ما الذي يميز سلوك الحيوانات ذوات الدم البارد عن ذوات الدم الحار

اقرأ في هذا المقال


الحيوانات في العالم مقسمة إلى قسمين أساسيين أحدهما حيوانات من ذوات الدم البارد والقسم الثاني منها هي الحيوانات من ذوات الدم الحار، والفرق بين سلوك حيوانات كلّ فئة كبيراً وملحوظاً، ولعل كلا النوعين يمكنه التعايش وفقاً للظروف البيئية المتاحة ولكن مع وجود سلوكيات مختلفة، والقدرة على تنظيم درجات حرارة الجسم هي الفارق بين كلا الفئتين، ولكن ما هي أبرز السلوكيات التي تميز كلا الفئتين؟

سلوك الحيوانات ذوات الدم الحار

تُشكّل الحيوانات ذوات الدم الحار جزءاً هاماً من المنظومة الحيوانية المتعارف عليها، حيث أن الحيوانات ذوات الحار هي حيوانات قادرة على ضبط درجات حرارة أجسادها بصورة ذاتية، أي أنها لا تحتاج إلى أي مصدر دفء لكي تقوم بتنظيم درجات حرارة أجسادها.

كما وأنّ برودة الطقس أو دفئه لا يؤثر كثيراً على درجات حرارة أجسادها الداخلية، وهي لا تموت عادة إن تعرضت للبرد أو للحرارة، ولكن ليس البرد الشديد أو الحرارة الشديدة باستثناء بعض الحيوانات القادرة على التكيف وفقاً لهذه الظروف الجوية.

تعتبر الثديياتوالطيور أمثلة حيّة على الحيوانات ذوات الدم الحار، إذ يمكن للدببة القطبية أن تتعايش في الأجواء الباردة جداً، ويمكن لحيوان الوشق أن يتعايش في الثلج ويمكن للجمل أن يتحمّل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة مع الحفاظ على درجات حرارة جسده بصورة صحيحة، ويمكن لطائر النورس والصقر والنسر والحمام وحتى العصافير الصغيرة أن تتحمل الظروف الجوية القاسية بصورة جيدة.

وعادة ما تكون الحيوانات ذوات الدم الحار قادرة على تنظيم درجات حرارتها بشكل مباشر دون الحاجة إلى التعرض لمصدر حرارة مثل أشعة الشمس، وهي تحافظ على درجة حرارة أجسادها أيضاً في الأجواء الحارة، وهذا ما يجعل الحيوانات الثدية والطيور أكثر خطورة من الحيوانات الأخرى الزاحفة منها والحشرات، حيث أنها قادرة على التعايش والتكيف السلوكي في أي بيئة تعيش فيها.

إن طبيعة أجساد الحيوانات ذوات الدم الحار عادة ما تعتمد على الطعام بصورة مستمرة كوسيلة تساعدها على التعايش وإمداد أجسادها بالطاقة اللازمة، لذا نجد أن سلوكيات الحيوانات ذوات الدم الحار تكون أكثر شراسة ورغبة في الحصول على الغذاء بصورة مستمرة أكثر من الحيوانات ذوات الدم، فالحيوانات من ذوات الدم الحار تحتاج إلى الطعام بصورة يومية ولا يمكنها المكوث دون طعام لمدة طويلة، وإلا فإنها تفقد مصدر طاقتها وتصبح غير قادرة على الحراك.

تدرك الحيوانات ذوات الدم الحار أن النقص الحاصل في الغذاء هو تهديد مباشر لحياتها وقد يتغير سلوكها بصورة سريعة جرّاء ذلك، فالحيوانات وخاصة المفترسة منها تصبح في غاية الخطورة عندما لا تجد الغذاء اللازم الذي يمدّ أجسادها بالحرارة، وقد تقوم بالتهام بعضها البعض في سبيل الحصول على الحياة اللازمة.

ويعتبر الغذاء مصدر رئيسي للطاقة والحرارة التي تحافظ على سلامة أجسادها، وهي عادة ما تضطر للهجرة في موسم الشتاء ليس هرباً من درجات الحرارة المنخفضة ولكن بحثاً عن الغذاء اللازم للبقاء.

سلوك الحيوانات ذوات الدم البارد

تشكّل الحيوانات ذوات الدم البارد جزءاً هاماً من المنظومة الحيوانية، حيث أن الأسماك والزواحف والحشرات بصورة عامة تعتبر من الحيوانات ذوات الدم البارد، بمعنى أنها لا تمتلك القدرة الذاتية على تنظيم درجات الحرارة.

وهذا يعني أنها بحاجة إلى أشعة الشمس لكي تحصل على الحرارة اللازمة التي تعمل على تنشيطها وتسهيل قيامها بأعمالها، فالحشرات بصورة عامة تلجأ إلى الاختباء في فصل الشتاء او تموت في البرد الشديد، وكذلك هي الحال بالنسبة للأسماك التي لا تستطيع التواجد بعيداً عن مصادر الضوء الذي يوقر لها الحرارة اللازمة للتعايش.

كما وتعتمد الزواحف بصورة كبيرة على أشعة الشمس في محاولة السيطرة على درجات حرارة منتظمة في أجسادها، فالتماسيح تحتاج بصورة يومية إلى درجات حرارة جيدة لتتمكن من ممارسة نشاطها، والعقارب كذلك تحتاج درجات حرارة جيدة تساعدها على التعايش، وكذلك الأفاعي التي لا تستطيع التحرّك بصورة جيدة في الأجواء الباردة وتكون سلوكياتها أقل خطورة في البرد الشديد، بينما تنشط في الأجواء الدافئة ذات درجات الحرارة الجيدة.

لا تحتاج الحيوانات ذوات الدم البارد إلى الكثير من الغذاء كما هي الحال لدى الحيوانات ذوات الدم الحار، فوجبة واحدة من الغذاء قد تكفيها لفترة طويلة كونها تعتمد في نشاطها وسلوكها على درجة حرارة الطقس وعلى أشعة الشمس أكثر من اعتمادها على الغذاء الهام أيضاً من أجل الحياة، وهذا الأمر من شأنه أن يمنح لأي نوع من أنواع الحيوانات سلوكيات خاصة تختلف عن مثيلاتها وتمنحها القدرة على التعايش والتحرك بصورة فريدة.

المصدر: اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر،2008. علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني، 1913.سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.


شارك المقالة: