يحل محلها الذكور الآخرون، وفي حين أنّ معظم الأنواع إما متعددة الزوجات أو مختلطة إلّا أنّ هناك بعض الخفافيش أحادية الزواج، وفي هذه الحالات قد يسهم الذكر والأنثى وذريتهم معًا في مجموعة عائلية والذكور في حماية الصغار وإطعامهم.

يتكاثر عدد كبير من الخفافيش موسمياً، وغالبًا ما تتكاثر الأنواع المعتدلة قبل دخولها السبات بينما تتكاثر العديد من الأنواع الاستوائية في دورة مرتبطة بالموسمية الرطبة والجافة، وتوجد جميع الأنواع التي لا تعتبر مربيًا موسميًا في المناطق المدارية حيث قد لا تكون الموارد متغيرة كما هو الحال في المناطق المعتدلة، ووظيفة التربية الموسمية هي تنسيق التكاثر مع توافر الموارد لدعم صغار الأطفال حديثي الولادة.

تحقيقا لهذه الغاية طورت العديد من الأنواع أيضًا فسيولوجيا إنجابية معقدة بما في ذلك تأخير الإباضة وتخزين الحيوانات المنوية وتأخر الإخصاب وتأخر الزرع والتوقف الجنيني، فتلد الإناث عمومًا جروًا اثنين لكل فراش ولكن في بعض الأنواع في جنس (Lasiurus) قد يصل حجم القمامة إلى 3 أو 4 أفراد.

عند الولادة تزن الخفافيش حديثة الولادة ما بين 10 و 30٪ من وزن أمهاتهم مما يشكل ضغطًا كبيرًا على الإناث الحوامل، وتعتمد جميع الخفافيش حديثي الولادة كليًا على أمهاتها من أجل الحماية والتغذية، وهذا صحيح حتى في (Pteropodidae) حيث تولد الجراء بالفراء وعينين مفتوحتين، وتميل ميكروبات الأجنحة إلى أن تكون أكثر ارتفاعاً عند الولادة.

بصرف النظر عن عدد قليل من أنواع الخفافيش أحادية الزوجة حيث يساهم الذكور في إطعام الصغار وحمايتهم ويتم توفير جميع الرعاية الأبوية في الخفافيش من قبل الإناث، ويدافع بعض الذكور عن مناطق التغذية لحريمهم مما يساهم بشكل غير مباشر في بقاء صغارهم بعد الولادة، ولا تستطيع الخفافيش الطيران عند ولادتها لذلك تظل الخفافيش الصغيرة إما في المجثم بينما تتغذى أمهاتها أو تتشبث بأمهاتها أثناء الطيران.

تشكل إناث العديد من الأنواع مستعمرات الأمومة أثناء الرضاعة وتربية الصغار، وعندما تُترك الصغار في المجثم بينما تتغذى الأم فإنّها تتجمع معًا للتدفئة، وعند عودتهن يمكن للأمهات وأطفالهن الرضع التعرف على بعضهم البعض من خلال نطقهم ورائحتهم، وبالتالي يمكنهم لم شملهم بنجاح، وفي بعض الأنواع تهتم الإناث بشكل جماعي بالصغار مع رعاية المربيات لمجموعة الصغار بينما رفقاءهم في الجث يتغذون، وتنمو الأحداث بسرعة ويمكن أن تطير عادة في غضون 2 إلى 4 أسابيع من الولادة، ويتم فطامهم بعد ذلك بوقت قصير، وبالتالي فإنّ الإرضاع قصير نسبيًا ولكنه يتطلب عملية أيضية.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: