ما هي أفواج المقاومة اللبنانية؟

اقرأ في هذا المقال


لقد شهدت الحركة تجدداً شعبياً بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان سنة 1978، كما قدمت الثورة الإيرانية 1978 تزاحماً للحزب الذي يمثل الحركة بأغلبية قليلة وأكبر حزب شيعي في البرلمان، حيث تتمتع حركة أمل بتحالف وثيق مع الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله. لقد تم استخدام الاسم الحالي للحركة “أمل” مشتقاً من “كتائب المقاومة اللبنانية”.

مفهوم أفواج المقاومة اللبنانية:

حركة أمل أو كتائب المقاومة اللبنانية: هي حركة وحزب سياسي لبناني مرتبط بالطائفة الشيعية في لبنان، أسسها الإمامان موسى الصدر والحسين الحسيني تحت اسم “حركة المحرومين” سنة 1974. لقد حظيت حركة أمل باهتمام البيئة الشيعية في البلاد بعد اختفاء مؤسسها موسى الصدر في ليبيا.

تأسيس أفواج المقاومة اللبنانية:

تأسست ميليشيا أمل في سنة 1975 كجناح عسكري لحركة المحرومين، وهي حركة سياسية شيعية أسسها موسى الصدر وحسين الحسيني. لقد أصبحت واحدة من أهم الميليشيات الإسلامية الشيعية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، حيث نمت حركة أمل بقوة بدعم من سوريا ومن خلال علاقاتها معها واللاجئين الداخليين الشيعة، البالغ عددهم 300 ألف من جنوب لبنان بعد القصف الإسرائيلي في أوائل الثمانينيات.
كانت أهداف حركة أمل العملية هي اكتساب احترام أكبر للسكان الشيعة في لبنان وتخصيص حصة أكبر من الموارد الحكومية، للجزء الجنوبي من البلاد الذي يهيمن عليه الشيعة، وفي عزها كان لدى الميليشيا 14000 جندي، حيث خاضت أمل حركة واسعة (حرب المخيمات) ضد اللاجئين الفلسطينيين أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.
بعد حرب المخيمات خاضت أمل معركة دامية ضد حزب الله الشيعي المنافس، للسيطرة على بيروت مما أدى إلى تدخل عسكري سوري. لقد تم تشكيل حزب الله نفسه من قبل أعضاء متدينين من حركة أمل، الذين غادروا بعد تولي نبيه بري السيطرة الكاملة والاستقالة اللاحقة، لمعظم كبار أعضاء حركة أمل الأوائل.

ميثاق أفواج المقاومة اللبنانية:

تعود جذور حركة المحرومين أمل في لبنان عبر الزمن مع وجود الإنسان منذ وجوده، وطموح نحو حياة أفضل يدفعها لمواجهة كل ما يفسد حياته أو يجمد مواهبه أو يهدد مستقبله. لذلك فهي الحركة الإنسانية العامة في التاريخ يقودها الأنبياء والأولياء والمصلحون ويدفعهم المجاهدون، وأغنى الشهداء الخالدين وهذا الترابط العميق عبر التاريخ والمرافقة الشاملة حول العالم. هذه التجربة الحية للإنسان وكل إنسان، حيث تقوي حركة المحرومين أمل في لبنان وتنير طريقها وتضمن استمرارها ونجاحها.

مبادئ ميثاق أفواج المقاومة اللبنانية:

بدأت تدخل التاريخ مرة أخرى من خلال قسمه الواسع من التفاعلات، وعندما نحاول رسم ملامح هذه الحركة نجد الأبعاد التالية:

المبدأ 1: تقوم هذه الحركة على الإيمان بالله في معناه الحقيقي وليس بمعناه المجرد، فهو أساس كل أنشطة حياتنا وعلاقاتنا الإنسانية وهو الذي يجدد عزمنا وثقتنا باستمرار. أيضاً يزيد من طموحنا ويحافظ على سلوكنا، حيث يعتمد على أساس الإيمان بالإنسان في وجوده وحريته وكرامته الحقيقة، هي أن الإيمان بالإنسان هو البعد الأرضي للإيمان بالله وهو بعد لا يمكن فصله عن البعد المتعالي وتؤكد الينابيع الأصلية للأديان هذا باستمرار.
المبدأ 2: أما تراثنا العظيم في لبنان وفي الشرق كله المليء بالتجارب الإنسانية الناجحة والمشرق بالبطولة والتضحيات، والمليء بالحضارات والقيم فهو الذي يرسم الخطوط التفصيلية للطريق ويؤكد أصالتنا، وتعطي سبباً واضحاً لوجودنا ودعماً أكيداً لمشاركتنا الحضارية ورغبتنا الراسخة في الكمال والتقدم، وإيماننا بوحدة الأسرة البشرية وتفاعلها.
المبدأ 3: حركة المحرومين أمل بدءاً من هذه المبادئ، يؤمن بالحرية الكاملة للمواطن ويحارب بلا هوادة كل أنواع القهر بما في ذلك الاستبداد والإقطاع والاستبداد وتقسيم المواطنين.
المبدأ 4: الحركة ترفض الظلم الاقتصادي وأسبابه مثل: احتكار واستثمار الإنسان لإخوانه وتحول المواطن إلى المستهلك والمجتمع إلى تجمع المستهلكين، وحصر الأنشطة الاقتصادية على العمل الربوي والتحول إلى سوق للإنتاج العالمي. تؤمن الحركة بأن توفير الفرص لجميع المواطنين، هو أبسط حقوقهم في الوطن وأن العدالة الاجتماعية الشاملة واجب الدولة الأول.
المبدأ 5: حركة أفواج المقاومة اللبنانية حركة تتشبت بسيادة الوطن، وسلامة الوطن وتواجه الاستعمار والاعتداءات والطموحات على لبنان. ترى هذه الحركة أن التمسك بالسيادة على المصالح الوطنية وتحرير الأرض العربية، وحرية أبنائها من صميم واجباتها الوطنية التي لا تنفصل عنها.
والغني عن البيان أن الحفاظ على جنوب لبنان والدفاع عن تنميته هو جوهر وأساس الوطنية، فالوطن لا يستطيع أن يعيش بدون الجنوب ولا يصور المواطنة الحقيقية دون الولاء للجنوب.
المبدأ 6: فلسطين الأرض المقدسة التي تعرضت ولا تزال لجميع أنواع الظلم، هي في صميم حركتنا وعقلنا وأن السعي لتحريرها هو أول واجباتنا والوقوف إلى جانب شعبها، والحفاظ على مقاومتها والتلاحم معها شرف الحركة وإيمانها، لا سيما أن الصهيونية هي التهديد الفعلي والمستقبلي للبنان والقيم التي نؤمن بها.
المبدأ 7: لا تصنف هذه الحركة المواطنين ولا ترفض التعاون مع أفراد أو جماعات شرفاء تريد بناء لبنان أفضل. فهي ليست حركة طائفية أو عمل خيري أو نصح ولا تهدف إلى تحقيق مكاسب جماعية، إذ أنها تدرس الحلول وتتحرك لها فوراً وتحارب إلى جانب المحرومين حتى النهاية، لذلك فهي ترى أنها حركة كل اللبنانيين الشرفاء الذين يخشون الحرمان في حاضرهم والذين يهتمون بمستقبلهم.

شروط العضوية في أفواج المقاومة اللبنانية:

  • الإيمان بميثاق الحركة والعمل على تطبيق المبادئ والتحلي بالانضباط لجهة احترام القيادة وتطبيق قوانينها.
  • أن يكون بالغاً وراشداً.
  • أن لا يكون منتمياً إلى أي حزب أو تنظيم أو قوة سياسية غيرها، أما إذا كان الراغب منتمياً إلى حزب سياسي أو أي قوة تنظيمية وقام بتوقيف نشاطه، فيجب عيه أن يثبت انسحابه من الحزب من خلال الممارسة الفعلية للقواعد، والأسس المبدئية للحركة كما يجب تجاوزه مرحلة الاختبار لمدة 6 أشهر.
  • أن يندمج قلباً وقالباً بقواعد الحركة وأهدافها، وأن يكون مثالاً لهذه المبادئ والأهداف أمام الجميع.
  • أن يكون مدرباً عندما يكون صحيح الجسم.
  • أن يتحلى بكافة الصفات الخلقية والتربوية والاجتماعية المناسبة.
  • أن يقسم اليمين الحركي، أمام القائد أو من يفوضه القائد.
  • أن يقوم بالموافقة على عضويته المكتب التنظيمي، ويقوم بتسجيل اسمه في سجل هذا المكتب بعد تقديم طلب خطي موقع منه.

مليشيات أفواج المقاومة اللبنانية:

في نيسان سنة 1985 انضمت ميليشيات أمل إلى تحالف مدعوم من سوريا، مع ميليشيات التنظيم الشعبي الناصري والمرابطون والحزب التقدمي الاشتراكي الدرزي، التي هزمت القوات اللبنانية المسيحية لإقامة جسور في الدامور. لقد كانت حرب المخيمات سلسلة من المعارك، في منتصف الثمانينيات بين حركة أمل وجماعات فلسطينية. لقد دعم الحزب التقدمي الاشتراكي (PSP) وحزب الله الفلسطينيين، بينما دعمت سوريا حركة أمل.
على الرغم من طرد معظم المسلحين الفلسطينيين خلال الغزو الإسرائيلي سنة 1982، بدأت الميليشيات الفلسطينية تستعيد موطئ قدمها بعد الانسحاب الإسرائيلي أولاً من بيروت ثم صيدا وصور. نظرت سوريا إلى هذا الإحياء ببعض القلق: رغم أنه في نفس المعسكر الإيديولوجي، لم يكن لدى دمشق سيطرة تذكر على معظم المنظمات الفلسطينية، وكانت تخشى أن يؤدي حشد القوات الفلسطينية إلى غزو إسرائيلي جديد. علاوة على ذلك لم يكن نظام الأقلية العلوية في سوريا مرتاحاً أبداً، للميليشيات السنية في لبنان المتحالفة تقليدياً مع مصر والعراق. في لبنان كانت العلاقات الشيعية الفلسطينية متوترة للغاية منذ أواخر الستينيات.
بعد انسحاب القوة المتعددة الجنسيات من بيروت في فبراير 1984، سيطرت أمل و PSP على غرب بيروت وبنت أمل عدداً من البؤر الاستيطانية حول المخيمات في بيروت وكذلك في الجنوب. في 15 أبريل سنة 1985 هاجمت حركة أمل والحزب الاشتراكي المرابطون، وهي الميليشيا السنية اللبنانية الرئيسية وأقرب حليف لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان.
لقد هُزمت قوات المرابطون بعد أسبوع من القتال العنيف ونفي قائدهم إبراهيم قليلات. في 19 مايو سنة 1985 اندلع قتال عنيف بين أمل والفلسطينيين، للسيطرة على مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة (كلها في بيروت). على الرغم من مساعيها لم تستطع أمل السيطرة على المخيمات، حيث لا يزال عدد القتلى غير معروف مع تقديرات تتراوح من بضع مئات إلى بضعة آلاف. لقد أدى هذا بالإضافة إلى الضغط السياسي الشديد من جامعة الدول العربية إلى وقف إطلاق النار في 17 يونيو.
ظل الوضع متوتراً واندلعت المعارك مرة أخرى في سبتمبر 1985 ومارس 1986، أما في 19 مايو 1986 اندلع قتال عنيف مرة أخرى. على الرغم من الأسلحة الجديدة التي قدمتها سوريا، لم تستطع أمل السيطرة على المخيمات. لقد تم الإعلان عن العديد من وقف إطلاق النار لكن معظمها لم يستمر أكثر من بضعة أيام، حيث بدأ الوضع يبرد بعد أن نشرت سوريا بعض القوات في 24 يونيو 1986.

حل أفواج المقاومة اللبنانية:

عند انتهاء الحرب في تشرين الأول 1990 أمرت الحكومة اللبنانية في 28 مارس 1991، قوات مليشيا أمل العاملة في العاصمة والبقاع بحل أسلحتها الثقيلة وتسليمها بحلول 30 أبريل كما نصت عليه اتفاقية الطائف، قرار جاء بعد أشهر قليلة من إعلان قيادة الحركة بالفعل حل قوتها العسكرية.

المصدر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، احمد عبد الموجودالوثائق الفلسطينية لسنة 2007، د. محسن صالحمن سرق المصحف؟، رفعت السيد أحمدالوعد الصادق يوميات الحرب السادسة، محمد حسين بزى


شارك المقالة: