ما هو فيروس الورم الحليمي البشري

اقرأ في هذا المقال


فيروس الورم الحليمي البشري (Human papillomavirus): هو مجموعة أنواع من عائلة فيروسات الأورام الحليمية، وهي أكثر الفيروسات المنقولة جنسياً انتشاراً، حيث تُصيب الإنسان، ويمكن أن تُسبب له الثآليل التناسلية، أو السرطان.

وصف فيروس الورم الحليمي البشري

يمكن وصف فيروس الورم الحليمي البشري:

  • إن فيروس الورم الحليمي البشري هو فيروس دائري صغير، غير مغلف، ومزدوج الشريطة، ومكون من الحمض النووي DNA.

تركيب فيروس الورم الحليمي البشري

يتكون فيروس الورم الحليمي البشري من:

  • يتكون فيروس الورم الحليمي البشري من جينوم مكون من جزيء DNA دائري، مزدوج الشريطة، ويصل طوله إلى 8000 زوج قاعدي.
  • يتكون فيروس الورم الحليمي البشري من البروتينات والهيستونات، والتي تعمل على التفاف وتكثيف الحمض النووي.
  • يتكون فيروس الورم الحليمي البشري من الكابسيد، والذي يكون منتظماً هندسياً، وذو تناظر عشاري الوجوه، ويبلغ طولها من 55-60 نانومتر، ويتكون من 72 قسماً، ويكون 12قسم مرتب على شكل خماسي، و 60 مرتبة على شبكة سطحية عشارية الوجوه.
  • يتكون فيروس الورم الحليمي البشري من بروتينات مهمة هي: L1 و L2.

خصائص فيروس الورم الحليمي البشري

يمتلك فيروس الورم الحليمي البشري العديد من الخصائص، وهذه الخصائص هي:

  • إن فيروس الورم الحليمي البشري هو فيروس غير مغلف، حيث يكون الغلاف الخارجي أو الكابسيد غير مغطاة بغشاء دهني،  وهو من فيروسات الحمض النووي DNA ثنائي السلسة (dsDNA viruses).
  • يتكون فيروس الورم الحليمي البشري من عدة بروتينات أهمها : L1 و L2 .
  • يقوم بروتين L1  بلف الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري وتكثيفه.
  • يقوم بروتين L2 في فيروس الورم الحليمي البشري بتسهيل تغليف الجينوم الفيروسي في الفيروسات الناشئة، وفي دخول الفيروس المعدي إلى خلايا عائل جديدة، كما يُعتبر هذا البروتين هدف محتمل لعمل لقاحات ضد فيروس الورم الحليمي البشري.
  • ينتمي فيروس الورم الحليمي البشري لعائلة الفيروسات الحليمية، وهي عائلة مصنفة من المجموعة الأولى في تصنيف الفيروسات.
  • إن فيروس الورم الحليمي البشري هو اسم مجموعة شائعة جداً من الفيروسات التي تُصيب الإنسان، حيث يوجد أكثر من 170 نوع من هذا الفيروس، وتم تحديدها بالأرقام، وتوزيعها على خمسة أجناس هي: فيروس الورم الحليمي البشري ألفا (Alphapapillomavirus)، وفيروس الورم الحليمي البشري بيتا (Betapapillomavirus)، وفيروس الورم الحليمي البشري غاما (Gammapillomavirus)، وفيروس الموبابيلوما (Mupapillomavirus)، وفيروس النوبابيلوما (Nupapillomavirus).
  • إن الاسم العلمي لفيروس الورم الحليمي البشري هو Human papillomavirus، ويتم اختصاره HPV، مع تحديد الأرقام مثل HPV-1، وكل نوع يُسبب مرض معين.
  • يُعتبر فيروس الورم الحليمي البشري من الفيروسات المنقولة جنسياً، ولكن هناك أنواعاً منه قد تنتقل عن طريق نقل الدم، ومن الأم الحامل لجنينها، ومن خلال مشاركة الأشياء الملوثة به، ويمكن أن ينتقل عن طريق الأيدي الملوثة به.
  • يختفي فيروس الورم الحليمي البشري من تلقاء نفسه في غضون عامين دون مشاكل صحية، ولكن عندما لا يختفي ويبقى كامناً، يمكن عندها أن يسبب مشاكل صحية مثل الثآليل التناسلية والسرطان.
  • تنقسم أنواع فيروسات الورم الحليمي البشري والمنقولة جنسياً إلى فئتين هما: فيروسات منخفضة الخطورة، وفيروسات عالية الخطورة.
  • يمكن أن تتسبب فيروسات الورم الحليمي البشري منخفضة الخطورة في ظهور الثآليل على أي مكان في الجسم، مثل الأعضاء التناسلية، أو الشرج أو الفم أو الحلق أو حولها أو القدمين أو الأذرع أو الكتفين.
  • تظهر الثآليل التناسلية  على شكل نتوء صغير، أو مجموعة من النتوءات في منطقة الأعضاء التناسلية أو مناطق أخرى من الجسم، ويمكن أن تكون صغيرة أو كبيرة، مرتفعة أو مسطحة، أو على شكل قرنبيط.
  • يمكن أن تتسب فيروسات الورم الحليمي البشري عالية الخطورة أنواعاً مختلفة من السرطان ف أماكن عديدة من الجسم مثل عنق الرحم أو الفرج أو المهبل أو القضيب أو الشرج أو الفم أو اللوزتين أو الحلق أو الجلد أو الرئة أو الرقبة.
  • يستغرق حدوث السرطان الناتج عن فيروسات الورم الحليمي البشري سنوات، ولا توجد طريقة لمعرفة من سيصاب بالسرطان، ولكن إن ضغوط الحياة والأمراض المزمنة والمناعية تقلل من مناعة الإنسان، مما يؤدي إلى عدم القدرة على محاربة هذه الفيروسات، وبالتالي الإصابة بالسرطان.
  • يمكن تشخيص الأمراض الناتجة عن فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق خزعة من الخلايا أو الأنسجة المقشرة لسرطان الفم والبلعوم، أو عن طريق اختبار عنق الرحم لتشخيص سرطان الرحم، أو عن طريق أخذ خزعات من الأعضاء التناسلية الذكرية لتشخيص السرطانات، أو عن طريق الكشف عن الأجسام المضادة في عينات الدم لهذا الفيروس.
  • يمكن الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق استخدام الواقي الذكري، وإجراء اختبار مسحة عنق الرحم للنساء فوق 30 كل 5 سنوات، واستخدام الأشعة فوق البنفسجية والمطهرات غير المؤكسدة مثل بيروكسيد الهيدروجين القوي أو مناديل مبللة بثاني أكسيد الكلور، وذلك للقضاء على هذا الفيروس.

دورة حياة فيروس الورم الحليمي البشري

إن دورة حياة فيروس الورم الحليمي البشري تختلف باختلاف نوع هذا الفيروس، ولكنها تكون بشكل عام على النحو الآتي:

  • تكون عملية العدوى لفيروس الورم الحليمي بطيئة، وتستغرق من نصف يوم إلى يوم كامل  لبدء النسخ، وإن الأجسام المضادة تلعب دوراً رئيسياً في التحييد، بينما لا تزال الفيروسات موجودة على الغشاء القاعدي وأسطح الخلايا.
  • إن آفات فيروس الورم الحليمي البشري تنشأ من تكاثر الخلايا الكيراتينية القاعدية المصابة، وتحدث العدوى عندما تتعرض الخلايا القاعدية في العائل للفيروس المعدي من خلال حاجز طلائي مضطرب كما يحدث أثناء الجماع، أو بعد السحجات الجلدية البسيطة.
  •  يرتبط الفيروس بمستقبلات الخلية مثل ألفا إنتغرينات، والامينين، والملحق A2 [104]،  مما يؤدي إلى دخول الفيروسات إلى الخلايا الظهارية القاعدية من خلال الالتقام الخلوي، وتعد هذه احدى طرق دخول الفيروسات للخلية.
  • يتم إطلاق الجزيئات الفيروسية نتيجة تدهور الخلايا المتقشرة، ثميتم نقل الجينوم الفيروسي إلى النواة بواسطة آليات غير معروفة، ويثبت نفسه بعدد نسخ من 10-200 جينوم فيروسي لكل خلية.
  • يحدث تكرار ونسخ معقد عندما تبدأ الخلية الكيراتينية  في الانقسام، وتصبح متمايزة بشكل متزايد في الطبقات العليا من الظهارة.
  • يمتلك فيروس الورم الحليمي البشري القدرة على البقاء لعدة أشهر خارج الخلية، وفي درجات حرارة منخفضة، ولذلك يمكن للفرد المصاب بثآليل في الأقدام أن ينشر الفيروس عن طريق المشي حافي القدمين.

آلية إحداث فيروس الورم الحليمي البشري للسرطان

إن آلية إحداث فيروس الورم الحليمي البشري للسرطان تكون على النحو الآتي:

  • إن فيروسات الورم الحليمي البشري عالية الخطورة تتسبب في إحداث السرطان من خلال دمج جينومها في DNA للخلية، أو عن طريق ارتباط بروتيناتها مع بروتينات مهمة في الخلية.
  • تعمل بعض الجينات في فيروسات الورم الحليمي البشري  عالية الخطورة، مثل E6 و E7، كجينات  تعزز نمو الورم والتحول الخبيث.
  • ينتج جين E6 بروتيناً يرتبط بالبروتين p53 في خلية العائل، ويعطل نشاطه، وإن بروتين p53 هو بروتين مثبط للورم، ويوقف دورة الخلية ويمنع نمو الخلايا وبقائها عند حدوث تلف الحمض النووي، ولذا فإن تعطيل p53 بواسطة E6 يعزز الانقسام الخلوي غير المنظم، ونمو الخلايا، وبقاء الخلية، وخصائص السرطان.
  •  يحتوي E6  على علاقة وثيقة مع البروتين الخلوي المرتبط بالبروتين E6 (E6-AP)، والذي يشارك في مسار ubiquitin ligase، وهو نظام يعمل على تحلل البروتينات.
  • يربط E6-AP اليوبيكويتين بالبروتين p53، وبالتالي يتم وضع علامة عليه بسبب التحلل البروتيني.

المصدر: الكتاب"علم الفيروسات"المؤلف"مصطفى عبد العزير مصطفى"الكتاب"رحلة الإنسان مع الفيروس"المؤلف"سعد الدين عبد الغفار" الكتاب" الوجيز في الفيروسات الطبية"المؤلف"حسين ماهر البسيوني"Book"Basic Virology"Author"Edward K. Wagner


شارك المقالة: