ما هو مصطلح التمييز الإيجابي؟

اقرأ في هذا المقال


التمييز الإيجابي يعد اعتماد مبدأ التفضيل أو آليات الاسترداد المناسبة في التعامل مع الأقليات، وهي سياسات تدرس عوامل مثل: العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو التوجه الجنسي أو الأصل في الاعتبار. يعد ذلك من أجل التمييز بين الفئات المهمشة في العمل أو التعليم أو الأعمال التجارية؛ وذلك بسبب السعي لإصلاح التمييز الممارس ضدهم في السابق.

لمحة عن مصطلح التمييز الإيجابي:

تختلف طبيعة سياسات التمييز الإيجابية من بلد إلى آخر في بعض البلدان مثل: الهند يتم استخدام نظام الحصص، حيث يتم حجز نسبة معينة من الوظائف الحكومية والمناصب السياسية والمقاعد المدرسية لأعضاء مجموعة معينة، وفي بعض البلدان الأخرى، حيث لا يتم استخدام نظام الحصص التفضيل بالنسبة لأولئك الذين ينتمون إلى الأقليات أو لديهم اعتبارات خاصة في عملية الاختيار.
لذلك تمنح العديد من الدول مثل: الهند الأفراد المنتمين إلى الفئات المحرومة الحضانة السياسية والوظائف المهنية والتعليمية وتتفاوت هذه النسبة، حيث تصل إلى 30٪ في الهند لكنها قد تصل إلى 70٪ في تاميل نادو فقط.
في الولايات المتحدة يعد التمييز الإيجابي في التوظيف والتعليم موضوعاً للجدل على الصعيدين السياسي والقانوني، ففي سنة 2003 سمحت المحكمة العليا للولايات المتحدة في قضيتي غيرتر ضد بولينجر وجراز ضد بولينجر للمؤسسات التعليمية باعتبار العرق عاملاً عند قبول الطلاب لكنها حظرت استخدام نظام الحصص.
في بلدان أخرى مثل: المملكة المتحدة يعتبر التمييز الإيجابي غير قانوني؛ لأنه لا يتعامل مع جميع الأعراق على قدم المساواة ويوصف هذا النهج تجاه المساواة بأنه “عمى الألوان”، وفي هذه البلدان ينزع التركيز إلى ضمان تكافؤ الفرص فمثلاً: حملات إعلانية تهدف إلى تشجيع المرشحين من الأقليات العرقية على الالتحاق بقوات الشرطة ويوصف ذلك أحياناً بـ “العمل الإيجابي”.

أصل مصطلح التمييز الإيجابي:

تم استعمال المصطلح لأول مرة في الولايات المتحدة في الأمر التنفيذي 10925 ووقعه الرئيس جون ف. كينيدي في 6 مارس 1961 وقد استخدم للترويج للتدابير التي تهدف إلى عدم التمييز، حيث تضمنت بنداً ينص على أنه يجب على المتعاقدين الحكوميين تطبيق تمييز إيجابي لضمان توظيف المتقدمين ومعاملة الموظفين أثناء العمل بغض النظر عن عرقهم أو عقيدتهم أو لونهم أو بلدهم الأصلي.
في سنة 1965 أصدر الرئيس ليندون جونسون الأمر التنفيذي رقم 11246 الذي يطالب أرباب العمل الحكوميين باتباع طريقة “التمييز الإيجابي” في التوظيف بغض النظر عن الديانة أو العرق أو الأصل القومي، وقد منع هذا أرباب العمل من التمييز ضد الأفراد المنتمين إلى الفئات المحرومة. في سنة 1968 تم إضافة نوع الجنس مدرج في قائمة مناهضة التمييز وهناك إجراءات مماثلة في بلدان أخرى مثل: سياسة “المحافظة” في الهند و “التمييز الإيجابي” في المملكة المتحدة و “المساواة في العمل” في كندا.

هدف مصطلح التمييز الإيجابي:

الهدف من التمييز الإيجابي هو تعزيز تكافؤ الفرص، ويتم ذلك في الوظائف الحكومية والمؤسسات التعليمية لضمان إدراج الأقليات في المجتمع في جميع البرامج، حيث يبرر التمييز الإيجابي على أنه يساعد في التعويض عن التمييز والاضطهاد والاستغلال السابق للطبقة الحاكمة في الثقافة فضلاً عن تعريف التمييز الحالي ويجادل مؤيدو التمييز الإيجابي خاصة في الولايات المتحدة بأن تنفيذ السياسة له ما يبرره بسبب آثاره المتنوعة.

السياسات العالمية حول مصطلح التمييز الإيجابي:

تنص الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة صور التمييز العنصري (في المادة 2.2) على أن سياسات التمييز الإيجابية قد تكون مطلوبة من الدول التي وقعت على الاتفاقية من أجل تصحيح التمييز المنهجي، مع ذلك ينص على أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال إدراج مثل هذه البرامج نتيجة لرعاية الحقوق غير المتساوية أو المنفصلة للمجموعات العرقية المختلفة بعد تحقيق الأهداف المرتبطة بها.
تنص لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان / الحيوان على أن مبدأ المساواة يتطلب أحياناً أن تلتزم الدول الأطراف باتخاذ إجراءات إيجابية؛ من أجل تقليل أو القضاء على المواقف التي تسبب أو تساعد في إدامة التمييز الذي يحظره الميثاق، على سبيل المثال في بلد ما عندما تمنع الظروف العامة لجزء معين من السكان أو تعيق تمتعهم بحقوق الإنسان يفضل أن تتخذ الدولة إجراءات محددة لتصحيح تلك الظروف، فقد يتضمن هذا الإجراء منح ذلك الجزء من السكان المعنيين معاملة إيجابية في مسائل محددة مقارنة ببقية السكان.

المصدر: حرب من أجل روح أمريكا، Andrew Hartmanحرية – مساواة – اندماج اجتماعي، مراد ديانيالإنتخابات والتحولات الديمقراطية في العالم العربي، مركز القدس للدراسات السياسيةالتعليم على مستوى المواطنة وآخرون حقوق الإنسان، المصلوحي


شارك المقالة: