الأطراف المشاركة في صفقة القرن

اقرأ في هذا المقال


لقد نشرت وسائل الإعلام الإسرائيليّة بنوداً، حيث قالت إنَّها من الصفقة المعروفة إعلامياً بـصفقة القرن، أيضاً هي التي تبنتها الإدارة الأمريكيّة بقيادةِ دونالد ترامب لحلّ وتصفيّة القضية الفلسطينيّة. كما أنَّه قالت صحيفة ( يسرائيل هيوم ) العبريّة، إنَّ تلك الوثيقة بدأت بِعبارة “هذه هي بنود صفقة العصرِ المقتَرحة من الإدارةِ الأمريكيّة”.

الأطراف المشاركة في صفقة القرن:

من الأطراف المعنيّة في صفقة القرن:

  • الأردن.
  • مصر.
  • السعوديّة.
  • إسرائيل.
  • المملكة المتّحدة.

البنود الرئيسيّة التي تضمنتها صفقة القرن:

أولاً: أن تتنازل مصر عن 770 كيلومتراً مربعاً من أراضى سيناء لصالحِ الدّولة الفلسطينيّة المقتَرحة. أيضاً هذه الأراضى عبارة عن مستطيل، حيث يمتد بطولِ ساحل البحر المتوسط من مدينة رفح غربا، وحتى حدود مدينة العريش، أمّا الضلع الثانى فيصل طوله إلى ٣٠ كيلومتراً من غرب كرم أبوسالم، يمتد جنوبا بموازاة الحدود المصريّة الإسرائيلية. هذه الأراضي ٧٢٠ كيلومتراً مربعاً التى سوف يتم ضمها إلى منطقة غزَّة حيث تضاعف مساحة القِطاع ثلاث مَرَّات، حيث إنَّ مساحته الحالية تبلغ ٣٦٥ كيلومتراً مربعاً فقط.
ثانياً: منطقة الـ٧٢٠ كيلومتراً مربعاً توازي ١٢% من مساحة الضفة الغربية. وفي مقابل هذه المنطقة التى ستُضم إلى غزة، سوف يتنازل الفلسطينيون عن ١٢% من مساحة الضفة لتدخل ضِمن الأراضي الإسرائيليّة.
ثالثاً: إنَّ مُقابل الأراضي التى سوف تتنازل عنها مصر للفلسطينيّين، حيث تحصل القاهرة على أراضٍ من اسرائيل جنوب غربي النقب في منطقة وادي فيران. أيضاً المنطقة التى ستنقلها إسرائيل لمصر يمكن أن تصل إلى ٧٢٠ كيلومتراً مربعاً أو أقل قليلاً، لكنَّها تتقلَّص في مقابل كلّ المميزات الاقتصادية والأمنيّة والدوليّة التى سوف تحصل عليها القاهرة لاحقاً.

المكاسب التي ستحصل عليها الأطراف المعنيّة:

مصر:

إن مقابل استعداد مصر للتنازلِ للفلسطينيّين وليس لإسرائيل، عن جزءٍ من الأراضي المصريّة سوف تحقق مصر المكاسِب التالية:

  • مبدأ الأرض مُقابل الأرض، حيث تتسلَّم مصر قطعة أرض من إسرائيل في صحراءِ النقب .
  • مصر مَقطوعة جغرافياً عن القسم الرئيسي الشرقي من الشّرق الأوسط. فالبحرِ الأحمر يحدها من الشّرق والجنوب والبحر المتوسط يُحاصرها من الشّمال، لكي يحدث الترابط البريّ غير المتاح، سوف تسمح تل أبيب للقاهرة بشقِ نفقٍ يربط بين مصر والأردن.
  • سوف يتم مدّ خط سكك حديديّة وطريق سريع وأنبوبِ نفط، أيضاً تسير هذه الخطوط داخل الأراضي المصريّة بمحاذاة الحدود مع إسرائيل حيث تعبر هذه الخطوطِ الثلاثة النفق إلى الأردن، من ثمَّ تتشعب باتجاه الشَّمال الشرقي لتغذي، كلّ من الأردن والعراق وإلى الجنوبِ باتجاه السعوديّة ودول الخَليج.
  • سوف يقرر العالم ضخّ استثماراتٍ كبرى في مصر في مشروعات ضَخمة لتحلية وتنقية المياه، ذلك عبر البنك الدولي ومؤسَّساتٍ مشابهة.
  • موافقة إسرائيل على إجراءِ تغييراتٍ محددة، في المُلحق العسكريّ من اتفاقيّة السّلام.
  • موافقة الدّول الأوروبيّة وخاصَّة فرنسا، على بناءِ مفاعلاتٍ نووية في مصر لإنتاج الكهرباء.
  • تحتفظ القاهرة بحقّها في الدعوة لمؤتمرِ سلامٍ دولي في مصر، حيث تستعيد دفعة واحدة، مَكانتها الدوليّة المهمَّة التى كانت تتمتع بها قبل عام ١٩٦٧ .

الأردن:

عندما نقارن هذهِ التسويّة بالحلّ العادي القائم على فكرةِ ومبدأ دولتين لِشعبين داخل الأراضي الفلسطينيّة، هنا يمكننا أن نكتشف أربع مُميزات للتسويّة الجَديدة حيث يمكن عرضها كالاتي:

  • إنَّ هذا التّقسيم المتوازن للأراضي بين منطقة غزَّة والضفَّة، يمنح الدّولة الفلسطينيّة فرصاً كبيرة جداً للإستمرارِ والتطور والنمو، فبهذا يمكن الوصول إلى تسويّة سلميّة ومستقرة وغير معرَّضة للانهيار أبداً.
  • مشاركة الدّول العربية خاصَّة مصر والأردن، في الحلّ هذا يمثل دلالة إيجابيّة، حيث يخلق ثقة أكبر في الحفاظِ على الاتفاقيَّة وعدم نقضها .
  • إنَّ هذه التَّسويّة الإقليميّة لا تنفي ضرورة توفير معبرٍ آمن بين منطقة غزَّة والضفّة الغربيّة، لكنّها تقلل من أهمية المعبر، أيضاً تعمل على تقلُّص حجم الحَركة فيه. حيث يبقى المعبر الآمن سبيلاً للتنقلِ بين الضفة والقِطاع، لكنّ غالبيّة حركة البشر والبضائع بين غزة والعالم العربي، سوف تنطلق عبر منظومة الطّرق ووسائلِ المواصلات الجديدة التي سوف تربط غزَّة الكبرى بالعالم.

الأطراف الأخرى:

أنَّ غالبيّة حجم التّجارة بين أوروبا ودول الخليج والعراق والسعودية، تتم عبر سفنٍ تعبر من قناةِ السويس أو عبر سفنٍ ضَخمة، حيث تضطر بسبب حجمها للدورانِ حول قارة أفريقيا. إنَّ هذان الطريقان البحريان غير مفيدين، لكن بسبب عدم وجودِ ميناء عصري على ساحلِ المتوسط وعدم وجود شبكة مواصلات قويّة وآمنة لا يوجد هناك بديل عنهما.
بالتالي إذا أقيم على ساحلِ المتوسط وفي غزة الكبرى ميناء عصريّ مزود بتكنولوجيا مُشابهة للتكنولوجيا المُستخدمة في ميناءِ سنغافورة، أيضاً إذا تفرَّعت منه شبكة طرقٍ جيدة جنوباً وشرقاً وخط سكك حديديّة وتمّ زرع أنبوب نفط، فإنَّه من الممكن دفع حركة تجارة نَشطة وتخفيض تكلفّة السِّلع. لن يأتي تمويل هذه المشروعات من الدّول التى ستسير في أراضيها هذه البنيّة التحتيّة فقط، بل إنَّما ستشارك أيضاً الدّول الغربية في التمويلِ أيضاً.

المصدر: صفقة القرن: الغموض غير البناء، سعيد عكاشةالقضية الفلسطينية، انس عبدالرحمنالسياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، أحمد جواد الوادية


شارك المقالة: