ما هو مصطلح السياسة المستيقظة؟

اقرأ في هذا المقال


بحلول أواخر سنة 2010 تم اعتماد (Woke) كمصطلح عام أكثر عمومية، حيث يرتبط على نطاق واسع بالسياسة اليسارية والقضايا الاجتماعية الليبرالية والثقافية، مع استخدام مصطلحات الثقافة وأيقظت السياسة. لقد كان أيضاً موضوع الميمات والاستخدام السخرية والنقد واستخدامه على نطاق واسع منذ سنة 2014 هو نتيجة لحركة (Black Lives Matter).

مفهوم مصطلح السياسة المستيقظة:

هو مصطلح سياسي نشأ في الولايات المتحدة يشير إلى الإدراك المتصور للقضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والعدالة العرقية، وهي مشتقة من التعبير باللغة الإنجليزية العامية الأمريكية الإفريقية “ابق مستيقظاً” الذي يشير جانبه النحوي إلى الوعي المستمر بهذه القضايا.

تاريخ مصطلح السياسة المستيقظة:

ظهر مصطلح الاستيقاظ الواسع لأول مرة في الثقافة السياسية والإعلانات السياسية خلال الانتخابات الرئاسية سنة 1860 لدعم أبراهام لنكولن. لقد صقل الحزب الجمهوري الحركة لمعارضة انتشار العبودية بشكل أساسي، كما هو موصوف في حركة الصحوة الواسعة.
تسجل قواميس أكسفورد الاستخدام الواعي سياسياً في وقت مبكر في سنة 1962 في مقالة “إذا كنت تستيقظ عليك حفرها” بقلم ويليام ملفين كيلي في صحيفة نيويورك تايمز وفي مسرحية غارفي ليفز سنة 1971 بقلم باري بيكهام الذي يقرأ: “كنت أنام طوال حياتي والآن بعد أن أيقظني السيد غارفي سأبقى مستيقظاً وسأساعده في إيقاظ أشخاص سود آخرين”. لقد كان غارفي نفسه قد حث جماهيره في أوائل القرن العشرين “استيقظوا إثيوبيا استيقظوا أفريقيا”.
في وقت سابق سجل جيه سوندرز ريدينغ تعليقاً من مسؤول أمريكي من أصل أفريقي، متحد لعمال المناجم في سنة 1940 قال فيه: “دعني أخبرك يا صديقي الاستيقاظ مشهد أصعب من النوم لكننا سنبقى مستيقظين لفترة أطول”. ليد بيلي يستخدم العبارة قرب نهاية تسجيل أغنيته “سكوتسبورو بويز” لسنة 1938، بينما يشرح عن الحادث الذي يحمل الاسم نفسه قائلاً: “أنصح الجميع بتوخي الحذر قليلاً عندما يمضون هناك ويبقون مستيقظين ويفتحون أعينهم”.

استخدام مصطلح السياسة المستيقظة:

ظهر أول استخدام حديث لمصطلح الاستيقاظ في أغنية “Master Teacher” من ألبوم (New Amerykah Part One)، الحرب العالمية الرابعة 2008 لمغنية الروح (Erykah Badu)، حيث إنه وطوال الأغنية يغني بادو عبارة: “أنا أبقى مستيقظاً”، وعلى الرغم من أن العبارة لم يكن لها أي صلة بعد بقضايا العدالة فإن أغنية (Badu) تنسب إليها الصلة اللاحقة بهذه القضايا.
إن “البقاء مستيقظاً” بهذا المعنى يعبر عن الجانب النحوي المستمر والمعتاد للغة الإنجليزية العامية الأمريكية الأفريقية: في جوهرها أن تكون دائماً مستيقظاً أو أن تكون يقظاً دائماً. بدأ مفهوم “الاستيقاظ” في أواخر سنة 2010 رداً على استخدام المحافظين لمصطلح “حبوب منع الحمل الحمراء”، فالمحافظ الذي تم “استيقظه” هو بمثابة “استيقظ” لليسار.

مصطلح السياسة المستيقظة في الثقافة الشعبية:

ضمنياً في مفهوم الاستيقاظ هو فكرة أنه يجب اكتساب هذا الوعي، ففي سنة 2012 بدأ مستخدمو (Twitter) بما في ذلك (Badu) باستخدام “استيقظ” و “ابق مستيقظاً” فيما يتعلق بقضايا العدالة الاجتماعية والعرقية وظهر #StayWoke باعتباره علامة تصنيف مستخدمة على نطاق واسع.
لقد حرض Badu على هذا باستخدام أول استخدام مشحون سياسياً لهذه العبارة على Twitter. من وسائل التواصل الاجتماعي ودوائر النشطاء انتشرت الكلمة إلى الاستخدام السائد على نطاق واسع على سبيل المثال: في سنة 2016 طرح عنوان مقالة بلومبيرج بيزنس ويك “?Is Wikipedia Woke” في إشارة إلى قاعدة المساهمين البيض بشكل كبير في الموسوعة عبر الإنترنت.

الاستخدام الحديث لمصطلح السياسة المستيقظة:

بحلول أواخر سنة 2010 كان مصطلح الاستيقاظ يشير إلى جنون العظمة الصحي خاصة فيما يتعلق بقضايا العدالة العرقية والسياسية وتم اعتماده كمصطلح عام أكثر عمومية وكان موضوع الميمات، على سبيل المثال حددتها MTV News على أنها كلمة عامية رئيسية للمراهقين لسنة 2016. في مجلة نيويورك تايمز أثارت أماندا هيس مخاوف من أن الكلمة قد تم تخصيصها ثقافياً وكتبت :تم بناء اللغز عندما يطمح البيض للحصول على نقاط للوعي فإنهم يسيرون مباشرة في مرمى التقاطع بين الحلفاء والتملك”.

استقبال مصطلح السياسة المستيقظة:

تعرضت الكلمة ومفهوم ثقافة الاستيقاظ أو السياسة المستيقظة إلى محاكاة ساخرة وانتقادات من قبل المعلقين من الخلفيات المحافظة والتقدمية، الذين وصفوا المصطلح بأنه أصبح ازدرائياً أو مرادفاً لسياسات الهوية الراديكالية والإيقاع العرقي والأشكال المتطرفة من السياسة الصواب وثقافة الاستدعاء عبر الإنترنت والرقابة وإشارات الفضيلة وكجزء من حرب الثقافة العامة، كما واجهت رد فعل عنيف بسبب تأثيرها السلبي الملحوظ على الأوساط الأكاديمية إعلانات الشركات ووسائل الإعلام.

المصدر: سعادة والفكر السياسي، عيسى اليازجيآفاق الفكر السياسي من صارغون حتى سعادة، عيسى اليازجيأسباب خلع السلطان عبد الحميد الثاني، يوسف حسين عمرالانفجار الماسوني، محمد نمر المدني


شارك المقالة: