من هو طائر الكروان ومعلومات عن صغاره

اقرأ في هذا المقال


كروان هو من مجموعة صغيرة من طائر الرمل وكلها في جنس نومينيوس (Numenius)، ويتعرف الباحثون على ثمانية أنواع مختلفة من الكروان حيث ذو المنقار النحيف وذو الفخذ الخشن والأوراسي والإسكيمو وذو المنقار الطويل والصغير وكروان الشرق الأقصى وومبرول، وجميع الأنواع الثمانية لها مناقير طويلة نحيفة تنحني قليلاً إلى الأسفل.

وصف الكروان

الأنواع المختلفة من هذه الطيور لها شكل جسم متشابه، ولكن ريشها وحجمها مختلفان، ولديهم أرجل طويلة نسبيًا بالنسبة لحجم أجسامهم ومنقار طويل ينحني قليلاً إلى أسفل، ويختلف لونها الدقيق من نوع إلى آخر، ولكن مثل معظم طيور الرمل فهي ذات ألوان باهتة لتندمج بشكل أفضل مع بيئتها، كما أنّها تختلف في الحجم، حيث يصل من 11 بوصة لبعض الأنواع إلى 25 بوصة لأنواع أخرى.

حماية طيور الكروان

هذه الطيور مخلوقات مثيرة للاهتمام، حيث كل نوع من هذه الطيور فريد من نوعه، فنوع الكروان طويل المنقار هو أكبر عضو في عائلة الرمل في أمريكا الشمالية، ومناقيرهم طويلة بشكل مثير للإعجاب، حيث يبلغ ارتفاعها ثماني بوصات، وعلى عكس معظم الطيور تترك إناث الكروان طويل المنقار الذكر لرعاية صغارها عندما يبلغون من العمر حوالي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، أما نوع ومبرول (Whimbrel) هي أكثر أنواع هذا الطائر شيوعًا، حيث يمتد مداها من أمريكا الشمالية إلى أوروبا وأجزاء من آسيا، وعندما يبرد الجو يبدأ البرد ويهاجر جنوبًا إلى إفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية.

بينما يعد نوع الكروان ذو المنقار النحيل هو واحد من نوعين من نوع الكروان على وشك الانقراض، ويسرد الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (IUCN – International Union for Conservation of Nature) بأنّ هذه الأنواع على أنّها مهددة بالانقراض، ويعتقد الباحثون أنّ هناك ما لا يقل عن 50 طيرًا بالغًا من طيور الكروان ذو المناقير النحيلة في البرية، ويعد أكثر التهديدات إلحاحًا هي الصيد وتدمير مناطق تكاثرها.

أما كروان الأسكيمو هو النوع الثاني على حافة الهاوية، حيث تسرد (IUCN) أيضًا هذا الطائر على أنّه مهدد بالانقراض، وخلال القرن التاسع عشر قتل الصيادون مليوني طائر سنويًا، مما أدى إلى انخفاض سريع في عدد السكان، وللأسف لم يتلق الباحثون أي مشاهدة مؤكدة منذ عام 1963 ويعتقدون أنّ هذا الطائر قد انقرض.

موطن الكروان

تفضل الأنواع المختلفة من هذه الطيور أنواعًا مختلفة من الموائل، حيث تعيش بعض الأنواع في العديد من أنواع الموائل المختلفة، بينما يعيش البعض الآخر في عدد قليل من النظم البيئية المختلفة، كما إنّهم يعيشون في موائل مختلفة خلال موسم التكاثر أكثر مما يعيشونه خلال فصل الشتاء، وبعض موائل التعشيش المفضلة لديهم هي الأراضي العشبية والبراري والمراعي وحتى الأراضي الزراعية المزروعة، وخلال فصل الشتاء تعيش هذه الطيور على الشواطئ والسهول الطينية ومصبات الأنهار وغيرها من النظم البيئية للمياه الضحلة.

توزيع الكروان

تنتشر بعض أنواع الطيور هذه على نطاق واسع وتتراوح مساحات شاسعة من الأرض، ويعيش البعض الآخر في منطقة صغيرة فقط أو يهاجرون بين منطقتين صغيرتين، وتقضي الأنواع المختلفة الصيف في نصف الكرة الشمالي بما في ذلك أمريكا الشمالية وأوراسيا، وتشمل بعض مواقع فصل الشتاء المختلفة أمريكا الجنوبية وأفريقيا وأستراليا والجزر المحيطة.

النظام الغذائي

الكروان هي آكلة اللحوم في المقام الأول على الرغم من أنّ بعض الأنواع تتغذى على الفواكه والتوت والبذور، ويستخدمون منقايرهم الطويلة للتحقيق في الطين والرمل وغيرها من الركائز الناعمة، وتشمل بعض عناصر الفرائس الأكثر شيوعًا الديدان ويرقات الحشرات والعناكب والخنافس والجنادب وغيرها، وعندما يكونون بالقرب من الماء فإنّهم يصطادون الأسماك الصغيرة وسرطان البحر والروبيان والديدان والقواقع.

الكروان والتفاعل البشري

يختلف التفاعل البشري من نوع لآخر، فبعض الأنواع مثل ومبرول وكروان المنقار الطويل لديها أعداد كبيرة من السكان، ولا يؤثر النشاط البشري عليها بشكل كبير، بينما الأنواع الأخرى مثل كروان المنقار النحيل وكروان الأسكيمو أقل حظًا بكثير في هذا الصدد، فعادة ما يكون الصيد هو السقوط الأساسي لهذه الطيور ثم يليه تدمير الموائل، وعادة ما يكون تدمير الموائل هو الأكثر ضررًا في مناطق تكاثرها الصيفي.

ولم يقم البشر بتدجين هذه الطيور بأي شكل من الأشكال فهو ليس حيوان أليف جيد، والعديد من الأنواع لديها أعداد متناقصة وكل طائر مهم لبقاء النوع، وفي معظم الأماكن يعد امتلاك الكروان كحيوان أليف أمرًا غير قانوني.

رعاية الكروان

تعيش بعض أنواع الكروان فقط في حدائق الحيوان، كما أصيب معظم الذين يعيشون في حدائق الحيوان في البرية، ولم يعد بإمكانهم البقاء على قيد الحياة بمفردهم، وفي هذه الحالات توفر حدائق الحيوان لهم إمدادًا مدى الحياة من الطعام وعلبة قريبة من بيئتهم الطبيعية قدر الإمكان، وتحتوي معظم حاوياتها على الكثير من المياه الضحلة والرمال الناعمة لتتغذى فيها، واعتمادًا على الأنواع يقوم حراس الحديقة بإطعامهم مجموعة متنوعة من الأسماك الصغيرة والروبيان والكريل والمحار وديدان الوجبة والصراصير والنظام الغذائي للحشرات.

سلوك الكروان

تختلف هذه الطيور في سلوكها الاجتماعي سواء بين الأنواع والأفراد، فهم يتغذون في الغالب خلال النهار ويتحركون على طول الأرض بمناقيرهم الطويلة، وتتغذى بعض الأنواع بمفردها بينما يتغذى البعض الآخر في قطعان صغيرة، وتحدث معظم السلوك الاجتماعي أثناء الهجرات وفي الشتاء، وبمجرد أن يختاروا بدقة منطقة ما يطيرون لمسافة قصيرة إلى منطقة التغذية المحتملة التالية.

التكاثر

تختلف استراتيجيات التكاثر من نوع لآخر، حيث تهاجر معظم الأنواع إلى مناطق التكاثر الشمالية خلال فصل الصيف وتعود جنوبًا لفصل الشتاء، وعادة ما تتشكل الأزواج لموسم التكاثر الكامل، وعادة ما يتكاثر الشركاء مع رفيق واحد فقط خلال هذا الوقت، وتضع الإناث ما معدله ثلاث أو أربع بيضات وتحتضن لمدة شهر تقريبًا قبل الفقس، وتبدأ الصغار في الطيران عندما تبلغ من العمر حوالي شهر وتستقل بعد فترة وجيزة.

ويتم صنع الأعشاش الأولى في شهر أبريل ومعظم الأعشاش تحتوي على بيضة بحلول الأول من مايو، ولكن المحاولة الفاشلة لتربية الحضنة قد تؤدي إلى محاولة ثانية لاحقة، وغالبًا ما يُرى الكروان عندما يبحثون عن الطعام في المروج الرطبة وأراضي المستنقعات، ولكنهم أكثر سرية في مواقع التعشيش الخاصة بهم، ويحتاج الكروان خلال موسم التكاثر إلى:

1- أرض التغذية والعلف، حيث المراعي الخشنة الرطبة مع أنياب النعام لتغذى وتتغذى، كما يستخدم البالغون منقايرهم الطويلة المميزة للبحث في الأرض عن الديدان واليرقات واللافقاريات.

2- يعد موقع التعشيش للكروان مكان ذو قيمة لدى هذا الطائر، فالكروان مخلصون لمواقع التعشيش الخاصة بهم، وسيبدأون في تكوين عش في العشب يبلغ ارتفاعه حوالي 20 سم إلى 30 سم حتى يتمكنوا من الاختباء من الحيوانات المفترسة، ولكنهم يضعون رؤوسهم فوق العشب ليروا ما يحدث، ولن يعشش الكروان في الحقول المكدسة بشكل كبير، ويعششون على أرض مستوية أكثر جفافا من الأرض التي يتغذون عليها، وعادة ما تكون بعيدة عن الأشجار والشجيرات العالية التي تأوي الحيوانات المفترسة.

3- أرض آمنة لتغذية صغارها في الأراضي العشبية الغنية باللافقاريات، ومجموعة من ارتفاعات المروج لتوفير المأوى وأماكن الاختباء من الحيوانات المفترسة، ولكنها ليست كثيفة بحيث يصعب على الفرخ التحرك خلالها.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: