هل تنتحر النسور

اقرأ في هذا المقال


لا شكّ أن الحيوانات مهما بلغت ذروة قوتها وبطشها وقدرتها على الركض أو الصيد أو الطيران لا بدّ وأن تصل إلى مرحلة النهاية الحتمية ألا وهي الموت، فالفيلة التي تصل من القوة والضخامة ما يفوق الخيال تموت، والأسود القوية التي تمكنت في زمن ما من امتلاك الغاية والهيمنة عليها تموت أيضاً، وحتى الأسماك والحيتان الضخمة مثل الحوت الأزرق الذي لا يمكن لنا تخيل قوته وحجمه الضخم يموت أيضاً، ولكن كيف تموت النسور التي تعتبر الأكثر قوة في عالم الحيوان؟

كيف تموت النسور

إذا تحدثنا عن الحيوانات القوية فقد نستذكر الأسود والدببة والتماسيح، وإذا ما تحدثنا عن الطيور الجارحة فلعلّ للنسور والصقور الحظ الأوفر من الحديث، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من مكانتها وهيبتها كونها من أكبر الطيور حجماً وأكثرها قدرة على الطيران والتحليق، ولكن هل تموت النسور كما هي حال الكثير من الحيوانات نتيجة الهرم أو المرض، أم أن لها طقوس أخرى تقوم بها في حال شعرت بأنها غير قادرة على الاستمرار؟

تعتبر النسور من الطيور الجارحة التي تعيش في المناطق المرتفعة، وهي طيور ترغب في الحصول على طعامها من خلال أكل بقايا الحيوانات والجيف، كما ويمكن لها صيد الحيوانات الصغيرة مثل القوارض والطيور الأخرى والأرانب والأفاعي وعدد كبير من الحشرات، وتعتبر النسور من الحيوانات التي تعيش لفترات طويلة من العمر، فهي تعيش في بعض الحالات لما يزيد على السبعين عام، ولكنّها وفي نهاية عمرها تشعر بالشيخوخة وعدم القدرة على الطيران برشافة، وتشعر بعدم القدرة في الحصول على الطعام.

عندما تصاب النسور بالأمراض التي لا ترجو منها الشفاء أو تبلغ من العمر ما يصل بها إلى حدّ العجز وعدم القدرة على الصيد فإنها تقوم بالانتحار، ولعلّ انتحار النسور لا يعتبر انتحاراً مخزياً أو عادياً فهي تقوم بالطيران إلى ارتفاعات شاهقة جداً وتقوم بالتحليق بعد أن تستجمع قواها بصورة رائعة، لتقوم بعد ذلك بإلقاء نفسها وضمّ جناحيها تاركة جسدها للهواء الطلق وبعد ذلك ترتطم بالأرض بصورة قوية لتنهي مشوار حياتها، إن ما تقوم به النسور لكونها لا ترغب بان تكون عالة على أحد ولا يمكنها أن تعيش في مجموعات جديدة لتموت محافظة على هيبتها بصورة فريدة.

المصدر: اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر. علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم.سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني.


شارك المقالة: