ما هو مصطلح معاملة بالمثل؟

اقرأ في هذا المقال


في العلاقات والمعاهدات الدولية تحدد المعاملة بالمثل المنافع والامتيازات والعقوبات التي تمنح من خلال الدولة للمواطنين أو الكيانات القانونية في دولة أخرى، ويتم الحصول على مزايا مماثلة في المقابل، على سبيل المثال لقد تم استخدام المعاملة بالمثل لتقليل التعريفات ومنح حقوق التأليف والنشر للكتاب الأجانب والاعتراف المتبادل بالأحكام وإنفاذها وتخفيف قيود السفر ومتطلبات التأشيرة، كما يسود مبدأ المعاملة بالمثل على الاتفاقيات المتعلقة بتسليم المطلوبين قانوناً إلى العدالة.

التعامل بالمثل المحدد والمنتشر:

تميز العديد من النظريات بين الأشكال “المحددة” للمعاملة بالمثل و “المعاملة بالمثل المنتشرة” (Keohane 1986)، بينما تمثل مفاوضات التجارة الدولية مبدأ المعاملة بالمثل كما هو موضح أعلاه، فإن المعاملة بالمثل المنتشرة تشير إلى إنشاء الثقة، لذلك من خلال التعاون الدائم في “المجتمع الدولي” ينظر إلى الدول على أنها تبني معايير سلوك مقبولة بشكل عام.

كما تلقي هذه المعايير العامة ضغوطها المعيارية على الإجراءات التي تتخذها الدولة من خلال المساهمة في تطوير الالتزامات طويلة الأجل بين الدول التي تسعى جاهدة لتحقيق التعاون، هكذا في نظام المعاملة بالمثل الواسع الانتشار لا تحتاج الدول إلى البحث عن المزايا الفورية التي تضمنها المعاملة بالمثل المحددة، ولكن يمكنها التصرف بثقة؛ لأن إجراءاتها التعاونية ستؤتي ثمارها على المدى الطويل.

مبدأ المعاملة بالمثل في العلاقات السياسية:

المعاملات الدبلوماسية بين الدول والكيانات المختلفة أو من يمثلها هو المبدأ الذي يفترض بموجبه أن يعامل كل طرف الآخر بنفس الطريقة التي يتعامل بها الآخر معه، هذا لأن السلوك الدبلوماسي خاصة في المجال المراسمي أو الاحتفالي على وجه الخصوص هو في النهاية شكل من أشكال التعبير الرمزي الذي يمكن تفسيره من حيث ما يعنيه، إما الاحترام والتقدير والاعتبار من جهة أو لا سمح الله الاحتقار والاستخفاف والتجاهل من ناحية أخرى.

لا شك في أن مبدأ المعاملة بالمثل هذا له علاقة وثيقة مع مجموعة من القيم والمبادئ الإنسانية العامة والمطلقة التي تنظم جميع الثقافات والمجتمعات البشرية، مثل: الاهتمام باحترام الذات، الشعور بالمساواة بين البشر من حيث الإنسانية النقية والاستعداد للحفاظ على كرامة النفس وكبرياءها، الانتقام لمن يسعى عمداً إلى الإساءة إلى هذا الشرف والكرامة وفي المقابل: الميل للتعبير عن الامتنان والامتنان والولاء،مكافأة النعمة بالنوع يجتمع مع الاحترام والتقدير مع نفسه.

المصدر: العلاقات الدولية للمملكة العربية السعودية، محمد بن عمر آل مدني الإدريسيالعلاقات الدولية في ظل النظام العالمي الجديد، عبد السلام جمعة زاقود العلاقات الدولية والمعارك الاقتصادية، حسام عبد العالقانون العلاقات الدولية، عبد الواحد ناصر


شارك المقالة: