ماذا تعرف عن النعامة وصغارها

اقرأ في هذا المقال


النعام هو أكبر وأثقل طائر حي، كما يوحي اسم النوع الجمل (camelus) كان النعام يُعرف سابقًا باسم طائر الإبل بسبب رقبته الطويلة وعيونه البارزة ورموشه الكاسحة فضلاً عن مشيته المهتزّة، وأيضًا مثل الإبل يمكن للنعامة أن تتحمل درجات حرارة عالية وتبقى بدون ماء لفترات طويلة من الزمن.

وصف النعام

نظرًا لأنه ثقيل جدًا فإنّ هذا الطائر الذي لا يطير ولا يمكنه أبدًا أن يطير في السماء، حيث بدلاً من ذلك تم تصميمه للتشغيل، ويمكن لأرجلها الطويلة والسميكة والقوية أن تقطع مسافات كبيرة دون بذل الكثير من الجهد وأقدامها لها إصبعان فقط لسرعة أكبر.

يمكن للنعام أن يركض في رشقات نارية قصيرة تصل إلى 43 ميلاً في الساعة (70 كيلومترًا في الساعة)، ويمكنه الحفاظ على سرعة ثابتة تبلغ 31 ميلاً في الساعة (50 كيلومترًا في الساعة)، ويمكن أن يصل طول خطوة واحدة فقط من 10 إلى 16 قدمًا (3 إلى 5 أمتار) وهذا أطول من العديد من مجالات، وعندما يهدد الخطر يمكن للنعام الهروب بسهولة عن طريق الهروب والركض، ويمكن لكتاكيت النعام الركض بسرعات تقترب من 35 ميلاً في الساعة (56 كيلومترًا في الساعة) بعمر شهر واحد فقط.

ولكن يبقى السؤال أنّه إذا كانوا لا يستطيعون الطيران فلماذا لديهم أجنحة؟ وذلك لسبب واحد وهو أنّ النعام يبقي أجنحته خارجًا لمساعدته على التوازن عند الجري خاصةً إذا قام بتغيير اتجاهه فجأة، ومع ذلك فإنّ استخدامها الرئيسي إلى جانب ريش الذيل هو للعرض والتودد، ولإظهار الهيمنة حيث ترفع النعامة رأسها عالياً وترفع جناحيها وريش ذيلها، وكذلك لإظهار الخضوع فيتدلى الرأس والأجنحة والذيل إلى أسفل.

على عكس ريش معظم الطيور يكون ريش النعام فضفاضًا ولينًا وسلسًا، كما إنّهم لا يربطون سويًا كما يفعل ريش الطيور الأخرى مما يمنح النعام مظهرًا أشعثًا، ويمكن أن ينقع الريش أيضًا في المطر لأنّ النعام ليس لديه غدة خاصة يجب على العديد من الطيور عزل ريشها أثناء التحضير، وذكور النعام البالغة لها ريش مذهل أبيض وأسود، والطيور غير الناضجة والإناث البالغة لها ريش بني رمادي.

تعيش النعام في مجموعات تساعد في الدفاع، وبفضل أعناقهم الطويلة ورؤيتهم الثاقبة يمكنهم الرؤية لمسافات بعيدة، ولذلك في مجموعة من المحتمل أن يلاحظ واحد منهم على الأقل اقتراب الخطر، وتتجمع النعام أحيانًا في قطيع كبير من 100 أو أكثر ولكن معظم القطعان أصغر حجمًا وعادة ما تكون حوالي 10 طيور أو مجرد زوج من الذكور والإناث، والمجموعات لها ترتيب نقر حيث يوجد ذكر مهيمن يؤسس منطقة ويدافع عنها، والأنثى المهيمنة تسمى الدجاجة الرئيسية والعديد من الإناث الأخريات قد يأتي ويذهب الذكور المنفردين أيضًا خلال موسم التكاثر.

على عكس الأسطورة الشائعة لا تدفن النعام رؤوسها في الرمال، وعندما تشعر النعامة بالخطر ولا تستطيع الهروب، فإنّها تتخبط على الأرض وتبقى ثابتة ورأسها ورقبتها على الأرض أمامها، ونظرًا لأنّ الرأس والرقبة ذات لون فاتح فإنّهما يندمجان مع لون التربة، ومن بعيد يبدو أنّ النعامة قد دفنت رأسها في الرمال؛ لأن الجسد فقط هو المرئي، وتضيع بعض بيض النعام في أيدي الضباع وابن آوى وحتى النسور المصرية التي تكسر البيض عن طريق إسقاط الحجارة عليها، ولكن عندما تتعرض النعامة البالغة للتهديد، فإنّها تهاجم بقدم مخالب تقدم ركلة قوية بما يكفي لقتل أسد.

الموئل والنظام الغذائي

موطنها إفريقيا وتوجد النعام في مناطق السافانا والصحراء، حيث كانت ترعى بين الزرافات والحمر الوحشية والحيوانات البرية والغزلان، والنعام من الحيوانات آكلة اللحوم ويأكلون كل ما هو متاح في بيئتهم في ذلك الوقت من العام، ويأكلون في الغالب النباتات خاصة الجذور والأوراق والبذور، ولكنهم أيضًا يتغذون على الحشرات أو الثعابين أو السحالي أو القوارض التي في متناول اليد، وعندما تأكل النعامة يتم جمع الطعام في المحصول الموجود أعلى الحلق حتى يكون هناك كتلة كبيرة بما يكفي لتنزلق في الحلق.

يأكل النعام أشياء لا تستطيع الحيوانات الأخرى هضمها، ولديهم أمعاء صلبة يبلغ طولها 46 قدمًا (14 مترًا) -إذا قمت بشدها- من أجل امتصاص أكبر عدد ممكن من العناصر الغذائية، وتبتلع هذه الطيور الكبيرة أيضًا الرمل والحصى والحجارة الصغيرة التي تساعد في طحن الطعام في الحوصلات.

لا يحتاج النعام إلى شرب الماء، حيث يحصلون على ما يحتاجون إليه من النباتات التي يأكلونها على الرغم من أنّهم يشربون إذا وصلوا إلى حفرة ماء، ولديهم أيضًا طريقة خاصة لرفع درجة حرارة أجسامهم في الأيام الحارة لتقليل فقد الماء، ويتم تغذية النعام في حدائق الحيوان على كريات خاصة من الطيور تحتوي على فيتامينات ومعادن، بالإضافة إلى الخضر والخضروات مثل الجزر والبروكلي.

الحياة العائلية وصغار النعام

أثناء المغازلة يستخدم الذكر الأسود والأبيض ألوانه الدرامية لجذب الأنثى ذات اللون البني الفاتح، ويغرق ببطء على الأرض كأنّه ينحني تقريبًا، ويبدأ في التلويح وهز ريش الجناح الأول ثم الآخر أثناء تحريك ذيله لأعلى ولأسفل، وثم ينهض ويتحرك نحو الأنثى ويمسك بجناحيه ويختم بينما يذهب لإثارة إعجابها، وإذا وافقت فإنّها تتزاوج معه.

تتزاوج الدجاجة المهيمنة أو ألفا مع الذكر الإقليمي ويتقاسمون مهام حضانة البيض ورعاية الكتاكيت (الصيصان)، وقد تتزاوج الإناث الأخريات مع ذلك الذكر أو غيره من الذكور المتجولين، ثم تضع بيضها في نفس العش مثل بيض الدجاجة الرئيسية وهو عش مكب جماعي لا يعدو كونه منخفضًا ضحلًا يخدشه الذكر في الأوساخ، وتضع الدجاجة الرئيسية بيضها في وسط العش للتأكد من أنّ لديهم أفضل فرصة للفقس ولكن قد يتم أيضًا تحضين العديد من البيض الآخر.

يشتهر بيض النعام بحجمه، حيث يبلغ متوسط ​​طوله 6 بوصات (15 سم) وعرضه 5 بوصات (13 سم) ويزن حوالي 3 أرطال (1500 جرام)، ومع ذلك فإنّ بيضة النعام صغيرة بالنسبة لحجم البالغ، وتضع دجاجة النعامة من 7 إلى 10 بيضات في المرة الواحدة، ولكن جسمها الكبير يمكن أن يغطي العشرات بسهولة، والبياض الجماعي له مزايا لقطيع النعام، حيث يفقس عدد أكبر من البيض بشكل عام في عش جماعي أكثر مما لو كان لكل أنثى نعامة عشها الخاص للحضانة والحماية، وعادة ما تأخذ الدجاجة الرئيسية ذات اللون الباهت واجب الحضانة خلال النهار حيث يتولى الذكر ذو اللون الأسود اللون ويحتضن في الليل.

يبلغ حجم الكتاكيت التي تم فقسها حديثًا حجم دجاج الفناء تقريبًا، ولكنها تنمو بمعدل قدم واحد (30 سم) شهريًا، وبحلول عمر 6 أشهر تكون تقريبًا بحجم والديها، وبعد أيام قليلة من فقس الكتاكيت تغادر العش للسفر مع والديها، ويحميهم الكبار تحت أجنحتهم لحمايتهم من الشمس والمطر، وعندما تتعرض الكتاكيت للتهديد يتفاعل ذكر النعام بقلق ويمتد رقبته ويفتح فمه، وهذه ليست مقدمة لهجوم ولكنها واحدة من عدة عروض إلهاء تهدف إلى تحويل انتباه المفترس بحيث يمكن أن تنتشر الكتاكيت في العشب أو الركض بحثًا عن ملجأ برفقة الأنثى.

النعام الصغير مغطى بصلب وشائك إلى أسفل ولا يبدأ في إظهار ريشه البالغ حتى يبلغ أربعة أشهر من العمر، ولا يبلغ ذكور النعام ريشها الأبيض والأسود حتى تصل إلى مرحلة النضج الجنسي في غضون ثلاث إلى أربع سنوات، وليس معروفًا كم من الوقت يعيشون في موطنهم الأصلي ولكن النعام في حدائق الحيوان يعيش حتى 40 عامًا.

الحفاظ وحماية النعام

كان للإنسان ارتباط طويل بالنعام ويرجع ذلك أساسًا إلى ريش الطيور، وتُظهر السجلات أنّ الإمبراطوريات المصرية والآشورية والبابلية القديمة كانت جميعها مهيأة وتزرع وتتبادل بنشاط أعمدة النعام، وعلى مر العصور ارتدى الملوك ريش النعام وزينوا خوذات فرسان العصور الوسطى وزينوا تسريحات الشعر المتقنة للسيدات، وفي أواخر القرن الثامن عشر جلبت صناعة القبعات أزياء جميع أنواع الريش إلى ذروتها وحولت صيد الطيور من أجل ريشها إلى مؤسسة عالمية كبرى.

كانت أعمدة النعام ذات قيمة خاصة، وتحولت جنوب إفريقيا إلى الزراعة التجارية للنعام من أجل ريشها، وسرعان ما أصبحت صناعة مربحة، حيث كانت أعمدة النعام ذات قيمة كبيرة لدرجة أنّها في أوائل القرن العشرين احتلت المرتبة الرابعة في قائمة صادرات جنوب إفريقيا بعد الذهب والماس والصوف.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: